الشيخ عثمان بن فودي وجهوده الإصلاحية 10

الحركات الإصلاحية 10

(10) الشيخ عثمان بن فودي وجهوده الإصلاحية

د. موسى الإبراهيم

[email protected]

1. شخصية ابن فودي رحمه الله

- ولد الشيخ عثمان بن فودي في 29/2/1168هـ في مدينة مارتا من بلاد الهوسا في نيجيريا.

- وهو ينحدر من أسرة علم ومن قبيلة الفلاتيين وكلمة (فودي) تعني بالفلاتية (المعلم).

- وللشيخ كتب كثيرة أهمها: (بيان وجوب الهجرة) ويعد هذا الكتاب نقطة تحول في حياة الشيخ ابن فودي رحمه الله.

- وقد عُرف الشيخ بالتقوى والصلاح مع غزارة العلم والمعرفة ورحابة الصدر وسعة الأفق والتأني الحكيم والعزم الحاسم.

 2. بداية حركة ابن فودي الإصلاحية:

- كانت بداية حركة الشيخ علمية تأليفية، ثم بدأ بالتعليم ونشر السنة لإخماد البدع والخرافات.

- ثم تطورت الحركة لتكون جهادية ضد أعداء الإسلام وخاصة المستعمرين البريطانيين.

- وقد كانت البلاد الإفريقية في تلك المرحلة تغلي بالبدع والخرافات والتأثر بالحملة الغربية على العالم الإسلامي.

- وقد عم المجتمع الآفات الضارة كالخمور والدخان والظلم والتفسخ الأخلاقي.

- هذا وقد شملت دعوة الشيخ رحمه الله سائر قطاعات الشعب من طلاب العلم والعمال و البدو والريف والحضر، وهذا دليل وعي الشيخ وعمق تجربته وإخلاصه رحمه الله.

 3. محاور العلم عند الشيخ عثمان بن فودي:

وللعلم عند الشيخ ابن فودي خمسة محاور رئيسة هي:

     1_ ما فرضته الشريعة الإسلامية من الأصول والفروع.

     2_ الحث على اتباع السنة.

     3_ رد الأوهام التي شاعت عند طلاب العلم.

     4_ رد البدع والعوائد الرديئة.

     5 _ بث العلوم الشرعية.

 4. بداية اشتهار الشيخ ومبايعته أميراً للمؤمنين:

- لما اشتهر أمر الشيخ وقف الحكام في وجهه، وكذلك علماء السوء وبدأت المحنة ضد الشيخ وأتباعه.

- ثم بدأ الشيخ يركز على نشر العلم حتى بلغ العلماء الذي يعدون من طبقته وقريباً منه يعدون بالمئات.

- ثم تفاقمت الأمور بين الشيخ وحكام البلاد، وضيقوا عليه كثيراً.

- وهنا اجتمع الشيخ والعلماء الذين حوله وطلاب العلم المتأثرين به وتشاوروا في الأمر وقرروا أن يبايعوا الشيخ على السمع والطاعة وتم ذلك، وبايع هو على العمل بالكتاب والسنة، وصار الشيخ يلقب (بأمير المؤمنين).

- وبدأ الشيخ يسير على خطى رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين بوعي عميق ونية صادقة.

- وقد أقام خلافة إسلامية سميت (الخلافة العثمانية الصكتية) واتخذوا لهم عاصمة هي مدينة (صكت) وتقع شمال غرب نيجريا وسميت بذلك لأنها صكت الأعداء صكاً.

- * وقد كان إعلان هذه الخلافة في بداية القرن التاسع عشر الميلادي واستمرت قرناً كاملاً حتى سقطت أمام الغزو الاستعماري البريطاني لنيجيريا عام 1903م.

- ولا يزال حفيد الشخ عثمان في تلك المنطقة حتى اليوم ويسمى (سركن مسلمي) أي رأس المسلمين وله مكانة كبيرة عند المسلمين في نيجيريا حتى اليوم.

- ولا تزال بيوت الإمارة قائمة هناك حتى اليوم ولقد سقطت الخلافة العثمانية الصكتية وهي تقاتل ولم تلقِ السلاح وقد سقط الخليفة (الطاهر) شهيداً رحمه الله. واستمرت المعارك بين المسلمين والاستعمار البريطاني حتى تحررت نيجيريا من الاستعمار 1960م.

 - هكذا وما تزال آثار حركة الشيخ عثمان بن فودي في نيجيريا حتى يومنا هذا حيث الانتماء الإسلامي، والثقافة العربية الإسلامية، وفيها بواكير نهضة إسلامية تؤكد أهمية ما أحدثه ابن فودي رحمه الله(1).

هذا والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم..

              

(1) راجع كتاب ندوة اتجاهات الفكر الإسلامي المعاصر، التي أقامها مكتب التربية العربي لدول الخليج في البحرين في 3-6/6/1405هـ، 22-25/2/1985.