عوامل تطور اللغة
معمر حبار
اللغة العربية تتبع المنجزات. والمنجزات تتبع المجتمع الذي أنشأها. فالمجتمع القوي، تسود لغته، ويتحدث بها الجميع.
وقد قرأت منذ سنوات، أن اللغة الألمانية متطورة، بسبب القوة الاقتصادية التي تتمتع بها ألمانيا، وتميّزها عبر الدول المتقدمة.
لماذا اللغة الأجنبية منتشرة؟: ويكفي أن ينظر المرء من حوله، فيرى أنه محاط بمجموعة من المنتوجات ذات الصنع الغربي، وكذا الكتابة والنطق. ويكفي ذكر بعض الأمثلة ، التي يعيشها المرء باستمرار، ويتعايش معها يوميا، وهي ..
أدوات البيت، والمطبخ، والمكتب، والسيارة، والمصنع، والفلاحة والري، والمطار، وغير ذلك من الأدوات، التي تكتب وتنطق بلغة المجتمع الغربي الذي أنتجها.مايعني أن الطفل، ينشىء ..
مرغما على تعلم اللغة الأجنبية، لأن كل مايحيط به صنع في الغرب.
ويتربى على إحتقاراللغة العربية، لأنه في نظره لاتواكب الحضارة في جانبها المادي.
ويحتقر أمته، لأنها عاقر لاتنتج منتجات الحضارة.
ويصبح لديه إستهلاك مفرط لكل ماهو منتوج غربي، بما فيها اللغة ونتائجها.
والشلل التام الذي يصيبه ، جرّاء العجز الذي اصابه من عدم تطوير لغته العربية، وجعلها تواكب المسار الحضاري للأمم والمنتجات.
من أراد أن يطوّر لغة الأم، الممثلة في اللغة العربية، عليه أن.. يهتم بالتصنيع، والإبداع، والاختراعات، والدراسات العلمية الميدانية ذات الصبغة العالمية.
العاطفة وحدها لاتكفي، ولا تبني لغة، ولا تحافظ عليها، ولا يمكن لصاحبها أن يبدع بواسطتها.
عربية وأجنبية.. جنبا لجنب: آن الآوان، لنرفع تهمة الخيانة والتبعية عن كل من يتحدّث باللغة الأجنبية. وترفع تهمة التعصب والتطرف عن كل من يتحدّث اللغة العربية.
وآن الأوان، ليقف المجتمع في وجه كل من ينطق العربية ويعبّر بحروفها، ويعاتبه لأنه لايحسن اللغات الأجنبية، ويدعوه ليتعلّم أفضلها وأسهلها. ويدعو في نفس الوقت، كل من يتقن اللغات الأجنبية، أن يشرع على الفور في تعلّم اللغة العربية، بطرق يسيرة سهلة، غير مكلفة ولا مرهقة، فإن في تعلّم اللغة العربية، ضمان للوقوف على أسرار، كانت خافية، وحقائق يمكن توظيفها وإعادة صياغتها ونشرها.
فالبلاغة والفصاحة، يحمد قائلها وصاحبها، ولو كانت بلغة أجنبية. والضعف والهزال، مذموم ممقوت، ولو كان صاحبه فوق منبر سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.