كما الهزائم تتراكم.. الانتصارات كذلك

أ.د. ناصر أحمد سنه - كاتب وأكاديمي من مصر

E.mail:[email protected]

قبيل أيام من حلول الخامس من يونيو ، وما يحمل من أجواء وظلال قاتمة مريرة، وذكريات مؤلمة محفورة في الذاكرة الجمعية العربية..نجد يوم الاثنين 31 من مايو ، وما شهد من أحداث ومنعطفات هامة علي صعيد هذا التدافع التاريخي بين أمتنا العربية الإسلامية وأعدائها.. المعتدين عليها والمتربصين بها علي مدار التاريخ.

إن أمتنا أمة رسالة خاتمة.. هذا قدرها. لكن منذ أن تحول الحكم فيها إلي ملك عضود، ووراثة مستبدة، ضعفت، ودبت فيها الأسقام والعلل، وتنكبت الطريق، فلم تنهض برسالتها ، ولم تضطلع بريادتها علي الوجه الأكمل. لذا وجدها الأعداء فرصة سانحة سائغة للانقضاض عليها، وتحجيم وإعاقة مسيرتها ورسالتها، ومسخ إنسانها، وتشويه عالم أفكارها وقيمها، ونصب "محاكم التفتيش" لها، ونهب مقوماتها وثرواتها، وقضم أراضيها، وتمزيقها بوضع العراقيل والحدود والسدود، واستخرابها بتوزيع التركات والثروات... ومحاولات عديدة لم تتوقف، تتوالي للإجهاز عليها و"لإعلان موتها ونهايتها.. ومن هنا حاء مؤخرا الحديث عن النهايات.. منها نهاية التاريخ ".. وانتصار أعدائها (انتصار النموذج الغربي الرأسمالي الإمبريالي المادي العنصري).  

تتار ومغول.. وحروب وحملات صليبية تتري وتتوالي لقرنين من الزمان، وسنابك الخيول تغوص في دمائنا في فلسطين والقدس، (بغية استعادتها إلي معسكرهم). سقطت مملكة غرناطة 1492م، آخر قلاع الحضارة العربي الإسلامية التي أنارت الغرب، "وسطعت شمس أنوارها علي أوربا، حيث كانت العربية لغة العلم"، وتعرض من بقي من المسلمين للتنصير القسري؛ بمقتضى مرسوم ملكي مؤرّخ في 14 فبراير،1502 م)، ومن ثم لـ"محاكم التفتيش".. وصمة في جبينهم، يحولون التبرؤ منها، لكن دون اعتذار رسمي للموريسكيين. ثم تابعت موجات من الإستخراب الإمبريالي .. البرتغالي، الإسباني، الهولندي، الإيطالي، البلجيكي، الفرنسي، الإنجليزي، ثم الأمريكي الصهيوني.. تم احتلال الأرض من اندونيسيا والفيليبين شرقا، حيث انساحت الحضارة  العربية الإسلامية عن طريق التجارة والمعاملات والتواصل البشري والتصاهر، إلي المغرب غرباً، ومن دول وسط أسيا، وحدود النمسا والبلقان شمالاً، إلي السودان وما بعدها، وعدن جنوباً.

وصدر وعد بلفور (1917) بإنشاء ( وطن قومي لليهود في فلسطين)، هذا (الذي من لا يملك أعطي فلسطين لمن لا يستحق)، فهي بزعمهم:(ارض بلا شعب، لشعب بلا أرض) .. أسقطت الخلافة العثمانية (1924م)، وتم توزيع "تركة الرجل المريض، بل الُمجهز عليه"، ثم نكبة فلسطين واغتصابها، وإعلان قيام الكيان الصهيوني العنصري الاستيطاني ألإحلالي فوق أرضها المباركة الشريفة الطاهرة. ثم العدوان الثلاثي علي مصر 1956م، وهزيمة الخامس من يونيو 1967م، وضياع القدس والضفة والجولان وسيناء. كما لم تتوقف المجازر والمذابح الصهيوأمريكية يوما ما.. من "دير ياسين، ومسجد دهمش اللد، ويافا، وكفر قاسم، والسموع، والدوايمه، والطنطوره، وغزة، وجنين، ونابلس، والخليل الخ"، إلي مجازر"بحر البقر، و سيناء، وصبرا وشاتيلا، وقانا الأولي والثانية الخ". ومن العصابات الصهيونية "الهجاناه، وشتيرن وغيرهما" إلي جدار"الفصل العنصري". ومن أغلبية سكانية عربية فلسطينية إلي "أقلية عربية" داخل الخط الأخضر، و(عرب الـ48)، وشتات في الداخل (الضفة والقطاع)، وفي الخارج علي حد سواء. ومن دولة كانت"من النهر إلي البحر" إلي "كانتونات" مقطوعة الأوصال بمئات الحواجز/ المعابر، ونقاط التفتيش، و"حكم ذاتي" علي 20% من الأراضي، ومفاوضات ومؤتمرات وقرارات الخ.

ولم يكن الغزو الصهيوني لفلسطين مجرد مرحلة من مراحل الاستعمار الغربي المتعدد المراحل والأوجه بل كان أبشع أنواع الاستعمار علي الإطلاق، كونه احتلالا عسكرياً استيطانياً إحلالياً.. قائم علي القضاء علي (الآخر) الفلسطيني بشرياً واجتماعياً واقتصادياً وسياسياً وحضارياً وثقافياً.

ولمدة ثمانية أعوام (1980-1988م) تم إيقاد الحرب بين العراق وإيران (لوأد الثورة الإسلامية الوليدة في إيران)، وضُرب الصهاينة للمفاعل النووي العراقي 1981م، واحتلت بيروت 1982م،، وأثاروا عاصفة الصحراء 1991م، وعملوا علي انهيار الصومال 1991م، والتدخل العسكري للإجهاز علي الخيار الديمقراطي للشعب الجزائري 1992، وحروب الصرب في البلقان، والروس في الشيشان، واحتلال أفغانستان والعراق (2003) عقب أحداث سبتمبر 2001م.

أما علي صعيد الجوانب الحضارية والثقافية والعلمية والاجتماعية والاقتصادية الخ، وبعيدا عما يسمونه "التفكير التآمري"..فالتآمر في التاريخ موجود غير منكور، بيد انه ليس كل التاريخ تآمر) فحدث ولا حرج.. عن العداء والتزييف والاستنزاف والنهب والتشويه والتغييب، ومساندة القهر والاستبداد والمستبدين، وتكريس الفقر والجهل والمرض والتبعية والذلة والمهانة،"قصف" العقول، واحتلالها، والتلاعب بها و"تخديرها"، و"عبادتها" وتقديسها، وغسل الأدمغة، وتغريبها الخ.

كما الهزائم تتراكم .. الانتصارات كذلك. فعلي مدار أيام وسنين وأحداث وتفاعلات هذه الأمة ـ وإن كان سكان القصور، والمتحكمين في الأمر، قد نالوا كثيراً من (الضوء التاريخي) إذا ما قورنوا بهذه الحركات الموارة الفوارة الهادرة المجاهدة الثائرة المناضلة.. الصالحة المُصلحة، وهي باقية إلي يوم الدين ـ لم يخمد هدير الأصوات .. فرادي وجماعات، وتوجهات العلماء والمصلحين.. رجالا ونساء، وتقارع الظلم والظالمين، وتناوئ المستبد والمستبدين، وتُصلح ما فسد وأفسد، وتقوم ما اعوج، وتعالج ما أعتل، وترفع صنوف القهر عن المقهورين، وتخرج العباد من (عبادة العباد إلي عبادة رب الأرباب، ومن ضيق الدنيا إلي سعتها، ومن جور الأديان إلي عدل السماء)،  وتنير للناس جادتهم ، وتذكرهم برسالتهم.. رسالة العدل والحب والوسطية والهداية والتعاون والتعارف، يقول الله تعالى:"يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله اتقاكم"(الحجرات:13). أيها المتحدون في أصل بشرى واحد ..المختلفون أجناسا وألوانا ولغاتاً، المتفرقون شعوبا وقبائل.. لا تتفرقوا ولا تتخاصموا ولا تذهبوا بددا، إن الغاية من جعلكم هكذا ليست التنازع والتناحر، بل التعارف والتآلف، فالتنوع يدعو إلى التعاون والتكامل وفق معيار أساس: التقوى والعمل الصالح، وهما أعمال كسبية (وليست وراثية / عنصرية) يتسابق فيهما الناس جميعا .. مرضاة لربهم، والتصالح على العرف الحسن والمعرفة الرشيدة .. خدمة لمجتمعاتهم وإنسانيتهم (راجع تفسير الآية ابن كثير، دار إحياء الكتب العربية، د.ت.، ج/4، ص 217- 218،"في ظلال القرآن" الجزء السادس، ط 16 ، دار الشروق 1410هـ ـ 1990م،  ص: 3348).

فبعد سبات ومع بدايات القرن الفائت دبن صحوة بل صحوات في جسد هذه الأمة، تستطلع طريق استعادة رسالتها وريادتها ونهضتها وعزتها. وتعيد وصل ما أنقطع من مسيرة حارتها.. وعيا بالذات ، وبالتراث وبالموروث، واستفادة، غير مُخلة، بالمستجد المعاصر.

فمن بين الكواكبي، والطهطاوي، والأفغاني، ومحمد عبده، ورشيد رضا، وحسن البنا، وسيد قطب، والمودودي، وبديع الزمان سعيد النورسي، وعبد الله كولن، وعبد الحميد بن باديس، والبشير الإبراهيمي، ومالك بن نبي، محمد أسد، ورجاء جارودي، ومراد هوفمان، وعبد الرزاق السنهوري باشا، وعبد الحليم محمود، والشعراوي، جاد الحق علي جاد الحق، محمد الغزالي، والقرضاوي، وعبد الله بن بيه، ومحمد سعيد رمضان البوطي، وسعيد حوي، وفتحي يكن، وعماد الدين خليل، ومحمد عمارة، وطارق البشري، وسليم العوا وغيرهم.. قافلة تتري وتتوالي .. تتشرف بخدمة هذا الدين الخاتم، دين الإسلام، وحضارته، فتحرر العقول لاستقباله، وتنشر أنواره، وتدعو لهداياته، وتدافع عن تشريعاته، وتُرشد لآدابه، وتحمل علومه: "يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله، ينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين".

ثم جاءت حركات التحرر والاستقلال من ربقة الإمبريالية العالمية في خمسينيات وستينيات القرن المنصرم، ثم الانتصار في حرب العاشر من رمضان، أكتوبر  1973م، وقيام الثورة الإسلامية في إيران(1979م)..كأكبر حدث سياسي في القرن العشرين، لم يكونوا يحتسبونه بحال من الأحوال، وبخاصة في إيران التي كانت شرطي الخليج/ ورديف الكيان الصهيوني". حدث الثورة زلزل كيانهم، وأذهلهم إلي الآن..وما قصة العقوبات علي مفاعهلا النووي السلمي إلا حلقة صغيرة في طريق ما يزيد عن ثلاثين عاما من الاحتواء والضغط لتدخل حظيرتهم ـ، وتنصاع لأوامرهم، و"تسبح بحمدهم"، لتلقي ـ بكل رضي وشكرـ فتاتهم، ويسكتوا عن احتلال "الشاه لجزر الخليج".

أنهار الإتحاد السوفيتي وسقط 1990م، وكذلك الإتحاد اليوغوسلافي وولدت إثر ذلك دول عاد لعمق أصولها وحضارتها وثقافتها الأصيلة، ولحظيرة أمتها الإسلامية . كجمهوريات اسيا الوسطي.. كازاخستان وتركمانستان واذربيجان وقيرغستان وافغانستان، والبوسنة والهرسك وكوسوفا، فضلا عن الشيشان وانجوشيا وداغستان وابخازيا الخ.

تم قهر وهزيمة وإخراج العدو الصهيوني من لبنان وجنوبه العام 2000م، ثم الانتصار الباهر والمشرف للمقاومة الإسلامية في لبنان صيف العام 2006م، والانسحاب الأحادي الجاني من غزة، ثم "انتصار الخيار الديمقراطي (تلكم الديمقراطية تلكم التي صدعوا آذننا بها، وهم اكبر المنقلبين عليها، إذا لم تأتهم بمن يرضيهم). لقد أكد الشعب الفلسطيني انحيازه الكامل لجانب المقاومة وانتخاب حركة المقاومة الإسلامية حماس.. فكان العدوان الغاشم ، والحصار الظالم علي غزة الصامدة المجاهدة .. التي أفشلت وكل مخططاتهم وعدوانهم ومجازرهم لثلاثة أسابيع (نهاية 2008، ومطلع يناير 2009)، وفي ذلك النصر كل النصر، والانتصار كل الانتصار.

وأستمر الصمود والصبر والعزيمة والإرادة الفولاذية، وعدم النكوص عن الخيارات، رغم القتل والتقتيل، والإرهاب، والتجويع والحصار والدمار و جرائم الحرب والإبادة الجماعية، فكانت "الحرية، وأسطولها، وبشائرها من كسب تأييد كل الشعوب العالم، وفي مقدمتهم الشعب التركي الأبي الشقيق.. وحكومته وقيادته .. .. من فيتنام التي أرجأت زيارة رئيس الكيان الصهيوني لها، إلي جنوب أفريقا التي استدعت سفيرها لدي الكيان، إلي نبكارجوا ومن قبل فنزويلا، إلي كل التظاهرات والاحتجاجات العالمية لهذه الدماء الذكية التي سفكتها آلة ويد الإجرام والإرهاب الصهيونية.. نصرا من الانتصارات الباهرة، فقط لمجرد "دخول الباب عليهم":"قَالَ رَجُلَانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ" (المائدة:23). فما الظن بما هو أكثر من ذلك لو أتيحت المواجهات الحقة، والإعداد الجيد، دون منع  أو صد أو تغييب أو تجهيل.

لذا ليس من المبالغة القول:أن يوم الاثنين 31 من مايو، وما شهد من "قرصنة ومجزرة صهيونية جديدة ومتجددة" علي قافلة أسطول الحرية، وأثار تلك الدماء الذكية، والأرواح الطاهرة، التي سالت وارتقت دفاعاً عن قضيتنا العادلة، قد محت غيوم ذكري حلول الخامس من يونيو من كل عام، حيث كانت هزيمة 1967 وما خلفت من آثار مازلنا ندفع حسابها حتى اليوم.

في الهزائم والانتصارات .. "أعرف عدوك"

في الهزائم والانتصارات علي حد سواء.. ينبغي ألا يغيب بحال من الأحوال تحديد "العدو".. مفهوماً وموصفات وآليات وسمات وأدوار واستراتيجيات الخ. وعدو امتنا علي مدار تاريخها واحد في جوهره وإن تعددت صوره، وتغير جلدهن عملة واحدة وإن تعددت أوجهها.

المستقرئ للتاريخ البشري ، يجد أنه لم تخل أمة من الأمم من عدو ذي وجهين" داخلي من بني الجلدة"، ولعله الأخطر أثراً، والأصعب درء لعدوانه، المنفذ دوماً لأمر سيده. والآخر "عدو خارجي".. ظاهر واضح بين لكل ذي عينين، إلا من كان به رمد. نهجهما وإغراضهما ومطامعهما واحدة: يقول تعالي:" وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ، إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ، وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ" (البقرة: 165-167).

لقد بات واضحا جلياً تذيل فريقان، ومعسكران.. فريق ينهض بمسؤولياته ـ علي كافة جبهات التدافع ـ السياسية والحضارية النهضوية المناوئة للهيمنة والاستكبار والتبعية، وفريق الهوان والذل والتبعية والعمالة والخيانة وبيع مقدرات ومستقبل ومصير هذه الأمة بحفنة من المطامع الشخصية العاجلة.

إجمال القول: الأيام دول، والحرب سجال، والتدافع بين الناس قائم ما بقيت الشمس تشرق وتغيب."...وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ" (البقرة:251). فلينظر كل فرد في هذه الأمة، ومن والاها من أحرار الأمم الأخرى، إلي أي منهما يتنمي. فليكن في  الفريق الأول.. فينصر ويناصر وينتصر:".. وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ" (الحج:40)، ويقول جل شأنه:"ِإلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ" (الشعراء:227).