الإخوان خطر ... لماذا

أسامة الأباصيري

شاع فى الفتره الأخيره أن الاخوان المسلمين خطر ، وهذا الزعم جاء ضمن حملة منظمة وممنهجة كانت ولازالت من وسائلها تلك الاعتقالات التى لا تنقطع والتى طالت قيادات الجماعه العليا والمتوسطة فى محاولة بائسة لإحداث خلخلة داخل صفوف الجماعة.

ناهيك عن محاولات الاقصاء المتتالية عبر شبكة عنكبوتية من التعديلات الدستورية والقانونية وعدد من الاجراءات والسياسات الامنية لملفات هى بالاساس سياسية فضلا عن تزوير الانتخابات حتى لو كانت لاتحاد ملاك إحدى العمائر ، علاوة على الاستبعاد الأمنى والنقل الادارى من الوظائف أيا كانت لأسباب أمنيه معروفة بالطبع.

وإذا تأملنا فى حقيقة الزعم بخطر الاخوان لوجدناه جسيما لكنه على الأنظمه المستبدة والفاسدة التي اجتمع فيها ماجاء فى قوم عاد وثمود وفرعون "الذين طغوا فى البلاد فاكثروا فيها الفساد"

انظر الى التتابع والتلازم بين الاستبداد والفساد كحقيقه قرآنية يشهد بها الواقع ، هؤلاء وبحق من يشعرون بخطر الاخوان عليهم ، بحسب مايحملون من منهج رباني يمثل خطورة لأهل الفساد ، "بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فاذا هو زاهق"

لما نظرت فى المسألة وجدت الاخوان يمثلون خطرا على الاستبداد الذى صار علما في بلادنا ، انعدام الحريات ، عدم تداول السلطة ، تزوير إرادة الناس فى الانتخابات ، عدم استقلال القرار السياسى وارتهانة بالخارج ، الانبطاح الكامل امام العدو الصهيونى ، الاستماتة فى توريث الحكم ، إلى نواحي الفساد والافساد الذى طال كل شئ فى مصر ، إلى سيطرة طبقة من المنتفعين من أصحاب رؤوس الأموال على مقدرات الحكم والاقتصاد ، الى النهب المستمر للمال العام وبيع مصر ، الى افقار المصريين الذين صار مايزيد عن نصفهم تحت خط الفقر ، والقائمه طويلة من تلك الجرائم التى ترتكب بحق الشعب المصرى مما لا يتسع المقال لذكره وانما تكفى الاشارة.

علينا ان ندرك وبجلاء ان الاخوان وبما يحملون من منهج الاسلام الحق انما يمثلون اصلا وليس بديلا لان القائم علاوه على فساده فانه يمثل العلمانية بأقبح ماتكون.

أما مصر الارض والشعب والتاريخ والمستقبل فالاخوان يحملون لها الخير كل الخير بما يحملون من منهج الاسلام ولذلك تجد هذه التضحيات الجسام وتحمل مراره الظلم وقسوة السجن والتشريد والتنكيل لان مصر تنتظر من كل أبنائها الاحرار والشرفاء وفى القلب منهم الاخوان المسلمين أن يدكوا حصون الاستبداد والفساد عبر نضال سلمى مشروع يستمر حتى تنال ما تستحقه من حرية وعزة.