إسرائيل ..

بين أسطورة المسادا وتعاليم جابوتنسكي

مأمون شحادة *

[email protected]

استوقفتني مقولة شهيرة لجابوتنسكي" إذا أراد المرء أن يستوطن بلداً يقطنه شعب، فعليه أن يجد من ينفذ له هذا الأمر. فإذا لم تكن هناك قوة مسلحة تقضي على كل حركة تعارض الاستيطان أو تمنعه أو تعرضه للخطر، فسيكون الاستيطان غير ممكن...إن الصهيونية مشروع استعماري استيطاني يرتبط تقدمه وتراجعه بقوة سلاحه. صحيح أنّه من المهم أن نتكلم العبرية، ولكن الأهم، بكل أسف، أن نتقن استخدام السلاح، وإلاّ فلا استيطان" .

يتضح من ذلك ان الإستراتيجية الحربية الإسرائيلية قامت على ثلاثة عوامل، وهي : العامل الزمني : الاستمرار بالضربات الجوية لفترة طويلة من اجل أضعاف الخصم والسيطرة على أجواء المعركة، وعامل الاضعاف : تدمير القوة الدفاعية للخصم وغير الدفاعية، وعامل الهجموم المضاد : نقل المعركة إلى أرض الخصم لايجاد العمق الاستراتيجي .

 فإسرائيل اليوم عازمة على اتمام جدارها الامني والإتيان بـ"قوات دولية" لترسيم حدودها، ليتضح ان اسرائيل فشلت فشلا ذريعا في فرض حلولها بالقوة، وحتى "لو خاضت حروبا مستقبلية" لن تستطيع فرض "الامر بالواقع" على الدولة المنوي مهاجمتها، على الرغم من تفننها في اتقان واستخدام السلاح بنفس الطريقة التي بينها جابوتنسكي، ما جعلها تسير على خطى جابوتنسكي الثانية (الجدار الحديدي)  لرسم اطرها الاقليمية، سعيا منها لادلجة تلك الاطر المرسومة بمتطلبات التغيرات الاقليمية والدولية، وفق منهج سياسي يرنو الى فتح صفحة جديدة تتوافق مع المنطقة .

       

*تخصص دراسات اقليمية

الخضر - بيت لحم – فلسطين