جند المستقبل
ممثل المستقبل في الحاضر، نظرات الأمل
مناصر سهيل
الطفل، هو ذاك الإنسان الذي إذ نظرت فيه ترى الأمل، المستقبل و الرسالة، الطفل هو الإنسان الذي لم يبلغ بعد سن الرشد، الطفل هو ممثل المستقبل في الحاضر، خلال فترة الطفولة يعيش الطفل عالما مليئا بالسعادة لا يدرك حينها مشاكل العالم ولا مجازر الظلام وحروب القاهرين، إنما يعيش في عالم تملئه صيحات الضحكة البهيجة و نظرات الأمل السعيدة ومحبة الوطن وحفظ الرسالة، وبعدها يبدأ الطفل في النمو فكما زرعته ستحصد زرعك فيه.
الطفل هو رجل المستقبل، هو أب المستقبل، هو مهندس المستقبل، هو وزير المستقبل، هو رئيس المستقبل دون أي شك، فلذلك وجب على كل إنسان منح هذا الأخير فرصة التعبير فرصة الاكتشاف، فرصة الإبداع، لأن الطفل في ميلاده بذرتان، بذرة الشر و بذرة الخير فهنا تقع المسؤولية على الوالدين، فإذا سقينا بذرة الخير نمى الطفل في أمن وسلام، في هيئة سالمة، في بيئة مؤهلة للمستقبل، وللأسف في بعض الأحيان يقع الوالدين في خطأ فادح توقعوه حسنا يعبد الطريق للطفل ليواجه المستقبل و ذالك ما يأتي سلبيا جراء التربية السلبية التي توقعها الوالدين حسنة وبذلك نكون قد سقينا بذرة الشر، و لا ننسى مسؤولية المجتمع في تأهيل الطفل للمستقبل و منحه سلاحا يواجه فيه غمار معركة فرض الوجود طيلة وجوده في الحياة لان الحياة بدون سلاح تواجه به أوضاعها المفاجأة، كأنك دخلت معركة دون عتادها، فعلى المجتمع التثقف بثقافة تأهيل الطفل وقد يقول الإنسان ما دخلي في ابن الناس، وعلى كل بني البشر التذكر أنهم من اثنين قد خلقهم الله،
فمنهم الانطلاقة وها نحن نكمل المسار إلى الأمام إلى يوم الممات، فكل إنسان في مفهوم الحياة المنطقية مسؤول عن أخيه الإنسان.
على المجتمع أن يؤهل الطفل للمستقبل، فعليه أن ننمي ذات التعاون في الطفل، فعلى المجتمع أن ينمي ثقافة التشجير في ذات الطفل، فعلى المجتمع تثقيف الطفل بدأ من نفسه ليكون قدوة له.
فعلينا إجابة الطفل حين يسألنا، وتوجيهه حين يخطأ، و منحه فرصة حين يريد التعبير، ومنحه الإمكانيات إن وجدت، وتبسيط أموره وتوجيهه و تنمية ذاته الطموحة.
هذا هو الطفل، أبدا لن أتمنى أن أفارق هذا العالم الخفيف، البسيط، الذي ينظر إلى الأمور بشكل بسيط مبسط ويحاول بروحه الحنون وبعقله الصغير فهم الأشياء دون أن يقول أنني أريد أن أحمل رسالة من الكبار لأطبقها حين بلوغي، ينظر في عينيك ولم يجد وسيلة للتعبير، ولكنه يبحث للتعبير، هذا هو الطفل ومرحلة الطفولة هي مرحلة يكتشف فيها الطفل عالمه ويأخذ أموره بشكل بسيط ، يحاول دائما فهم الأمور ولا يدرك مشاعرها الحقيقية وقد تظهر له لبراءته مبسطة وما أحلى أن نشاهد العالم بعيون الطفولة.
يتحدث الكبار كما لو أنهم لم يكونوا يوما أطفال، فتستوقفهم ذاكرة عقولهم فيعودوا للحظة إلى عالم البراءة حين كانوا أطفالا يلعبون، يجرون، يتبارزون، فالكبار وفي بعض الأحيان يتحدثون ويلمون الأطفال لشيء طبيعي
نسوا أنهم كانوا أطفالا أخطئوا كما أخطأ الطفل الآن أمام الكبير فقد تسيطر فيه مشاعره فينظر إلى ما فعله الطفل خطأ كبير أمام عقل البالغ عكس ذاك الطفل الذي قد يرى خطاه بسيط فلماذا لا يتعامل الكبير بقدر بساطة عقل الصغير فيوضح له الخطأ من الصواب والصواب من الخطأ، بمستوى الطفل و ببساطة أموره وبراءة عقله.
هنا تحدثنا عن براءة الطفولة، وذوق حياتها، وعلينا الآن تدوير الأضواء نحو الطفل التعيس، الطفل الحزين، الطفل المعوق، الطفل المريض، الطفل الكفيف، الطفل المتوحد، الطفل الذي يعاني وما أكثر معانات الطفل ودائما يقع هو ضحية أعمال الكبار، فغالبا ما تأتي النتائج الوخيمة نتيجة أعمال الكبار، فهنا نقول بلسان الطفل، علموني أن أغرس شجرة، فأعتني بها، أسقيها أقلمها فتأتيني ثمارها فتبهجني ببهائها وبخضرتها ابتسم لسيقانها فأسعد لنتيجة عملي وابعث إلي رسالة وقل لي هذه هي الحياة أيها الطفل.