الدعم العربي لحق العودة اللاجئين الفلسطينيين
الدعم العربي لحق العودة
اللاجئين الفلسطينيين إلى وطنهم!
د. محسن الصفار
[email protected]
يكثر الحديث في المحافل الإعلامية العربية عن حق
العودة لللاجئين الفلسطيين كشرطٍ أساسي لتحقق السلام في الشرق الأوسط،
وتتباري الدول العربية في الإعلان عن تمسكها بحق
العودة هذا، وكل منها يدعي أنه الأكثر تمسكاً بهذا
الحق من غيره، وللتعرف على أوجه الدعم العربي
لحق العودة لللاجئين الفلسطينيين التقى
مراسل إذاعة "صوت الخيال" بمواطن فلسطيني مقيم في احدى الدول المجاورة لفلسطين
وفيها قرابة 300 ألف لاجئ فلسطيني:
ـ
المراسل: مرحبا أخي، نريد أن نسألك بضع أسئلة حول حق
العودة.
ـ
الفلسطيني: تفضل.
ـ
المراسل: السؤال الأهم: هل تريد كفلسطيني أن تعود إلى فلسطين؟
ـ
الفلسطيني: طبعاً أريد العودة إلى بيتي ودياري وأهلي، وهل من فلسطيني مخلص لا يريد
ذلك؟ أم أنك تحسبنا فرحين جداً بلقب "لاجئين"؟ أم أننا لا نريد أن نخسر "الإمتيازات
العظيمة" التي يوفرها لنا هذا "اللقب الكبير"؟
ـ
المراسل: ولماذا لا تعودون إذاً؟
ـ
الفلسطيني (ساخراً): والله لأنهم رفضوا إرسال (ليموزين) لتأخذنا إلى هناك ولذلك
رفضنا!! يا أخي منذ أن تركنا أرضنا ووطننا على أثر خيبة الجيوش العربية وفشلها في
حماية الأرض العربية وهم يقولون لنا انتظروا سنُعيدكم بقوة السيف، ثم سقط السيف
وصاروا يقولون سنُعيدكم بقوة المفاوضات، والآن انهارت المفاوضات وصاروا يقولون
سنتوسل إلى (إسرائيل) حتى ترضى بإعادتكم بقوة الدموع!!
ـ
المراسل: وما هي أوجه الدعم التي توفرها لكم الدولة دعماً
لحق العودة؟
ـ
الفلسطيني: أوجه الدعم لا حصر لها وأولها الحق في العيش الكريم؛ حيث وفرت الدولة
لنا المساكن في مخيمات "رحبة وفخمة" وفيها كل الإمكانات "الرفاهية والخدمية
والصحية"، وتُشجيعا للتلاحم الفلسطيني فإننا نعيش كل 10 أشخاص في غرفة واحدة،
والكهرباء مقطوعة طوال الوقت كي لا يشغلنا التلفزيون عن التفكير في
حق العودة إلى فلسطين، أما التعليم فإن
المدارس الحكومية ممنوعة عن الفلسطينيين كي يدرسوا فقط فقط في المدارس الخاصة
ويرتفع مستواهم العلمي والثقافي. وكي نكون على تواصل مع إخوتنا في داخل فلسطين، فهم
يُحاصرون المخيمات بالدبابات ولا يُسمح بالدخول والخروج منها إلا بتصريح مثل حواجز
الجيش (الإسرائيلي)!!! ناهيك عن بعض القصف السياحي للمخيمات بين الحين والآخر من
أجل الترفيه والتسلية.
ـ
المراسل: وماذا أيضاً؟
ـ
الفلسطيني: وحفاظاً على كرامة اللاجئ الفلسطيني فقد وفرت له الدولة فرص العمل
الكريم كي يكسب قوته وقوت عياله، وها أنا مثلاً أعمل سائق سيارة أجرة والحمد لله.
ـ
المراسل: جميل جداً، وهل أنت متعلم؟
ـ
الفلسطيني: ليس كثيراً، فقط طبيب جراح!! ولكن الدولة كما تعلم تمنع الفلسطيني من
ممارسة مهن مثل الطب والهندسة والتعليم والمحاماة، فترى أخي مثلاً مهندس ميكانيك
ويعمل سباكاً، وأختي عندها دكتوراة فلسفة وتعمل حاضنة أطفال، أما بقية إخوتي
فعاطلين عن العمل كي يوفروا قوتهم وجهدهم للتفكير
بالعودة إلى فلسطين!! وهذا كله دعماً لها لأنه كما يبدو فإنها لا تتحقق
إلا إذا سُحقت كرامة المواطن الفلسطيني وحُورب في رزقه وتعليمه، وكأن
العودة هي خيار متاح له في أي وقت ويجب فقط الضغط عليه كي يعود
إلى فلسطين.
ـ
المراسل: كلمة أخيرة للحكومات العربية؟
ـ
الفلسطيني: هناك خطأ بسيط في تعريف حق العودة؛
فالعودة تتم عبر الضغط على (إسرائيل) كي
تقبل به وليس الضغط على الفلسطينيين كي يقبلوا به، وأن مسح كرامة الفلسطيني بالأرض
في بعض البلدان العربية لن تُجبر (إسرائيل) على إعادتهم إلى بيوتهم وأرضهم.
ـ
المراسل: شكراً لك يا أخي، وكل عودة وأنتم
بخير!!
*هذه القصة وأحداثها من وحي خيال الكاتب ولا تمت لواقع "الحياة الراقية" لللاجئين
للفلسطينيين بأي صلة.