الأقصى وَموقفُ الأمَّةِ
شيماء محمد توفيق الحداد
عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية
كانَ هذا النَّقَّارُ قدْ رأى عشّاً صغيراً جميلاً فأعجبهُ ، وَقامَ باحتلالهِ وَأخذِهِ دونَ حتَّى أنْ يستأذنَ صاحبَهُ العصفورَ !! ، فاستغاثَ هذا الأخيرُ المظلومُ بسيِّدهِ الإنسانِ ليعيدَ إليهِ حقَّهُ ، وَبدأَ الإنسانُ يناقشُ نقَّارَ الخشبِ وَيقولُ لهُ : ( يا سيِّد نقَّار : دعنا نتحاورُ !!! دعنا نتناقشُ !!!) . وَكانَ النَّقَّارُ المعروفُ بمقالبهِ الكثيرةِ يسخرُ منْ سيِّدِ العصفورِ وَيؤذيهِ – شأن كلِّ سارقٍ - ، وَلا يفكِّرُ حتَّى في مجرَّدِ التَّنازلِ عنِ العشِّ منْ أجلِ خاطرِ إنسانٍ أبلهَ يَنْشُدُ المحاورةَ معَ غاصبٍ !! .. وَفي النَّتيجةِ أنَّ العصفورَ الصَّغيرَ كانَ قدْ نفدَ صبرُهُ ، وَثارتْ ثائرتُهُ ، فعمدَ إلى بندقيَّةِ سيِّدهِ وَانهالَ بها على النَّقَّارِ ضرباً بالرَّصاصِ حتَّى أجبرَهُ على الخروجِ منَ العشِّ وَالفرارِ هارباً كأرنبٍ جبانٍ !! ..
وَلأنَّ الشَّيءَ بالشَّيءِ يذكِّرُ ؛ فتحضرني أيضاً قصيدةُ أستاذِنا الكبيرِ سليم عبد القادر : (الأرنبُ وَالثَّعلبُ) ، الَّتي طلبَ فيها الثَّعلبُ منَ الأرنبِ – وَببراءةٍ شديدةٍ تزري ببراءةِ الأطفالِ !! - أنْ (يلعبا) معاً كصديقينِ حميمينِ !! ، وَكيفَ أنَّ الأرنبَ رفضَ بكلِّ ما في العالمِ منْ إصرارٍ أنْ يصغيَ للثَّعلبِ أو حتَّى أنْ يقتربَ منهُ لمَّا طلبَ إليهِ الأخيرُ ذلكَ :
وَمـضى الثَّعلبُ يقسمُ: عـجـبـاً فـأنا أبذلُ ودِّي | إنِّيخيرُ صديقٍ وَاسألْ عنِّي !!! وَأرى أنَّـكَ تـهـربُ منِّي |
لو صدَّقتُ إذاً فلماذا خلقَ اللهُ تعالى العقلا ؟!!
وَلنْ يرتدعَ اليهودُ وَلنْ يفكِّروا بعقولهمْ أو يكفُّوا شرورَهمْ عنِ العالمينَ ما لم يروا الماردَ المسلمَ قويّاً شجاعاً واعياً ، محقِّقاً معنى اسمِهِ أيَّما تحقيقٍ !! ، مصدِّقاً إيَّاهُ بالفعلِ وَالمَضاءِ أيَّما تصديقٍ !! .. وَعندها فقط سيعيشُ العالمُ كلُّهُ في سعادةٍ وَأمانٍ لا يخطرانِ في العادةِ على البالِ إلا كطيفِ خيالٍ ؛ فالإسلامُ دينٌ للمسلمينَ وَدينٌ لغيرِ المسلمينَ ، قائمٌ على أداءِ الحقوقِ وَنشرِ العدلِ .. وَلئنْ كنَّا نقاتلُ اليهودَ وَنصرُّ على ذلكَ فهذا لأنَّهمْ معتدونَ ، لا كما يقاتلوننا هم وَينخرونَ في جسدِ أمَّتنا .... لا لشيءٍ سوى أنَّنا مسلمونَ !..
اسـمعوا ذاكَ إنَّـهُ صوتٌ حزينٌ ؛ | النَّحيبْإنَّـهُ صوتُ صوتُ أقصانا السَّليبْ | الحبيبْ
ختاماً يا يهودُ 6:
مـوتـوا بـغـيـظٍ صـاغرينَ أنـتـمْ لـذلٍّ عـاجـلٍ وَهـزيـمةٍ وَالـنَّـصـرُ لـلإسلامِ رغمَ أنوفكم ؛ | أذلَّةًأنـتـمْ فـسـادٌ لـلـفـسـادِ وَالـذُّلُّ أصـلٌ فـي الـيـهودِ معتَّقُ فالشَّمسُ منْ بعدِ الظَّلامِ .... ستشرقُ ! | يسوِّقُ