دكتور: الحقني

دكتور: الحقني

وليد رباح /الولايات المتحدة الأمريكية

[email protected]

كلمة ساخرة

صدرها ممسوح باستيكة ..لا ثديين ولا حتى حلمتين .. فهي غائرة لا تراها بالعين المجردة .. عجزها كأنما هو مقطورة تسحب  مجموعة من الثيران ترعى  في حقل مؤداه  واد بين جبلين كأنما هما جبال الالب  .. انفها معقوف كصقر يريد افتراس حمامة بريئة ..تفر الحمامة فتدخل في احدى الفتحتين للنجاة فتسقط مع مخاط اشبه بفيضان الشلالات وزئير الاسود ..  ردفاها اللهم استر .. ترى فيهما النار دون الجنة .. والانتحار دون العشق .. والغرق دون النجاة ..   (وبطة) رجلها اليمنى اصغر قليلا من اليسرى.. بعضها متعرج والاخر متعرق والثالث بين بين .. أما القدمين فهما مطرحتا فرن مندثر منذ ايام الجاهلية .. فاذا ما نفحتك (شلوتا) بهما  فتذكر ان تذكر الله عدة مرات وانت تطير في الهواء الطلق .. وأن يأتي سقوطك على كومة من التبن او بركة من الماء حتى لا تندق عظامك ..   واصابع القدمين كمثل منساس الحراثة في حقولنا التي تعاني شح المطر وقلة المياه .. بارزة مثل مسامير النعوش في اكفان الموتى .. مخها كمخ من انجز  ما نفحته امريكا لنا عن خريطة الطريق التي تمثل البغل في الابريق .. تذهب كأنما هي آتية .. وتأتي كأنما هي ذاهبه .. تخافها السيارات في الشوارع فتصطدم الواحدة بالاخرى عند النظر اليها .. ويدعو السائقون ربهم ان لا تصادفهم في الطريق فيحدث المكروه .. ولو ان الرئيس الامريكي الاسبق رآها في يوم لما هاجم العراق ولا تدخل في افغانستان .. ولما اخطأ في حسابات اسلحة الشخير الشامل .. بل لم يصبح رئيسا وتخلى عن منصبه لمن أتى بعده .. فهي تعطي مثالا جيدا للعربية التي تأكل من طبيخها في كل أن  ملعقة او مغرفة ( للذواق ) فاذا بها بعد لآي مثل ثور هائج في شوارع ( سرقسطه ) الاسبانية .. يهرب الناس منها ولا مهرب اذ لا بد من ان تخوزق قرونها است من يجري امامها كالرهوان .. عندما تريد النوم لا بد وان يحملها ابناؤها على محفة ثم يلقون بها الى السرير الحديدي  .. فيبدأ العزف المنفرد فورا ودون ابطاء .. شخير مثل سلاسل مالك حارس النار عندما تواتيه الفرصة في قنص من هم اهلها .. اما زوجها فتصيبه الرعشة عند النظر الى عينينها الصقريتين اللتين تحجبان الضوء عن الاعمى والمبصر معا .. فلا يرى الشمس الا لماما .. ولا يلمس الاشياء في البيت لانها تأخذ المساحة كلها .. واينما مد يده فانما يمدها على جزء من جسدها الذي يشبه الزرائب التي اقيمت بين الجبال والوهاد . ومع كل ما بها فهي تمضي بين المرآة والمرآة ساعات كي ترى جمالها الالهي الذي  لا ينكره احد .. ولا يوثق وثاقه أحد .. أما طعامها فقليل جدا لا يكاد يذكر .. اذ لا بد وان تشرب جالونا من الحليب المصفى حتى لا  تصيبها هشاشة العظام فلا تحمل رجلاها جسدها المرحرح .. ولا بد من نصف خاروف او على الاقل فخذ عجل طري لان الاسنان فيها لا تمضغ جيدا فتصاب بالامساك .. ولا بد من مجموعة من الارغفة ربما كانت مدهونة بما يفتح النفس من زبدة وقشدة مملحة لزوم فتح الشهية .. ولذا فانها تأخذ سطلا من ( الشوربه ) للتحلية .. ورطلا من الكنافة لمسح الزور .. وخرطوما ملتصقا بحنفية البلدية كي تطري تلك الوجبة الجهنمية .. ثم تغفو على الفور فيعلو شخيرها  فتسمع مطارق الحدادين وهجمة الطائرات الحربية وصواريخ التوماهوك  وانفجار هيروشيما  وفسفور غزة .. تخترق فيك الاذن  فتسمع قعقعات الحرب العالمية الاولى وتتبعها الثانية ومن ثم  الحروب الاهلية في مدن الصفيح .. ثم يهبط الشخير الى درجة الحفيف فتسمع هدير البحر وبراكين الجبال العاليه .. ويعيد سيرته الاولى  فلا تملك الا ان تقول الله .. الله .. ما اجمل هذا العزف المنفرد .. وما اروع موسيقى (الجاز ) الى جانب هذا الهدير الذي تتمنى ان يعيدك الله الى بطن امك كي تستمع اليه جيدا ..  او لا تستمع اليه ابدا ..

ورأت جارة سوء ما حل بها فنصحتها  ان تنام على صفحتها اليمنى فاذا بقلبها سينفجر.. فانتقلت الى الجانب الايسر فاذا بكبدها قد اصابه الاهتراء .. ثم نامت على ظهرها  فاذا بكابوس يظهر لها انها طرية اللمس ريانة العود مثل خيزران في ضفاف مياه بريه .. ومنذ ذلك اليوم رأت ان تذهب الى الطبيب للنفخ في صورتها علها  تجعل من هيكلها مقبولا لدى الزوج المذبوح .. فطارت منذ الصباح اليه ..

هرب الطبيب والتجأ الى الحمام كي يفرغ مثانته خوفا وهلعا .. وتبعه الممرضون والممرضات في مظاهرة تهتف ضد الامم المتحدة التي انجبت ذلك الجبل الهرم الذي يكاد يهوي على المارة .. لكنهم تداركوا ان النقود لا بد آتية فعادوا.. قالت للطبيب انه زمان النفخ فانفخني يرحمك الله ..

وهنا لا بد من ذكر ما يمكن ان يريح القارىء قليلا  من هذا العبء الثقيل .. اذ ذهب صديق لي اعجف الوجه والبدن الى ناد للقمار فخسر كل ما يمتلك .. وفي الحمام اخذ ينظر الى وجهه فقال لنفسه .. يا ترى .. هل استطيع اصلاح هذا الوجه بشىء من النفخ حتى يصبح مقبولا .. وكان بجانبه عجوز اخرق قال له بعد ان تحسس وجه الصديق .. اقسم بالله ان كل نقود امريكا لا يمكن ان تصلح من هذا الوجه شيئا .. فابق كما انت يا صاحبي ولا ترمي نقودك في الهواء .. فاقتنع الصديق ولم يفعل ..

وعود على بدء قال الطبيب للجبل الهرم .. قد نفخت الاثداء في بعضهن  فلم اندم .. واصلحت الوجوه الكالحة  فلم تصبني الرعشه .. واصلحت المناخير دون مخاط  او قرف فلم تتوقف يدي عن مصافحة المشرط  .. ورفعت الصدور واخفضت الخدود  دون ارتعاش اصابعي .. وشفطت الدهون من طيات البطون  فكانت النتيجة مرضية .. وربطت مصارين البطن حتى تخفف صاحبة القضية من البدانه .. لكني يا سيدتي ان كنت سيدة  سوف تقوديني الى ترك هذه المهنة والذهاب الى مهنة الحداين والنجارين والسمكريه .. فلا استطيع الا اعطاءك ابرة من السموم الخفيفة كي تعودين ممصوصة العودة ومن ثم (تكشين) حتى تصبحين طفلة صغيرة .. بعدها تعودين الى بطن امك ان كانت لك ام اصلا .. فتعيشين من جديد ..

هذا زمان النفخ فانفخني .. فقد كانت صاحبة الصورة جميلة القد لينة العريكة طرية العود لكن صويحبات السوء نصحنها ان تزور طبيب التجميل .. كي ينفخها قليلا .. فاذا بالنفخ يتحول الى طبل كبير اجوف .. واذا العود الريان قد غدا جبلا من اللحم والعظام .. واذا  رفيعه هانم تصبح مثل جبل أحد .. ولم يزد من يستمع الى قصتها ان يقول .. دعك مما انت فيه .. هذا خطأ طبي فاحمدي الله على انك ما زلت على قيد الحياه .. ومع كل ذلك فقد ذهبت رفيعه هانم الى طبيب التجميل لكي تصلح ما افسده الدهر .. وتحياتي .