هل أنت في صف الأغلبية

هنادي الشيخ نجيب

[email protected]

أففففف...كم أشعر بالملل...

ياه...سئمت طول هذا اليوم...

مممم...لا أجد شيئاً أفعله...سأخرج لتمضية بعض الوقت!

بعد ترداد هاتيك العبارات التي تنمُّ عن ذهنية متراخية وعقلية مترهلة ؛متى سيجد الإنجاز مقعده بين آلاف اللاقضايا الجاثمة على قلوب أبنائنا؟!ولم لا يفسحون له المجال لينتشلهم من كبوتهم ويذيقهم طعم النجاح الحلو الرائق؟!

لِمَ لا؟! تساؤل يطرحُ نفسه بكثرةٍ وبقوة!!

سأقولُ لكم – شبابنا – لِمَ لا...

لأنّ الإنجاز يحتاج إلى التغيير... ولأنّ شيئاً لن يتحقّق إذا لم نعبُرْ جسر التغيير الذي يربط شاطئ الأمنيات ببرِّ الإنجازات.

هو التغيير... لا حلّ لنا سواه...

لكن مشكلتنا معه فيها شيء من التناقض!

أتدرون لماذا؟

لأننا نحبُّه ونبغضه في آن!

نعم... نحبُّه ونرغب به، ونريد منه أن ينقلنا إلى أفضل حال وأحسن مآل... لكننا نكرهُ أن نغيِّر أفكارنا وطباعنا وعاداتنا... ونتردّدُ كثيراً في الانتقالِ من وضع ألِفناه وتعوّدنا عليه خشية عدمِ تحقيق ما تغَيّرنا من أجله!!

إنّ كل ما نريده هو أن تظل الأمور على ما هي عليه، ولكن أن تصير أفضل!!

ذلك يعني أن يظلّ معظم شبابنا مقطوعي الصّلة بتاريخهم، متبرِّئين منه، مستخفين به، ثمّ يرسمون – وهم على تلك الحال – بالأمنيّات تاريخاً مشرقاً يكون نبراس هدى وسبيل سعادة للبشريةِ جمعاء!!

ويعني أن يبقى أصحاب الطاقات والعزائم رهائن كراسي (المقاهي)، يعشعش في رؤوسهم غبار البطالة، ويُمَزْمِزُون كأس اللامبالاة، ثمّ – وهم كذلك – يفتح لهم المستقبل ذراعيه، ويلقي عنهم الأغلال التي كانت عليهم، وإذا هم قد عَظُمَ شأنهم، ورُفِعَ ذكرهم، وخلِّدت سيرتهم!!

كما أنّ ذلك يعني أن يداوم كثير من شباب اليوم على مشاهدةِ فضائياتِ البث الفضائي من أغاني ومسلسلات ومسابقات، فيُفنون أعمارهم بالتندُّم والتخيّل والتمني، ثمّ يصيرون – رغم ذلك – روّاد العلم والقلم، وفاتحي العقول والقلوب، وصانعي النهضة والريادة!!

لا نريد أن نبدو متشائمين... لكن دعونا ننظر إلى الواقع بعين الإنصاف والموضوعية...

أليس هذا حال الأغلبية من شباب الجيل؟!

إنهم – إلاّ من رحم الله – يعيشون بلا ماضٍ... يسيئون استثمار الحاضر... ويكتفون بتخيّل المستقبل دون أن يتحركوا تجاهه حركة، أو يخطوا نحوه خطوة!!

شبابنا الأعزّاء... في الوقتِ الذي تجدون فيه أنفسكم في صف الأغلبية فاعلموا أنه قد حان وقت التغيير...

فابدؤوا بتغيير عالم أفكاركم، لأنها دليل مستقبلكم وصانعة مصيركم، واحذروا من السقوط في دوّامة الألم بأن تحصلوا على المعرِفة وتفقدوا أسباب القوة... فذلكم هو الخسران الأليم...

واثبتوا – شبابنا – لأنه لا بُدّ مع التغيير من الثبات، فكلُّ من ثبت على طريق الحق نبت... ومن نبت أثمر... ومن أثمر يوشك أن يحصد النجاح... 

                

  * من سلسلة "وغداً نلتقي" – مجلة غدي الشبابية- لبنان.