مسامير وأزاهير 121 ...

هل بتنا نأكل وفق الشريعة اليهودية !!؟.

 سماك برهان الدين العبوشي

[email protected]

من منكم قد اشترى منتجات غذائية مستوردة من أمريكا وغيرها من الدول الغربية الأخرى ولاحظ وجود علامات هندسية صغيرة كالمربع والمثلث أو النجمة الخماسية أو رمزاً بحرف ( C ) المقلوب يساراً وقد خط داخل تلك الأشكال أحد الحرفين (U أو K فظن أن هذين الحرفين هما ماركة مسجلة أو رمز للشركة المنتجة أو غيره!!؟.

الحقيقة أنني ما كنت على علم أو دراية بكوشر حتى وصلتني رسالة الكترونية من أحد أبناء عمومتي ( جزاه الله خيراً ) يحذرني فيها من منتجات غذائية مصنعة ( أمريكية أو أوربية ) تحمل تلك العلامات والتي أتضح لي بأنها تعني “موافقة للشريعة اليهودية” أولاً، ولأنها ببساطة شديدة مدعومة من لجان اتحاد حاخامات الأرثوذكس اليهود في أمريكا ثانياً، والتي فرضت على الشركات المصنعة هناك لتجمع منها ( أتاوات قسرية غير شرعية ) بمليارات الدولارات سنوياً كرسم لهذه العلامات وكنسبة ربحية عن مبيعاتها لترسل إلى الكيان الصهيوني لتنفيذ أجنداته الاستيطانية والتوسعية ولإدامة ترسانته الحربية الوحشية!!.

 ولقصة كوشر تلك بداية ، وبدايتها كانت عام 1898 حين تم إنشاء الاتحاد الأرثوذكسي اليهودي في نيويورك بأمريكا ( Union Of Orthodox Jewish Congregations) والذي يترأسه كبار حاخامات يهود ، وبدأت حكاية كوشر حينما دخلت مجوعة من الحاخامات الأرثوذكس إلى إحدى شركات إنتاج الأغذية الأمريكية لتحذير إدارتها أنه ما لم يتم ترخيص منتجاتهم بشهادة كوشر ( التي تعني أنها موافقة للشريعة اليهودية ) فإن الحاخامات بما يمتلكون من وسائل إعلام مهيمن سيؤلبون اليهود ضدهم مما سيعني مقاطعة منتجاتهم تلك من قبل كافة اليهود المقيمين في الولايات المتحدة ، وهكذا ابتدأت فكرة كوشر وتوسعت من بعد لتصبح أخطبوطاً رهيباً ممتداً في أمريكا ومعظم الدول الغربية حتى وصلت الصين ودول أسيوية أيضاً!!.

 لقد تفتقت غريزة حب المال عند حاخامات يهود والمجبول بالمكر والدهاء على فكرة شيطانية لا تخطر على بال بشر فتم فرض ضريبة سرية على شركات الأغذية الأمريكية وذلك مقابل الترخيص لها ومنحها شهادة "كوشر" اليهودية التي تلصق على منتجاتها لتكفل لها الحماية ضد المقاطعة اليهودية في أمريكا لمنحها شهادة بذلك باعتبار أن ذاك المنتج حلال لليهودي بأن يأكله حسب فتوى هؤلاء الحاخامات!!، ولمن لا يعرف فأن عدد يهود أمريكا يبلغ في الوقت الراهن خمسة ملايين فرداً ، مما يعني خسارة جسيمة لشركات الإنتاج الغذائي فيما لو امتنع اليهود عن شراء منتجاتهم ، مما أجبر تلك الشركات المنتجة على الانصياع لهذا لابتزاز الرخيص فراحوا يلصقون علامة تلك الشهادة مقابل دفعهم مكرهين لرسوم تلك الضريبة مع نسبة ربحية مئوية تفرض على نسبة المبيعات لضمان رواج منتجاتهم!!.

 ولا يقف الأمر عند هذا الحد ، فالأدهى من كل هذا يكمن في أن :

1. مواطني أمريكا من غير اليهود راحوا هم الآخرون يبحثون عن المنتجات الحاملة لهذه الشهادة ظناً منهم أن تلك المنتجات قد خضعت لإجراءات الفحص والتدقيق الغذائي العالمي وأنها باتت سليمة خالية من الأوبئة ، فراحوا يشترون تلك المنتجات بأسعار تعادل ثمنها الحقيقي مضافاً إليه ثمن الرسوم المفروضة عليها والتي في حقيقتها تذهب إلى لجان الحاخامات اليهود والذين بدورهم يدعمون حكومات الكيان الصهيوني بشراء السلاح والعتاد لمحاربة الفلسطينيين والإجهاز عليهم ،

2. ولم يقتصر الأمر عند هذا الحد فحسب ، حيث اتسع تطبيق هذا الشعار فتم وضعه على جميع ما يستخدم من مستلزمات المائدة الأمريكية ، كعبوات مياه الصحة، وعبوات الساندويتشات الورقية والمنظفات وغيرها من المنتجات الأخرى!!.

3. لقد أخفت تلك الشركات المنتجة ( والتي وضعت مجبرة تلك العلامة على منتجاتها ) عن مستهلكيها السعر الحقيقي لتلك المنتجات وأنهم يشترون بسعر يتجاوز سعر الكلفة والنسبة الربحية الطبيعية للشركة المنتجة مع نسبة ربحية جراء وضع هذا الشعار، خشية إفلاسها وانهيارها نتيجة مقاطعة منتجاتها بحملة اعلامية منظمة ممنهجة يقوم به مجلس حاخامات يهود مما يعني بأن الشعب الأمريكي المسكين ( وغيره من شعوب الأرض الأخرى ) قد تعرض لابتزاز هذه اللجان الحاخامية!!

 لقد ذكرت بيانات مؤسسة التسويق الأمريكي ( Integrated Marketing Communications ) الصادرة لعام 2001 بأن 65000 منتج غذائي بات مرخص ( كوشر ) في السوق الأمريكي ، كما وأن هناك 14000 منتجاً غذائياً مرخص كوشر يباع في السوبر ماركت الأمريكية الكبرى ، وأن هناك 9200 شركة أمريكية تقوم بتصنيع منتجات مرخصة كوشر ، وأن هناك بحدود 2500 منتج غذائي جديد مرخص كوشر يتم إنزاله للتدول سنوياً!!.

 ولمن لم يعلم ، فليعلم الآن ، بأن نسبة استهلاك اليهود من هذه المنتجات قد بلغ فقط 45 % ، أما باقي النسبة والبالغة 55 % فتستهلك على الشكل التالي :

1. 20 % مسلمون.

2. 10 % النباتيون والمنحدرون من حوض المتوسط.

3. 25 % طائفة اليوم السابع المسيحية وبقية الطوائف الأخرى.

 ولغرض الاستزادة المعرفية للقراء الأكارم ، فإنني أدرج لكم ما توصلت إليه من معلومات عن أهم وكالات منح تراخبص كوشر وأسماء أهم المنتجات والشركات التي تحمل علامات كوشر:

أولاً ... إن أقدم وكالة ترخيص كوشر في العالم قد تأسست عام 1898 في نيويورك وتحت اسم :

( Union Of Orthodox Jewish Congregations ).

1. تحمل شعار ( U ) داخل دائرة صغيرة توضع على منتجات كوشر التي ترخصها.

2. يدير تلك الوكالة اتحاد مجالس حاخامات اليهود الأرثوذكس من مكاتبهم الرئيسية التي تقع في الشارع السابع بنيويورك. وهي الجهة الوحيدة التي تقوم بمنح ترخيص الرمز U حتى تستطيع الشركات حماية منتجاتها.

3. تسيطر على أكثر من نصف سوق ترخيص الكوشر في الولايات المتحدة الأمريكية.

4. يقدر بأن نسبة ما يتحكم به اتحاد لجان اليهود الأرثوذكس التي تدير الرمز U بـ ( 85% ) من أعمال شهادة ( كوشر ) ، هذا كما وتوظف حوالي 1200 موظف من وكالات حاخامات اليهود المنتشرة في أنحاء الولايات المتحدة.

5. تعتبر هذه الوكالة من أكبر وأكثر الوكالات اليهودية الداعمة للمستوطنين الصهاينة في فلسطين المحتلة وخاصة منهم الأحزاب اليمينية المتطرفة التي دأبت على تهويد القدس وطرد الفلسطينيين من ديارهم.

6. يبلغ عدد الشركات المرخصة لها من قبل هذه الوكالة أكثر من 2300 في 70 بلد.

7. بلغ عدد المنتوجات المرخصة من قبل هذه الوكالة بحدود 300000 نوع ومن أشهرها : الكوكاكولا ، كرافت ، شاي ليبتون ، نستله ، نابيسكو ، شوكولا هيريش!!.

ثانياً... وكالة ( Committee For The Furtherance Of Torah Observance ).

1. حاملة العلامة ( K ) داخل دائرة صغيرة توضع على المنتج الغذائي.

2. تأسست تلك الوكالة عام 1935على يد الحاخام إبراهام غولدشتاين ، وتعتبر ثاني أكبر وكالة ترخيص كوشر في العالم.

3. تبلغ عدد الشركات المرخصة وتحمل علامة هذه الوكالة أكثر من 1500 شركة تنتج : عصير تروبيكانا ، مطاعم ماكدونالد ، سوبر ماركت كروغر ، دانكن دوناتس... وغيرها!!.

ثالثاً ... وكالة ( Star – K Kosher ).

1. تحمل علامة ( K ) داخل النجمة الخماسية.

2. تأسست هذه الوكالة عام 1974 في بلتيمور ، ميريلاند ، وتعد من أكبر الوكالات انتشاراً في آسيا حيث تملك مكاتب ترخيص لها في هونغ كونغ ، الصين وفي استراليا.

3. أهم الشركات والمنتجات التي رخصت لها تلك الوكالة : معلبات دول ، ديري كوين ، غرين فالي ، سيريال كلوغ ، وأسواق كروغر ووالت مارت.

رابعاً ... وكالة ( Newjersey Kosher KOT – K ) :

1. تحمل علامة ( k ) داخل حرف ( C ) المقلوب يساراً.

2. تأسست هذه الوكالة عام 1969 وتعمل في أمريكا الشمالية والمكسيك وأوربا و"إسرائيل " .

3. تخصصت بترخيص شركات الكيمياويات التي تصنع المواد المستخدمة في تصنيع المواد المستخدمة في تصنيع وتعليب المواد الغذائية والمرطبات.

4. أهم الشركات والمنتوجات المرخصة من قبل هذه الوكالة فهي : الببسي كولا ، السفن أب ، كندا دراي ، بوظة بن وجيري ، سوبرماركت سامز كلوب ، حلويات توتيس رول!!.

خامساً ... وكالة ( Traingle K & Associates ) :

1. تحمل الحرف ( K ) داخل المثلث.

2. تعمل تلك الوكالة منذ 50 عاماً في الولايات المتحدة الأمريكية.

3. تحمل تراخيص علامتها كل من : معلبات ديل مونتي ، عصير منيوت ميد ، رقائق تشيبس فرنتيو لاي وتوستيتوس ، معجنات هوستس ... وغيرها!!.

 مسك الختام ...

هل أدركتم الآن حجم الذي ينفذ في أمريكا لصالح يهود ، وكم مضى من عقود ونحن عنه غافلون منشغلون في توافه الأمور!؟.

هل أدركتم الآن بأننا من حيث لا ندري بتنا نأكل ونشرب وفق ( الشريعة اليهودية ) أولاً ، وبأننا من حيث ندري ولا ندري قد صرنا نساهم بدعم حكومات يهود أو على أقل تقدير ... نغض الطرف عنها !!؟.

يقال بأن الحرب خدعة ، وبأن كل الوسائل متاحة ومشروعة في محاربة العدو والتصدي لمخططاته ، هم في الحقيقة يفعلون هذا ويتفنون بالوسائل وخلق أسباب وطرق دعمهم ، يقودوننا إلى حيث يريدون بمشيئتنا.

وكلنا بات يدرك بأن الحرب مع العدو لا تقتصر على حمل السلاح واستخدامه بعد تجييش الجيوش وإرسالها إلى جبهات القتال ، فهناك ما يعرف بالحرب النفسية ، والحرب الإعلامية والفكرية ، والضغط الدبلوماسي والاقتصادي ، وهناك مفهوم المقاطعة وعدم التطبيع ، وما دامت لعمري جبهاتنا في سبات كسبات أهل الكهف ، وما دام عسكرنا في إجازة مفتوحة وقد تناسى فنون القتال والتصدي !!، فما أحرى بنا والحالة هذه وعلى أقل تقدير أن نشاغل العدو ومن يسانده في جبهات القتال الفكرية والنفسية والدبلوماسية والاقتصادية ، وأتساءل والحالة هذه :

1. هل تطرق إعلامنا ( الرسمي والشعبي المستقل والحزبي ) في عالمنا الإسلامي والعربي لهذا الأمر فقام بدوره المطلوب بفضحه أمام شعبنا العربي والمسلم أولاً وأمام شعوب أمريكا والدول الغربية المخدوعة بكذبة شهادة كوشر تلك التي تعني فيما تعنيه فرض أتاوة قسرية لا تخدم بلدانهم بل تصب أولاً وأخيراً في صالح العدو الصهيوني!!؟.

2. هل انتبهت منظمة المؤتمر الإسلامي الموقرة لهذا الأمر فشرعت بإعداد الخطط والدراسات لفضح تلك الممارسات من خلال ندوات ومؤتمرات دولية وعالمية بدلاً من تلك الندوات والمؤتمرات الجوفاء وعديمة الفائدة والداعمة ( خطابياً وكلامياً ) للشأن الفلسطيني ومقدساته في القدس الشريف والتي لم تقدم حتى يومنا هذا شيئاً يذكر لصالح دعم ومساندة أبناء الرباط في فلسطين عموماً والقدس تحديداً وهم يتصدون للعدو الصهيوني بصدورهم العارية الممتلئة والمفعمة بعدالة قضيتهم !!.

3. هل انتبهت مجالس الغرف التجارية العربية والإسلامية لهذا الأمر وحذرت تجارنا من مغبة وخطورة استيراد تلك المنتجات الغذائية الأمريكية وغيرها والتي تلتزم بشهادة كوشر وما يعني استيرادهم لها مساهمتهم بطريقة أو بأخرى بدعم الكيان الصهيوني وقتل أبنائنا وبأموالنا نحن!!.

مجرد للتذكير ليس إلا ...

ولقد قال رسولنا الأكرم ( ص ) فصدق : من رأى منكم منكراً فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، وإن لم يستطع فبقلبه وذاك أضعف الإيمان!!.

فهل بتنا ضعاف الإيمان حتى صرنا نأكل وفق الشريعة اليهودية أولاً ، وندفع ثمن الرصاصات التي تنهش أجسادنا ثانياً ، ونطلق للعدو يديه في أن يجمع بحرية أموال الدعم غير الشرعي والمبطن دونما فضحنا لهم من أمريكا وأوربا ثالثاً!!!.

اللهم إني قد بلغت ... اللهم فاشهد.

وعذراً للإطالة!!.