عاشوراء وأرباب الفتنة
أحمد الجمّال الحموي
إن قصة استشهاد الحسين رضي الله عنه عندما نأخذها من الروايات الصحيحة تختلف اختلافا كبيرا عن القصة نفسها اذا اخذت من المصادر الشيعية أو من كتب الأدب التي لا تقيم لصحة الرواية وزنا وإنما كل همها أن تجمع الغرائب من هنا وهناك ويعرف الدارسون أن روايات هذه الكتب كحاطب ليل لا يجوز الوثوق بها ولا الاعتماد عليها في الامور البسيطة فكيف بمسألة خطيرة كمسألة قتل الحسين رضي الله عنه.
ومن المعروف سهولة الكذب عند الشيعة وقد نسجوا من الأكاذيب المهيجة للأحزان المفتتة للأكباد ما يعجز ابليس نفسه عن نسج مثله وكانت اكاذيبهم منصبة أولا في موضوع مسيره الى الكوفة وكيف استدعي وغرر به ومن الذي خدعه وخذله وثانيا في قصة الاستشهاد نفسها.
ولست اقصد التهوين من الأمر فهو أمر جلل وانما أريد أن ابرز فكرة واحدة هي أن رواياتهم مليئة بالتهم الكاذبة التي تدين كثيرا من الأبرياء كما أن رواياتهم تفيض بتجييش المشاعر والتحريض على الفتنة وابقاء مسألة تاريخية مضى أطرافها الى الله تعالى حية كأنما لم يمض عليها ساعة من نهار وكأن الدماء لا تزال تسيل على البطاح.
في عاشوراء يرقص اليهود فرحا بنجاة نبي الله موسى عليه السلام ويلطم الشيعة في مظاهرة احتفالية مقززة ليس لها أصل في دين الله تعالى أما المسلمون فإنهم يصومون ويستغفرون الله وهذا موقف سيد الخلق رسول الحق صلى الله عليه وسلم إذ قدم الى المدينة المنورة فرأى اليهود تصوم عاشوراء فسأل عن ذلك فقيل له إنه يوم نجى الله تعالى فيه نبي الله موسى عليه السلام من عدو الله فرعون فهم يصومونه فرحا بهذه المناسبة وشكرا لله تعالى فقال عليه واله وصحبه الصلاة والسلام نحن احق بموسى منهم فصامه وأمر بصيامه.
إن موقف الشيعة هو ابتداع لم يكن موجودا من قبل وجد أيام استيلاء الصفويين على ايران وقتلهم اكثر من مليون مسلم لاخراج الناس عن دينهم وتحويلهم الى التشيع.
ونوجه بعض الاسئلة الى المتمسحين بالحسين رضي الله عنه وما هم منه ولا هو منهم:
أولا هل أوصى الحسين أو ثبت بروايات صحيحة عن الائمة التوصية باللطم والشق والنواح والعويل والسب والسفه الرخيص لفتح أبواب الفتنة واذكاء الاحقاد.
ثانيا ألا يؤمن الشيعة بأن الله تعالى عادل وأنه سيجازي كل انسان بما يستحق وقد مضى طرفا الصراع اليه والحساب والجزاء عنده وليس عندنا ولا بايدينا أفليس من الواجب الاقرار بعدل الله والرضى بجزاء من لا يضيع عنده حق ولا يظلم احدا.
ثالثا هل الحسين رضي الله عنه هو الشهيد الوحيد في عالم الدعوة الى الله تعالى أليس والده شهيدا ثم إن قوافل الشهداء من الرسل الكرام صلوات الله وسلامه عليهم ومن أتباعهم لم تنقطع على مر السنين, كما أن الذين استشهدوا من الصحابة لا يعدون لكثرتهم , فلماذا الحزن بهذه الطريقة الاستفزازية على واحد دون غيره.
رابعا هل يبقى الحزن والعزاء مدى الدهر, أم سنة الاسلام أن للعزاء والحزن أمدا محدودا واياما معدودة وبعد هذا ينطلق المسلم لاداء دوره وواجبه في الحياة وهكذا كان شأن المسلمين مع كل شهيد, فلماذا تبقى مجالس عزاء الشيعة أكثر من ألف وثلاثمائة عام .
ما الذي يستفيده الحسين رضي الله عنه من هذه الاعمال الشيطانية هل يعود الى الحياة مرة أخرى, أم يعود قاتله لنجازيه أم أن الأمر لا يعدو أن يكون تمزيقا للأمة واثارة للأحقاد .
قد يقول قائل هل تفرحون أيها المسلون بمقتل الحسين إذ يحزن الصفويون فتنشأ المشكلة من تضارب المواقف والمشاعر.
والجواب أن الحسين قطعة منا ونحن الذين نحبه الحب الصادق الصحيح لكننا نحزن لمقتله الحزن المشروع البعيد عن التمثيل والتهويل ولا نقول الا ما يرضي ربنا.
من الذي كان السبب في قتل الحسين رضي الله عنه . إن الذين ادعوا أنهم شيعته وشجعوه على الخروج من مكة الى الكوفة هم الذين خذلوه وتخلوا عنه وكانوا سبب هذه المصيبة التي حلت به وبآله رضوان الله عليهم جميعا.
ما علاقة الصفويين بالحسين رضي الله عنه, انه عربي مسلم من الدوحة الهاشمية وليس الحسين منكم أيها الصفويون ولا أنتم منه وخير لكم أن تكفوا عن هذا الخداع.
ما هذه الشعارات التي ينادى بها واللافتات التي ترفع في هذه الذكرى ومنها "يا لثارات الحسين" خبروني ممن ستأخذون الثأر.
وهل تعرفون أنه لا تزر وازرة وزر أخرى أم أنكم لا تعرفون هذا.
وهل هذه الشعارات الا دعوة لقتل المسلمين الذين هم براء من دم الحسين براءة الذيب من دم يوسف.
أخيرا يجب أن تعلموا أن ما تبثه فضائياتكم التي تنفقون عليها وتنفق عليها ايران المليارات هي اكبر دعاية تدينكم فقد فتحت أعين الناس على بعض باطلكم بما يهذي به علماؤكم وبما تعرضه تلك الفضائيات من صور مقززة يوم عاشوراء حيث ظهر لكل عاقل سخف ما تفعلون وبعده عن الاسلام. أين عقلاؤكم ليردعوكم عن هذا أليس منكم رجل رشيد.
أحمد الجمّال الحموي
نائب رئيس جمعية علماء حماة سابقا
عضو مؤسس في رابطة أدباء الشام
عضو مؤسس في رابطة العلماء السوريين
عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين