القاديانية وحساب الجُمّل اليهودي وجماعة المغفلين
القاديانية وحساب الجُمّل اليهودي
وجماعة المغفلين!
محمود القاعود
عندما تكون العقيدة هشة كلما زاد أصحابها من السخف واللامبالاة واللاعقلانية !
كلما كانت العقيدة لا تقوى على الصمود فى وجه الحقائق ، فإن أصحابها يكونون مثل الغريق الذى يتعلق بعود القش !
يسألنى العديد : لماذا يستشهد النصارى بآيات من القرآن الكريم لإثبات صحة معتقدهم ؟! وأرد : أن معتقدهم لا يقدر على إثبات صحة نفسه فيتحولون إلى القرآن ليُأولوا نصوصه وفق خيالهم المريض .
كذلك فعلت القاديانية التى تقوم دعواها على الأحاديث الضعيفة والموضوعة والأقوال الغريبة والتفسيرات التعسفية لآيات القرآن الكريم والخروج عن النص والابتداع فى الأصل .
لم يجد القاديانيون بد من استخدام " حساب الجُمل اليهودى " من أجل إثبات معتقداتهم الضالة ! ومعروف أن حساب الجمل اليهودى يضع قيم عددية للحروف الأبجدية حتى تُصبح عدة حروف مجموعها يُعطى قيمة عددية ، هذه القيمة العددية ترمز بحسب الحساب اليهودى إلى موضوع معين أو تاريخ معين .. هكذا زعموا !
وهذا نموذج لحساب الجمل
قيم الحروف وفقاً لحساب الجمّل
أ = 1 ح = 8 س= 60 ت= 400
ب =2 ط =9 ع =70 ث =500
ج =3 ي 10= ف= 80 خ =600
د 4= ك =20 ص= 90 ذ= 700
ه =5 ل =30 ق =100 ض= 800
و= 6 م= 40 ر= 200 ظ =900
ز =7 ن =50 ش =300 غ= 1000
وترتيب الحروف وفقاً ل ( أبجد هوز حطى كلمن سعفص قرشت ثخذ ضظغ ).
وليس للترتيب المعروف ( أ ب ت ث ج ح خ د ....... ) .
هذا الحساب اليهودى استخدمه " مصطفى ثابت " القاديانى فى كتابه " السيرة المطهرة " الذى يحكى فيه سيرة نبيه المزعوم للتدليل على صدق القاديانى الكذاب وأن الله أمره بتأسيس جماعة المؤمنين ليكون هو الخليفة والمهدى المنتظر والمسيح الموعود ! يقول مصطفى ثابت :
(( وقد جاء فى القرآن الكريم الوعد بالاستخلاف فى قوله تعالى :
((وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ )) ( النور : 55 ) .
ومن المعروف أن العرب كانوا يستخدمون الحروف الأبجدية تعبيراً عن الأرقام العددية حيث إن لكل حرف أبجدى قيمة عددية محدودة ، وكانوا فى بعض الأحيان يستخدمون كلمات معينة .. تُعبر عن القيمة العددية لمجموع حروف تلك الكلمات عن أرقام معينة ، أو كميات محددة ، أو تواريخ لحوادث ووقائع مهمة . ويشير استخدام حروف المقطعات فى القرآن الكريم لهذا الغرض ، كما قال بذلك الكثير من المفسرين .
والآية الكريمة التى جاء فيها وعد الاستخلاف فى سورة النور .. قد وردت بها كلمة ( ليستخلفنهم ) وحين نحسب القيمة العددية لهذه الكلمة نجد المفاجأة الغريبة .. وهى أن مجموع قيمة حروف هذه الكلمة يساوى بالتمام نفس العام الذى نزل فيه الأمر بأخذ البيعة وتكوين جماعة المؤمنين وهو عام 1305الهجرى .. كما يتضح ذلك مما يلى :
ل ي س ت خ ل ف ن ه م
30 + 10 + 60 + 400+ 600 + 30 + 80 + 50 + 5 + 40 = 1305
وهكذا .. حقق الله تعالى وعده ، فنزل أخيراً الأمر من الله تعالى بأخذ البيعة فى عام 1305الهجرى ، الموافق 1888 الميلادى . )) ( السيرة المطهرة : الفصل الخامس ص 3، 4 ).
والحقيقة أن كلام مصطفى ثابت ذكرنى بما قاله من قبله النصارى حينما ادعوا أن أول سورة مريم ( كهيعص ) = 195 وهى نفس قيمة ( المسيح إلهى ) !
وبالقطع فتلك حيل العاجزين الذين يأسوا من رحمة الله فكتب الله عليهم الشقاء وجعلهم أمثولة وأضحوكة .
هذا الهراء لا يقول به إلا من هو مقتنع بضحالة ما يعتنقه من معتقدات هشة لا تصمد أمام الجج والبراهين ، فمن الممكن أن استخرج كلمات ذم فى القاديانى الكذاب مجموعها = 1305وأقول بأن هذا إعجاز !!
وكيف عرف ثابت أن الآيات تقصد التأريخ الهجرى وليس الميلادى ؟!
وأفكلما جاءكم تفسير يبطل مزاعمكم رفضتموه وكلما وجدتم خزعبلات تؤيدكم قبلتموها ؟ مالكم .. كيف تحكمون يا أتباع القاديانى الكذاب ؟؟
ولكننا لا ننحدر إلى المستوى الذى نزل له أتباع الغلام الذين يتعلقون بالأوهام والأكاذيب .
يقول العلامة يوسف القرضاوى عن حساب الجُمل اليهودى :
(( حساب الجمل لا يقوم على أساس منطقي:
ثم إن "حساب الجمل " نفسه مجرد اصطلاح من جماعة من الناس، ولكنه اصطلاح تحكمي محض، لا يقوم على منطق من عقل أو علم.
فمن الذي رتب الحروف على هذا النحو: ا ب جـ د هـ و ز ح ط ي ك ل م ن س ع ف ص ق ر ش ت ث خ ذ ض ظ غ؟
ولماذا لم تترتب هكذا: ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز إلخ؟ أو تترتب على أي نحو آخر؟
ومن الذي جعل للألف رقم (1) والباء رقم (2) وهكذا آحادًا إلى حرف ط، ثم أعطى للحرف " ي " رقم (20) وللحرف ك (30) وهكذا الزيادة بالعشرات إلى الحرف الذي يعادل (100) وبعده تكون الزيادة بالمئات.
لماذا لم تكن الزيادة آحادًا إلى آخر الحروف؟ ولماذا لم تبدأ بعشرة أو بمائة أو بألف؟ ولماذا لم تكـن هكـذا: ألف (1)، و ب (10)، وجـ (20) وهكذا؟ ولماذا لم تكن هكـذا: 1، 10، 100، 1000 إلخ. . . ؟ ولماذا ولماذا؟
كل هذا تحكم من واضعيه المصطلحين عليه. صحيح أنه لا مشاحّة في الاصطلاح، ولكن هذا لا يلزم أحدًا.
القصة التي ذكرها البيـضاوي لا يحتج بها:
على أن القصة التي ذكرها البيضاوي (حاشية الشهاب على البيضاوي، المكتبة الإسلامية، تركيا 1/172). وذكرها غيره أيضًا من المفسرين واستشهد بها صاحب المقال على أن النبي -صلى الله عليه وسلم-أقر اليهود على ما فهموه من الحروف المقطعة في فواتح السور، وأنها تشير إلى مدة الرسالة المحمدية على طريقة "حساب الجمل" لأنه -صلى الله عليه وسلم- تبسم عند سماع قولهم، وتبسمه يدل على إقراره لهم!
هذه القصة من الناحية العلمية غير ثابتة، ولم ترو بسند صحيح أو حسن، بل بإسناد ضعيف لا يحتج به، ضعفه الحافظ ابن كثير في تفسيره (تفسير القرآن العظيم 1/38) والسيوطي في الدر المنثور (الدر المنثور 1/23). والشوكاني في فتح القدير (فتح القدير 1/31).، وأحمد شاكر في تخريج تفسير الطبري (تفسير الطبري 1/218، مطبعة دار المعارف). . فسقط إذن الاحتجاج بها، إذ لا يحتج بضعيف عند أهل العلم.
على أن هذه القصة لو سلمنا بصحتها ليست نصًا في الدلالة على صحة ما يقوله اليهود في حساب الجمل، وما استنتجوه من الحروف، وهذا ما ذكره البيضاوي نفسه الذي استشهد به الكاتب. فإنه ذكر هذا القول في جملة أقوال أخرى في تفسير هذه الحروف، مع ذكر ما استدل به كل قول، ومنها دليل هذا القول من القصة المذكورة، بزعم أن تقرير الرسول لهم على استنباطهم دليل على ذلك. . . ثم أخذ العلامة البيضاوي يرد على الأقوال التي حكاها واحدًا واحدًا، ومنها هذا القول اليهودي في مصدره. فذكر أن هذه الحروف لم تستعمل لحساب الجمل فتلحق بالمعرّبات، قال: والحديث لا دليل فيه، لجواز أنه -عليه الصلاة والسلام- تبسم تعجبًا من جهلهم. . أي لتفسيرهم النازل بلسان عربي بما ليس من معاني لغة العرب كما قال الشهاب في حاشيته على البيضاوي (حاشية الشهاب المصدر السابق).
قال الشيخ شاكر: (ولله در الحافظ ابن كثير، فقد وضع الحق في موضعه حين قال في التفسير: وأما من زعم أنها دالة على معرفة المدد، وأنه يستخرج من ذلك أوقات الحوادث والفتن والملاحم، فقد ادعى ما ليس له، وطار في غير مطاره ! .
قال: وقد ورد في ذلك حديث ضعيف، وهو مع ذلك أدل على بطلان هذا المسلك من التمسك به على صحته. ثم ذكر الحديث الذي يروي القصة المذكورة نقلاً عن الطبري ثم قال: (فهذا الحديث مداره على محمد بن السائب الكلبي، وهو ممن لا يحتج بما انفرد به) (تفسير الطبري 1/220).
على أن هناك من العلماء قديمًا وحديثًا من رفض الخوض في تفسير هذه الحروف، ورجح ما نقل عن أبي بكر الصديق وسائر الخلفاء الأربعة: أنها سر استأثر الله بعلمه، فهي بهذا عندهم من المتشابه الذي لا يعلم تأويله إلا الله، ولهذا يقولون عندهـا: الله أعلـم بمراده.
وقد أنكر الإمام لشوكاني في تفسيره على من زعم أن لها معنى مقطوعًا به. قال: (إن من تكلم في بيان معاني هذه الحروف جازمًا بأن ذلك هو ما أراده الله عز وجل، فقد غلط أقبح الغلط، وركب في فهمه ودعواه أعظم الشطط.
فإن كان تفسيره لها بما فسرها به راجعًا إلى لغة العرب وعلومها، فهو كذب بحت، فإن العرب لم يتكلموا بشيء من ذلك. . . فلم يبق حينئذ إلا أحد أمرين: الأول: التفسير بمحض الرأي الذي ورد النهي عنه والوعيد عليه، وأهل العلم أحق الناس بتجنبه والصد عنه، والتنكب عن طريقه. وهم أتقى لله سبحانه من أن يجعلوا كتاب الله سبحانه ملعبة لهم يتلاعبون به، ويضعون حماقات أنظارهم، وخزعبلات أفكارهم عليه. الثاني: التوقيف عن صاحب الشرع، ، والسبيل القويم. . . فمن وجد شيئًا من هذا فغير ملوم أن يقول بملء فيه، ويتكلم بما وصل إليه علمه. ومن لم يبلغه شيء من ذلك، فليقل: لا أدري. أو: الله أعلم بمراده. . . ) (فتح القدير 1/30، 31).
ثم قال: (فإن قلت: هل ثبت عن رسول الله في هذه الفواتح شيء يصلح للتمسك به؟ قلت القائل الشوكاني: لا أعلم أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تكلم في شيء من معانيها) (فتح القدير 1/31، 32)
وتساءل لشوكاني: هل يجوز تقليد أحد الصحابة في تفسير هذه الفواتح إن صح إسناد القول إليه؟
وأجاب بالنفي؛ لأنه مجرد رأي له قاله باجتهاده، ثم إن المروي عن الصحابة هنا مختلف متناقض، فلو عملنا بما قاله أحدهم دون الآخر كان تحكمًا لا وجه له، وإن عملنا بالجميع كان عملاً بما هو مختلف ومتناقض، ولا يجوز.
على أنه لو كان شيء مما قالوه مأخوذًا عن النبي -صلى الله عليه وسلم-لاتفقوا عليه ولم يختلفوا، كسائر ما هو مأخوذ عنه. . . ثم لو كان عندهم شيء من هذا لما تركوا حكايته عنه، ورفعه إليه، لا سيما عند اختلافهم. )) .انتهى كلام العلامة القرضاوى .
http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?pagen ame=IslamOnline-Arabic-Ask_Scholar/FatwaA/FatwaA&cid=1122528600996
والآية لا يوجد بها ما يُشير من قريب أو من بعيد لا تصريحاً ولا تلميحاً إلى الغلام الكذاب وموضوع خلافته وجماعة المغفلين الذين استغفلهم وصدقوه ونادوا بنبوته !
يقول سبحانه وتعالى :
(( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ )) ( النور : 55 ) .
هذه هى الآية ولا علاقة لها بالقاديانى الكاذب ، بل إننا من الممكن أن نضع القاديانى الكافر ضمن قوله تعالى فى ذات الآية : (( وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ )) .
واعتقد أنه آن الآوان أن يكف أتباع الغلام عن مهاتراتهم السخيفة التى تُضحك عليهم الناس .
فلا أحداً من المفسرين القدماء أو المحدثين استخدم حساب الجمل على الإطلاق فى تفسير آيات القرآن الكريم اللهم إلا المفترين على الله أمثال القاديانى الكذاب ورشاد خليفة !
ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين .