حكايا الطوابع السورية 5
حكايا الطوابع السورية
"5"
الجمهورية الانتدابية ؟!
شمس الدين العجلاني*
[email protected]
· محمد علي العابد أول رئيس لسورية
· في عهد الجمهورية الانتدابية صدرت طوابع وطنية و سياحية و لشخصيات إسلامية
في عام 1931م ، زمن الانتداب الفرنسي على سورية ، حدد المستعمر مواعيد الانتخابات النيابية في 20 كانون الأول لانتخابات الدرجة الأولى و في 5 كانون الثاني عام 1932 م موعد الانتخابات الختامية .. تذاكر الوطنيون في أمر الاشتراك في هذه الانتخابات من عدمه ، فكان منهم من يرى أن شروط الانتخابات الحرة غير متوفرة و أن قواعد الدستور التي دعوا إلى العمل بموجبه ليست صالحة ، و مع ذلك فقد قرروا الاشتراك في الانتخابات باعتبار انه حق أساسي تمارسه الشعوب .
و قبل موعد الانتخابات ، عمد الفرنسيون إلى إعداد قوائم انتخابية من الذين توسموا فيهم أن يكونوا أنصارا لهم ، و اخذوا يبذلون الجهد و المال و السلطة لنجاح قوائمهم هذه ... فقامت الاضطرابات و المظاهرات في المدن السورية احتجاجا على ممارسات القوات الفرنسية ، فسقط العديد من القتلى و الجرحى ، و لكن سلطات الانتداب أتمت العملية الانتخابية و المدن السورية كأنها في حالة حرب ، و جاءت النتائج كما خطط لها المستعمر الفرنسي ، و نال مرشحو السلطة الأكثرية المطلقة في المقاعد النيابية ، فحصلوا على 52 مقعد من اصل 69 مقعدا ، بينما نال الوطنيون 17 مقعدا فقط .
الجمهورية الانتدابية :
دعا المجلس النيابي للاجتماع في 7 حزيران عام 1932 م لدورة استثنائية لوضع الدستور موضع التنفيذ و انتخاب مكتب المجلس و انتخاب رئيس الجمهورية ، كان الوطنيون في المجلس أقلية ، ومع ذلك كان لهم ثقلهم في المجلس لان قوتهم يستمدونها من الشعب ، عكس نواب السلطة الفرنسية فليس لهم من قوة إلا ما تمدهم بها السلطة الفرنسية ، و اصطلح على تسمية هؤلاء النواب المتعاملون مع سلطات الانتداب بنواب الانتدابية ! نسبه لالتصاقهم مع سلطات الانتداب الفرنسي.
اجتمع المجلس في موعده المقرر ، و كان مرشح المفوض السامي الفرنسي هنري بونسو لرئاسة المجلس حقي العظم ، و مرشح معاون المفوض السامي في حلب صبحي بركات ، و مرشح الوطنيين هاشم الاتاسي .
بدأت المعركة الانتخابية لرئاسة المجلس ففاز صبحي بركات ، و أما منصب رئاسة الجمهورية فقد تنافس علية صبحي بركات و حقي العظم ، و كلاهما على قائمة الانتداب الفرنسي ، و كانت جلسة عاصفة حمل فيها الوطنيون على المستعمر و أذياله في المجلس في خطبهم تحت قبة المجلس ، و لما كان الفرنسيون يعملون جاهدين على حماية أنصارهم من تأثير الرأي العام ، و لكون الهيجان و القلق ساد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية ، فقد اجل الاجتماع إلى 11 حزيران عام 1932 م .
عقد الوطنيون عده اجتماعات ، و بلغوا الفرنسيين أنهم إذا أصروا على التمسك بمرشحيهم ( حقي العظم و صبحي بركات ) فلا بد للوطنيين من الانسحاب من المجلس و العودة إلى معارضه عنيفة بجميع الوسائل .
تدارس المفوض السامي بونسو و أركان حكمة في الأمر ، و خرجوا بحل وسط يرضي جميع الأطراف ، و يخرجون من هذه الأزمة مع الوطنيين ، و ذلك بترشيح محمد علي العابد رئيسا للجمهورية ، على ان يتقلد حقي العظم رئاسة مجلس الوزراء تعويضا لتخليه عن ترشيح نفسه للرئاسة ، و يبقى بركات رئيسا للمجلس النيابي ، و هذا ما حصل و انتخب العابد رئيسا للجمهورية في 11 حزيران من عام 1932 م و أطلق على تلك الحقبة من تاريخ سورية " الجمهورية الانتدابية " ، فكان العابد أول رئيس للجمهورية الانتدابية ، و بركات رئيس مجلس النواب الانتدابي ، و العظم رئيس مجلس الوزراء الانتدابي .
أول رئيس للجمهورية :
كان محمد علي العابد أول رئيس
للجمهورية السورية انتخابا ،
ولد
محمد علي في دمشق عام 1867م. و تلقى تعليمة الاولي بدمشق ثم انتقل ليكمل دراسته في
بيروت، و الأستانة و باريس حيث درس الحقوق ، و عين في قلم المستشار القضائي لوزارة
الخارجية. ثم درس أصول الفقه الإسلامي بعدما درس الفقه الروماني والتشريع الأوروبي،
وظل يتدرج في مناصب وزارة الخارجية حتى عُين سنة 1908م وزيراً مفوضاً للدولة
العثمانية في واشنطن انتقل محمد علي إلى دمشق في عام 1920م ، و عين وزيرا في
الاتحاد السوري سنة 1922م ، انتخب نائبا عن دمشق في برلمان 1932 م وفي يوم 11
حزيران من السنة نفسها انتخب كأول رئيسً للجمهورية السورية.ظل العابد رئيساً
للجمهورية السورية حتى عام 1936م حيث استقال ثم غادر البلاد إلى باريس، وتوفي في
عام 1939م فنقل جثمانه إلى دمشق. وقد استمر في منصبه رئيساً للجمهورية حوالي أربع
سنوات و نصف.
الطوابع :
صدرت خلال عهد الجمهورية الانتدابية مجموعة طوابع منها الوطنية و لشخصيات اسلامية و كذلك طوابع سياحية و كان أهمها مجموعه رئيس سورية محمد علي العابد ، حملت هذه الطوابع رسم العابد بعدة الوان ، وطبع عليها اسم الجمهورية السورية باللغتين العربية و الفرنسية و قيمة الطابع عشرة قروش ، و يبدو ان هذه الطوابع صممت في فرنسا بمعهد الحفر Institut de gravure من قبل م. كيرشيه M. kurche' ، اما مجموعه طوابع صلاح الدين الأيوبي ، فقد صدرت أيضا بعده ألوان و صممت بمعهد الحفر الفرنسي من قبل م.ي شيري " M.Y CHERIY "و قيمتها 50 قرش و 100 قرش ، و طبع عليها اسم الجمهورية السورية و صلاح الدين باللغتين العربية و الفرنسية ، و مجموعه أبو العلاء المعري أيضا صدرت بعده ألوان و صممت بنفس المعهد من قبل م. كيرشيه و هي ذات قيمة 3 قروش و 4 قروش ، أما الطوابع السياحية فكانت تحمل رسما لمصيف بلودان و طائره تحلق فوقه و طبع على الطابع الجمهورية السورية و اسم مصيف بلودان باللغة العربية و الفرنسية و هذه المجموعة من عدة ألوان و ذات قيم مادية متعددة منها 1 قرش و 2 قرش و 5 قرش و 10 قرش و هي من تصميم س . ناماني " S.namani بمعهد الحفر .
يتبع
* صحفي وكاتب