لغز بناء الهرم الأكبر

لغز بناء الهرم الأكبر

بين: جان بيير هود ين وحسن سيد أحمد

د. كمال يونس

[email protected]

كشف باحث الآثار المصري د. على عبد الله بركات عن موضوع له أهميته لكونه يكشف لغز طريقة  بناء الهرم الأكبر، ولكن لم ينسب الفضل في هذا الاكتشاف لصاحبه ، وتفاصيل هذا الموضوع أنه قد استهوى  موضوع القوة النفسية والمادية للأهرام مواطن مصري اسمه حسن سيد أحمد، فراح يقضي الساعات داخل الهرم الأكبر، ويطوف بمداخله ومخارجه، وممراته وحجراته الداخلية، ويتأمل أحجاره، وكيفية بنائه، وقد قادته مشاهداته العامة، وحساباته لزوايا ميل الممر الصاعد والهابط، وتحليلاته للبيانات التي قدمها الباحثون الأوائل، إلى شيء جديد تماما، لم يقل به أحد من قبل، وهو أن الممر الصاعد والهابط بالهرم الأكبر، كانا بمثابة مصعد لنقل الأحجار التي بني منها الهرم الأكبر، ثم استغل بعد انتهاء عملية البناء كـمصعد يصعد عليه الكهنة، ورواد الهرم قديما  في تلك الفترة، ومنذ أكثر من ثمانية سنوات كان السيد/ حسن سيد أحمد قد فرغ من تصميم نموذج لما اعتبره المصعد ، حيث يتم رفع زحافات خلال الممر الصاعد داخل الهرم، بطريقة ميكانيكية دقيقة، لا تحتاج عددا كبيرا من القوي البشرية، وقدم معادلات رياضية تبين كيفية عمله، ومتانة الخيوط المستخدمة في عملية الرفع، والقوي البشرية التي كنت تؤدي مهمة شد الحبال التي تجر الزحافة أو المصعد ، كما  لاحظ وجود آثار سوائل تشحيم  لتقليل الاحتكاك بين الزحافة التي كانت تتحرك لأعلى وأسفل، وبين صخور الممر الصاعد الزلقة أو الملساء تماما، وتلخصت أفكار الباحث حسن سيد أحمد في  محوريين رئيسيين:

أولهما : معرفة قدماء المصريين لفكرة المصعد (عبارة عن زحافات خشبية) الذي كان يعمل داخل الهرم الأكبر، بطريقة شبه مكيانيكية.

وثانيهما :أن عملية بناء الهرم كانت تتم من الداخل، وليس من الخارج كما كان مفترأ آنذاك .

وبناء على ذلك يتضح أن عدد العمال الذين اشتركوا في عملية البناء أقل عن العدد المفترض فى النظريات السابق بهذا الشأن .

 ولكن  لم يحفل أحد بهذا الإنجاز العلمي للباحث  حسن سيد أحمد،المواطن بسيط،  ، خاصة الأوساط العلمية في مصر، فطوى الرجل أفكاره، بعد أن قام بتوثيقها بعدد من الوسائل المتاحة له، منها نشرها في بعض الصحف المصرية والعربية (من بينها جريدة الراية القطرية، عدد 6149/مارس 1999)، وإذاعة البرنامج العام بالقاهرة(برنامج على الناصية).

لكن أفكار السيد / حسن سيد أحمد ، طرحت نفسها بقوة في الآونة الأخيرة على ضوء ما أعلنه المهندس الفرنسي "جان بيير هوديين" في 30مارس/2007م  من خلال مؤتمر صحفي عالمي، تناقلته كافة وسائل الإعلام- عن أنه توصل إلى حل لغز بناء الهرم الأكبر، إذ يرى أن الهرم الأكبر بني من الداخل وليس من الخارج، من خلال ما اعتبره مدرج حلزوني داخلي كانت تنقل عليه الأحجار التي بنى منها الهرم،وأشار إلى الممر الكبير (الممر الصاعد) معتبرا أنه كان يستخدم فيما يشبه المصعد الذي تنقل عليه الكتل الضخمة من أحجار الجرانيت التي بنيت منها حجرة الملك، حيث ذكرت وكالات الأنباء التالي: "كما زعم "هودين" أنه سلط الضوء على لغز ثان يحيط بالهدف من بناء الممر الكبير داخل الهرم. ويعتقد المهندس الفرنسي أن طول الممر وشكله الضيق يوحيان بأنه صمم لاستيعاب ثقل موازن للمساعدة على نقل خمس دعامات من الجرانيت تزن الواحدة منها 60 طنا إلى مواقعها فوق حجرة دفن الملك"، وهذه الإشارة الأخيرة تعني أن قدماء المصريين توصلوا لفكرة المصعد في نقل الأحجار، وهذه الأفكار تعتبر تطويرا أو تحويرا لأفكار الباحث المصري الذي لم يشر إليه "جان بيير هودين" في نظريته التي أعلنها في مؤتمر صحفي كبير، مخالفا بهذا  أبسط أسس وقواعد  البحث العلمي، وهي أن يقوم الباحث، بسرد كل الأفكار والنظريات السابقة، ومدي ملاءمتها –من وجهة نظره- ثم يخلص بعد ذلك لفرضيته أو نظريته، وهو ما لم يتحقق -على حد ما هو متاح الآن عن فرضية المهندس/ جان بيير هودين- الخاصة بكيفية بناء الهرم الأكبر، والأغرب أن يعلن صراحة، أنه كان يعمل على هذه الفرضية منذ حوالي 8 سنوات، وهي الفترة التي نشر فيها حسن سيد أحمد رؤيته عن المصعد داخل الهرم، وبغض النظر عن مدي قبول هذه الفرضية في الوقت الراهن، أو عدم قبولها، فسوف تظل محور مناقشات مستقبلية، وقد يتم في يوم من الأيام تقديم أدلة أكثر وضوحا على صحتها، ومن ثم يجب الإشارة إلى أن السبق فيها يعود للمواطن المصري  حسن سيد أحمد.