رفعت السعيد يتحدى ... تصوروا

أ.د/ جابر قميحة

[email protected]

معذرة أيها القارئ , فلن أتحدث عن رفعت السعيد : من هو وما هو , فالمجال اضيق من أن يتسع لذلك , و خصوصا أنني كتبت عنه عدة مقالات من قبل .

الاسم :رفعت السعيد .

العمل : رئيس حزيب التجمع , و عضو في مجلس الشورى , بتعيين من حكومة الحزب الوطنى .

ألتخصص : الهجوم الخسيس على جماعة الإخوان :أعضاء , ومرشدا , وتاريخا , و عقيدة , و شعارات, و سلوكا . و له فى ذلك عشرات من المقالات و عدد من الكتب منها كتاب : "الإرهاب المتأسلم لماذا و متى و أين ؟ " .

و ليس فيما كتب عبارة واحدة ذات طابع علمي . لذلك لم أعجب حينما رأيته مساء يوم 20 /7 /    2008  فى برنامج الساعة العاشرة , يهرف بما لا يعرف , و قد انتفخت أوداجه أمام مقدمة البرنامج منى الشاذلي , وأخذته الكبرياء المنفوشة , والنرجسية الآثمة , كأنه الزعيم الأوحد في هذا الوطن , وقد استعمل كلمة " أنا " أكثر من ثلاثين مرة , و كلمة " أتحدى " قرابة عشرين مرة : أنا اتحدى ... أي واحد من هؤلاء الإخوان ... ثم وصف الجماعة بأنها جماعة إرهابية , من أول نشأتها حتى الآن , فالقتل هو شريعتهم , وإذا لم يجدوا من يقتلونه قتل بعضهم الآخر , وأنا أعلم أنهم عاشوا و ما زالوا جامدين , لم يطوروا أنفسهم , فلم يغيروا كلمة واحدة مما جاء به حسن البنا , و هم يخدعون الناس بالشعارات الدينية مثل"الإسلام هو الحل " .

و استمر الرجل فى سيمفونيته المخروبة: أنا أتحدى ... أنا أتحدى ... إلى  آخر هذا الإفراز المرفوض .

مسكين يا رفعت , فنحن ــ من سوء حظك ــ نعرف جيدا من أنت , و نعرف جيدا ما أنت .

وأنت ــ من حلاوة الروح ــ تعلن أنك تتحدى , مع أنك لا تملك أية آلية من آليات التحدي , و يستطيع أي طالب راسب في الثانوية العامة أن يتصدى لتحديك الفارغ المنفوش , و يحطمه تحطيما .

وهو في كل جلساته يكرر : سأظل أتعقب هذه الجماعة المتأسلمة إلى أن يتوبوا , ويكونوا مواطنين صالحين . وضحكت ...وضحكت ...إذ رأيت في هذا الرفعت شخصية " دون كيشوت " , وهو يقاتل طواحين الهواء . وشكرا لهذا الرفعت المجفف إذ ذكرني بقول الشاعر :

زعم الفرزدق أنْ سيقتل مرْبعا      أبشرْ بطول سلامةٍ يا مَربَعُ

ولا أتصدى لما سماه صاحبنا " تحديات " ؛ فنحن مشغولون بمن هو أهم منه , وبما هو أهم من كل إفرازاته .

    ولكني أجدني مضطرا إلى توجيه قليل جدا من الأسئلة إليه , من أهمها :

  1 ــ أنت تزعم أنك ــ إذ تهاجم الإخوان ــ إنما تتحدث باسم الشعب , وأن هذا هو رأي الشعب فيهم . فمن أعطاك هذا " السلطان " وأنت معيَّـن من قِـبَـل حكومة بينها وبين حب الشعب ألف ستار من حديد ؟

  2 ــ  شعبنا غارق في ركامات من المشكلات الخانقة مثل الغلاء ,وضعف المرتبات ,والفساد الإداري , والرشوة ,والقوانين الاستثنائية , ومحاكمة المدنيين أمام القضاء العسكري , وعشرات الألوف من المعتقلين بلا محاكمة , وتزوير الانتخابات , وتعذيب المواطنين في السجون إلى درجة الموت أحيانا.وعدم تنفيذ الأحكام القضائية ....الخ .فهل وقفت ولو مرة واحدة بجانب الشعب في مواجهة الحكومة بسبب مشكلة من هذه المشكلات ؟ الإجابة معروفة يا...يا زعيم .

  3 ــ أنت تتهم الإخوان دائما بأن لهم اتصالات مشبوهة بالأمريكان , بعضها يصدق عليه وصف " الخيانة العظمى ". فما رأيك في الخبر التالي , الذي نشرته (المصريون ) بتاريخ 28 7 2008 . وأنا أهديكه بنصه :

التجمع يعقد دورة تدريبية بالتعاون مع معهد أمريكي مقرب من دوائر صهيونية

كتب صبحي عبد السلام (المصريون): : بتاريخ 28 - 7 - 2008

أثارت تقارير صحفية تحدثت عن تنظيم حزب "التجمع" اليساري دورات تدريبية مع أحد المعاهد التابعة للحزب الجمهوري الأمريكي والمقربة من اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة ، ردود فعل داخل الحزب الذي قامت أدبياته السياسية منذ نشأته على مجابهة "الإمبريالية الأمريكية"، بعض قيادات الحزب اعتبر الأمر بمثابة سقوط في الفخ الأمريكي، وأخرى قللت من الجدل المثار حول الموضوع، وقالت إنه "أمر عادي" لا يستحق إثارة الضجيج حوله.

واتهمت تقارير صحفية حكومية، الحزب بتنظم دورات تدريبية مع أحد المعاهد التابعة للحزب الجمهوري الأمريكي واللصيقة باللوبي اليهودي ، وهو ما اعتبره البدري فرغلي النائب السابق بمجلس الشعب والقيادي بحزب "التجمع" – في حال صحته- سقوطا ذريعا لحزبه في اختبار الوطنية ووقوعا في فخ نصب له، وخرقا لبرنامج الحزب وخروجا على مبادئه.

غير أن فرغلي قال في تعليقه لـ "المصريون" إن المسئولين بالحزب أبلغوه أن الخبر غير صحيح على الإطلاق، وإن ما أوردته الصحف الحكومية ليس له أساس من الصحة جملة تفصيلا، وأن الحزب سيقاضي "أخبار اليوم" على نشرها الخبر "الملفق" بحسب قولها.

ورغم تبرؤ فرغلي من أية علاقة بين حزبه وجهة أمريكية، إلا أنه لم يخف إعجابه بالسياسة الأمريكية في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان والحريات والمطالبة بإلغاء قانون الطوارئ ومعاقبة الحكام الديكتاتوريين، أسوة بما يتم حاليا مع الرئيس السوداني عمر حسن البشير على حد قوله.

لكنه عاد واستنكر تماما الدخول في أي علاقة سياسية من أي نوع مع الأمريكيين، وقال: أنا ضد الذي يأكل بالدولار ويتكلم بالمصري، دون أن يفوت الفرصة في اتهام الحزب "الوطني" وحكومته بالتعيش مما وصفها بالعلاقة "المشبوهة" مع الأمريكيين.

في حين قلل أبو العز الحريري القيادي بحزب "التجمع" من الجدل المثار حول علاقة حزبه المحتملة بالأمريكيين، متسائلا: "ما العيب في أن أتحدث أو أقيم علاقة مع الأمريكيين. الذي يتحدث مع الأمريكيين ليس عميلا لهم، ويجب أن نكف عن هذه اللغة ما دامت الاتصالات والعلاقات تصب في النهاية لصالح الوطن".

وأضاف: "أن كل المعونات تأتي من الولايات المتحدة، وكل المصريين يتعاملون معها، ولا فرق بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي، حيث لا يوجد اختلاف كبير في الأجندة السياسية للحزبين اللذين يتبادلان الحكم هناك".

وتابع متسائلا: "ما الفرق بين معهد تابع للحزب الجمهوري ومؤسسة مثل فورد التي تنظم برامج ودورات كثيرة في مصر. هذه المؤسسة لا تقوم بعمل شيء إلا بالتنسيق والتشاور مع وزارة الخارجية الأمريكية".

وأكد الحريري أن الأمريكيين يتدخلون في كل شيء في مصر "ويجب ألا نشغل بالنا بحكاية الحزب الجمهوري أو غيره"، وقال إنه يرحب بأية علاقة مع الأمريكيين ما دامت بعيدة عن الإسرائيليين، "حيث أنني ارفض التطبيع رفضا قاطعا وأرفض أية علاقة بإسرائيل".

وختم، قائلا "الأمريكيون يسيطرون على كل المنظمات الدولية بما فيها الأمم المتحدة، ولسنا أمامنا أي خيار في عدم التعامل معهم، لأنهم يسيطرون بنفوذهم على كل المنظمات في العالم وأن مقاطعتهم ليس في مصلحتنا الوطنية".

**********

 و أقول: إن كل ماذكرناه ليس  جديدا على هذا" الرجل المجفف " رفعت السعيد. بل هواتساق طبعي مع ما جبل عليه من نرجسية وسطحية , وحقد أسود على جماعة الإخوان وعلى كل ما هو إسلامي . ونشير في السطورالآتية إلى بعض سوابقه التي تؤكد حكمنا السابق :

نشر رفعت السعيد يوم 11-7-2006مقالا في الأهرام , عنوانه " جماعة الإخوان

والديمقراطية " كرر فيه أكاذيبه وافتراءاته التقليدية من أن الإخوان ضد الديمقراطية والتعددية السياسية , وأن تاريخهم يقوم على الخداع والنفعية .

وفي جلسة مجلس الشورى حذر د‏.‏ رفعت السعيد رئيس حزب التجمع من تصور أن أحداث الأزهر واقعة منفصلة أو عارضة وأشار السعيد إلي أن المشكلة أعمق بكثير من السكوت عليها أو معالجتها بالقطعة‏,‏ لذا تجب مراجعة الأخطاء في طريقة التعامل مع هذه الجماعة قبل أن يتحول الوطن إلي ساحة للاقتتال‏.‏

‏ ومع ذلك فإن لهم مقرا معلوما‏..‏ وطالب بضرورة إعمال القانون حماية للوطن‏.‏

وأقول إن هذا الغثاء ليس جديدا على هذا الرفعت السعيد , فمن قبل ظهر

عدة مرات علي شاشة القنوات التلفازية, ليكرر عباراته التقليدية المستهلكة :- الإخوان لم يحققوا هذا النجاح إلا لأنهم خدعوا الناس بشعار عاطفي مبهم غامض جداً.- الإخوان بذلك «زوّروا» حقيقة الإسلام وجوهره, وقد قال الرسول «أنتم أعلم بشئون دنياكم», فما دخل الدين بمشاكل الإسكان والبطالة وغلاء الأسعار وغيرها?- شعار الإخوان «الإسلام هو الحل» لم يبين لنا الوسائل المشروعة لإنقاذ البلد من الواقع البائس الذي تعيش فيه . هذا ما ردده رفعت. وقبلها بشهر تقريبا تهكم علي الشعار «بأسلوب عيالي متخلف», وتثني وقال:«... لأ.. بل «السكَّر هو الحل».. الشاي الذي أمامي الآن «ناقص سكر».. يبقي السكر في هذه الحال هو الحل لا الإسلام»(!!!)

**********

لقد سقط رفعت السعيد في غلطة لا يقع فيها «نصف متعلم», وهي خلطه بين «الشعار» و«البرنامج». فالشعار لا يُطلب منه أكثر مما ذكرناه: الإيجاز الشديد جدا, وقوة الدلالة والإيحاء. أما البرنامج فهو «معروض يَطرح -في تفصيل- مبادئ الحزب, وأهدافه, والوسائل العملية لعلاج المشكلات والتغلب عليها في السياسة والاقتصاد والحكم والتربية والتعليم, مع وضع خطة للتعامل مع مستجدات المستقبل».وإذا زعم رفعت السعيد ومن سار علي دربه أن الإخوان «لا برنامج لهم» فإني أقول: إن البرنامج الإصلاحي للإخوان مطبوع في قرابة مائة صفحة, وقد وزع منه مئات ألوف. هذا عدا ما كتبه ويكتبه الإخوان في كتب ومقالات.فالإخوان لهم إذن برنامج مكتوب, شهد بدقته وشموليته كثير من كبار الكتاب ورجال القانون. ثم ما ذنبنا إذا كان السيد المحترم جدا رفعت السعيد قد قرأ الشعار, ولم يقرأ البرنامج? علما بأن العلاقة بين الشعار والبرنامج كالعلاقة بين عنوان الإبداع -كالقصة مثلا- والإبداع نفسه. هي علاقة جزء بكل.. لا يغني أحدهما عن الآخر, وإن كان الأول كالسهم الذي يشير إلي اتجاه الطريق. وعلي القارئ قبل أن يصدر حكمه أن يقرأ هذا الطرح قراءة واعية, ويحاول أن يفهم -بأفق مفتوح- ما يحمله من دلالات, وما يعكسه من إيحاءات. وإلا كان كالذي شاهد فيلم «السمان والخريف» المأخوذ عن قصة نجيب محفوظ المشهورة.. وخرج من دار السينما يضرب كفا بكف ويقول في أسي: «لقد خدعنا نجيب محفوظ» فسأله بعضهم: أي خداع تقصد? فأجاب: «لقد شاهدت الفيلم فلم أرَ فيه سـمانة واحدة, مع أن اسم الفيلم «السمان والخريف».

*********

وقد أشرت من قبل إلي زعم رفعت بأن شعار «الإسلام هو الحل» وقد خدع به الإخوان الناس: هو سبب نجاحهم, ولولا هذا الشعار ما نجح منهم هذا العدد.وإني لسائله: ماذا تقول في المسيحيين الذين اختار عدد كبير منهم مرشحي الإخوان, وخصوصا في الصعيد? وبعض هؤلاء المسيحيين كتبوا شعار الإخوان «الإسلام هو الحل» علي لافتات كبيرة, وعلقوها علي محلاتهم . وهل الذين اختاروا الإخوان كانوا جميعا من الجهلة والبلهاء والسذج الذين يسهل خداعهم? ألم يكن فيهم متعلمون وأساتذة ومحامون ومهندسون.. إلخ? وما رأيك يا رفعت في تفوق الإخوان في النقابات المهنية كالمحامين والمهندسين وأندية هيئات التدريس بالجامعة.. مع أنهم لم يرفعوا هذا الشعار? أنا علي يقين يا رفعت, وأعتقد أن كل عاقل علي يقين أن وضع الإخوان ونتائجهم في الانتخابات ما كانت لتهبط لو أنهم استبدلوا بشعارهم هذا شعارات أخري -ليس فيها اسم الإسلام- مثل «الأمانة هي الحل» أو «مصر لنا جميعا» أو «تعالوا إلي كلمة سواء»» لأن الناس يختارون «شخصيات» عُرفت بسموها الخلقي, وصدقها قولا وعملا, لا عبارات كُتبت علي لافتات. واستكمالاً لهذه الفكرة أسأل السيد المحترم رفعت السعيد: تري لو أن حزب التجمع أو الحزب الوطني (صاحب الأغلبية المريحة) رفع كل أعضائهما المرشحين شعار «الإسلام هو الحل» هل سيحقق هؤلاء نجاحا وتفوقا بهذا الشعار? أعتقد أن الإجابة أوضح من أن أسجلها.

**********

ولرفعت السعيد  ـ وقد أشرنا إلى ذلك من قبل ـ كتب شوه فيها تاريخ الإمام حسن البنا, وجرّح فيها الإخوان, وطعن تاريخهم وفكرهم, هذا عدا مقالات كثيرة تتجه نفس الاتجاه في الافتراء والتشويه. ويحاول رفعت أن يوهم القراء بأنه ينهج نهجا علميا فيما يكتب, فيحيل القارئ علي مراجعه, وخصوصا دوريات الإخوان مثل مجلتهم وصحف أخري مضي علي صدورها قرابة سبعين عاما, ويصعب علي القارئ -بل يستحيل- أن يرجع إليها في وقتنا الحاضر, فيميل إلي تصديق ما يكتبه . إلي أن خرج له من القمقم شاب -أو كهل- في الأربعين من عمره, اسمه «منصور أبو شافعي», وسدد إليه القاضية بكتاب ضخم عنوانه «العلمانيون والحرام العلمي: مراجعة نقدية لعلمية كتابات رفعت السعيد عن حسن البنا» (صدر في سبتمبر 2004) – دار القلم بالقاهرة - . وقام منصور في كتابه هذا -وبمنهج علمي رصين- بتعرية رفعت السعيد تعرية فاضحة صارخة.فإذا بالمحترم رفعت -الذي يزعم أن الإخوان زوروا فكر الأمة بشعارهم العاطفي إذا به -كما فضحه منصور- يوظف كل أنواع التزوير المعروفة قانونا, وأشهرها: التزوير بالإضافة, والتزوير بالحذف والإسقاط, حتي يحقق أهدافه التي يحرص علي تحقيقها, وهي أهداف مناقضة للحق والحقيقة والقيم الإنسانية. ونكتفي في هذا السياق بمثال واحد:-يحرص رفعت «المحترم» علي إيهام القارئ -بل الناس جميعا- بأن الماركسية لا تناقض الدين, ولا تتعارض معه, فيورد النص التالي لكارل ماركس: «إن الدين عند الكثيرين هو النظرية العامة لهذا العالم, وهو مجموعة معارفهم الموسوعية, وهو منطقهم الذي يتخذ شكلا شعبيا, وهو موضوع اعتزازهم الروحي, وموقع حماستهم, وهو أداة قصاصهم, ومنهجهم الأخلاقي». ..ويكتشف الأستاذ منصور -بعد رجوعه للمصدر الأصلي- أن «أمير التزويرات» رفعت السعيد قد حذف من نص كارل ماركس ما يعكس معناه تماما, فقبل الجزء السابق مباشرة حذف رفعت السعيد من كلام ماركس قوله «إن الإنسان هو الذي يصنع الدين, وليس العكس, فالدين في حقيقته هو الوعي الذاتي للإنسان..»» أي أن الدين عند ماركس -وتلاميذه طبعا- ليس من عند الله, بل هو صناعة بشرية.ويعرض أبو شافعي عشرات من التناقضات المرة لرفعت السعيد, وكذلك عشرات من الأخطاء الموضوعية الخطيرة. منها مثلا: أنه يتعامل ويتحدث عن كتاب «من هنا نعلم» علي أنه من تأليف سيد قطب, مع أن مؤلفه هو الأستاذ محمد الغزالي رحمه الله .

   **********

ومع كل هذه الأخطاء والخطايا , والمغالطات , والأكاذيب , والافتراءات , مازال الزعيم ...  رفعت السعيد يتحدى ...  ,  تصوروا !!!

**************                           

أمناء ... حرامية ... وخطافون

هنيئا لكم... ياسكان مصر " المخروسة " – بالخاء لا الحاء – فقد ظهرت تباشير دولة جديدة اسمها : " دولة أمناء الشرطة " لها من القدرات والمواهب والإمكانات ما لم يتوافر لكبار كبار رجال الداخلية . وليس من قبيل المجاملة أن أقول : إن مواهبهم تتسم بسمتين أساسيتين هـما : التعدد , والتكامل .

ومظاهر التعدد : الارتشاء , والسرقة والنهب , وخطف المواطنين , وإخفاؤهم , والاعتداء عليهم بالضرب والتعذيب , وتخريب ما يملكون .

وأعني بالتكامل : أن هذه الصفات وما يدور في فلكها تتضافر , لتشترك في بناء , أو تصنيع " السلطان الجديد " ...أمين الشرطة . ولا أنسى أنني كنت أستقل تاكسي ذات يوم , ونسي السائق أن يربط الحزام , فأوقفه أمين شرطة في يده دفتر , ومال على السائق , ودار بينهما حوار هامس لم ألتقط منه إلا ثلاث كلمات هي : الحزام – كبَّـرْ دماغك . بعدها رأيت السائق يعطي"الأمين "ورقة من ذوات العشرين جنيها . واستأنف السائق سيره . قلت له :لقد نسي "الأمين" أن يعطيك إيصالا بالمبلغ .  فقال ضاحكا " قلبك أبيض !! دي إكرامية مني للأمين " , ثم علمت منه بعد ذلك أن أمين الشرطة خيره بين دفع المخالفة (مائة جنيه) وبين تكبير الدماغ , أي دفع الرشوة (عشرين جنيها) , فاخترت الثانية طبعا

-  لكن هذا يضيـِّع على الدولة عشرات الملايين من الجنيهات كل عام , فلماذا لم تشكه للجهات المختصة ؟

-  قلبك أبيض يا بيه!! أشكو مين لمين ؟! وهمه كلهم كده .

************

ومما يؤكد ما سبق الخبر المأساوي الآتي الذي نشر بعد ذلك في (الأهرام) و(الدستور) بتاريخ 28 7 2008

بلاغ للنائب العام ضد اختطاف الزميل أسامة صلاح

[23:10مكة المكرمة ] [27/07/2008]

صلاح عبد المقصود

كتب- حسن محمود:

عاد الزميل أسامة صلاح عبد المقصود الصحفي بجريدة (الطريق) منذ قليلٍ إلى منزله بعد اختطافه على يد عددٍ من أمناء الشرطة بمنطقة الدقي مساء أمس.

 وكان أحد أمناء الشرطة بمنطقة الدقي استوقفه مساء أمس، وعندما علم أنه صحفي دخل في مشادةٍ كلاميةٍ معه، تدخَّل على إثرها اثنان آخران من أمناء الشرطة واصطحبوه إلى أحدِ الشوارع الجانبية واعتدوا عليه بالضرب وحطموا نظارته الطبية، ثم اقتادوه بسيارته إلى إحدى الغرف المهجورة التابعة لجهاز الشرطة في صحراء مدينة نصر.

وفوجئ أسامة الساعة 2 ظهرَ اليوم باصطحابه مرةً أخرى في سيارة ميكروباص وإلقاء أمناء الشرطة به في أحد الشوارع خلف مديرية أمن الجيزة بعد أن استولوا على مبلغ ألف جنيه من الأموال التي كانت موجودة معه.

 وأكد صلاح عبد المقصود وكيل نقابة الصحفيين ووالد أسامة أنه سيتقدم ببلاغٍ للنائب العام؛ لأن ما حدث إساءة بالغة لجهاز الشرطة والنظام ويُشعر المواطنين بخطورةِ الأمن على حياتهم وسلامتهم.

 وأشار إلى أن ما حدث مع ابنه ليس غريبًا على جهاز الشرطة؛ حيث حدث مع بعضِ القضاة منذ عامين، كما تمَّ تجريد أحد الصحفيين من ملابسه منذ ثلاثة أعوام، واختُطف الدكتور المسيري- رحمه الله- وزوجته وتم إلقاؤهما في صحراء مدينة نصر.

 وأكد عبد المقصود أن قيادات وزارة الداخلية بذلت جهدًا للبحث عن ابنه خلال هذه المدة، كما تحرَّك نقيب الصحفيين وأعضاء المجلس باتصالاتهم في كلِّ مكانٍ من أجل إنهاء هذه المأساة.

 وفي أول تعليقٍ له على ما حدث أكد أسامة صلاح لـ"إخوان أون لاين" أن الحادث يكشف مدى بلطجة صغار العاملين بالشرطة، ومدى تجاوزاتهم في حقِّ المواطنين، مشيرًا إلى أنه خاض تجربةً كشفت له حقيقة الواقع الشرطي الذي يحتاج لتشديدِ رقابة ومتابعة دقيقة من قِبل جميع القيادات الشرطية.

 وكان أسامة صلاح في طريقه إلى إحدى الجمعيات الخيرية خلف مقابر صلاح سالم لدفع قيمة حفل زفافه كتبرعٍ للجمعية للمساعدة في زواج الأيتام، ثم انقطع الاتصال به بعد ذلك .

ولك الله ... يا مصر... لك الله  .