المحفظة الثقيلة
معمر حبار
ميزات كتب المحفظة الثقيلة: وعد صاحب الأسطر قراءه، في مقال سابق المعنون بـ: "محفظتي الخفيفة"، أن يكتب عن محفظة اليوم، ويفرد لها مقالا ويسميه: "المحفظة الثقيلة". والمتصفح للكتب التي تحملها محفظة اليوم، يجدها ..
من ناحية الشكل، جيدة وجذابة. وكذا الرسومات الواضحة، والبيانات المعبرة، والألوان الزاهية. والفصل بين العناوين، وتمييز العناوين والكلمات الأساسية بألوان مختلفة. والانتقال السلس من شطر إلى شطر. وتشمل هذه الملاحظات كافة المستويات، الابتدائية، والمتوسطة، والثانوية.
ويبقى النقاش مفتوحا ومسموحا به، حول محتوى كل كتاب، من ناحية الإيجابيات التي يجب تدعيمها، والسلبيات التي يجب الإسراع في الحد منها، والتخفيف من آثارها. وكل متفوق يبدي رأيه في تخصصه، فتزداد الإيجابيات، وتنخفض السلبيات.
ومن ناحية العدد، فإن المحفظة تحتوي على عدد كبير من الكتب، وللدلالة على ذلك، يكفي القول، أن..
التحضيري .. 02 كتب
السنة ثالثة إبتدائي .. 10 كتب.
السنة الرابعة متوسط .. 11 كتاب.
السنة الثانية ثانوي .. 09 كتب.
سلبيات المحفظ الثقيلة: والناظر من حوله، والمتأمل جيدا في من يحمل هذا الكم من الكتب، والمتتبع لنتائج الحمل، يقف على الملاحظات التالية..
الأضرار التي ستصيب أجسام الأطفال الجزائريين مستقبلا، وإذا لم نسارع في إيجاد حل لمشكل المحفظة الثقيلة، فسيخرج علينا جيلا معوقا مصاب في جسمه.
إن المحفظة الثقيلة، تجعل التلميذ يكره العلم، والمادة وأستاذ المادة، لأن المراجعة بالنسبة إليه، عملية شاقة وصعبة، والبحث عن الكتاب يرهق ويتعب.
المحفظة الثقيلة، دفعت بالطالب إلى الاستغناء عن بعض الكتب، ضانا منه أنها ليست أساسية، فضيّع الأساسي و"غير الأساسي".
لجأ الطالب إلى تمزيق الكتب إلى وحدات، فهو يأخذ معه الوحدة المراد درسها، عوضا عن أخذ الكتاب كلّه الذي يرهقه، خاصة إذا كانت له عدة مواد في اليوم الواحد، فيضيع الكتاب بالتمزيق، وتداس حينئذ حرمته.
من مساوئ المحفظة الثقيلة، أنها منعت التلميذ من اللهو واللعب. فهو لايستطيع الحركة، بسبب ثقل المحفظة، فيحرم من أبرز ميزاته وهي الحركة الدائمة.
كان صاحب الأسطر، يفتخر بكونه كان يقطع المسافة بين بيته والثانوية، أربع مرات في اليوم مشيا على الأقدام، تحت الشمس صيفا، وتحت المطر شتاء. وهذا مالا يمكن للطالب الحالي، أن يقوم به، وهو يحمل المحفظة الثقيلة. فكانت سببا في حرمان الطالب من المشي، وهي الرياضة المفضلة في مثل هذا الزمن من فترة التلميذ والطالب.
والنتيجة، تلاميذ لايحسنون المشي لمسافات، فيكثر فيهم الكسل، ويصابون بالأمراض، وتسجنهم السمنة، فيفقدون الحيوية، ويضيّعون حلاوة النشاط، فيشيخ الشاب قبل الأوان.
هذه سلبيات المحفظة الثقيلة، ويمكن لأي أحد أن يضيف لها مساوئ أخرى، بما يراه ويلمسه.
والمطلوب من الجميع، وكل من له علاقة بالمحفظة، كالوالدين، والأستاذ، والمسؤول، وصناع القرار، أن يجدوا مايخفّف عن التلميذ، ويساعدوه في التلقي الحسن، ليقدّم الأحسن.