لكلّ مهمّته وأهمّيته ، في زمانه ومكانه ، ومقتضيات أحواله !
لكلّ مهمّته وأهمّيته ، في زمانه ومكانه ،
ومقتضيات أحواله!
عبد الله عيسى السلامة
للحكيم مهمّته وأهمّيته، في مخاطبة الحكماء ، وفي معالجة الامور المستعصية !
وللعاقل مهمّته وأهمّيته ، في كبح جماح الحمقى ، في الظروف التي لايحتاج فيها الناس ، إلى حماقاتهم !
وللأحمق مهمّته وأهمّيته ، في ظروف معيّنة ، يحتاج الناس ، فيها، إلى حماقاته!
وللسفيه مهمّته وأهمّيته ، في الأحوال التي تحتاج إلى سفاهة !
وربّ سفيه، افتقده قومه ، في ظرف ما ،لمناجزة سفهاء مثله!
وربّ أحمق ، افتقده قومه ، في أحوال ، لاتجدي فيها ، الحكمة أو العقل !
فالحكمة هي : وضع الأمور، في مواضعها المناسبة .
ورد في الأثر : داروا سفهاءكم !
وقال النابغة الجَعْدي :
ولا خيرَ ، في حِلم ، إذا لمْ يكن له
بَوادرُ تحمي صفوَه ، أن يُـكـدّرا
ولا خيرَ، في جهل ، إذا لم يكن له
حليمٌ ، إذا ما أوردَ الامرَ أصدَرا
وقال المتنبّي :
ووضعُ الندى ، في موضع السيف ، بالعُلا
مضِرّ ، كوضع السيف ، في موضع الندى
والأهمّ من هذا كله : القدرة على توظيف الصفات ، كل صفة ، في الأمر الذي يناسبها ، وفي الظرف الذي يحتاجها !
والفوضى في التوظيف ، تؤدّي إلى نتائج ، لا تحمد عقباها : كأن يكلّف أحمق ، بقيادة جيش ، أو دولة ، أو حزب ، أو قبيلة .. وكأن يكلّف سفيه جاهل ، بأن يؤمّ المسلمين في الصلاة .. وكأن يكلّف بليد، برَسم أهداف ، بعيدة وقريبة ، لأمّة أو لشعب.. وكأن يكلّف غبيّ ، فاسد الضمير، بإصدار فتاوى ، في الحلال والحرام ، وفي السياسة الشرعية .. وهكذا !