أهل السنة
هم من حموا الإسلام ونهجه
إيلاف العباسي
يستغل البعض الأوضاع التي يمر بها أهل السنة والجماعة _سياسياً ودولياً_ ليمرر طعناته الخبيثة عليهم
فتارة ً يتهمهم بالخيانة والعمالة , وتارةً يتهمهم بالتواطؤ مع المحتل والاستكبار العالمي , وتارة يتهمهم بخيانة قضية فلسطين وترك العمل من أجل تحريرها .
كل هذا نسمعه طيلة الوقت من بعض ممن صار معه طلقتين وصاروخين مهدداً بها إسرائيل.
فحينما نمر على عالمنا العربي ونرى مايمر به من ضعف وذل وتخلف نشعر بالأسى على هذه الدول التي كانت يوماً ما رقما صعباً في الواقع العالمي.
ولا نتكلم عن هذا الرقم الصعب من قبل قرون او عقود , بل هو رقمُ صعب حتى وقت قريب , وذلك حينما كانت وحدة لا تتجزأ من أرض الخلافة العثمانية .
ولسببٍ من الأسباب وبحالٍ من الأحوال أراد الله سبحانه أن تتجزأ هذه الخلافة من بعد 5 قرون حكمت العالم الإسلامي ليكون مصير الأمة العربية كحال باقي الإرث العثماني مجزئا لا يعرف الوحدة ولا التوحد.
وتآمرت دول الشرق والغرب بعد ذلك على عالمنا الإسلامي والعربي بالتحديد لتزرع في قلب هذا العالم مجموعة من العصابات التي لا تعرف ديناً ولا قيماً ولا أعرافا ولا عادات تُسمى بالوقت الحالي بالكيان الصهيوني , ودخلت الجيوش العربية في عدة معارك معها هزلية حاولت استئصال هذا السرطان الخبيث من قلب الجسد الإسلامي العربي ولكن لم يكن هناك من فائدة , كون هذه المعارك جميعها سيناريوهات مخطط ومُعد لها في البيت الأبيض ومجلس الأمن , وإدارتها كانت بأيدٍ عربية تدّعي الوطنية.
كل هذه المقدمة ليست هي محور حديثنا , بل هي فقط بداية تلميحية لحال الأمة اليوم وما مرت به في الماضي القريب.
بعد ذلك ...ضعفت الجيوش , وسقطت الإرادات , وبانت كثير من الحقائق لكثير من الناس عن المُخَطط لنا والمراد لهذه الأمة.
فاستسلم الكثير ويأس آخرين وبقي البعض القليل من الصامدين.
نبتعد عن كل هؤلاء أيضاً , لنعيش مع لحظة واقعنا المعاصر , فقد شاء الله تعالى أن يخبو صوت أهل السنة من بعد سياسة كتم الأفواه التي نعيشها في عالمنا الإسلامي ,_ رغبة من الكثير من الفرق التي تدعي الإسلام ومن الغرب والصهيونية والماسونية العالمية _, رغبة من كل هؤلاء أن يخبو الصوت الذي أذاقهم مرارة الذل والهوان وسقوط المخططات التي كانوا يُخططون لها والمؤامرات التي كانت تُحيكها مع بعض الفرق المدعية للإسلام من أجل هدم الخلافة الإسلامية وإسقاط هذا الصوت الذي كان يوحدهم لكي يتسنى لهذه الفرقة ولهذه القوة العالمية أن تُسيطر على مجريات الأحداث ويُكوّنوا مع بعض الرقم الصعب في المعادلة الدولية .
فاختفى الصوت السني من الشارع الإسلامي و أُذِن دوليا وعالمياً للصوت المعادي لأهل السنة أن يرتفع ويستغل الوضع السني ليحاول السيطرة على مجريات الأحداث.
كل هذا ليس ببعيد عن واقعنا الذي نعيش به , بل هو جزءٌ لا يتجزأ من كل لحظة تمرُ بنا , فنرى من بعد كل التضحيات التي قدمها أهل السنة ودولهم وخلافاتهم التي قامت نرى بعض الحفاة العراة_ الذين كانوا بالأمس القريب يتوسلون أبواب السلاطين والأمراء والقادة والحكام من أهل السنة_ يتطاولون على تاريخ هذه الفئة العظيمة التي تمثل أكثر من مليار وربع مسلم , بينما لا تُمثل الطوائف جميعها مدعيةً الإسلام إلا شيء قليل .
مع كل هذا نقول استطاعت أن تمثل الرقم الصعب في المعادلة الدولية ليس لكونها كذلك واقعياً , بقدر ما إنها أُريد لها أن تمثل هذا الرقم من أجل طمس التاريخ الإسلامي الصحيح ومجيء تاريخ جديد يبدأ بإبعاد كل ما يمس لأولئك الذين أذاقوا الشرق والغرب , نصارى صليبيين ومدعي إسلام خائنين, صولات القتل والتشريد جزاء تطاولهم ومحاولاتهم البائسة التي حاولوا من خلالها طمس معالم الدين العظيم أو لأولئك الذين باعوا دينهم ووطنهم مقابل رضا المحتل والغاصب عنهم.
إذا ً فقد تشكل الرقم الصعب وتكونت المعادلة الدولية وأُبعد اهل السنة عن المخطط العالمي لتاريخه المشرق في محاربة كل من تطاول على المس بديننا ومنهجنا وشريعة ربنا.
وبدأت الطعونات والخيانات وتُهم العمالة تتوجه لأهل السنة من أولئك صغار النفوس وسفلة القوم ورويبضات العصر الذين أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهم.
فصار أهل السنة مثلاً للعمالة والخيانة , وهم من باعوا فلسطين , وهم من يرفضون الوحدة الإسلامية , وهم من يصدرون الفتاوى المختلفة من أجل خذلان المقاومة في فلسطين , وغير ذلك من هذه التهم التي نسمعها في كل تجمع لأولئك الذين يحسبون أنفسهم على الجهاد والمجاهدين.
ولن نستعرض التاريخ طويلاً ومفصلاً لنقف على منجزات أهل السنة والجماعة ودولهم ورؤسائهم وملوكهم , فهو أشرق وأبهر من أن يعتمه هؤلاء أنصاف الرجال ممن كان أسيادهم في الماضي سبباً في كل خذلان ونكسة ومحنة أصابت العالم الإسلامي.
فهل نسي تاريخ العالم أن الأمة لم تجتمع إلا تحت خلافة سُنيّة؟
وهل نسي العالم أن الفتوحات الإسلامية لم تكن إلا في العصور التي حكمها أهل السنة؟
وهل نسي العالم أن الحروب الصليبية لم يوقف مدادها طوال عقود إلا أهل السنة؟
وهل نسي العالم أن من فتح القدس وحرر القدس وطهر القدس على مر العصور لم ولن يكون إلا من أهل السنة؟
وهل نسي العالم أن من وقف بوجه كل حملات الإستشراق والتنصير لم يكونوا إلا من أهل السنة؟
وهل كان أهل السنة هم من جاء بالتتار والمغول لإسقاط الخلافة العباسية؟
وهل كان أهل السنة هم من طعن بظهر الخلافة العثمانية حينما كانت تُكمل فتوحاتها المباركة في أوربا؟
وهل كان أهل السنة هم من عاونوا الحملات الصليبية ضد صلاح الدين الأيوبي وضد من وقف معه؟
وهل كان اهل السنة هم انشق عن الخلافة العباسية ليؤسس دولة في مصر لتقوم بدور التمزيق والتفرقة لأمة الإسلام؟
لا أريد أن أستعرض التاريخ بكل ما حققه أهل السنة فهنا شيء يطول ولن ينتهي , فقط نريد استعراض الماضي المشرق لأمتنا الإسلامية التي حكمت بمنهج رسول الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
ولا أريد أيضاً أن أستعرض الطعنات التي تلقاها أهل السنة وهم يواجهون المحتل والمستشرق والمنصّر فهذا مما يطول بنا المقام ولن ينتهي ذكر هذه الطعنات.
أريد أن أختم المقال هذا ولكن بالفعل لا أجد ما أنهي به , فهذا الموضوع لا يمكن أن ينتهي بهذه الأسطر القليلة ونحن نرى تاريخ امتنا ورجال أمتنا وسلف أمتنا يُشوّه من قبل من خان بلاده وعرضه ودينه في الماضي ويحاول اليوم طمس هذه الخيانة بمجرد طلقتين وصاروخين أطلقهما على من يختلف معه في كعكة أهل السنة , بينما يتفق معه كل الاتفاق على قتل أهل السنة ومستعد أن يضع يده بيد هذا المحتل لمجرد الحصول على مزيد من المكاسب , وما حصل في واقعنا العربي الأن معروف من دون ذكر الدول.
اختصر وأنهي المقال لأقول : إذا كان عدّاد الساعة لأهل السنة قد توقف لفترة فهذا لا يعني عدم وجود مشاعل الخير فيه , فكما يوجد حزب الله في لبنان يوجد هناك حماس السنيّة وجهاد السنية في فلسطين , ويوجد هناك اهل السنة المجاهدين في العراق بكل فصائلهم وتوجهاتهم _ نستثني منهم المخربين للعراق المدمرين له_ ويوجد هناك المجاهدين في أفغانستان والشيشان وكشمير وكلهم بحمد الله من أهل السنة الذين أكملوا درب الجهاد الذي بدأ به أجداهم من قبل , أبي بكر و عمر وعثمان وعلي والحسن بن علي ومعاوية وما تلا ذلك من جهاد الدولة العباسية والأموية والجهاد المبارك في عصر نور الدين محمود وعماد الدين زنكي وصلاح الدين ثم مجيء السلطنة العثمانية المباركة.
هؤلاء هم أهل السنة الذين يحق لنا ان نفخر بهم سواءً كانوا قديماً أو حديثاً, وسيأتي اليوم الذي يسود هذا المنهج من جديد خصوصاً مع بواعث الأمل التي تشرق من كل محنة وأزمة تمر بعالمنا الإسلامي , وسيأتي اليوم بإذن الله الذي سيمحق هؤلاء المجاهدين , المحتلين وأعوانهم وأذنابهم من العملاء والخونة ممن سهلوا اغتصاب كل شبر من عالمنا الإسلامي .
وإلى ذلك الوقت نقول : تحيةً لكل مجاهدي أهل السنة في فلسطين والعراق ولبنان وافغانستان والشيشان وغيرهم
ولكل من يحاول الطعن بتاريخنا نقول مهما كبرت بإرادة أسيادك فلم تصل ل عشر ما كان عليه أهل السنة ولن تصل بإذن الله.
ومن يتخذ من سب وطعن وشتم سلف الأمة عقيدةً له لن يكون له تاريخٌ يّذكر بين الأمم والشعوب.
وسيعلم الذين كفروا أيّ منقلبٍ ينقلبون