الرواية الفلسطينية حقيقية وليست مصطنعة

ردا على الياكيم هعتسني

داعس أبو كشك

[email protected]

في مقال اوردته صحيفة يديعوت احرنوت الاسرائيلية للكاتب الياكيم هعتسني تحت عنوان " الرواية الفلسطينية تشويه للتاريخ " حمل في طياته نفيا للحق الفلسطيني في فلسطين ضاربا بعرض الحائط بكل القرارات الشرعية الدولية ويصور الشعب الفلسطيني على انه دخيل على هذه البلاد ولا جذور له فيها متوهما في ان هناك من يصدق اكذوبته ، او انه ومن خلال مقاله يغطي الشمس بغربال وهو في ذلك يمارس لعبة الخداع امتداد للايديولوجية الصهيونية التي هي مصدر التحريف والافتراءات ، والتي تحاول جاهدة فرض حقائق واقعية على الارض من خلال القوة العسكرية المركزة التي تقوم بها دولة الاحتلال.

  ان الحق التاريخي للشعب الفلسطيني في ارضه ووطنه معروف للقاصي والداني ولا يوجد من ينكر ذلك سوى الحركة الصهيونية التي تبنت الافكار العنصرية المعادية للعرب وارادت تحقيق حلمها باقامة وطن قومي لليهود في فلسطين .ورغم الاعتراف المتبادل بين منظمة التحرير الفلسطينية واسرائيل والذي اعلن عام 1993 الا ان ذلك لم ولن يسقط حق العودة للاجئين الفلسطينيين الى ديارهم التي طردوا منها قسريا في عام 1948 ، فحق العودة هو حق اللاجئين الفلسطينيين الذين طردوا من ديارهم في عام 1948 وما بعدها في العودة اليها والتعويض وهو حق اقرته القوانين الدولية لحقوق الانسان وكذلك قرارات الامم المتحدة وخاصة قرار 194 الذي ينص على عودة اللاجئين الفلسطينيين الى ارضهم ووطنهم .وفي خضم المناورات الاسرائيلية العبثية ومحاولتها الالتفاف على عملية السلام وضعت شرطا لاستمرارها باعتراف الجانب الفلسطيني باسرائيل كدولة يهودية في محاولة منها للتهرب من تنفيذ حق العودة وطرد ما تبقى من الفلسطينيين في اراضي عام 1948 بممارسة سياسة التطهيرالعرقي  فكان الرفض من قبل منظمة التحرير الفلسطينية لانها واعية تماما لما تهدف اليه اسرائيل،  وفي خطوة شجاعة اوقف الرئيس ابو مازن المفاوضات مطالبا بضرورة وقف الاستيطان في الضفة الغربية والقدس لانه لا سلام في ظل الاستيطان ، وهناك اجماع دولي على ضرورة وقفه .

ان فلسطين التاريخية موجودة قبل الوجود اليهودي بخمسة الاف سنة، سكنها الشعب الفلسطيني من النهر الى البحر وموجودة قبل المؤتمر الصهيوني في بازل وقبل الحرب العالمية الاولى وقبل اتفاقية سايكس بيكو وقبل وعد بلفور وقبل الانتداب البريطاني عليها ، فجذور الشعب الفلسطيني ضاربة باعماق الارض منذ فجر التاريخ ولن يستطيع هعتسني ولا من لف لفه ان يشطب هذا الحق ، فهو ينتقل من جيل الى جيل من اجل العودة الى الوطن الام فهل يعي الياكيم واعوانه هذه الحقيقة ؟؟؟