أسلوب جديد للكاتب محسن الخزندار

محسن الخزندار

[email protected]

د. محمود زعيتر

الباحث في الأديان

صديقي العزيز والكاتب محسن الخزنددار عرفته مثال المثقف المولع بإقتناء الكتب التي يقول عنها دوماً هي ثروتي الوحيدة ومكتبته التي تحتوي على ما يقارب 9000 كتاب مكتبة متنوعة كفكره المتنوع.

عرفته كتب في اليهودية وتاريخ اليهود وأصولهم المتفرعة ، يناقش بحدة ومتحيز بفكره الوطني الفلسطيني ، يثور إذا خالفته الرأي ويهدأ كأن شيئاً لم يحدث وتعود بسمته اللامبالية ويقول لقد تعبت لا أريد النقاش ( خلاص إنسى الموضوع) وإذا وافقته على رأيه سكت وانفرجت أساريره  ، وهذه هي مخالفة الرأي أو الفكرة عند المثقفين الذي لا يترك أي أثر بعده.

له آرائه الخاصة والمتطرفة أحياناً في الوطنية وفي التاريخ الفلسطيني لا يهادن ولا يهاود يسمع منك ماذا تقول بصبر العرف المميز لحنكة المثقف ابن البلد .

وأحياناً يكتم غيظه ولا يرد ، يرفع نظارته بهدوء وينزلها كأنه إنذار لكل هذه التفاعلات النفسية .

كتب في الشعر وكان مبدعاً وكتب القصة بأسلوبه الشيق المعهود وبعض السيناريوهات المسرحية ولا أعلم لماذا ولكن أعتقد أنه ليثبت لنفسه أنه يستطيع .

هذا هو تحدي الذات الإيجابي المتميز لديه ، ولكن في جلساتنا الخاصة هو دائم الحنين ليتكلم في اليهودية وأصولها وكتابها المقدس وكأنه لا يعرف غيرها من الثقافة العامة ولسان حاله يقول يجب على الجميع أن يدرك أننا أمام هذا العدو الذي زوَّر الدين والتاريخ علماً أن كتابه صفحات منسية من تاريخ كفاح شعب فلسطين الذي يروي حقبة من أهم الحقبات في تاريخ الشعب الفلسطيني منذ عام 1917-1979 م.

وسألته لماذا هذا التاريخ بالذات 1979؟ لا أري أنا شخصياً أنه مفصل تاريخي أو تحول في تاريخ الثورة .

هل له رمزية محددة لديك وما هو السر في هذا التاريخ ؟

 وقال كعادته بهذه الجمل القصيرة المعبرة هذا التاريخ هو بداية الانهايار الذي أراه أمامي حتى اليوم ولا أريد أن أكتب عنه شيئاً وكأنه نسياً منسياً .

يقول بكل كبرياء المثقف وتواضع ابن البلد الأصيل ... أين أنتم يا مثقفي فلسطين ؟؟ تتبجحون بالكلمات والمصطلحات والمفردات ولا تفعلوا شيئاً أنتم أبواق لا تُسمعوا أحداً وكأنكم تنفخون في صحاري غريبة لم نرها أو نسمع عنها ، أنتم نُسخ مكررة ممجوجة غير مستساغة وكأنكم أموات في لباس الأحياء لا طعم ولا لون ولا رائحة .

أنتم الطليعة (كما تدعون ) ولكني أراكم في الخلف دوماً كأذنابٍ لا تجر ورائها إلاّ الغبار الذي يعمي العيون ويزكم الأنوف ، إن سمعنا لكم صوتاً فهو لكي ينعى تاريخكم .

يجب عليكم (كمدعين) أن تبذلوا الجهد لصياغة الوعي في الشارع الفلسطيني ، ماذا فعلتم ؟

كتاباتكم ! علمتهم الجُبن (الشارع الفلسطيني) جُبن المثقف القابع وراء أوراقه الصفراء يقلبها بين يديه وبعد ذلك تكون طعماً للنيران خوفاً من أن ترى النور.

إنه محسن الخزندار هذا الكاتب الذي يريد أن يعرف ويقرأ كل شيء لكنه دائم التذمر ويشتكي من الوقت وكأن اليوم (24 ساعة) لا تكفيه ، ومن ضيوفه التي تتوافد عليه ويتسرب وقته دون أن ينجز شيئاً إلاَّ هذه المجاملات العامة التي لا ترضي غروره المعرفي وحبه للثقافة والمثقفين وتفاعله الدائم والمستمر مع المنتديات والندوات الخاصة والعامة.

إنه دوماً يجد الوقت ليذهب إليها كمنتدى النصيرات الفكري، وصالون نون، والملتقى الفكري وصالون القلم الفلسطيني، واتحاد الكتاب ولا أعلم كيف يستطيع التنسيق بين كل هذه المنتديات ليحضرها .

هذا المفكر كأن كل من حوله يعرف ماذا يريد وعن ماذا يتكلم ولكنه دوماً يقول (...إن الصمت هو فن الملوك) والثرثرة هي لكم يا مثقفي فلسطين تكلموا كثيراً ولن تسمعو إلاَّ أنفسكم .

هذا هو صاحب الجمل القصيرة المعبرة كل جملة لديه بديوان شعر أو بكتاب تاريخي أو بتراثنا المبعثر بين أيدي اليهود .

إنه أسلوب جديد أسلوب متميز أسلوب محسن الخزندار