الاتجاهات الحديثة في التدريس في القرن العشرين
سلطان بن محمد الحارثي
الأردن
الحمد لله رب العلمين والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين... وبعد
يعتبر التدريس من أهم المصطلحات التربوية التي تتردد في هذا العلم، في وثائقه ومراجعه وكتبه، فكان محوراً أساسيا في العلمية التربوية، وكونه كذلك فإنه يعتبر مفهوماً قائماً على التجريب، أي قابل للتغير والتجديد والتطوير في مضمونة وإن بقي المصطلح ثابتاً، ومن هذا المنطلق أفتتح هذه الورقة البحثية المتواضعة التي خصصت في أبرز الاتجاهات التدريسية السائدة في القرن العشرين ومعرفة هذه الاتجاهات التي أحدثت في التدريس، وماهي التطورات التي أحدثت هذا التوجه في التدريس، وماهي الظروف والعوامل التي ساعدت على ظهور هذه الاتجاهات.
ونتمنى أن نوفق للإجابة على هذه التساؤلات من خلال هذه الورقات البسيطة، وأن تطرح هذه الاتجاهات بصورة مترابطة في الأزمنة ومتقاربة فيما بينها، فإن أصبنا فمن الله وحده وإن كبونا فمن أنفسنا والشيطان والله ورسوله منه بريئان.
التمهيد
بداية وقبل التعرف على الاتجاهات الحديثة في القرن العشرين، لا بأس أن نلقي نظرة طارفة على التدريس قبل ذلك والأساليب السائدة في العصور القديمة والغابرة، فلا بد من وجود روابط وأفكار بين الطرق آنذاك وفي القرن العشرين، فهناك من الطرق الحديثة بمفاهيمها وتنظيراتها أما في مضمونها فهي قديمة، فلعنا نتعرف على تاريخ التدريس قبل القرن العشرين.
أ- التدريس في التربية البدائية: في هذه المرحلة كان تحرص المجتمعات على تعليم أبنائهم وتدريسهم على الأساليب والطرائق التي تمكنهم من البقاء كعملية جمع الغذاء والأشجار وتعليم الصيد وصنع آلاته.
ووصف منرو التعليم في التربية البدائية بقوله: فكان الطفل يتعلم كيف يستخدم القوس والرمح وكيف يلبس جلود الحيوانات المذبوحة وكيف يطهو الطعام وكيف يصنع الخزف، ويكون ذلك بطريقة الملاحظة تارة وبالمحاولة والخطأ تارة بالتكرار تارة حتى يصل الطفل لمرحلة الإتقان الفني. (حمدان، 1988).
ب- التدريس في التربية الصينية: باختصار كان التدريس في التربية الصينية يقوم على تعليم الفرد للمجتمع عن طريق التسميع و الاستظهار، فكان الطفل يردد النصوص ويكررها حتى يحفظها عن ظهر قلب ثم يعيد استرجاعها وتسميعها.
ج- التدريس في التربية المصرية القديمة: اشتملت على مجموعة من الطرق:
1. طرق تدريس القراءة والكتابة: تكون بالطرق التقليدية كطريقة التقليد والتكرار وهذا مناسب لصعوبة اللغة المصرية آنذاك لكثرة رموزها.
2. طرق تدريس المهن والحرف: تدرس المهن والحرف على نظام التلمذة الصناعية التي تعتمد على الممارسة العلمية، كمهنة الكتابة فأصحابها يمضون بعض الوقت في المكاتب الرسمية. (التل، شعراوي، 2005).
د- التدريس عند المسلمين: وبدايته كانت مع بداية الدعوة الإسلامية التي حمل لوائها وأرسل بها الرسول صلى الله عليه وسلم المعلم الأول الذي كان منهجه الدعوي بأكمله أسلوب من أساليب التعليم الحديثة، وذلك من خلال التدرج في التشريع، والشروع من العام والانتهاء بالخاص، والابتداء بالمجمل والانتهاء بالمفصل، وذلك لتبسيط فهم هذا الدين، وهذا المنهج سار عليه المسلمون عليها، فكانوا ينهجون هذا المنهج في بقية العلوم مع الاعتماد على التلقين والحفظ ولا سيما في حفظ القرآن والكريم والأحاديث النبوية، ومع مرور السنين واختلاف الناس في بعض الأفكار، فسلك الكثير من العلماء طريقة المناقشة والمناظرة، وسار الكثير على هذا المنهج؟ (الرشدان، 2002).
- الترغيب والترهيب في مقابل الثواب والعقاب:
ومن الأساليب الإسلامية التي نأخذها من هذا الدين القويم، أسلوب التغريب والترهيب الذي قابل المفهوم التربوي (الثواب والعقاب) فلا بد من تحقيق هذين المفهومين لتحصيل الموازنة النفس سلوكية التي تساعد على التعليم بطريقة صحيحة، وذلك بالعيش بين الخوف والرجاء ومابين المحفزات والروادع، فهذا المفهوم من المفاهيم الإسلامية والنظريات التشريعية التي استخدمت في العصر الإسلامي وسار عليه الأمة الإسلامية. (الحارثي، 2008).
- أسلوب القصص:
يعتبر أسلوب القصص من الأساليب التربوية الإسلامية التي لها تأثير على النفس لأخذ العبرة من السائقين مصداقاً بقوله تعالى: (نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين). يوسف/ 3. (التل، شعراوي، 2005).
- أسلوب الاكتشاف:
واستخدم الشارع الحكيم إثارة أذهان المتعلمين ونجد هذا الأسلوب في قوله تعالى: (أولم يتفكروا في أنفسهم ماخلق الله السموات والأرض إلا بالحق وأجل مسمى). الروم/ 8. (التل، شعراوي، 2005).
التدريس في العصور الوسطى
في هذه المرحلة لم تكن إلا امتداداً للمراحل القديمة والغابرة، ولم يحدث في هذه المرحلة أي تجديد في اتجاهات التدريس يستحق أن يميز هذه العصور، فكانت طوال هذه الفترة مجرد تكرار للاتجاهات القديمة، ويمكن أن نقول ونؤرخ هذه الفترة بما قبل القرن السابع عشر، الذي كان نقله في عالم التدريس والتربية وفي اتجاهات التدريس ونظريات التعلم، وذلك بسبب التخصص في مجال التربية بروز علماء متخصصين في هذا المجال، فهذا أحدث الكثير من التطوير للمفاهيم ولاتجاهات التدريس.
الاتجاهات التدريسية في العصر الحديث
نستطيع أن نحدد هذه المرحلة في بداية القرن السابع عشر ميلادي، فقد أحدث في بداية هذا القرن تقدماً كبيراً، وذلك في بداية النزاعات التربوية بين التربويين الذي أدى إلى هذا التطور وهذه النهضة في كثير من العوامل والاتجاهات التربوية التي كانت بداية حقيقة للتغير في اتجاهات التدريس والتربية، والصراعات التي حصلت بين التربويين كان لها تأثيراً كبيراً في التربية ومن هذه التأثيرات، اتجاه التربية اتجاه الواقعية وتحريرها من الشكلية التي كان في القرون الوسطى، حتى تم إنشاء الحركة الإنسانية التي تقوم على الاهتمام باللغات القديمة وآدابها، ونظروا بأنها وسيلة للنهضة في التربية، وكان من أنصار هذه الحركة في هذا القرن، أراسموس، وفيفير، وجون ملتون. (الرشدان، 2002).
وزاد بعض الكتاب فقال بأن الحركة الإنسانية لم تكن إلا بداية لمجموعة من المذاهب والحركات، فأنشئت الحركة الاجتماعية: وتقوم على إعداد الفرد للحياة الاجتماعية الناجحة السعيدة، ومن أبرز أنصار هذا المذهب (فرنسيس دابليه)، والحركة الحسية: وتعني استخدام الحواس لاكتساب المعرفة، ومن أبرز أنصار هذا المذهب (فرانسيس بيكون).
وكما أن الآراء تعددت في هذه المذاهب وهذه الحركات وفي تصنيفاتها وتقسيماتها، فهناك من زاد على هذا التقسيم وزاد على هذه المذاهب ولكن نكتفي بما ذكر. (التل، شعراوي، 2005).
التدريس في التربية المعاصرة من القرن 18م – القرن 20م
في هذه المرحلة بدأ التدريس يأخذ جانب التنظير وطرح المفاهيم والاستراتيجيات التعليمية، فأصبح التدريس في هذه المرحلة لم يعد عملاً فردياً أو جماعياً يقوم على الاجتهاد غير المنظم، بل أصبح مهنة عالمية منظمة ومقصودة ولها مؤسساتها ومعلميها وقوانينها وبرامجها المتخصصة كما هو الحال في أي مهنة اجتماعية. (حمدان، 1988).
ويرجع هذا التطور في العلمية التربوية إلى العوامل التالية التي ذكرها رشدان (2002):
1. الجهود الجبارة التي بذلها المربون في القرون السابقة من خلال النزاعات التربوية التي ذكرناها سابقاً.
2. التطور الذي حصل في تطبيق الطرق العلمية في مجال الدراسات النفسية والتربوية الذي كان له الأثر في تطوير النظرية التربوية.
3. الثروة الاقتصادية في العلوم الطبيعية الحاصلة في أوربا الذي جعل الكثير من المربين والعلماء وحتى العامة مهنم يطالبون بجعل العلوم التربوية جزءاً من المناهج المتخصصة.
4. اعتبار التربية وسيلة من أهم وسائل إعداد المواطن الذي يفيد المجتمع في جميع المجالات وهذه من الأسباب التي أدت إلى تطوير النظرة التربوية في هذا العصر.
-العلماء الذين أحدثوا التغير في هذه الفترة في اتجاهات التدريس ووسائله:
أ. التدريس عند روسو (1712- 11778م):
ثار روسو على التربية التقليدية وخصوصاً في نظرتها للطفل، وذلك لرفضه الإلزامية في التعلم وإملاء العادات والتقاليد وفرض عليه أسلوب الراشد في التعليم. (التل، شعراوي، 2005).
ولذلك قام روسو في التدريس على المبادئ التالية التي ذكرها حمدان(1988):
1. التعلم بالطبيعة والتطبع: أي تعلم التلميذ مبادئ العلوم الخلق الاجتماعي من خلال البيئة الطبيعية حوله من أشياء وناس وخبرات، وذلك حسب رغباته وميوله وغرائزه الطبيعية.
2.التعلم حسب الرغبة الفردية والمنفعة: أي ينصح روسو أن لا يعلم المعلمين التلاميذ مادة دراسية ما لم تستهوي نفوسهم ويشعرون بمنفعتها.
3. التعلم بالعمل والنشاط لا بالأوامر وحشو المعلومات النظرية.
4. التركيز على دور الحواس في التعليم، فصحة الحواس والجسم بشكل عام هي أساس التعليم الذاتي.
5. معاملة التلاميذ حسب مستواهم وأن لكل مرحلة تعاملها الخاص التي حدده علماء النفس والتربية، فيجب أن نربط بين هذه وتلك، وأن يكون العمر له علاقة بالمعلومة المعطاة للتلاميذ.
ب. التدريس عند هربارت، (1776- 1841م):
فلسفة هربارت التربوية ترجع في جذورها إلى ممارسات تعليمية سابقة للعصور القديمة الرومانية واليونانية، إلا أنه أعاد تنظير هذه الأفكار وجعلها أكثر مرونة وفائدة. (حمدان، 1988).
وقد ذكر الشيباني (1982) المبادئ التي يعتمد عليها هربارت في التدريس وهذه المبادةئ موجودة في التل و شعراوي (2005):
1. السير من البسيط إلى المركب.
2. السير من المجهول إلى المعلوم.
3. السير من المحسوس إلى المجرد.
4. السير من العلمي إلى النظري.
5. السير من الخبرة العلمية إلى التفكير العقلي.
6. السير من الكل إلى الأجزاء.
7. ضرورة جعل العملية التربوية عملية سارة، تتم في أجواء خالية من التوتر والإجهاد.
8. ضرورة تشجيع وتعويد التلميذ على الاعتماد على النفس وعلى الاكتشاف بنفسه وتدريبه على الملاحظة المستقلة.
9. ضرورة إعطاء التلميذ أكبر قدر من الحرية، وعدم اللجوء إلى العقاب إلا في الحالات الضرورية.
10. ضرورة استغلال النشاط الذاتي للتلميذ واحترام ميوله وجعله يتعلم عن طريق خبرته، وعدم اللجوء إلى الطرق التقليدية.
11. اكتساب المعرفة بالتدريب على طريقة استخدامها وتنظيمها.
12. السير بتربية الطفل على نفس النمط والتنظيم الذي يسير فيه تربية الجنس البشري.
ج. التدريس عندي ديوي (1859- 1952م):
وهذا يسمى بعنيد التربية المعاصرة، حيث قام ببناء المبادئ التربوية الإنسانية المماثلة للفترة اليونانية وإن كان قد استفاد ممن سبقوه، ويعتمد جون ديوي على المبادئ التعليمية التالية:
1. الإعلاء من شأن الخبرة المباشرة والإيمان بأن التربية الصحيحة إنما تتحقق عن طريق الخبرة الصالحة التي تساعد الفرد على بناء خبرته وتجددها واستمرارها وتتضمن تفاعلاً بين الفرد وبيئته.
2. ضرورة مراعاة الفروق الفردية بين التلاميذ وضرورة مراعاة ميولهم ودوافعهم الطبيعية ووجوب استغلال هذه الدوافع والميول لجذب انتباههم ودفهم إلى النشاط الذاتي.
3. الإيمان بوجوب الربط بين خبرات التلاميذ داخل المدرسة وخارجها، وتأكيد الربط بين المعرفة النظرية والعمل.
4. مساعدة التلميذ على إيقاظ قواه واستعداداته العقلية وتعويده على الاستقلال والاعتماد على النفس والتفكير المنطقي.
5. والطريقة العامة التي يوحي ديوي المدرس بإتباعها في تنظيم خبرات التلاميذ هي طريقة الشروع وطريقة حل المشكلات بطريقة هربارت التي تحدثنا عنها سابقاً باختصار، فقد أحدثت أفكار ديوي تأثيراً بالغاً في تربية القرن العشرين لا في أمريكا وحدها بل في أنحاء العالم المتقدم الذي تسرب إليه مبادئ التربية، وقد تأثر الكثير من التربويين بأفكار ديوي ومنهم: جوروج كاونتس، وجون تشايلدز، وكارلتون وغيرهم الكثير. (الرشدان، 2002).
الاقتصاد المعرفي
مفهوم اقتصاد المعرفة:
يعرف الاقتصاد المعرفي بأنه دمج للتكنولوجيا الحديثة في عناصر الإنتاج لتسهيل إنتاج السلع ومبادلة الخدمات بشكل ابسط وأسرع، ويعرف أيضا بأنه يستخدم لتكوين وتبادل المعرفة كنشاط اقتصادي "المعرفة كسلعة"، وربما يؤرخ في بداية القرن العشرين.
وقد عرف برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الاقتصاد المعرفي بأنه نشر المعرفة وإنتاجها وتوظيفها بكفاية في جميع مجالات النشاط المجتمعي، الاقتصادي، والمجتمع المدني، والسياسة، والحياة الخاصة وصولاً لترقية الحالة الإنسانية باطراد؛ أي إقامة التنمية الإنسانية باطراد، ويتطلب ذلك بناء القدرات البشرية الممكنة والتوزيع الناجح للقدرات البشرية على مختلف القطاعات الإنتاجية. أما فيما يتعلق بمحفزات الاقتصاد المعرفي فتتمثل في العولمة وانتشار الشبكات مما أدى إلى زيادة انتقال المعلومات بشكل أسرع وإتاحته للجميع.
وهو يعني في جوهره تحول المعلومات آلي أهم سلعة في المجتمع بحيث تم تحويل المعارف العلمية آلي الشكل الرقمي وأصبح تنظيم المعلومات وخدمات المعلومات من أهم العناصر الأساسية في الاقتصاد المعرفي. "الاقتصاد المعرفي" هو مبدئياً الاقتصاد الذي يحقق منفعة من توظيف المعرفة واستغلال معطياتها في تقديم مُنتجات أو خدمات متميزة، جديدة أو مُتجددة، يُمكن تسويقها وتحقيق الأرباح منها وتوليد الثروة من خلال ذلك. ومن هذا المُنطلق فإن الاقتصاد المعرفي يقوم بتحويل المعرفة إلى ثروة. وفي العمل على تحقيق ذلك، فإن الاقتصاد المعرفي يوفر وظائف ليس للمؤهلين معرفياً فقط، بل للمبدعين والمبتكرين أيضاً، ولأصحاب المهارات الداعمة لأعمالهم. أي أن اقتصاد المعرفة لا يولد الثروة فقط، بل يُقدم فرص عمل جديدة أيضاً.
وكان من اللازم أن يكون لهذا الاتجاه أثره على المناهج وطرق التدريس، لأنه تغير في توجه المعرفة، وذلك بكيفية خدمة المعرفة للاقتصاد، فلابد من تغيرات حتى في أهداف المنهج، ولنا أن نعرف الركائز التي يقوم عليها هذا الاتجاه الحديث في التدريس.
ركائز الاقتصاد المعرفي:
يستند الاقتصاد المعرفي في أساسه على أربعة ركائز وهي على النحو التالي:
1. الابتكار(البحث والتطوير): نظام فعال من الروابط التجارية مع المؤسسات الاكاديميه وغيرها من المنظمات التي تستطيع مواكبة ثورة المعرفة المتنامية واستيعابها وتكييفها مع الاحتياجات المحلية.
2. التعليم: وهو من الاحتياجات الأساسية للإنتاجية والتنافسية الاقتصادية. حيث يتعين على الحكومات أن توفر اليد العاملة الماهرة والإبداعية أو رأس المال البشري القادر على إدماج التكنولوجيات الحديثة في العمل. وتنامي الحاجة إلى دمج تكنولوجيا المعلومات والاتصالات فضلا عن المهارات الإبداعية في المناهج التعليمية وبرامج التعلم مدى الحياة.
3. البنية التحتية المبنية على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات: التي تسهل نشر وتجهيز المعلومات والمعارف وتكييفه مع الاحتياجات المحلية، لدعم النشاط الاقتصادي وتحفيز المشاريع على إنتاج قيم مضافة عالية.
4. الحاكمية الرشيدة: والتي تقوم على أسس اقتصادية قوية تستطيع توفير كل الأطر القانونية والسياسية التي تهدف إلى زيادة الإنتاجية والنمو. وتشمل هذه السياسات التي تهدف إلى جعل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات أكثر إتاحة ويسر، وتخفيض التعريفات الجمركية على منتجات تكنولوجيا و زيادة القدرة التنافسية للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة. (المحروق، 2009)
العولمة وأثرها على المناهج وطرق التدريس
العولمة تعتبر من المفاهيم والاتجاهات التي أثرت على التربية في جميع مجالاتها، وكان لها الأثر الكبير في تغير المفاهيم في المناهج مما يكون له الأثر على عناصر المنهاج جميعها.
هناك العديد من الشواهد الواضحة التي تدل على عولمة التربية والتعليم كمنظومة كبرى وكذلك المناهج كجزء من هذه المنظومة، حيث يتم التدخل في تعديل المناهج الدراسية بما يناسب أفكار العولمة.
إلى أنه من الأساسيات التي ترتكز عليها كل مجتمع لتصحيح مسار حركة حياته لبناء بيئة جديدة أن يحدد ويوضح أهم التحديات التي تواجه وتهدد كيانه وتعطل مسيرته، وكذلك يحدد معالم أبعاد هذه التحديات حتى يتسنى له التصدي لها ومواجهتها وتحديد كيفية التعامل معها برؤية واضحة المعالم للنهوض ووضع السياسات والخطط الاستراتيجية لتنفيذ البرامج العملية بما يحقق في النهاية الترجمة الواقعية الحية في تطوير وتنمية المجتمع ومواكبة كل تقدم والإتيان بكل ما هو جديد ومفيد ونافع. فإنه لابد من تأسيس قاعدة صلبة من الفهم والاستيعاب الشامل والعميق لحركة الحياة بما فيها من تفاعل الإنسان مع متغيرات الحياة من حوله، والإدراك الحي للماضي بكل تجاربه سواء أكانت هذه الحركة في حال عطاء أم حال تراجع، في حال بناء أو هدم. فبهذا نستطيع مواجهة تحديات العولمة التي قدمت معطياتها على المجتمعات وعلى ميادين حركة الحياة المتنوعة، والتي لا يمكن التغاضي والانصراف عنها أو إهمالها أو إدارة ظهرنا لها. ويمكن إيجازها في عشرة تحديات، تؤثر على التربية بصفة عامة، والمناهج وآليات تطويرها بصفة خاصة: تحدي القيم والهوية؛ تحدي التكنولوجيا والتقنية؛ تحدي الطاقات الكامنة والطاقات المهددة؛ تحدي البحث العلمي؛ تحدي الاتصالات؛ تحدي الأمية الشاملة؛ تحدي الدراسات المستقبلية؛ تحدي تعريب العلوم ومتابعتها؛ تحدي تدفق المعلومات؛ تحدي سياسي اقتصادي. وهكذا تتوالى التحديات العولمية للعملية التربوية التعليمية بصفة عامة وعمليات تطوير وتحديث المناهج بصفة خاصة في سلسلة متكاملة فرضت نفسها وتتطلب جهداً متواصلاً حتى يدرك المعنيون والمهتمين من أهل التربية والتعليم أنهم أمام تحديات لابد من مواجهتها أو التعامل معها بتخطيط وجدية وعمل دؤب وتكاتف كل المؤسسات المجتمعية بما يحافظ على الهوية التربوية ويغذيها ويجددها بشكل دائم ومستمر. (الحميد، 2003).
الاتجاهات السياسية وأثرها على التربية
تعتبر الاتجاهات السياسية التي تسود العالم لها بالغ الأثر في تغير اتجاهات التربية، لأن خدمة الفكر السياسي قائم على التوجه التربوي، فكان هناك العديد من الأفكار التي سادة العالم وكان لها بالغ الأثر على التربية، ومن هذه الأفكار الفكر الاشتراكي والفكر الرأسمالي، فمن لوازم هذه الأفكار أن تجعل المجتمع متقبلاً المنهج الاشتراكي، والوسيلة التي تساعد على تقبل المجتمع أن يكون الاتجاه في التربية يخدم هذه الأفكار ويساعد على تبنيها، ويكون لكل فكر سياسي مبادئه وأهدافه لتي يسعى لتحقيقها، والانتقالية في المناهج والتربية تكون بانتقالية الفكر السياسي، فعلى سبيل المثال، عندما تحولت روسيا الاشتراكية من نظامي الاشتراكي وفشلها في تبني هذا الفكر وانتقلت إلى الفكر الرأسمالي، أحدثت تغيرات جذرية في مناهجها الدراسية التي تخفف من وطأة التوجه الاشتراكي، وإن لم تتخلى عن جميع المبادئ الاشتراكي، ولكن لمجرد التغير البسيط في الاتجاه السياسي حدث التغير في المناهج والتربية.
الإبداع والموهبة والإبتكار
الإبداع والموهبة وتنميتها تعتبر من الاتجاهات الحديثة التي غيرت في منظومة التربية، وربما نقول بأن الاهتمام بالإبداع والابتكار يأتي لخدمة اتجاهات أخرى حديثة أو قديمة، بداية نعرف الإبداع من عدة منحنيات:
أولاً: مفهوم الإبداع بناءً على سمات الشخص المبدع:
هو المبادأة التي يبديها المتعلم في قدرته على التخلص من السياق العادي للتفكير وإتباع نمط جديد من التفكير.
ثانياً: مفهوم الإبداع على أنه عملية:
يُعرّف تورانس Torrance الإبداع بأنه "عملية يصبح فيها المتعلم حساساً للمشكلات، وبالتالي هو عملية إدراك الثغرات والخلل في المعلومات والعناصر المفقودة وعدم الاتساق بينها، ثم البحث عن دلائل ومؤشرات في الموقف وفيما لدى المتعلم من معلومات، ووضع الفروض حولها، واختبار صحة هذه الفروض والربط بين النتائج، وربما إجراء التعديلات وإعادة اختبار الفروض".
ثالثاً: مفهوم الإبداع بناءً على الموقف الإبداعي أو البيئة المبدعة:
يُقصد بالبيئة المبدعة المناخ بما يتضمنه من ظروف ومواقف تيسر الإبداع، أو تحول دون إطلاق طاقات المتعلم الإبداعية.
* مكونات الإبداع والتفكير الإبداعي:
يتضمن الإبداع والتفكير الإبداعي يتضمن مجموعة من القدرات العقلية تحددها غالبية البحوث والدراسات التربوية والنفسية بما يلي:
أولاً : الطلاقة (Fluency)
تتضمن الطلاقة الجانب الكمي في الإبداع، ويُقصد بالطلاقة تعدد الأفكار التي يمكن أن يأتي بها المتعلم المبدع، وتتميز الأفكار المبدعة بملاءمتها لمقتضيات البيئة الواقعية، وبالتالي يجب أن تُستبعد الأفكار العشوائية الصادرة عن عدم معرفة أو جهل كالخرافات.
وعليه كلما كان المتعلم قادراً على إنتاج عدد أكبر من الأفكار أو الإجابات في وحدة الزمن، توفرت فيه الطلاقة أكثر.
وتُقاس الطلاقة بأساليب مختلفة منها على سبيل المثال:
1 ـ سرعة التفكير بإعطاء كلمات في نسق محدد، كأن تبدأ أو تنتهي بحرف أو مقطع معين (هراء، جراء ..) أو التصنيف السريع للكلمات في فئات خاصة. (كرة، ملعب، حكم ..).
2 ـ تصنيف الأفكار وفق متطلبات معينة، كالقدرة على ذكر أكبر عدد ممكن من أسماء الحيوانات الصحراوية أو المائية، أو أكبر قدر من الاستعمالات للجريدة، أو الحجر، أو العلب الفارغة .. الخ.
3 ـ القدرة على إعطاء كلمات ترتبط بكلمة معينة، كأن يذكر المتعلم أكبر عدد ممكن من التداعيات لكلمة نار، أو سمكة، أو سيف، أو مدرسة .. الخ.
4 ـ القدرة على وضع الكلمات في أكبر قدر ممكن من الجمل والعبارات ذات المعنى.
ثانياً : المرونة (Flexibility)
* تتضمن المرونة الجانب النوعي في الإبداع، ويُقصد بالمرونة تنوع الأفكار التي يأتي بها المتعلم المبدع، وبالتالي تشير المرونة إلى درجة السهولة التي يغير بها المتعلم موقفاً ما أو وجهة نظر عقلية معينة.
فالتلميذ على سبيل المثال، الذي يقف عند فكرة معينة أو يتصلب فيها، يُعتبر أقل قدرة على الإبداع من تلميذ مرن التفكير قادر على التغيير حين يكون ذلك ضرورياً.
ومن أمثلة الاختبارات الشائعة للمرونة اختبار إعادة ترتيب إعادة عيدان الكبريت، أو الاستعمالات غير المعتادة لأشياء مألوفة .. الخ.
ثالثاً : الأصالة (Originality)
يُقصد بالأصالة التجديد أو الإنفراد بالأفكار، كأن يأتي المتعلم بأفكار جديدة متجددة بالنسبة لأفكار زملائه. وعليه تشير الأصالة إلى قدرة المتعلم على إنتاج أفكار أصيلة، أي قليلة التكرار بالمفهوم الإحصائي داخل المجموعة التي ينتمي إليها المتعلم. أي كلما قلت درجة شيوع الفكرة زادت درجة أصالتها. ولذلك يوصف المتعلم المبدع بأنه الذي يستطيع أن يبتعد عن المألوف أو الشائع من الأفكار.
* تختلف الأصالة عن عاملي الطلاقة والمرونة فيما يلي:
1 ـ الأصالة لا تشير إلى كمية الأفكار الإبداعية التي يعطيها الفرد، بل تعتمد على قيمة ونوعية وجدة تلك الأفكار، وهذا ما يميز الأصالة عن الطلاقة.
2 ـ الأصالة لا تشير إلى نفور المتعلم من تكرار تصوراته أو أفكاره هو شخصياً كما في المرونة، بل تشير إلى النفور من تكرار ما يفعله الآخرون، وهذا ما يميزها عن المرونة.
مراحل العملية الإبداعية (عملية الإبداع):
ما زال فهم عملية الإبداع ومراحلها من أكثر القضايا الخلافية بين التربويين وعلماء النفس وطرائق التدريس، ويذكر والاس وماركسبري Wallas & Marksberry أن عملية الإبداع عبارة عن مراحل متباينة تتولد أثناءها الفكرة الجديدة المبدعة، وتمر بمراحل أربع هي:
1 ـ مرحلة الإعداد أو التحضير Preparation :
في هذه المرحلة تُحدد المشكلة وتُفحص من جميع جوانبها، وتُجمع المعلومات حولها ويُربط بينها بصور مختلفة بطرق تحدد المشكلة. وتشير بعض البحوث إلى أن الطلاب الذين يخصصون جزءاً أكبر من الوقت لتحليل المشكلة وفهم عناصرها قبل البدء في حلها هم أكثر إبداعاً من أولئك الذين يتسرعون في حل لمشكلة.
2 ـ مرحلة الاحتضان (الكمون أو الاختمار Incubation ):
مرحلة ترتيب يتحرر فيها العقل من كثير من الشوائب والأفكار التي لا صلة لها بالمشكلة، وهي تتضمن هضماً عقلياً ـ شعورياً ولا شعورياً ـ وامتصاصاً لكل المعلومات والخبرات المكتسبة الملائمة التي تتعلق بالمشكلة.
كما تتميز هذه المرحلة بالجهد الشديد الذي يبذله المتعلم المبدع في سبيل حل المشكلة. وترجع أهمية هذه المرحلة إلى أنها تعطي العقل فرصة للتخلص من الشوائب والأفكار الخطأ التي يمكن أن تعوق أو ربما تعطل الأجزاء الهامة فيها.
3 ـ مرحلة الإشراق (أو الإلهام Illumination):
وتتضمن انبثاق شرارة الإبداع (Creative Flash) أي اللحظة التي تولد فيها الفكرة الجديدة التي تؤدي بدورها إلى حل المشكلة. ولهذا تعتبر مرحلة العمل الدقيق والحاسم للعقل في عملية الإبداع.
4 ـ مرحلة التحقيق (أو إعادة النظر Verification ):
في هذه المرحلة يتعين على المتعلم المبدع أن يختبر الفكرة المبدعة ويعيد النظر فيها ليرى هل هي فكرة مكتملة ومفيدة أو تتطلب شيئاً من التهذيب والصقل. وبعبارة أخرى هي مرحلة التجريب (الاختبار التجريبي) للفكرة الجديدة (المبدعة).
ويلخص الألوسي (1981) مراحل عملية الإبداع في المراحل الخمس التالية:
1 ـ مرحلة الإحساس بالمشكلة.
2 ـ مرحلة تحديد المشكلة.
3 ـ مرحلة الفرضيات.
4 ـ مرحلة الولادة للإنتاج الأصيل.
5 ـ مرحلة تقويم النتاج الإبداعي.
_ الإبداع لخدمة الاقتصاد المعرفي والاقتصاد المعرفي لخدمة الإبداع:
يعتبر الإبداع والموهبة والابتكار من أهم الأساسيات التي يعتمد عليها الاقتصاد المعرفي، فلا يقوم اقتصاد معرفي بدون تنمية الإبداع لدى الطلبة، لأنه الاقتصاد المعرفي يحتاج لعقول مبدعة تتمكن من تسخير المعرفة لخدمة الاقتصاد، وهذا الأمر لا يكون إلا بالسير على آلية الاختراع والاكتشاف والإتيان بما هو غير مألوف.
التعليم المستمر الذاتي
يعتبر هذا الاتجاه في التعليم من الاتجاهات القديمة بأفكارها الحديثة بتنظيراتها، ويقصد بهذا التعليم أن التربية عملية مستمرة لا تقتصر على مرحلة معينة من العمر ، أو تنحصر في مرحلة دراسية محددة، متلاحمة مع سياق الحياة، بل لابد من السعي للمعرفة وتحقيق الذات والحرص على التعالم الذاتي المستمر.
ومما قاله "جون ديوي" في هذا النوع من التعلم: " إن التعلم الحقيقي يأتي بعد أن نترك المدرسة ، ولا يوجد مبرر لتوقفه قبل الموت".
التعليم المستمر عبر التاريخ:
لقد نادت الحضارات القديمة والديانات السماوية بفكرة التربية المستمرة كمطلب وضرورة لاستمراريتها وتعاقبها عبر الأجيال ، وقد كانت التربية في المجتمعات البدائية تهدف بشكل أساسي إلى تنمية القابلية لمعطيات العصر إذ كانت تعيش على نمط معين من التعليم في المراحل الأولى من العمر تكمن أهدافه الأساسية في معرفة مبادئ العيش وحفظ النفس والدفاع عنها من الأخطار التي قد تحيط بها، وقد نحت العملية التعليمية في ذلك الوقت منحى يرتكز هدفه الرئيس في مواجهة الحياة والتغلب على مصاعبها والبحث عن المطالب الأساسية للعيش بشكل يحاكي فيه الشباب الكبار في أعمالهم من حيث استخدام السلاح ، وتعلم فنون الصيد وركوب الخيل وبناء المسكن وتوفير الغذاء ، وهي أمور لها الاستمرارية التي لا تنقطع لضرورتها في استمرار الحياة ذلك الوقت .
وبعد أن أصبحت المدارس مؤسسات تهدف إلى نقل مفردات التراث الثقافي والمادي لم تكن تختلف كثيرا عن التربية والتعليم ي الحياة البدائية للإنسان من حيث المنهج الذي كان يهدف إلى نقل التراث من قيم وعادات ومهارات من الأجداد إلى الأحفاد ، فنجد أنه في التربية اليونانية يتم إعداد المحارب إعداداً خاصاً بعد الدراسة الأولية وذلك بتدريبه على عدة أمور في مجاله.
أما عند الصينين فقد كان لزاماً على من يروم ارتقاء المناصب العلية أن يجتاز جملة من المراحل التعليمية والتربوية البالغة الدقة والصعوبة فيما يتعلق بالتاريخ الصيني خاصة.
ويرجع الاهتمام بالتعلم الذاتي إلى عاملين أساسيين:
أولاً: تزايد التركيز على المتعلم في الاتجاهات التربوية الحديثة والاهتمام بدوره الفعال ومشاركته المباشرة في التعلم وتغيره من مستمع سلبي إلا متعلم مشارك وباحث وناقد.
ثانياً: ذيوع التقنيات الحديثة من الأمور التي ساعدت على التعلم الذاتي.
أهداف التعليم المستمر الذاتي:
- توليد اهتمامات جديدة لدى المتعلم.
- إثارة الدافعية للمتعلم.
- التدريب على المهارات التي يحتاجها المتعلم فالحاجة أم الاختراع.
- التدريب على حل المشكلات.
- إيجاد بيئة خصبة للإبداع.
- تعود المتعلم الاعتماد على الذات.
خصائص التعلم المستمر الذاتي:
- يتيح الفرصة للتلميذ لكي يتعلم على حسب قدراته وإمكانياته التي يمتلكها.
- يساهم درجة كبيرة على اعتماد التلميذ على نفسه.
- يسهم في اكتساب التلميذ على التعلم الذاتي من كثرة الممارسة.
- يحصر دور المعلم في دور المرشد والموجه فقط.
- يوفر للتلميذ مصادر جديدة للمعرفة بحيث يكون المعلم واحد من هذه المصادر. (السبيعي، 2001).
التعليم المستمر في خدمة الإبداع :
يعتبر التعليم المستمر نقطة أساسية لتنمية الإبداع لدى الفرد، فالقدرة الإبداعية لا يمكن تنميتها وبناءها البناء الصحيح دون التعليم المستمر أو ما يسمى بالتعليم الذاتي، ولا يمكن أن تتطور القدرة الإبداعية إذا لم يكن هناك رغبة ذاتية على التعلم والحرص على التعلم الفردي.
التعليم التعاوني
يعتبر التعليم التعاوني من أهم الاتجاهات الحديثة في التدريس، وقد لاقت هذه الطريقة رواجاً في فترة التسعينات، وفيها يعمل الطلاب متعاونين للوصول إلى أهداف مشتركة، بذلك يحل التعاون بين التلاميذ محل التنافس.
ويعرف ستيفن التعليم التعاوني بأنه: طريقة تدريس ناجحة يتم فيها استخدام المجموعات الصغيرة، وتشمل كل مجموعات التلاميذ ذوي مستويات مختلفة في القدرات يمارسون أنشطة تعلم متنوعة لتحسين فهم الموضوع المراد دراسته، وكل عضو من التلاميذ ليست مسؤوليته كيف يتعلم هو فقط بل عليه أن يساعد زملائه على التعلم مما يحقق جو من الإنجاز والمتعة في بيئة التعلم.
ويمكن تلخيص أهداف التعليم التعاوني:
- اكتساب قدر مناسب للمعرفة لدى التلاميذ.
- إيجاد روح الإثارة لدى التلاميذ.
- نمو مفهوم الشعور الجماعي والفردي لتحمل المسؤولية.
- النمو المعرفي الاجتماعي لدى التلاميذ عن الحياة والآخرين والعمل الجماعي وغيره.
- التقدير العالي للذات.
- نمو القدرة على عرض نتائج الأعمال.
- نمو القدرة الاتصالية اللغوية.
الأدوار التي يقوم بها التلميذ في التعليم التعاوني:
- تنظيم الخبرة وتحديدها وصياغتها.
- جمع البيانات والمعلومات وتنظيمها.
- المعالجة والتنظيم والاختبار لمعلومات المجموعة.
- تنظيم الخبرات السابقة وربطها بالمعرفة الجديدة.
- التفاعل في إطار العمل الجماعي والتعاوني.
- بذل الجهد ومساعدة الآخرين.
التعليم الإلكتروني
مع النهضة الإلكترونية الحديثة التي غزت العالم في نص القرن الأخير كان من اللازم أن يكون لهذه النهضة أثرها على التدريس في التربية بكافة مجالاتها، فمفهوم التعليم الإلكتروني هو علمية الإيصال والتواصل بين المعلم والمتعلم عن طريق التفاعل بينهما من خلال وسائل التعليم الإلكترونية كالدروس الإلكترونية والكتبة الإلكترونية والكتاب الإلكتروني، وهذا النوع من التعليم يعتمد عند استخدامه على الكثير من التنظيرات والتوجهات السابقة التي ذكرناها، ولكن يعتبر اتجاهاً حديثاً في طرق التدريس ونقله نوعية وفريدة مساعدة على الرقي في العلمية التربوية، وهناك عدت عوامل تساعد على التعليم الإلكتروني:
1. زيادة أعداد الطلبة بشكل جاد لا تستطيع المدارس استيعابهم جميعاً، فهذا قد يمكن الطالب كي يبحث عن المعرفة وهو في مقعده، وهذه الطريقة تناسب المراحل المتقدمة (الثانوية وما بعدها).
2. يعتبر هذا التعليم رافداً للتعليم المعتاد، فيمكن أن يدمج هذا الأسلوب مع الأسلوب المعتاد والتقليدي فكون لنا طريقة مفيدة وشيقة، ويكون داعماً لهذه الطريقة.
3. يرى البعض مناسبة هذا النوع من التعليم للكبار الذين ارتبطوا بوظائفهم التي لاتمكنهم من الحضور لصفوف الدراسة.
4. نظراً لطبيعة المرأة المسلمة وارتباطها الأسري فإننا نرى أن هذا النوع من التعليم واعداً لتثقيف ربات البيوت ومن يتولين رعاية المنازل وتربية الأبناء. (فرج، 2005).
التعليم الإلكتروني في خدمة التعليم المستمر الذاتي:
ذيوع الأشكال التقنية وانتشارها من الأساسيات التي تساعد على التعلم الذاتي، فهي تطوي مسافات على المتعلم وتسهل عليه عملية التعليم الذاتي، وتطوي الصعوبات التي كان يراها التربويين في التعليم الذاتي، فالمعرفة أصبحت قريبة من الجميع والحصول عليها لم يعد بالأمر الصعب، بل تجدها وأنت تجلس على أريكتك، إذا هناك ارتباط وثيق في هذا الزمن خصوصا بين التقنية الإلكترونية الحديثة وتحقيق التعلم الذاتي المستمر.
الخاتمة
الحمد لله الذي يسر لي إتمام هذه الورقات البسيطة، غير أنني غير راضي تمام الرضا عن هذه الورقة البحثية، لوجود القصور الظاهر فيها، فقد وجدت صعوبة في إيجاد المراجع التي تتحدث عن الاتجاهات الحديثة في القرن العشرين وإن وجدت ذلك فإنني لاأجد مراحل تطور هذه الاتجاهات بطريقة مترابطة، ولكن الفائدة حاصلة بإذن الله تعالى، ولعلي أستخلص هذه النتائج من هذا البحث المتواضع:
1. أن هناك ترابط كبير بين الكثير من الاتجاهات في التدريس وإن اختلفت الأزمنة والمسميات، فطريقة المناقشة لم تقتصر على المفندين لأسهها بل كان موجودة قبل الإسلام ومع الرسائل السماوية كذلك.
2. وجدت من خلال بحثي أن الدين الإسلامي جمع غالبية الطرق العلمية التي فندت في العصور الحديثة وبنيت أسسها ومبادئها، فإننا نجدها في كتاب الله وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلذلك يجب أن يجعل من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم منبعاً نستقي منه مبادئ تربيتنا وأصولها، وبهذه الطريقة سنرقى في جميع جوانب الحياة.
3. أن التعليم الإلكتروني الحديث يعتمد اعتماداً كبيراً على الطرق القديمة ولكنه يجعلها أكثر تشويقاً وجذباً للمتعلم وأكثر فعالية.
المراجع
- التل، وائل. شعراوي، أحمد. (2005). الأصول التاريخية للتربية. مكتبة الملك فهد الوطنية للنشر، ط1.
- الحارثي، سلطان محمد. (2008). نظرية الموازنة النفس سلوكية الدافعة للتعلم (نظرية شخصية). موقع الألوكة للنشر الإلكتروني.
- حمدان، محمد زياد. (1988). التدريس المعاصر، تطوراته وأصوله وعناصره وطرقه. دار التربية الحديثة، ط1.
- الرشدان، عبد الله زاهي. (2002). تاريخ التربية. دار وائل للنشر والتوزيع، ط1.
- فرج، عبدا للطيف بن حسين. (2005). طرق التدريس في القرن الواحد والعشرين. دار المسيرة للنشر والتوزيع، ط1.
- السبيعي، منى. (2001). أهداف عامة مقترحة لتعليم العلوم للمرحلة الابتدائية للبنات في ضوء التجديدات التربوية. رسالة دكتوراه مقدمة في قسم المناهج وطرق التدريس.
- المحروق، ماهر. (2009). دور اقتصاد المعرفة في تعزيز القدرات التنافسية للمرأة العربية. ورقة عمل مقدمة لمنظمة العمل العربية.
- السيد، يسرى. (2009). الإبداع في العملية التربوية وسائله ونتائجه. مقال على الشبكة العنكبوتية.
- شوقار، إبراهيم. (2004). فلسفة التربية في عصر العولمة. قراءة نظرية من منظر إسلامي، بحث مقدم في ندوة التربية في جامعة الملك سعود بالرياض تحت شعار: العولمة وأولويات التربية.
- روزيرو، ديل. (2009). العولمة وتأثيرها على التعليم. ترجمة فضل جبران، من خلال الشبكة العنكبوتية.