خواطر ولمحات
حول منهج الإمام العلامة أبي الحسن الندوي في الفكر والعمل*
الشيخ علي أبو الحسن الندوي
د.
محمد كاظم الظواهري*
الحمد لله رب العالمين، وصلاة وسلاماً
على المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه والتابعين، أما بعد...
فالقرآن الكريم كتاب واحد، ولكن الناس
في تلقيه وفهمه يتفاوتون، ويدرك فضل الله تعالى نفراً منهم فيؤتيهم قدرة على التبحر
فيه والتزود منه، وهؤلاء أيضاً يختص كل منهم بجانب، أو جوانب، ويتأتى لغيره منه غير
ذلك، فيسلك بذلك العلماء طرقاً عديدة في الفكر والعمل، وكلها تلتقي في النهاية على
طلب رضوان الله تعالى ورفعة شأن الدين.
والعلماء يسلكون طرقاً عديدة للوصول
إلى ذلك، فمنهم من يعتكف في محرابه ويغلق بابه دون الناس ويتفرغ للعبادة، ومنهم من
يختلي متفرغاً لإنجاز عمل كبير في علوم القرآن أو الفقه أو غيره من علوم الدين،
ومنهم من يتوجه إلى الخلق آملاً أن ينال مرضاة الله تعالى بالتأثير فيهم، ومحاولة
تحقيق النموذج الأمثل في حياة البشر، أو المدينة الفاضلة التي يحلم بها الأنبياء
والفلاسفة، فيعظ ويفتي ويوضح العلة، ويدعو من لا يؤمنون، ويذكّر المؤمنين الغافلين،
ومنهم من يتخذ منهجاً حركياً، يمكّن به لدعوته، ويدرأ عنها الخطر، وكلهم يبتغون
مرضاة الله تعالى، ويكمل بعضهم بعضاً، ولا يغني بعضهم عن بعض في الوفاء بحاجات
الأمة للنهوض بها ودفع الخطر عنها.
غير أن هناك نمطاً فريداً من العلماء
قلّما يجود به الزمن، هم أولئك الذين يدركون طبيعة الدين وطبيعة العصر في آن،
ويعرفون كيف يمكن للدين أن يتعايش مع العصر مستمداً حياته من أصوله الأولى الثابتة،
ماداً أذرعته وفروعه في ذات الوقت نحو كل جديد يتزود منه بعناصر القوة، ويدلي نحوه
بأسبابه ليربط ما بين ثوابت الدين ومقتضيات العصر، لينشئ بذلك نوعاً من الفكر
الرائد الذي يطوع العصر لثوابت الدين، ولا يجعل من الدين حجر عثرة جامداً في سبيل
تقدم حياة البشر نحو الأفضل ونحو الكمال.
ولقد جاد عصرنا هذا بعدد نحسد عليه من
هؤلاء المجددين، ويبدو أن المنحة تكون على قدر الابتلاء، وتكفي لدفعه – إن شاء الله
- كان منهم صاحب هذه الأفكار التي نطل عليها الإمام أبو الحسن علي بن عبد الحي
الحسني الندوي رضي الله عنه وأرضاه ودفع عنه من البلاء بقدر ما دفع عن أمته.
وعلى الرغم من أن استعراض مثل هذه
العبقرية في هذا العدد القليل من الصفحات يعد ضرباً من ركوب الصعاب، فإن هناك
كثيراً من المغريات بركوب هذه الصعاب، منها: حقه علينا، ووفاؤنا له، ومنها: التشرف
بذلك، ومنها طرافة الدراسة ومنعتها وفائدتها، فهو بحر زاخر بالعلوم والمعارف وليس
قاعاً ولا صفصفاً.
إنه ليس من قبيل الإنشاء أو اللغو
الفارغ أن نقول إن من يتربى على مائدة القرآن، ويتخرج في المدرسة المحمدية، ويتسلح
بخبرات وتجارب الأمة الإسلامية عبر تاريخها، لا يفتقر إلى مقومات المنهج العلمي
المنطقي في البحث والتفكير، ولاسيما إذا كان ذلك يصب في فطرة سليمة لم تدنسها أوشاب
الحضارة المادية، ولا العقائد الوثنية والإلحاد، وهذا الملمح، كما سيتضح، من أبرز
سمات التكوين الفكري للإمام أبي الحسن الندوي.
إن عنوان أشهر كتاب للإمام أبي الحسن
الندوي، الذي قيل فيه إنه من أعظم ما صدر في هذا القرن(1)، يأتي في صيغة سؤال
سنحاول بمعونة الشيخ نفسه أن نجرب إن كانت الإجابة عليه توضح لنا المنهج وتبين
معالمه.
هذا السؤال هو ماذا خسر العالم بانحطاط
المسلمين(2)؟
إن الإجابة على هذا السؤال، لو حدّث
بها كل أحد من الناس مؤمناً كان أو كافراً نفسه، كانت كفيلة أن تبعث حياة البشر
بعثاً جديداً في الاتجاه الصحيح، نحو الربانية، التي تتجلى بأسمى معانيها في النهوض
بأعباء الاستخلاف في الأرض(3)، الذي خلقنا لأجله، والذي يوجب على المسلم أن يستشعر
مسؤولية كونية تجاه الكرة المنطلقة في الفضاء بكل ما تحمله من هموم ومشكلات، تلك هي
الحكمة من طرح الشيخ سؤاله، ثم تقديم موجبات التوجه نحو إجابة بعينها من مقدمات
تتعلق بقراءة دستور السماء: القرآن الكريم، قراءة واعية، مضاهاة ما فيه من الحكمة
والأحكام والعظات وغيرها بنظائرها في دساتير البشر، وعرض سيرة صاحب الرسالة صلى
الله عليه وسلم عرضاً واعياً، مع استعراض التاريخ العملي للحضارة الإسلامية، بعيداً
عن قشور التاريخ السياسي المستهلك، وسبر أعماق الحضارة الإسلامية ومنجزاتها
العملاقة، والمنن التي منّ بها المسلمون على البشر أجمعين، والسلوك الحضاري الذي
سلكوه في سيرتهم مع الأمم التي حكموها والشعوب التي تعاملوا معها، كل ذلك مقارناً
بالسلوك المضاد الذي سلكته الأمم الأخرى في مسيرتها الحضارية وفي تعاملها مع غيرها،
وفي تعاملها مع المسلمين يؤدي بالبيان العملي المقارن إلى نتيجة واحدة، وحقيقة
واحدة هي أن سلامة البشرية في الإسلام، ومستقبلها المظلم إن عدمت هذا الدين.
إن مجرد إثارة السؤال، حتى قبل الإجابة
عليه إثارة ذكية للحواس في المتلقي، ولكنها ليست مجرد استثارة وجدانية أو عصبية
دينية، وإنما هي تدفع العقول إلى التفكير والبحث والتحري من خلال الحقائق الموضوعية
والوقائع التاريخية والملابسات(4).
وطريقة الإمام الندوي هي عرض الصور
المتناقضة متجاورة، حتى يظهر الفارق جلياً واضحاً لكل ذي عينين لا ينكره إلا من
عَميت بصيرته، لا بصره، ويبدو أن تكوين الشيخ العلمي، والمرحلة الحرجة التي عاشها
من تاريخ أمته، وتاريخ الإسلام معاً، ألحت على فكره بثنائية: الشرق والغرب والإسلام
والحضارة الأوربية، أو الدين والمدنية أو الروحية الربانية والمادية الملحدة، وكلها
مسميات لقضية واحدة، فرضت نفسها ليس فقط على ساحة فكر الشيخ ومدرسته وإنما على ساحة
التاريخ الإسلامي، بل الإنساني كله منذ عصر الحروب الصليبية وإلى اليوم، حتى رأينا
محمد إقبال يكتب فيها والعقاد، وطه حسين، وعبد الرحمن بدوي، وعبد الحليم محمود،
وأنور الجندي، ومحمد محمد حسين، وحتى عبد العظيم رمضان، كما كتب فيها أيضاً كثير من
الأوروبيين، على اختلاف نظراتهم وتوجهاتهم، ولكن ليس من بينهم جميعاً واحد ألحت
عليه تلك الثنائية المتناقضة كما ألحت على شيخنا الندوي فظهرت غي مؤلفاته التي
كرسها لهذه الثنائية(5)، وغيرها التي خلصت لموضوعات أخرى لكنها عرجت عليها(6) حتى
بات يحار في أمر هذه الظاهرة، أهي ولّدت في نفس الشيخ منهج المقارنة والموازنة بين
المتشابهات والمتناقضات في كل الموضوعات التي يطرقها، أو تولدت هي عن هذا المنهج؟
إن الناظر في نتاج الشيخ من محاضرات
وأحاديث وكتابات، يحس للوهلة الأولى إحساساً لا يغادره بعدها أبداً ولاسيما من لقيه،
وهو أن هذا الشيخ مؤذن، وقف على مئذنة مسجده في ليلة شاتية باردة مطموسة النجوم
بفعل السحب المتراكمة، موحلة بفعل الأمطار الغزيرة، والناس منكمشون في بيوتهم تحت
أغطية كثيفة، لا يرجون لليلتهم إصباحاً ولا لظلمتهم وسحبها انقشاعاً، فأذن أذاناً،
ثم أذن آخر، ثم نزل فصلى منفرداً، وقد أهمه ما ألمّ بالناس، ثم خرج يسعى، وإذا
العدو قد طرق البلد النائم، وأوشك أن يستحوذ عليه فعاد الرجل أدراجه إلى مسجده،
وصعد المئذنة من جديد، وجعل يصرخ منادياً في الناس جميعاً، ثم جعل ينادي كل طائفة
برسمها، ثم صرخ منادياً أفرادهم الذين يرجى منهم النصر، ويعول عليهم في دفع الأذى.
إنه يصرخ دائماً في الناس، ويهزهم هزاً
عنيفاً يستيقظون من سباتهم، ويحاولون أن يستردوا ما ضاع، أو يبقوا على ما بقي من
دينهم وحضارتهم وثرواتهم ومكانتهم بين الأمم، وهاهو ذا صوته يصل إلى المسلمين في
أصقاع الأرض وغيرهم: اسمعي يا مصر، اسمعي يا سورية، اسمعي يا زهرة الصحراء
(الكويت)، اسمعوها مني صريحة أيها العرب، أريد أن أتحدث إلى الإخوان، تعالوا نحاسب
نفوسنا وقادتنا، قارنوا بين الربح والخسارة، إلى الإسلام من جديد، أحاديث صريحة مع
إخواننا العرب والمسلمين، أحاديث صريحة في أمريكا، حديث مع الغرب(7).
من هنا لم يكتف الشيخ بما يشغل به غيره
من الدعاة والعلماء، من وعظ وتخويف بالجنة والنار، أو بالخلوة والعبادة يأساً من
صلاح الناس، وإنما كان شغله الشاغل هو بعث هؤلاء النيام من رقدتهم، وتنبيههم إلى ما
يحدق بهم وبإخوانهم في شتى الأقطار والأرجاء، من جراء غفلتهم وتكالب أعدائهم عليهم،
وسعيهم في اقتناص أطرافهم تمهيداً لاستئصال شأفتهم.
وروى الإمام أبو الحسن أن من أسباب
تخلف المسلمين توقف الاجتهاد من قبل العلماء والحكام معاً(8)، لأن اجتهاد الحكام
كفيل بتمكينهم من التصرف في المواقف الطارئة التي لا يجدون لها نظيراً فيما سبق
يقيسون عليه، وفوات ذلك منهم يحيق بهم النكبات، ويوقع بالأمة مالا تحمد عقباه، وما
أتيت أمة الإسلام إلا من قبل الحكام الجاهلين، السادرين في غوايتهم، الذين يثبون
على كراسي الحكم ويُقصون القادرين الذين يعلمون ويعملون، ويضطهدونهم وينكلون بهم.
ومن هذه الأسباب انتشار البدع
والضلالات والانكباب على اللذات(9)، وأهم من ذلك كله الجمود العلمي الذي أصاب
الحياة العقلية، بالسقم والتوقف عند حدود دراسة الإلهيات في التوحيد، وبعض العلوم
الآلية النظرية كالنحو، والمنطق، وترك العلوم العلمية والعملية التي تتقدم بها
الأمم(10).
ومن هنا يرى الشيخ وجوب الأخذ بأسباب
الرقي أياً كان مصدرها، ولا خطر على الإطلاق في تلقيها من أوروبا أو غيرها، ولكن
الخطر كل الخطر هو في تلقي شيء من علوم الدين والفلسفة والأدب عن الأوروبيين أو
غيرهم، لخطرها على وجدان المسلم وتكوينه العقدي والقلبي والعقلي(11)، وقد فطن الغرب
الصليبي لهذا المدخل، فأصر كل الإصرار على تغريب الفكر واللسان والوجدان المسلم في
سائر أرجاء الأمة المسلمة، وذلك دون أن يزودوا هذه البلاد بشيء من العلوم والصناعات
التي تعينهم على التقدم الحضاري(12)، أما من يقولون بأن الصناعات والأجهزة لا تقل
خطراً عن الفكر إذا غزتنا، بحجة أنها تستعمل فيما حرم الله، فقد رد عليهم الإمام
بقوله: إنما طائركم معكم، لأن الآلات في ذاتها لا تضر ولا تنفع، ولا توصف بالخير أو
بالشر، وإنما إذا استعملت في الخير صارت خيراً، وإذا استعملت في الشر صارت
شراً(13)، وقياساً على ذلك أيضاً أن الحروب في حياة البشر تعمل عملين متناقضين،
منها حروب اعتداء وإبادة، ومنها حروب انتصاف وحياة، فالمسلمون كانت حروبهم دائماً
حاقنة للدماء يليها سلام، وخير عميم لكل أطرافها، أما حروب الأوروبيين فويلاتها
تبلغ أضعاف ما تخلف عن حروب المسلمين، وهي دمار مقيم، ومقدمة لحروب أخرى، بلا
نهاية(14)، إن حروب المسلمين رحمة، وحروب غيرهم عذاب، المسلمون يحاربون الناس
ليهدوهم الطريق القويم وينيلوهم سعادة الدارين، وغيرهم يحاربون ليغتصبوا حقوق غيرهم
ويحرموهم وينعموا هم دونهم بتلك الخيرات.
هكذا يجري توظيف أحداث التاريخ وسير
الرجال عند الشيخ، إنه لا يكتفي بسرد الأحداث وترك الناس يستنبطون ما يشاؤون، وإنما
هو يأخذ بأصابع القراء والسامعين ويضعها على موطن العبرة في الحدث، أو الأسوة في
الشخصية، وهكذا كان في كتابه: رجال الدعوة والفكر في الإسلام.
إن شخصية الشيخ وفكره تجسيد لمنهج ندوة
العلماء، تلك المدرسة المرابطة في لكنهو من أرض الهند السليبة، إنه ينطلق من إيمان
راسخ، لا يزعزعه قصف الرعود ولا البراكين، بثوابت هذا الدين وما علم منه بالضرورة،
وهذا يفسر إصرار الشيخ الدائب على بسط دروس غزوة بدر على مائدة البحث والحديث(15)،
لأن وقائع هذه الغزوة تؤكد على أن الإيمان، والإيمان وحده هو طريق النصر، وبالتالي
طريق التوفيق في كل الأمور، وأن هذا الإيمان هو الذي يجب أن يحرص عليه المسلم قبل
أي شيء آخر في هذه الحياة، بأن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما(16). وهذا
التمسك بثوابت الدين، بعث في نفس الشيخ روح الإعجاب بالنماذج والقدرات التاريخية
والمعاصرة من أعلام الإسلام، الذين خاضوا تجارب مشرفة من الجهاد في الميدان أو جهاد
النفس، وصبروا على الابتلاءات وخرجوا منها وهم أكثر إيماناً وأصلب عقيدة، وعلى رأس
هؤلاء الشاعر محمد إقبال الذي يصل إعجابه به درجة عظيمة(17).
وإقبال كما هو معلوم هو ذلك الإنسان
المسلم الذي خاض غمار تجربة التغريب وتجرعها حتى الثمالة، واكتوى بنارها، وخرج منها
كما إبراهيم عليه السلام على حد قوله في ديوانه: أرمغان حجاز ص70، لم يمسسه سوء
وكانت عليه برداً وسلاماً، فخرج منها مسلماً لا يتزعزع يقينه بثوابت دينه، مخالفاً
بذلك كثيرين ممن نعلمهم من المتغربين(18).
والإخلاص عنصر مكمّل للإيمان كما نعلم،
وهو يقتضي وجوب التفاني في الاحتفاظ بسمات الشخصية الإسلامية، وعدم الاستسلام لبريق
الحضارة المادية في السر والعلن، والحرص على تزكية الجانب الروحي من هذه الشخصية
الإسلامية، والزهد في بهارج الحياة الدنيا، والتطلع إلى الآخرة، وما عند الله تعالى
من الباقيات(19).
إن سلوك الشيخ أبي الحسن الندوي لا
ينفصل عن فكره، وقوله يطابق فعله، وأبرز ما في هذا السلوك المتواضع الجم، والزهادة
في كل زخارف الدنيا، وهو الذي يحتل في قلوب مريديه وتلامذته ومحبيه مكانة تعلو
مكانة الملوك المتوجين، وهو مع ذلك يؤثر البساطة في كل شيء، ويتحرك كما الطيف في
هدوء بلا هيل ولا هيلمان، وقد يفاجأ الناس به بينهم ولا يشعرون به لشدة هدوئه
وتواضعه، فلو قلنا إنه من العباد الزهّاد بحق ما زدنا شيئاً على حقيقته، وليس من
قبيل اللغو ما تطالعنا به كتاباته من استشهادات بأشعار الإمام جلال الدين
الرومي(20).
ومن الأفكار الملحة على الشيخ، أن صلاح
آخر هذه الأمة لا يكون إلا بما صلح به أولها، انطلاقاً من القرآن والسنة وسائر
مكونات التجربة الحضارية الإسلامية الزاخرة بالعبر والدروس(21)، ولهذا نراه دائماً
يستقرئ التاريخ الإسلامي، ويستمد منه الدروس والنماذج، الواجب تأديتها إلى الشباب
المسلم في مرحلة التكوين العقلي الأولي، وشحنهم بها حتى لا تبقى ثغرة ينفذ منها،
ولا فراغ يرتع فيه شيء من النماذج والتجارب الوافدة من غرب أو شرق، وهو يبين دائماً
للشباب تلك المنح الغالية التي قدمها الإسلام للبشرية دون غيره من الأديان، ومنها:
عقيدة التوحيد النقية الواضحة، ومبدأ
الوحدة الإنسانية والمساواة البشرية، وإعلان كرامة الإنسان وسموه، ورد الاعتبار إلى
المرأة ومنحها حقوقها وحظوظها، ومحاربة اليأس والتشاؤم، وبعث الأمل والرجاء والثقة
والاعتزاز في نفس الإنسان، والجمع بين الدين والدنيا، وتوحيد الصفوف المتناحرة
والمعسكرات المتحاربة، وإيجاد الرباط المقدس الدائم بين الدين والعلم، وربط مصير
أحدهما بالآخر، وتعظيم شأن العلم والحث عليه وتوجيهه إلى ما ينفع ويوصل إلى الله،
واستخدام العقل والانتفاع به في القضايا الدينية، والحث على النظر في النفس
والآفاق، وحمل الأمة الإسلامية على قبول مسؤولية الوصاية على العالم، والحسبة على
الأخلاق والاتجاهات، وسلوك الأفراد والأمم، وتحمل مسؤولية القيام بالقسط والشهادة
لله، والوحدة العقائدية الحضارية العالمية(22).
وليس ذلك بمانع ندوة العلماء ورائدها
من تطبيق مبدأ الجميع بين القديم الصالح والجديد النافع، أو بين التصلب في الأصول
والغايات، والتوسع والمرونة في الفروع والآلات(23)، فهم يقبلون الجديد المفيد بعد
تطهيره مما يدنسه من أدران الحضارة الغربية وتقديسها للمادة، دون أن تبدي إعجاباً
شديداً وولهاً وتدلُّهاً بهذا الوافد، فكم من منحة حصلت عليها أوروبا ولم تعترف بها،
في حين أنها لا تعطي شيئاً لوجه الله، ولا تعطي إلا بأبهظ الأثمان، ولهذا فنحن لا
نأخذ إلا ما نحتاج إليه، ولا نظير له عندنا، أما ما هو عندنا فلا حاجة لنا بتبديله
فهو أصلح لنا وهو منا، وأفضل من كل مثيل أو بديل من شرق أو من غرب(24).
وهذا الجمع بين القديم والجديد، وجعل
الأصيل معاصراً كالجديد، وتأصيل المعاصر هو مظهر الاعتدال والوسطية، حيث لا يتشدد
المرء في رفض أي تطور باتجاه التحضر والأخذ بأسبابه، لأن هذا الموقف يفضي بصاحبه
إلى الجمود والتخلف والتعرض للتلف، ولا يدع نفسه –في المقابل- نهباً لمبهرات
المدنية الحديثة، ويخلع في سبيلها من رقبته كل التزام يمليه عليه دينه، فمهما حاول
أن يتخلص مما فطر عليه فإنه باق في نفسه وفي روحه، ولن ينسلخ منه أبداً وإن توهم
ذلك، ويرضى في النهاية بما رضي به المستغربون، أن يكونوا على هامش الحياة
الأوروبية، فلا هم أوروبيون، ولا هم مسلمون(25)، فهم كأنصاف الجهال الذين قال فيهم
أحمد شوقي: (لا الجهل دفعوا ولا بقليل العلم انتفعوا)(26).
ولقد تبنى الشيخ نهجاً واقعياً يقع في
منطقة وسط تماماً بين أطراف، فهو يعمل بروح حديث النبي صلى اله عليه وسلم: (إنما
بعثتم ميسرين) فلا يتشدد على الناس في دعوة أو نقد أو أمر أو نهي، ومع هذا يتشدد
على نفسه، وهو على استعداد لأن يتنازل عن كل ما أوتيه في هذه الحياة، بل عن الحياة
ذاتها، في سبيل دعوته تأسياً أيضاً بالنبي صلى الله عليه وسلم، وذلك عندما محا
بإصبعه الشريفة اسمه من الصحيفة عندما اعترض عليه وفد الكفار في صلح الحديبية، من
هنا ندرك أن هذه الفلسفة العملية نابعة من فكر ومنهج مستقر لدى الإمام الذي يرفض
الفلسفات المتطرفة في المثالية، كفلسفة الإشراق الأفلاطونية ونظيرتها الشرقية، التي
لا ترى من الإنسان إلا الجانب الروحاني فقط، وكذلك الفلسفات المادية كالأبيقورية
والهيجلية والماركسية والوجودية، التي لا تؤمن إلا بالمحسوس فقط، وتتنكر لما عداه،
فالأولى مرفوضة لأنها تؤدي بالإنسان إلى إهدار رسالته في الحياة كخليفة لله في
الأرض، ولو شاعت بين البشر لدمرت الحضارة، والثانية تتنكر للجانب الروحاني في
الإنسان الذي يتعامل مع الحياة على أنها مرحلة على طريق، وأن المرء مسؤول عما يعمله
فيها ومحاسب، ومجزي بعمله(27)، ولاشك أن هذا الموقف المعتدل يثمر صلاح الدارين
ويحقق الغاية من الخلق، ما كان منها للاستخلاف والإصلاح، وما كان منها لعبادة الله
الواحد الأحد.
ونهج الاعتدال هذا أيضاً يهدي إلى
اتباع المنهج التعليمي التربوي في التغيير(28)، فالرجل ومدرسته ينتصران للمنهج
التربوي، ولا يميلان للجنوح للعنف والثورة والمناهج الحركية التي تعتمدها بعض
الجماعات في بلاد الإسلام، والتي إن نجحت مرة فإنها تخفق عشرات المرات، وتتآكل فيما
بينها ناجحة ومخفقة، لأنها يركب موجتها المغامرون وطلاب الشهرة، أما النهج التربوي
الإصلاحي، فهو يضرب بجذوره في التربة بتؤدة(29)، حتى تتمكن، ثم تنمو وتتفرع وتؤتي
ثمارها يانعة كأطيب ما يكون الثمر، دون أن تستفز معانداً، أو تريق قطرة دم، ويقوم
عليها من يؤمنون بأن الله غالب على أمره، ولكن أكثر الناس لا يعلمون، وأنهم لو
علموا ما غامروا أو قامروا عرضة للهلاك، فكم من ثورة قامت ولم تحقق مما كانت تحلم
به إلا القليل، وأكثر الثورات تحيد عن أهدافها بعد نجاحها وتحول دفتها الأهواء، وما
يسمى بالغرور الثوري، كل ذلك لا يمنع أنه إذا دعا داعي الجهاد ترخص النفوس في سبيل
الله، وتهفو الأرواح لنيل الشهادة، وتتهافت على ميادين الجهاد(30).
وللتربية الإسلامية وسائلها ومناهجها
ورجالها، وللشيخ فيها دراسات وتجارب ذات قدم راسخة، سواء منها ما كان للناشئة
ككتابه القيم، قصص النبيين للأطفال الذي أثنى عليه كافة العلماء(31)، وكتاب:
القراءة الراشدة، وما كان للكبار ككتابه: المدخل إلى الدراسات القرآنية، وكتاب
الأركان الأربعة، وكتاب العقيدة والعبادة والسلوك، وسائر كتبه(32).
وهذه الخبرات مبسوطة حصيلتها في كتابه
القيم: نحو التربية الإسلامية الحرة في الحكومات والبلاد الإسلامية، الذي عرض فيه
للصراع بين المناهج الأصلية والوافدة في نظم التعليم، ومخاطر ذلك على تكوين عقلية
الأمة المسلمة ولاسيما الشباب الحائر، وعرض لتجارب رائدة وآراء سديدة، ولم يفته أن
يعرض لرأي حكيم لهذا الشاعر محمد إقبال(33)، وبين وسائل العلاج الناجعة لكل
المشكلات، ولكن هل من سميع وهل من مجيب؟.
والنقد الصريح الصادق الذي لا يصانع
ولا يجامل على حساب الحقيقة دأب الشيخ، يصدر عنه في تهذيب وأدب جم، مشفوعاً بأسمى
آيات الاعتذار وإيضاح المقصود، والتأكيد على أنه من واجبات المسلم على أخيه المسلم
وأنه ليس عن دافع شخصي، هكذا كان الشيخ في رسائله التي توجه بها إلى الشعوب
الإسلامية، ولاسيما العربية منها، وهو ليس مجرد كلمات لاذعة يقرع بها المخالفين، أو
عبارات براقة يدفع بها الحرج عند المساءلة بين يدي الله تعالى أو بعض عباده، وإنما
هي تحليل عميق للمواقف وملابستها، وموازنة بين ما كان وما يجب أن يكون حتى يعرف
المخطئ وغيره الخطأ والصواب من أجل الفائدة فيما هو آت، وتصحيح ما يمكن تداركه مما
كان(34).
ومن هذا المحور تتفرع سمة جليلة من
سمات منهج الشيخ وهي الإنصاف، فصاحب الفطرة السليمة والحس الديني المستقيم يعطي كل
ذي حق حقه، وينصفه ولو على حساب نفسه، وهكذا الإمام أبو الحسن دائماً، ينصف من
يتعرض لهم بالدراسة أو الترجمة أو النقد، فتراه يذكر محاسنهم حتى تظن به الظنون، ثم
تراه يعود فيهم ذاكراً ما عليهم بلا تزيد، فتقول هكذا الرجال، وهكذا القضاء! وتراه
ينصف الحضارة الغربية، ويذكر مالها من محاسن –وهو الذي لم يدع فرصة للتخويف منها
إلا اغتنمها- ويحبب الأخذ منها وإكمال النقص في مناهجنا في ضوء بعض الصالح، ولاسيما
في العلوم والصناعات، التي تقدموا فيها(35)، ونراه في غمرة ما يكشفه من أسرار
الاستشراق وخباياه لا يمنعه شيء من إبداء الإعجاب بنفر منهم تجردوا للحقيقة وللعلم،
ولم يستسلموا لما استسلم له رفاقهم من الأغراض والأحقاد(36).
هذا وتتسم دراسات الشيخ باستيفاء
عناصر البحث العلمي، من تحليل واستقراء شامل بأقصى قدر ممكن وتعمق في الدراسة التي
يتجرد بها العالم، ولا يدع صغيرة ولا كبيرة إلا ألمّ بها ووضعها موضعها، وهو يضرب
المثل بالمستشرقين الذين أحوجنا أنفسنا إلى دراساتهم لما فيها من منهجية، وتعمق
وشمول ونظر ثاقب، على ما فيها من مغامز وشبهات وأضاليل، ولو تسلحنا في دراستنا بمثل
أسلحتهم من مثابرة ومنهجية لكنّا أغنى الناس عما يقدمونه لنا(37).
وهو في هذا الصدد لا يرى إخضاع الأصول
والثوابت الإسلامية: القرآن الكريم – السنة – العبادات - المعاملات.. إلخ، للفكر
والعلم الحديث ونظرياته، فحكمة التشريع ثابتة لأنها من الله تعالى، وليست متطورة
ولا متحولة، ولا تختلف على الزمان والمكان(38)، وذلك على خلاف ما يذهب إليه كثير من
المعاصرين، في البحث عن تفسير القرآن والحديث، وبيان حكمة التشريع في العلوم
الحديثة في إسراف يصل إلى حد العبث، كالذي يرى في الصلاة رياضة البدن، وعلاجاً لبعض
الأمراض.. إلخ(39) وينسى أو يتناسى أن الصلاة على أي هيئة كانت هي عبادة لله، وما
حركاتها إلا من قبيل الإعلان بالخضوع والخشوع والعبودية لله تعالى، وأن أي غرض آخر
بداخلها يكاد يلقي بالإنسان في هوة الشرك والعياذ بالله.
ويضاف إلى هذه السمة سمة الموسوعية،
فبالإضافة إلى أن الشيخ عالم من علماء الدين المتبحرين في علوم القرآن والسنة
النبوية والفقه والتوحيد، هو عالم بتاريخ الإسلام وتواريخ الأمم البشرية، بل وتاريخ
الفكر البشري أيضاً، وهو عالم بالفلسفة وعلوم التربية والنفس والاجتماع، وله اطلاع
في كل هذه العلوم في عدد من اللغات، حيث مكنه علمه بالعديد من اللغات من ذلك، فهو
يتناول الفلسفات الخالصة التي تبحث في الميتافيزيقيا (الغيبيات) والفلسفات
الاجتماعية والسياسية وغيرها، بالنقد الواعي مع المقارنة بالفكرة الإسلامية في أكثر
من مؤلَّف له، ويدحض كل نظريات هذه الفلسفات المخالفة للحقيقة الربانية التي أدتها
إلينا الأديان السماوية، والتي لم تكتمل إلا بنزول القرآن الكريم(40)، وتتجلى هذه
الموسوعية بصورة ممثلة في كتابيه المشهورين: ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين،
والصراع بين الفكرة الإسلامية والفكرة الغربية، فعلى الرغم من أن كلا الكتابين
يتناول قضية تكاد تكون واحدة للناظر المتعجل، فإن الغاية من كل منهما أن يصل بقارئه
إلى قناعة بفكرة تختلف من أحدهما للآخر، وكلتاهما تكمل الأخرى في النهاية، وحشد في
كل من الكتابين من عصارة تجارب الأمم الإسلامية في القديم والحديث في تعاملها مع
غيرها من الأمم والأفكار، ما يدل أوضح دلالة على تلك الموسوعية، والتعمق، والإحاطة،
ولم يكتف بذلك بل إن قلمه الموسوعي الذي سجل هذه التجارب هو ذات القلم الذي استفرغ
مداده في نقل هذه التجارب، وبيان مالها ويجدر التأسي بها، وما عليها ويجدر الحذر من
الوقوع في مثله، ويبين أن الناجح من التجارب هو ما كان الدين روحه ونبراسه، والمخفق
هو ما تبعنا فيه الهوى وتركنا الدين، وسرنا وراء الأمم والأفكار المخالفة لديننا
وشريعتنا(41).
وللشيخ اهتمام كبير بالأدب من حيث هو
فن جمالي خالص، يرتقي بالإنسان فوق مراتب التسفّل والدونية والحيوانية، ومن حيث
الرسالة التي يمكن أن ينهض بها في تأدية مضامين الدين والعقيدة والفكر والحياة
عامة، بطريقته الخاصة المحببة البعيدة عن جمود الدراسات العلمية وتعقيدها، وجفاف
الأحاديث الخالية من الروح ومن الجمال، ولهذا لا نكاد نجد دراسة أو حديثاً له يخلو
من استشهادات من الشعر والحكمة والمثل وغيرها، فضلاً عن دراساته التي خصّ بها الأدب
مثل كتابه: نظرات في الأدب، وكتاب: روائع إقبال، وغيرهما.
كما أن للشيخ عناية خاصة بالأدب
العربي، والعربية هي اللغة الأثيرة لديه من بين اللغات التي يتقنها، والتي لا تقل
عن أربع، وآثرها بعدد من مؤلفاته التي وضعها فيها أولاً قبل ترجمتها إلى غيرها من
اللغات، وعلى رأسها كتابه الأشهر: ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين؟
وقد أدرك الشيخ بسعة أفقه وفهمه الثاقب
أن مؤرخي الأدب العربي قد ظلموا هذا الأدب، وجنوا عليه جناية كبيرة، لأنهم تبعوا
هواهم وركزوا على جوانب من الأدب ولم يكونوا عادلين ولا محايدين، فأهملوا بعض
الجوانب المضيئة وأخروها، وهي الأولى بالتقدمة، وانكبوا على شعر المديح الذي كان
يتكسب به بعض الشعراء لدى العظماء(42)، وليس معنى هذا أننا ندعو إلى طرح شعر
المديح، بل إننا نراه وعاء لكثير من الفضائل التي نحب أن تشيع في الناس(43)، ولعلهم
أبرزوا هذا الجانب من هذا المنطلق فأسيء فهمه بعد، أو لعلهم كانوا مرغمين على ذلك
تحت وطأة السلطان الذي يهمه تسجيل ذلك الشعر وإبرازه، كما ركزوا على شعر الهجاء
والمعارك اللسانية، وعلى أشعار المجون والخلاعة من خمريات وغلمانيات، وغزل فاحش،
ولم يولوا ما عدا ذلك ما هو أهله من التدوين والتاريخ، فانزوت جوانب من الأدب كانت
أجدر بتلك العناية وهذا التقديم، فحسبت الأجيال التالية من العرب وغيرهم أن هذا هو
الأدب العربي، وطنطن المستشرقون كثيراً لذلك، وشهروا به وزادوا عليه الدونية،
والحسية والصناعة، ثم جاء جيلنا المنادي بالأدب الإسلامي، فنظر في أدب لغة الإسلام
تلك النظرة العابرة، ثم تجرأ بعض المتسرعين إلى المطالبة بوجوب طرح هذا الأدب جملة،
أما الشيخ الندوي فقد أدرك أن العيب ليس في الأدب وأنه ليس جانياً، وإنما هو مجني
عليه، والجناة هم من أرخوا له، فدعا إلى إعادة تاريخ الأدب العربي على نحو منصف،
يعطي كل ذي حق حقه، ويضع كل ظاهرة في مكانها اللائق بها من صفحة هذا التاريخ(44)،
وقام بنفسه بتجربة هذا المنهج في كتاب له بعنوان: مختارات من أدب العرب(45).
وللشيخ في دراساته كلها حس أدبي حكيم،
لا أعني أسلوبه، بقدر ما أعني ما يقدمه من نصوص الأدب على اختلاف لغاته، بدءاً من
الشعر العربي في الجاهلية، الذي تراه يُضمن أبيات الحكمة منه في كتاباته متأسياً في
ذلك بالنبي صلى الله عليه وسلم، الذي كان يستنشد أصحابه هذا الشعر، ويحاول
الاستشهاد به أحياناً، فنراه يأتي بأبيات طرفة في الحكمة(46)، أو أبيات عمرو بن معد
يكرب في الحماسة، وغير ذلك.. وتراه يستشهد بأبي تمام والمتنبي، ويحتفل احتفالاً
كبيراً بجلال الدين الرومي، ويترجم عنه إلى العربية (47)، ثم إذا انتهينا معه إلى
محمد إقبال نراه –كما ذكرنا من قبل- قد نال الحظ الأوفر من عناية الشيخ، الذي لم
يكتف بأن يخصه بأكثر من دراسة مستقلة ومقالة، وإنما قلّ أن تجد أثراً للشيخ لا يرد
فيه اسم محمد إقبال أو شيء من شعره، أو أعماله الفكرية، ولاسيما قصائده التي توجه
بها إلى العرب، ولهذه الاستدلالات دلالاتها التي لا تخفى على ما يكنه الشيخ من عميق
التقدير لدور الأدب في تغذية الأرواح، وتزكية النفوس، وترقية العقول، وتلقيح
الأفكار بالنافع الجميل من أرقى الفنون وأقربها رحماً ولحمة بهذا الدين، الذي اختار
الله تعالى له معجزة أدبية بلاغية لا هي بالسحر، ولا هي بالطب.
نفع الله بشيخنا البلاد والعباد، وحفظ
به الدين، وحفظه وأدام عليه نعمة العافية وتقبل منه، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب
العالمين.
- من كتاب: (أبو الحسن الندوي: بحوث
ودراسات).
الهوامش
* أستاذ مساعد بجامعة الأزهر- القاهرة- مصر.
(1) مقدمة كتاب: أبو الحسن الندوي كاتباً ومفكراً ص20.
(2) صدر للمرة الأولى سنة 1370هـ، 1950م.
(3) الصراع: ص203.
(4) ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين؟ مقدمة سيد قطب ص13.
(5) منها الصراع بين الفكرة الإسلامية والفكرة الغربية، الإسلام والمستشرقون، الإسلام والغرب، الصراع بين الإيمان والمادية.
(6) مثل: الأركان الأربعة.
(7) هي جميعاً أحاديث ومحاضرات ودراسات لأبي الحسن الندوي تحت هذه العناوين، سماها يوسف القرضاوي (إسمعيات) –الإمام العلامة أبو الحسن الندوي كما عرفته: 39.
(8) ماذا خسر العالم ص139.
(9) ماذا خسر العالم ص132 وما بعدها، الصراع ص8- 25.
(10) نفسه ص148، الصراع ص67- 71.
(11) الصراع ص 178.
(12) الصراع بين الفكرة الإسلامية والفكرة الغربية ص 214.
(13) ماذا خسر العالم ص215.
(14) ماذا خسر العالم ص 204- 205.
(15) قيمة الأمة الإسلامية ودورها في العالم 3-12.
(16) العقيدة والعبادة والسلوك ص25- 26، قيمة الأمة الإسلامية ص3-10.
(17) روائع إقبال لأبي الحسن الندوي ص11.
(18) انظر: روائع إقبال، الصراع ص 58 وما بعدها، ماذا خسر العالم 264- 274.
(19) الصراع ص 205.
(20) نظرات في الأدب ص 92.
(21) العقيدة والعبادة والسلوك ص 54.
(22) محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ص 19-20.
(23) الصراع بين الفكرة الإسلامية والفكرة الغربية ص 28- 67.
(24) الصراع ص 208- 219.
(25) الصراع ص 36 وما بعدها.
(26) من أسواق الذهب لأمير الشعراء أحمد شوقي.
(27) بين الدين والمدنية ص 68- 71.
(28) الصراع 174، الطريق إلى السعادة والقيادة للدول والمجتمعات الإسلامية الحرة ص 121- 130.
(29) ماذا خسر العالم 271.
(30) ماذا خسر العالم 285، التفسير السياسي للإسلام 148 وما بعدها.
(31) انظر تقديم سيد قطب للكتاب في مقدمة الجزء الثالث منه.
(32) انظر مقدمة أبو الحسن الندوي كاتباً ومفكراً.
(33) نحو التربية الإسلامية الحرة 43- 48.
(34) التفسير السياسي للإسلام: المقدمة.
(35) الصراع ص 208.
(36) الصراع 180، الإسلام والمستشرقون 13 وما بعدها.
(37) الصراع ص 190، الإسلام والمستشرقون 28.
(38) الأركان الأربعة: المقدمة.
(39) الأركان: ص 31.
(40) بين الدين والمدنية: ص 72 وما بعدها.
(41) ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين، الصراع بين الفكرة الإسلامية والفكرة الغربية، مواضع كثيرة.
(42) نظرات في الأدب: 115.
(43) دور الأدب العربي: محمد حسين ص15.
(44) نظرات في الأدب: ص118.
(45) أبو الحسن الندوي كاتباً ومفكراً: المقدمة ص 8-9.
(46) بين الدين والمدنية: 52.
(47) نظرات في الأدب: 92.
المراجع
كتب الإمام الندوي:
1- الأركان الأربعة – دار القلم – الكويت سنة 1415.
2- الإسلام والمستشرقون –ندوة العلماء – الهند سنة 1402.
3- بين الدين والمدنية –مؤسسة الرسالة- بيروت – ص3 سنة 1404.
4- التفسير السياسي للإسلام – دار آفاق الغد – مصر ط2 سنة 1400.
5- روائع إقبال – دار القلم – الكويت ط3 سنة 1398.
6- الصراع بين الفكرة الإسلامية والفكرة الغربية –دار القلم الكويت، دار الأنصار، القاهرة ط3 سنة 1397.
7- الطريق إلى السعادة والقيادة للدول والمجتمعات الإسلامية الحرة –مؤسسة الرسالة- بيروت ط2 سنة 1405.
8- العقيدة والعبادة والسلوك –دار القلم- الكويت ط4 سنة 1415.
9- قصص النبيين للأطفال –مؤسسة الرسالة- دار القادسية بيروت ط7 سنة 1403.
10- قيمة الأمة الإسلامية ودورها في العالم ومعه: الإمام أبو الحسن الندوي كما عرفته ليوسف القرضاوي وزارة الأوقاف قطر سنة 1416.
11- ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين –الاتحاد الإسلامي العالمي للمنظمات الطلابية- الكويت سنة 1409.
12- محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم - دار الصحوة مصر سنة 1412.
13- نحو التربية الإسلامية الحرة في الحكومات والبلاد الإسلامية –مؤسسة الرسالة- بيروت ط4 سنة 1402.
14- نظرات في الأدب –دار البشير- عمان سنة 1411 - نذر الحفيظ الندوي الأزهري.
15- أبو الحسن علي الحسني الندوي كاتباً ومفكراً في نظر العلماء والأدباء والمفكرين العرب –ط2- 1407 – دار القلم الكويت.