في اليوم العالمي لمحاربته ... هل ينتصر الفقر؟
في اليوم العالمي لمحاربته ...
هل ينتصر الفقر؟
(1)
عصام ضاهر
مدرس وحاصل على دبلومة في التربية
حكي الرافعي على لسان أحدهم قائلا : .. رُفِعَت إليَّ ذات يوم قضية شيخ هَرِم ، كان قد سرق دجاجة ؛ وتوسمته فإذا هو من أذكى الناس ، وإذا هو يسمو عن موضع التهمة ، ولكن صح عندي أنه قد سرق ، وقامت البينة عليه ووجب عليه الحكم ؛ فقلت له : أيها الشيخ ، ما تستحي وأنت شائب أن تكون لصا ؟! قال : يا سيدي القاضي ، كأنك تقول لي : ما تستحي أن تجوع ؟! فحيرني جوابه وأدهشني رده ، فقلت له : وإذا جعت أما تستحي أن تسرق ؟! قال : يا سيدي القاضي ، كأنك تقول لي : وإذا جعت أما تستحي أن تأكل ؟! فكانت هذه أشد عليَّ ، فقلت له : وإذا أكلت أما تأكل إلا حراما ؟! فقال : يا سيدي القاضي إنك إذا نظرت إليَّ محتاجا لا أجد شيئا لم ترني سارقا حين وجدت شيئا !
كنت قد قرأت هذه القصة منذ أمد غير بعيد ، و قد عادت إلى الذهن ، واستدعاها الفكر في تلك الأيام مع مناسبة اليوم العالمي لمحاربة الفقر . وليست هذه دعوة للسرقة ، بل مجرد ربط الحاضر بالماضي ، فما أكثر من يعيشون حياة بائسة يعانون ألم الجوع ومرارة الحرمان ، حالهم مثل حال ذلك السارق الذي تحدثت عنه القصة ، يرفعون شعار " العين بصيرة واليد قصيرة " .
إعلان الحرب على الفقر
في باريس وفي شهر أكتوبر عام 1987تجمع مدافعي حقوق الإنسان من كل الدول من أجل : تكريم ضحايا الجوع والجهل والعنف ، وتأكيد اعتقادهم بأن الفقر ليس حتميا ، وإعلان تضامنهم مع من يكافح في العالم أجمع من أجل تدمير الفقر. وفي 22 ديسمبر 1992 قررت الأمم المتحدة بأن يوم 17 أكتوبر سيكون اليوم العالمي للقضاء على الفقر آخذين في الاعتبار بضرورة وضع حد للفقر المدقع . ووضعت بعض النصوص التي طالبت بتوفير حياة كريمة للإنسان في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة في 10 ديسمبر 1948.
حيث نصت المادة 23 في الفقرة الثالثة منها " لكل فرد يقوم بعمل الحق في أجر عادل مرض يكفل له ولأسرته عيشة لائقة بكرامة الإنسان تضاف إليه، عند اللزوم، وسائل أخرى للحماية الاجتماعية " .
و تنص المادة 25 في الفقرة الأولي منها " لكل شخص الحق في مستوى من المعيشة كاف للمحافظة على الصحة والرفاهية له ولأسرته، ويتضمن ذلك التغذية والملبس والمسكن والعناية الطبية وكذلك الخدمات الاجتماعية اللازمة، وله الحق في تأمين معيشته في حالات البطالة والمرض والعجز والترمل والشيخوخة وغير ذلك من فقدان وسائل العيش نتيجة لظروف خارجة عن إرادته " .
فأين تلك الحقوق مما يتعرض له الكثير من البشر الآن من ألم الحرمان ، وسوء الرعاية ، وقلة التغذية حيث يفارق الكثيرون منهم الحياة بسبب قلة ما يجد ليسد به رمقه ؟!
وأين تلك الحقوق من أرض الواقع ؟ والصومال خير دليل وأفضل شاهد على ما يعانيه البشر من ضربات الفقر المتتالية .
وأين إعلان الحرب على الفقر من هذا التجويع المتعمد والحصار الظالم لأهل غزة الشرفاء ؟
ليتنا نترك الشعارات البراقة ، ونعمل بجد من أجل محاربة الفقر ، وليتنا نسعى جاهدين من أجل توفير حياة كريمة للبؤساء الذين طال ليلهم وهم مشردون .
وليت العالم كله يعمل بالحكمة القائلة : " الوقاية خير من العلاج " ، فلم لا يعمل العالم بالنظام الإسلامي بأن يفرض الزكاة على الأغنياء لمساعدة الفقراء والبؤساء ؟!
ولماذا لا يعود المسلمون إلى دينهم ويعملون بتعاليمه الخاصة بمحاربة الفقر ؟!
هذه التعاليم التي قضت على الفقر تماما عندما ساد العدل ، فعن عمر بن أسيد أن عمر بن عبد العزيز قد أغنى الناس حتى لا يجدون من يأخذ منهم مال الصدقة ، وشهد بذلك يحيى بن سعيد حين قال: بعثني عمر بن عبد العزيز على صدقات إفريقية (منطقة تونس)، فجمعتها وطلبت الفقراء أعطيها لهم ، فلم أجد فقيرا يقبل أن يأخذ مني صدقة بيت المال، فاشتريت بها رقابا وأعتقتهم .
وهذا أبو بكر الصديق يعلن الحرب على من يحاول إشاعة الفقر في المجتمع عن طريق منع الزكاة ، فيعلنها في صراحة ووضوح قائلا " والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة ، فإن الزكاة حق المال ، والله لو منعوني عناقا كانوا يؤدونها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعها" ويقول الدكتور رفعت السيد العوضي في كتابه " عالم إسلامي بلا فقر " تعقيبا على موقف أبي بكر الصديق : " هذه أول مرة في التاريخ يثبت فيها أن الدولة حاربت وقاتلت بجيوشها من أجل القضاء على الفقر. ونقول عن هذه الحادثة: إنها غير مسبوقة في التاريخ، وكذلك غير متلوة في التاريخ . حرب مانعي الزكاة لا ينبغي أن تكون حادثة وحيدة في التاريخ الإسلامي، وإنما يجب أن تقع عندما يمنع الأغنياء حقوق الفقراء في الأموال التي استخلفهم اللَّه عليها وهي الزكاة ".
وليتنا نرى إعلان الحرب إعلانا حقيقيا على الفقر في العالم أجمع ، مثلما رأينا الحرب الحقيقة على أسلحة الدمار الشامل ، حيث إن الفقر ربما تفوق أضراره أضرار أسلحة الدمار الشامل ، ومما أعجبني في ذلك الصدد تصريح محمد البرادعي في حفل تكريمه في جامعة القاهرة يوم 9/ 7/ 2008بمناسبة حصوله على الدكتوراة الفخرية حيث قال: إن الفقر هو أقوى أسلحة الدمار الشامل .
ولذلك صح عن النبي – صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول : " اللهم أعوذ بك من الكفر والفقر ، وعذاب القبر " . « هذا حديث صحيح على شرط مسلم ، ولم يخرجاه
دائـرة الفـقـر ... وإحصائيات الفقراء
إن المتتبع للإحصائيات التي تتحدث عن الفقر والفقراء في العالم ، يجد أن الأعداد تتزايد في تلك القوائم الإحصائية بشكل مخيف ، لا يكاد يصدقه عقل أو يقبله منطق ، ولكنها بالرغم من ذلك فهي - للأسف - الحقيقة الـمُرة .
فقد ذكر التقرير السنوي عن التنمية الصادر عن الأمم المتحدة لعام 2005 وصفاً موسعاً لحال البشرية بالنسبة إلى الفقر والصحة والتعليم حيث جاء فيه :
- فوق كوكب الأرض يعيش 6 مليارات من البشر يبلغ عدد سكان الدول النامية منها 4.3 مليارات، يعيش منها ما يقارب 3 مليارات تحت خط الفقر وهو دولاران أميركيان في اليوم ، ومن بين هؤلاء هنالك 1.2 مليار يحصلون على أقل من دولار واحد يوميا.
- و توضح الإحصاءات الغربية بالأرقام أن الدول الصناعية تملك 97% من الامتيازات العالمية كافة ، وأن الشركات الدولية عابرة القارات تملك 90% من امتيازات التقنية والإنتاج والتسويق ، وأن أكثر من 80% من أرباح إجمالي الاستثمار الأجنبي المباشر في البلدان النامية يذهب إلى 20 دولة غنية.
- وفي البلدان النامية نجد أن نسبة 33.3% ليس لديهم مياه شرب آمنة أو معقمة صالحة للشرب والاستعمال ، و25% يفتقرون للسكن اللائق ، و20% يفتقرون لأبسط الخدمات الصحية الاعتيادية ، و20% من الأطفال لا يصلون لأكثر من الصف الخامس الابتدائي ، و20% من الطلبة يعانون من سوء ونقص التغذية.
- و تبين الأرقام أن 13 مليون طفل في العالم يموتون سنوياً قبل اليوم الخامس من ميلادهم لسوء الرعاية أو سوء التغذية أو ضعف الحالة الصحية للطفل أو الأم نتيجة الفقر أو المرض .
- تنفق تسع دول من الدول المتقدمة على غذاء القطط والكلاب في ستة أيام فقط ما يزيد عن المساعدات التي خصصتها منظمة الأمم المتحدة للدول الفقيرة في عام كامل ويقضي خمس سكان البلدان النامية بقية اليوم وهم يتضورون جوعا.
- ويعيش ما يزيد على 430 مليون شخص في بلدان تعانى ضائقة مالية. ويحتمل أن يزيد هذا العدد إلى خمسة أمثاله بحلول العام 2050، وتفوق نسبة الأطفال الذين لا يذهبون إلى المدارس الـ12 % .
- ووفقا لتقرير الأمم المتحدة عن الحالة والتوقعات الاقتصادية في العالم في منتصف عام 2009 ، فإن عدد الأشخاص الذين يعيشون في فقر مدقع سيزيد هذا العام بما يتراوح بين 73 مليون و 103 ملايين شخص بسبب الأزمة الحالية . وفي حالة عدم اتخاذ تدابير فعالة لمكافحة الجوع، كما أبرزت ذلك فرقة العمل الرفيعة المستوى المعنية بأزمة الأمن الغذائي العالمية، لن يتسنى بلوغ الغايات المتعلقة بالحد من انتشار نسبة الأشخاص الذين يعانون من نقص في التغذية والأطفال الناقصي الوزن بحلول عام 2015 .
(2)
تحدثنا في المقال السابق عن بداية إعلان الحرب على الفقر ، و موقف الأمم المتحدة منه ، ورأينا أن هناك فروقات شاسعة بين الكلام والتطبيق ، وبين إطلاق الشعارات والقيام بالخطوات الفعلية للقضاء على الفقر ، ثم أكدنا الكلام ببعض الإحصائيات التي تتحدث عن الفقر والفقراء في العالم ، مما جعل البعض يصف الفقراء والأغنياء بهذا الوصف :
جزيرة الأغنياء ... وبحار الفقراء !
هذا الوصف أطلقه رئيس جنوب أفريقيا السابق " ثابو مبيكي" في مؤتمر الأرض بجوهانسبرغ في سبتمبر عام 2002 حيث لخص الفارق بين الأغنياء والفقراء في عبارته التي قال فيها : "العالم اليوم أصبح جزيرة أغنياء تحيط بها بحار من الفقراء" و هذا وصف دقيق يعبر عن حال قائمة اتسعت فيها الفجوة بين كل من الغني والفقير حيث تشير الأرقام إلى أن ثروة ثلاثة من أغنى أغنياء العالم تعادل الناتج المحلي لأفقر 48 دولة في العالم ، كما أن ثروة 200 من أغنى أغنياء العالم تتجاوز نسبتها دخل 41% من سكان العالم مجتمعين . وتوضح الدراسات أنهم لو ساهموا ب 1% من هذه الثروات لغطت تكلفة الدراسة الابتدائية لكل الأطفال في العالم النامي . وبينما يستصغر الشخص في الغرب دفع دولار واحد لفنجان قهوة، فإن هذا الدولار يمثل دخل الفرد من ربع سكان العالم يوميّاً .
ولقد وردت لي رسالة على الميل تصف حال الفقير بصورة معبرة وقد حملت تلك الرسالة أبياتا شعرية تكاد تأخذ بقلبك عند قراءتها وهي :
من بيِتٍ لا سقف له ولا جدران
من فقرٍ يقتل الحب والحنان
من حذاءٍ مزقه الزمن وأكلته الأيام
من ثيابٍ رثة بالية لها جيوب من الدراهم خالية
من بطن ٍ جائع ٍ يشتهي الطعام
من نظرة حزن ٍ نحو محل الحلوى
لنظرة حرمان ٍ نحو محل الدمى
من فقر الدم الذي جرى في العروق
لفقر الحال وضعف الجسد
خطوات عملية لعلاج الفقر
1. عدم احتقار الفقير ، بل يجب النظر إليه على أنه إنسان له الحق في الحياة بشكل يليق به ، وما أجمل ما قال ابن الرومي :
ومـا الـفقرُ عيباً ما تَجمَّلَ ولا عيب إلا عيبُ من يملك الغِنى عـجِـبتُ لعيب العائبينَ فقيرهَم وتـركِـهِـمُ عـيبَ الغنيِّ ببخله | أهلُهُولـم يـسـألـوا إلا مُداواةَ دائِهِ و يـمـنعُ أهلَ الفقرِ فضلَ ثرائِهِ بـأمـرٍ قَـضـاهُ ربُّه من سمائِهِ و لـؤمِ مـسـاعيه وسُوءِ بلائِهِ |
2.أن تشرع الدول من القوانين ما يخدم الفقير ، مثل أن تجعل الدولة وقفا معينا أو حمىً مخصصا يتم صرف ريعه على الفقراء ، وليست هذه فكرة حديثة ولكنها فكرة تم تطبيقها في عهد عمر بن الخطاب ، فقد حمى أرضًا بمنطقة اسمها الشرف وعين مسؤولاً عنها يقال له "هني"، ومن التعليمات التي أصدرها إلى هذا المسئول: (يا هني ضم جناحك على الناس، واتق دعوة المظلوم فإنها مجابة، وأدخل رب الصريمة (الإبل ) ورب الغنيمة ، وإياك ونعم ابن عفان (عثمان بن عفان ) وابن عوف (عبد الرحمن بن عوف ) فإنهما إن تهلك ماشيتهما يرجعان إلى نخل وزرع، وإن رب الصريمة ورب الغنيمة يأتيني بعياله، فيقول: يا أمير المؤمنين، أفتاركهم أنا ؟ فالكلأ أهون عليَّ من الدينار والدرهم ).
3.تدشين حملة إعلامية واسعة النطاق ، وعلى كافة المستويات المقروءة والمسموعة والمرئية ، يكون هدفها تحفيز الناس على العطاء والإكثار من الصدقات على الفقراء حتى يغنوهم ، ويكن شعارها حديث النبي – صلى الله عليه وسلم -: "ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم به " [ أخرجه البزار والطبراني وحسنه السيوطي ] .وانظر إلى ما فعله النبي – صلى الله عليه وسلم – فيما يرويه عَنْه أَبِو سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ بَيْنَمَا نَحْنُ فِي سَفَرٍ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ جَاءَ رَجُلٌ عَلَى رَاحِلَةٍ لَهُ قَالَ فَجَعَلَ يَصْرِفُ بَصَرَهُ يَمِينًا وَشِمَالًا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ كَانَ مَعَهُ فَضْلُ ظَهْرٍ فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَنْ لَا ظَهْرَ لَهُ وَمَنْ كَانَ لَهُ فَضْلٌ مِنْ زَادٍ فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَنْ لَا زَادَ لَهُ قَالَ فَذَكَرَ مِنْ أَصْنَافِ الْمَالِ مَا ذَكَرَ حَتَّى رَأَيْنَا أَنَّهُ لَا حَقَّ لِأَحَدٍ مِنَّا فِي فَضْلٍ " [ أخرجه مسلم ] .
4.تكاتف الجهود من قبل المؤسسات المدنية ، و الأفراد ، و على كافة الأصعدة بكل الوسائل للقضاء على الفقر أو التخفيف من أعبائه على الأقل والتعلم من النموذج الأشعري ، فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول عن الأشعريين: (.. هم مني وأنا منهم ) [ أخرجه البخاري ] ، لأنهم إذا أرملوا -أي فني زادهم- جمعوا ما كان عندهم في ثوب واحد، ثم اقتسموه بينهم في إناء واحد بالسوية.
5.التدبير والاقتصاد في المعيشة ، وأن تعد كل أسرة ميزانية مرة شهريا ، وأن تبتعد عن الاستغراق في الكماليات ، وما أروع ما قاله أبو بكر الصديق – رضي الله عنه - : "إني لأبغض أهل بيت ينفقون رزق أيام في يوم واحد" وليست هذه دعوة للبخل والشح ولكنها دعوة لترشيد الاستهلاك كما قال عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - : "كل ما شئت والبس ما شئت ما أخطأتك خصلتان : سرف ومخيلة " . حيث أن الإسراف لا يعود بالخير على الإنسان وصدق معاوية بن أبي سفيان – رضي الله عنهما – عندما قال: "كل سرف فبإزائه حق مضيّع" .
6. صلة الرحم ، و التواصل مع الأهل والأقارب ، فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ أَوْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ " [ رواه البخاري ] .
7.أن تنشئ الدول – لاسيما الإسلامية منها - وزارة خاصة بالزكاة ، يكون هدفها تجميع الزكاة من الأغنياء و إعطائها لمستحقيها ، وأن تعمل كذلك على توحيد الجهود والتنسيق بين المؤسسات والجمعيات الخيرية للعمل على توصيل أموال الزكاة لمستحقيها وأن تكون هناك عدالة في التوزيع.
8.أن تعنى الدول بالفقير ، سواء المسلم وغير المسلم ، والتراث الإسلامي حافل بالنماذج التي تؤكد ذلك ، فعلى سبيل المثال مر عمر بن الخطاب بشيخ من أهل الذمة يسأل على أبواب الناس فقال : ما أنصفناك إن أخذنا منك الجزية في شبيبتك ثم ضيعناك في كبرك ، ثم أجرى له من بيت المال ما يصلحه ، و كتب عمر بن عبد العزيز إلى والي البصرة وهو عُدَّى بن أرطأة بوصية ورد بها : "وانظر من قبلك من أهل الذمة من كبرت سنه وضعفت قوته وولت عنه المكاسب فأجر عليه من بيت مال المسلمين ما يصلحه " .
9. إتاحة فرص العمل ، ووضع خطط للقضاء على البطالة ، حيث إن البطالة هي المورد الأساسي للفقر ، وما أكثر العاطلين عن العمل اليوم في عالمنا العربي و الإسلامي .
10. محاربة مثلث الفقر والذي يتكون من الفساد والرشوة والمحسوبية ، حيث تعد هذه الثلاثة بمثابة وباء عالمي يفوق خطره خطر أنفلونزا الخنازير ، فلا بد أن تسعى الدول للقضاء على ذلك المثلث .