تأثير اليهودية على المسيحية بأوروبا هراء

محمد هيثم عياش

[email protected]

برلين / ‏20‏/11‏/10/ يؤكد بعض السياسيين الالمان وفي مقدمتهم اقطاب الحزب المسيحي  الديموقراطي  والديموقراطي الاشتراكي ومعهم بعض رجال الكنيسة الالمانية من خلال مناقشة المانيا حاليا قضايا الاسلام والمسلمين واحتمال الاعتراف بهذا الدين رسميا بهذا البلد بأن المانيا بلد مسيحي متأثر باليهودية وتقاليدها .

ومفهوم تأثير اليهودية على المسيحية في المانيا لا يكمن بأن العقيدة  المسيحية  متأثرة بالعقيدة اليهودية ، فاليهود لا يأكلون لحم الخنزير واللحم المختلط بالدم ولهم عقائد تجاه النساء فهناك فرق يهودية لا ينظر اتباعها الى المرأة بالرغم من انهم متزوجون ، انما يعتقد هؤلاء الساسة تأثير اليهودية على التقاليد المسيحية في المانيا من ناحية الحرية الدينية وحرية الرأي وما شابهها . ويقع الكثير من السياسيين في الدول العربية باخطاء سياسية  منبثقة معانيها من اوروبا ، فالديموقراطية وهي لغة يونانية معناها الحقيقي حكم الشعب وليس الحرية ويصف البعض منهم  الحركات القومية  بأنها حركات يمينية متطرفة بينما معناها الحقيقي العنصرية ويضع  الحركات الماركسية  في اليسار وهي أخطاء لغوية  اصبحت  الضرورة ملحة لاعادة صياغتها  حتى لا يزداد الخطر على  اللغة العربية بأكثر من خطورته عليها حاليا ، فاليسار معناه في اللغة العربية النعمة والتيسير وليس بمعنى الشمال  ، قلت لاحد الماركسيين العرب ويطلق على نفسه / ابو اليسار / ويدعي التضلع باللغة العربية ، ما معنى اسمك با استاذ ، فقال معناه الشمال اي يسار ، فأفهمته معنى اليسار .  والاغلوطات السياسية  يقف وراءها السياسيون الذين يزعمون بأنهم ينتهجون سياسة التسامح فهم وسط بين العنصرية والماركسية ، والاسلام بنظرهم معاد للتسامح ويؤكدون تأثير اليهودية على المسيحية في المانيا من ناحية منطقهم الحرية .

ويؤكد  استاذ علوم اليهودية والاجتماعيات في جامعة مدينة كولونيا / وسط / ابراهام / ابراهيم / روزنتال بأن الاعتقاد تأثير اليهودية على المجتمع الاوروبي وخاصة الالماني المسيحي اختراع ووهم ومصدر هذا الاعتقاد  تأثير الفكر الصهيوني على السياسيين الالمان نظرا لاضطهاد اليهود في اوروبا أثناء وقبيل الحرب العالمية الثانية هدفه الاساسي تأكيد مفهوم وراثة الاثم اي أن ما اقترفه النازيون ضد اليهود بقتلهم واحراقهم وتهجيرهم من المانيا الى فلسطين  يجب ان يبقى في ذهن المسيحية  الالمانية والمانيا مسئولة عن حماية الكيان الصهيوني ووجوده على ارض فلسطين وليس لمفهوم الحرية الدينية وقيمة الحرية الشخصية والآراء الحرة علاقة بالدولة الصهيونية الموجودة حاليا على ارض فلسطين فهو كيان قام على أكتاف حركة عنصرية  متطرفة اساءت لليهود والمسيحييين كما أساءت للمسلمين ، فتسمية اسرائيل على كيانهم شتم واهانة ليعقوب عليه السلام الذي يحمل اسم اسرائيل ، فكل مسلم يشتم اسرائيل فهو يشتم يعقوب وكل مسيحي مناوئ للكيان الصهيوني ويشتم ذلك اسرائيل فهو يشتم يعقوب عليه السلام .

ويرى صحافي مسلم بأن الاسلام أكثر قدما في اوروبا من اليهودية فبالرغم من مرور اكثر من 523 عاما على وجود اليهودية في المانيا  فانهم أتوا اليها بمساعدة المسلمين وذلك عندما استطاع فرديناند الثاني فون اراجون 1452 و 1516 احتلال الاندلس واخراج آخر ملوك بني الاحمر من غرناطة عام 1492 وتأسيسه لمحاكم التفتيش التي قتلت كل من هو غير كاثوليكي وارغمته على اعتناق الكاثوليكية او تهجيره من ارضه فهرب اليهود مع المسلمين الى المغرب  وساعدهم مسلمو المغرب بالمجيء الى المانيا وبلاد اوروبية اخرى ، وتأثير الاسلام على اوروبا اكثر وضوحا على المجتمعات الاوربية من اليهودية  فحركات الاصلاحات على تعاليم الكنيسة الكاثوليكية مثل مارتين لوتر الذي الغى عقيدة الغفران من القسيس وانه لا وساطة بين الله والعبد انما جاءت من تأثير العقيدة الاسلامية عليه كما كانت حركة يوهانس / يحيى /  كالفين / 1509 – 1564   التي احدثت اصلاحات على البروتستانت  اذ أعلن كالفين  ان القدسية لله تعالى فقط  وان الانبياء من آدم الى الرسول محمد عليهم الصلاة والسلام بشر الا انهم ليسوا  مثلنا نحن البشر نافيا في الوقت نفسه صفة الالوهية عن المسيح عليه السلام  ، فاوروبا  التي عانت من جهل القرون الوسطى انما استطاعت دخول العلم  عبر المسلمين ونفي بعض السياسيين الالمان تأثير الاسلام على المجتمع الالماني والاوربي انما جاء بعد حوادث 11 أيلول/ سبتمبر من عام 2001 وذلك لمحاولتهم دمج الارهاب بتعاليم الاسلام وان المسلمين لا يعرفون المساومة ويفتقرون الى المرونة اللبقة اضافة الى افتقارهم الى التسامح فحوادث القتل التي سببها الشرف في اوروبا اضافة الى مناقشة منع ارتداء المرأة المسلمة الحجاب واصرار المسلمات على ارتداءه ونظرة السياسة الاوربية الى الحجاب بأنه سياسي أكثر من تدين يعتبر  من ظاهرة المعاداة للاسلام في اوروبا التي تفتقر الى معنى الفضيلة .

ويعتبر استاذ علوم العقيدة اليهودية في معهد  موسيس / موسى/  مانيلسون / بجامعة مدينة بوتسدام  يوهانس هوبرتوس شوبس  ان الاسلام ولغته العربية  كان  شائعا في المانيا واوروبا  وللفيلسوف اليهودي الالماني من مدينة داساو / شرق / موسى مانديلسون / 1135 – 1204 /  الفضل بنشر العربية والاسلام في المانيا اذ كان قد زار الاندلس وتعلم في جامعات قرطبة التي كانت قبلة العلم في اوروبا وان علوم المعرفة في المانيا كانت باللغة العربية في تلك الاوقات واستمرت الى سنوات عميقة من القرنين السابع والثامن عشر ومن يزعم بأن اللغة العبرية والتقاليد اليهودية لها تأثير على التقاليد الالمانية المسيحية فانه ينافي في ذلك العلم .

وبالرغم من ان لليهود صولة كبيرة في المانيا في ايامنا هذه مستغلين بذلك عقيدة ارث  اثم النازية بما فعلته باليهود الذي يشعر بها الساسة الالمان  من جميع الاحزاب اضافة الى بعض رجال الكنيسة فان زعماء مجلس اليهود الالماني الاعلى في مقدمتهم زعيمة المجلس الحالية شارلوتيه كنوبلوخ  فانهم يؤكدون بأن المسلمين اذا كانوا في المانيا يعتبرون غرباء فان اليهود ايضا غرباء واين ما كان المسلمون في اوروبا غرباء فان اليهود ايضا مثل المسلمين وللمسلمين الفضل على اليهود لانقاذهم حياتهم من بطش الكاثوليكية .

جاء ذلك في ندوة قام معهد هاينريش بول للدراسات الدولية البرليني يتنظيمها  يوم السبت من 20 تشرين ثان / نوفمبر الحالي.