ربح البيع
قراءة في حوار الزعيم القائد
الأستاذ : عصام العطار
هيثم عبد النافع الأشقر*
ما زال السوريون يتسالون ما هي أخبار الأستاذ القائد أو الزعيم القائد ففي الليلة الظلماء يفتقد البدر ، لقد صارت سورية إلى حال بحاجة به إلى أمثال الزعيم العطار ذلك العملاق السياسي والمفكر الإستراتيجي سليل بيت العلم والأدب التي تكبر به الأوطان والأحزاب ، لقد كانت خطاباته تهز أركان الحراك السياسي والفكري السوري ومع
ذلك لم يدفعه هذا الجاه والشرف للخوض بأبنائه وتلامذته ومريديه في تنظيم الأخوان المسلمين للمهالك ، بل آثر الهدوء والتربية والكلمة الحسنة والبناء ، ورفض العنف دائماً بأنواعه السياسية والفكرية والأمنية والعسكرية والتنظيمية 0
وبتوازنه المعهود الذي ظهر به في قناة الجزيرة كان فكره الإستراتيجي يقود المركب ، ولم ينسى لحظة الهدف الذي رسمه المولى للداعية أمثاله فزهد بالوطن أولاً وبالراحة المشروطة ثانياً وبالجاه الذي بناه ثالثاً ، ولكنه بقي العبد الداعية الذي لا يكل ولا يحيد عن عبودية التفكير والعمل الدءوب لدينه وإسلامه الذي آثره على كل ما عداه 0
لقد سعدنا كثيراً ونحن نستمع للقائد الزعيم في قناة الجزيرة ، حاضر الذهن ، مستجمعاً للفكر والإشكالات السياسية والثقافية في المنطقة ، في طرح قوي ندي لأبالسة السياسة 0
لقد كنت يا سيدي كبيراً والمذيع ينكأ الجروح واحداً واحداً ، جرح الغربة و الوطن ، وجرح التنظيم والأخوة ، وجرح الإقليم والأمة المستباحة 0
لقد كنت كما نعهد بالأكابر في مسامحتك لقاتل أختنا المرحومة بنان الطنطاوي ، وكنت كذلك وأنت تتعاطى مع ماض تنظيمي لم يعرف قدرك ، كما كنت الزعيم الوطني وأنت تتناول الشأن السوري والزعيم القومي أمام الشأن العربي والإسلامي أمام قضايا الأمة 0
لقد أعادت طلعتكم المباركة على قناة الجزيرة لنا الأمل وأنتم تحددون اتجاه البوصلة بعيداً عن الكره والطائفية والحزبية ، وقرأنا في حواركم معنى الوطنية الإسلامية والحزبية الوطنية ومعنى تسخير التنظيم لخدمة الدين والوطن ،وتسخير المال والجاه والسياسة وكل شيء لخدمة تحقيق العبودية وإعمار الأرض بما يسعد الإنسان ويعلي الأوطان 0
لقد نسيتم جراحات الماضي ولكن تلامذتكم لم ينسوا فضلكم ، والوطن ينتظر تكريمكم 0
لقد أردت أن يكون جهدك لأمتك وبلادك والإسلام والمسلمين ، فربح بيعك يا أبا أيمن 0
عندما أمسكت القلم للكتابة كان في الذهن محاولة لتحليل الحوار الموفق لفضيلتكم مع الجزيرة وذلك لإلقاء الضوء على فكر، الإسلاميون باحوج ما يكونوا إليه بعد أن أصبح الكثير منهم أفرادا وجماعات جزءا من معادلات ليس للإسلام يها ناقة ولاجمل
واعتقد أن ذلك طبيعي جدا عندما يبتعد او يبعد أمثالكم عن الساحة بفعل فاعل يعرف ما يريد وفق استراتيجة نفتقد لمثلها وكيف لنا بها وما زال العمل جاري لإبعاد أهل الفضل والخبرة عن الساحة في جهد عبثي يفتقد لمعايير الجودة والعمل الموسسي الاحترافي لنبقى نهبا لتحالف ( الانانية المادية والكهنوتية والجاهلية الحزبية ) يحاصر اهل الخبرة والفضل في رزقهم وتاريخهم ويبقى السؤال من المستفيد من ذلك وهل من الصدفة أن ننجح في مشاريعنا الشخصية ونفشل في تحقيق الأهداف أم أن الحال بفعل فاعل وتدبير ماكر، فالله حسبنا ونعم الوكيل - وللحديث بقية -
*مدير تحرير مجلة المنار - عضو رابطة أدباء الشام - إعلامي مستقل