طموحي يخترق الحدود يا نقابة الصحفيين

طموحي يخترق الحدود يا نقابة الصحفيين !!

هنادي نصر الله

[email protected]

تكاد أن تأكلني الظنون، هدني الشك وأتعبني تصرفات عمياء لا ترى إلا نفسها في عالمٍ مليء بالمتناقضات، كل ما أدركه أنني أعيش فاقدة لأدنى حقوقي المهنية والصحفية، وأجزم أن حولي أُُناس لا يستحقون المناصب التي يتقلدونها، أُحاول أن أُقنع نفسي بالواقع المرير؛ فأجد روحي تنتفض" كلا" لا يُجدي الاستسلام يا ابنة صاحبة المتاعب والصعاب!.

أخشى أن أُصبح مجرد إنسانة لا صحفية، بل مجرد آلة وقتما شاءوا تحريكها حركوها وفقًا لأهوائهم ومصالحهم، أخشى أن أدوس على طموحي كما داسوا على قدراتي منذ زمن، فلا عضوية تحميني من التهميش، ولا جواز سفرٍ يحمل تعريف " صحفية" أجوب من خلاله بلدان العالم بفخرٍ واعتزاز، أنقل معاناة من لا صوت لهم، أتلمس آهات اللاجئين في أوروبا وعين الحلوة وبرج البراجنة وشاتيلا وكل مخيمات اللجوء في الغربة، آآآآآآهٌ كم هو رائعٌ أن تعيش طموحًا دافئًا ينتفض في غمرة أحلام اليقظة، فيتمرد على الحدود؛ لتتخيل نفسك وسط بلادٍ غربيةٍ تزورها لأول مرة لأجل أن تكتب عن الجالية الإسلامية والفلسطينية هناك، تتفقد أحوالها بتقريرٍ إنساني، يخترق حدود الصمت ويلعن كل إجراءات الظلم والظلام...

طموحٌ جميل بريء جريء، يتخبط بأزمةٍ حادة قاتلة اسمها" نقابة الصحفيين" فإلى متى أبقى في دوامة الصراعات والتجاذبات، لقد اعتصمت مع صحفيي غزة ذكورهم وإناثهم، وكنتُ أضحك من القهر لدرجة أنّ من شاهدني ظنّ بأنني " فقدت عقلي ووعي" لكنني أضحك من مصيبةٍ مدمرة، كيف لا وقد دمرت مئات الشباب الذين يحلمون بجسمٍ صحفيٍ يُرحب بهم، يفتح بابه على مصراعيه أمامهم يقول لهم" أهلاً بالصحفيين الجدد الذين زادوا حياتنا الصحفية شرفًا وعلوًا، أهلاً بمن أبوا إلا أن يشاركوننا أوجاع المهنة وآهاتها أهلاً بكم في بيتكم المهني والصحفي الوحيد والحاضن للجميع، أهلاً بكم فقد حللتم أهلا ونزلتم سهلا" ..
غيرّ أن هذا الحلم مُنع من التحليق في فضاءات حرة، فالحزبية المقيتة رفضت تنسيبهم، قالوا معللين إن الإنقسام يلعب دورًا في الإشكالية؛ فالمؤسسات المغلقة في الضفة وغزة يجب أن يُحلّ ملفها، كي نفتح باب العضوية أمام صحفيي غزة، حججٌ واهية فالإنقسام حدث عارض على الساحة الفلسطينية بينما تعنت مجلس نقابة الصحفيين وأزمتها فاقم عمره الزمني العشرة أعوام، ما يعني أن المسألة حزبية وسياسية وتخضع لحسابات خارجية وداخلية، تهدف إلى تقزيم الرسالة الإعلامية ووضع حد لأبعادها وأفقها وتأثيراتها على المدى القريب والبعيد، وما الأسماء التي أفرزتها الإنتخابات غير الشرعية لمجلس النقابة إلا دليل على ذلك..

فأن نسمع عن فوز" منسقة" يُتاح لها صلاحية ما لا يُتاح لفتاة متمرسة في الميدان، تقضى نهارها متنقلة بين مؤسسات المجتمع المدني ودمار المنازل وتغطية الفعاليات المختلفة الرسمية والشعبية، أمر مستهجن وفيه من الألم ما لا يستطيع القلب أن يحتويه؛ فلنكف عن كلمات المواساة والعتاب واللوم، لنكف عن توجيه أصابع الإتهام لغيرنا، ولنبدأ نحن الصحفيين الجدد ( الشباب) بثورة ضد كل من يقمعنا، ضد كل من لا يعترف بقدراتنا، ضد كل مسئول أمني أو حكومي أو أو أو.... ضد  كل من جلبّ لنا أشخاص غير مرغوب فيهم وحملهم أمانة هم ليسوا أهلا لها!!، نريد عملاً نقابيًا بلا منغصات، نرفض أن يجمع الصحفي أو من يعمل في الإطار والجسم الصحفي بين وظيفتين الأولى تكون موالية للحكومة والأخرى في الصحافة فهذا ليس صحفي ومرفوض رفضًا قاطعًا بالطبع!!

من يرغب في أن يخدم صاحبة الجلالة عليه أن يُجرد نفسه من الحسابات الشخصية والفئوية الضيقة، فألف لااااااااا لكل من يصم أذنه عن نداءاتنا، وألف لاااااااااااااا لكل من يحطمنا بقصد وبدون قصد، طوال عمري الصحفي الذي بدأت مشواره عام ألفين وإثنين أحلم بمقاييس واضحة لصحفية طموحة، غيرّ أنني أُصاب بالذهول لوجود أشخاص لا يعوون ماذا يعني " مقاييس واضحة ومعايير صحيحة"

ليس كل من يحمل عضوية هو " صحفي" وليس كل من يعمل بالصحافة هو " صحفي" الصحفي هو الميدان، والميدان هو الذي يصنع الصحفي...

فإلي كل من أخطأ بحق الصحفي والصحفية على حدٍ سواء، عليه أن يُراجع ضميره؛ فلن يرحم التاريخ الصحفي إنسانًا غيرّ خارطة الصحافة لتخضع لمزاجه الشخصي، لن يرحم التاريخ الصحفي إنسانًا حطم مبدعين لأجل أن يُرضي دقات قلبه التي تطرب لوجود أشخاص حوله يُحبون أن يغازلوه وأن يوافقوه الرأي إن كان على صواب أو خطأ ...!!

عهدًا لن أنسى كل من راهنّ على تدمير الصحفيين الشباب، وعهدًا لن أستسلم فالرهان خاسر، وأثبت فشله أمام تمردي وعنادي وصبري.