إلى أبنائنا الطلبة في عامهم الجديد

محمد مؤيد الخزنوي

إلى أبنائنا الطلبة في عامهم الجديد

محمد مؤيد الخزنوي

[email protected]

رئيس مركز الدراسات الاسلامية الكردية والعربية

يا إخواني ويا أبنائي اعلموا ان الإسلام قد اهتم بالعلم وطلابه وحث على تحصيله والاستزادة منه بل رفع أهل العلم فقال الله عز وجل :﴿ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴾1  لان العلم  ينقل الإنسان من ظلمة الجهل إلى نور العلم حيث  يسعد به كل فرد منا  في الدنيا والآخرة قال تعالى :﴿ كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ ﴾2

 ومن فضل العلم وعظمة قدره فقد ذكر الباري عزوجل شهادة أولي العلم بالوحدانية بعد شهادته لنفسه وشهادة ملائكته له سبحانه بذلك قال تعالى: ﴿ شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُو الْعِلْمِ قَائِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾3

والعلم  يورث خشية الله تعالى . يوم قال الباري لنا في محكم كتابه  وعظيم بيانه

 ﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ ﴾4

 والعلم يرفع بيوتا لا عماد لها وعلى العكس الجهل يهدم بيت العز والكرم بل إن الخلائق تدعوا له بالرحمة والغفران  وصاحب العلم هو الوريث الحقيقي للأنبياء  فمن حرص عليه رفع الله من شأنه وعلا قدره في الدنيا والآخرة  فها هو أبي الدر داء رضي الله عنه  يخبرنا على لسان المصطفى ( مَنْ سَلَكَ طَرِيقاً يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْماً سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ طَرِيقاً إِلَى الْجَنَّةِ، وَإِنَّ الْمَلاَئِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا رِضاً لِطَالِبِ الْعِلْمِ، وَإِنَّ طَالِبَ الْعِلْمِ يَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ فِى السَّمَاءِ وَالأَرْضِ حَتَّى الْحِيتَانُ فِى الْمَاءِ، وَإِنَّ فَضْلَ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِ الْقَمَرِ عَلَى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ، إِنَّ الْعُلَمَاءَ هُمْ وَرَثَةُ الأَنْبِيَاءِ، إِنَّ الأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلاَ دِرْهَماً، إِنَّمَا وَرَّثُوا الْعِلْمَ، فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ)5

 وقال المصطفى في فضل المعلمين أروع وأجمل ما قيل في حقهم يوم قال  بل جمع لهم أهل السموات والأرض وحتى الملائكة  بل ذهب إلى ابعد من ذلك حيث جاء في حديثه حتى تلك النملة الصغيرة بحجمها والكبيرة بفعلها  فقال المصطفى  في فضل المعلمين

 (إِنَّ اللَّهَ وَمَلاَئِكَتَهُ وَأَهْلَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ حَتَّى النَّمْلَةَ فِى جُحْرِهَا وَحَتَّى الْحُوتَ لَيُصَلُّونَ عَلَى مُعَلِّمِ النَّاسِ الْخَيْرَ)6

فيا طلبة العلم  وطلبة المعاهد والجامعات ويا تلامذة المدارس

 ويا أساتذة العلم وطلابه في كل مكان أبشروا بالأجر وانعموا بالفضل

 فها هو الحبيب يقول لكم صلوات ربي عليه وسلامه      (  الْعَالِمُ وَالْمُتَعَلِّمُ شَرِيكَانِ فِى الأَجْرِ )7

 فيا إخواني ويا أبنائي اسعوا إلى علم  يرضي ربكم  ويعلي شأنكم  و يرفع قدركم

 فأنكم ستباشرون  عاما دراسيا جديدا فحددوا أهدافكم وثابروا على  دروسكم بجد ونشاط  وانظروا إلى مستقبل باهر مشرق تنفعون به أنفسكم وتسعدون به اقرانكم وتحققون أهداف  من يعول عليكم الآمال 

وبها ترضون ربكم  وتنالون الأجر في الدارين

 و ليتكاتف الجميع  آباء وأمهات ، وأفرادا وأسرا  ، طلابا ومعلمين  لزرع ثقافة العلم

والتعليم .

حتى نوجه أبنائنا  لمنفعة النفس الإنسانية  في سلم الرقي والحضارة .

فعلى طلابنا  أن يحرصوا على تحصيل العلم والتفوق فيه وعلى المدرس والمعلم أن لا يبخل  على طلابه من حسن خلقه وغزير علمه مخلصا لربه نافعا لمجتمعه ، متأسيا بسيد البشرية ( إِنَّمَا بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الأَخْلاَقِ  )8  وعليكم  يا أبنائي الطلاب أن تقتدوا بمعلميكم في مكارم أخلاقهم وأن تتأدبوا بأحسن الآداب وأرفعها، فلا خير في علم لا أدب معه ، ولا فائدة في معرفة لا أخلاق فيها ، فقم للمعلم  وفيه تبجيلا والاحترام لأنه يقيل في المثل

كاد المعلم إن يكون رسول   ، وعليكم أيها الآباء تهيئة  الجو المناسب للمذاكرة والدراسة ومتابعة سلوك أبنائكم   لتوجيههم في المدرسة ومع مدرسيهم

وزملائهم في مدرسة السلوك الجماعي السوي ، ولنجعل هدفنا جميعا هو رضا رب العالمين  لان هؤلاء أبنائنا أمانة اليوم

بين أيدينا وغدا سوف نحاسب عليهم ،  فطوبى لمن أحسن في أداء هذه الأمانة الرائعة التي بين أيدينا ، ويا خسارة من أساء لهذه الأمانة ، ويا شقاء من لم يستفد من أولاده بان  يضعهم في سلم الرقي والإنسانية  لان ببساطة التاريخ لا يرحم  ، وخصوصا كلنا يعلم الداء والدواء حيث لا أعذار هناك ولا مقدمات كلنا نعرف الطرق  ولكن طوبى لمن يسلك ذالك الطريق السوي  بل من المسلمات التي نؤمن بها من يزرع يحصد  فيا فوز من اعتنى بزراعته لانه سيجني أكثر من غيره  في يوم الحصاد الحقيقي.

              

1المجادلة : 11.

إبراهيم : 1.

آل عمران : 18.

فاطر : 28.

ابن ماجه 223 .

الترمذي 2685 .

ابن ماجه 228 .

البيهقي : 21301.