أسرج قنديلاً

آلاء الرشيد

[email protected]

قبل أن تشرع بالقراءة، لك الخيار في التفاعل والتدرج والتتابع.. فلم أخطه لك إلا لثقتي بحرصك على أمتك، فلنتعاون لندرك المبتغى معاً..أغمض عينيك، وجرّد تفكيرك، وأطلق العنان لذاكرتك، ولك أن تطلب المعونة من خيالك لتسرح في أجواء شغلتك عنها الأحداث اليومية.

افتح الملفات المخزنة المهترئة التي طوتها الأيام والسنون.. اختر القديمة منها ثم انفض الغبار عنها، لا تخش ذلك فلن يطول بنا المقام بين كومة الملفات..

دعنا نستذكر معاً الأيام الأجمل من بينها.. لا تحتر.. فقد لا يختلف أغلبنا ما لأيام الطفولة من حلاوة وجمال لا يخبو بريق براءتها، وشقاوتها مع أمك وأبيك، وكذلك الأقارب، وأؤكد على خفتها مع أصدقاء المدرسة والحارة في الشارع المجاور..

كم كانت السعادة تغمر قلوبنا حين نردد في تلك الأيام الأناشيد الجماعية في الصف المدرسي مع الطلاب.. وفي الإذاعة أيضاً، ونقف بجرأة وحماسة أمام الأقارب نستعرض ما تعلمناه من مسرحيات وأغنيات نفاخر بها.. أتذكر ذلك؟! ونصمت عندما يروي المعلم القصص والحكايا، وتغفو أجفاننا ليلاً على تمتمات الجدة بقصصها التراثية الخيالية ولمساتها الحانية..

سلسلة تتتابع بسرعة لتلتقي طفولتنا وما تردد على أسماعنا في تلك الأيام، مع ما يَرِدُ على أسماع أطفالنا اليوم.. ولنقف قليلاً على حصيلة التربية المقدسية في المرحلتين إن صح التعبير، فما مقدار المعرفة المقدسية ومجموع المعلومات عن القدس الأسير؟ وهل يعي الطفل مفهوم الاحتلال الجاثم على أرض فلسطين المحتلة؟ وما الفرق بين قبة الصخرة والمسجد الأقصى؟ وكم ردد المربون في الأسرة والمدرسة والمراكز الثقافية قصص الأمجاد وفاتحي القدس وسيرة صلاح الدين الأيوبي والعهدة العمرية..!

مما يميز الوقت الحالي عن سابقه، تعدد الوسائل والأساليب التي نستطيع من خلالها تنمية الثقافة المقدسية لدى الطفل سعياً لبناء طفولة مقدسية تُنقش في الصغر وتُثمر في الكبر.

لا تندم على ما مضى من وقت.. كل فرد منّا أياً كان دوره يقدر على استثمار موقعه، فقط خذ وقتك في ابتكار أفكار للأطفال من أجل القدس، ومن أجل مقاومة الاحتلال، ولأجل طفل يعي القضية ويعمل لنصرتها، وقم بترجمة الأفكار إلى أفعال على مستوى عائلتك، سواء كنت أباً، أماً أو حتى أخاً وأختاً.. وللمدرّسين في مدارسهم دور في نشر الابتكار بين طلابهم في حصصهم الدراسية، وتستطيع المؤسسات الثقافية تقديم أفكار تخدم أكبر نطاق ممكن في المجتمع.

أما زلت معي في أجواء الخيال؟ لا تخرج منها بل ابق فيها ليكون ذلك لك عونًا للإبداع، وسجل في مفكرتك فكرة عملية تبدأ بها اليوم.. وننتظرها نحن كذلك أن تصل بالإيميل مهما كانت.