مسيلمة أمريكا الأفاق
مسيلمة أمريكا الأفاق:
رشاد خليفة "رسول الميثاق"
د.إبراهيم عوض
رشاد خليفة هو ابن قرية "شبرا النملة" التابعة لمركز كفر الزيات بمحافظة الغربية بمصر والواقعة بين طنطا وتلك المدينة على يمين المتجه إلى الإسكندرية. وقد وُلِد فى 1935م لأب يتولى مشيخة إحدى الطرق الصوفية، وبعد عامين من تخرجه من كلية الزراعة بجامعة عين شمس فى 1957 م ذهب فى بعثة لمواصلة دراساته العليا فى أمريكا وحصل على درجة الدكتوراة في الكيمياء من جامعة أريزونا، ثم عاد إلى أرض الوطن فى 1966م ليعمل مدرسا فرئيسا لقسم البحوث البستانية فى كلية الزراعة بجامعة القاهرة، إلا أنه (كما جاء فى المقال الذى كبته أسامة فوزى رئيس تحرير مجلة "عرب تايمز" والمنشور فى آخر هذه الدراسة) هرب من وظيفته عبر الحدود الليبية، ومنها إلى الولايات المتحدة حيث عمل خبيرا فى الأمم المتحدة قبل أن ينتقل إلى مدينة توسان التى تولى إمامة مسجدها ورئاسة المركز الاسلامي فيها. وفى 1980م أعلن خليفة أن جبريل عليه السلام قد أتاه بالوحى، ثم أخذ يدعو الناس منذ عام 1988م إلى الإيمان بأنه رسول الله. ومن مقتضيات الإيمان به نبذ السنة النبوية، التى يعدّها شركا ووثنية ويزعم أنها من عمل الشيطان.
وقد اتخذ خليفة لنفسه لقب "رسول الميثاق"، وهو اللقب الذى ما زال أتباعه المهازيل اللقطاء يسمونه به. وهذا اللقب الغريب لم يَرِدْ فى القرآن، الذى لا يريد خليفة أن يكون هناك غيره بغيةَ التخلص من حديث رسول الله كى يخلو له الجو فيعيث هو وأتباعه الضالون فى الإسلام وكتابه فسادا وتفسيرا شيطانيا مجرما دون معقب أو رقيب حسبما خُطِّط لهم فى دوائر المخابرات الأمريكية! والذى فى القرآن هو "الرسول" أو "رسول الله" (وقد تكرر ذلك عشرات المرات)، أو "رسول رب العالمين" (ولم يجئ إلا مرة واحدة)، أما "رسول الميثاق" مثلا أو "رسول الحرية" (كما ورد فى عنوان الكتاب الذى ألفه عبد الرحمن الشرقاوى عنه صلى الله عليه وسلم من وجهة نظر يسارية) وما إلى هذا فتلك تسميات بشرية لا يعرفها القرآن الكريم. وهذا أول الأدلة على أن الله سبحانه وتعالى يأبى إلا أن يفضح دائما هذا "النبى الكذاب"، الذى كتبتُ مرة أصفه بهذا الوصف فى دراستى: "شيخة الإسلام السحاقية والاجتهاد على الطريقة الأمريكية" فى جريدة "شباب مصر" المشباكية أوائل شهر يونيه 2005م، فرد علىّ واحد من أتباعه اسمه، حسبما ورد فى أسفل التعليق، "أحمد" (وأكمل معلقٌ آخَرُ الاسمَ على أنه "أحمد صبحى منصور" شافعًا الاسم بما لذ وطاب من النعوت التى يستحقها هذا الموكوس)، أقول إن هذا "الأحمد" قد ردَّ فى تعليقه بأنّ وصْف خليفة بــ"النبى الكذاب" وصف غير صحيح لأن خليفة لم يدَّع النبوة بل كان رسولا ("رسول الميثاق" على وجه التحديد)، ثم فرَّق "الأحمد" بين النبى والرسول تفرقة لا أدرى من أين جاء بها، اللهم إلا أن تكون قد جاءته فى ساعة تجلٍّ أفرزتها فيها اسْته المنتنة! وهذا هو تعليق "أبى حميد" بعد أن أعملتُ فيه قلم التصحيح الإملائى والنحوى واللغوى: "سلام عليكم. يتهم "فلان" فى هذا المقال الدكتور رشاد خليفة بأنه نبى كذاب. هذه التهمة باطلة لسبب بسيط: لم يَدّعِ رشاد يوما أنه نبى، بل أكد مرارا تصريح القرآن بأن محمدا هو خاتم النبيين. لم يخبرنا الله أن محمدا هو خاتم المرسلين، لأن هناك فارقا جوهريا بين النبى و الرسول: فالنبى هو رسول يبلِّغ كتاب نبؤات، أما الرسول فهو يبين هذه النبؤات و يستخرج آيات الله من الكتاب. وعلى ذلك فكلُّ نبىٍّ رسولٌ، أما العكس فهو حجة إبليس ليجعل الناس ترفض الرسل حتى لو قدّموا معجزاتٍ مؤيِّدةً لهم كما حدث مع "رسول الميثاق" رشاد خليفة، فقد أيده الله بكشف معجزة القرآن التى ظلت فى مكمنها أربعة عشر قرنا، ألا و هى برهان صحة تنزيل القرآن، المعجزة الرقمية للرقم 19- أحمد".
والواقع أن هذه التفرقة بين الرسول والنبى لا تستند إلى أى أساس، وإلا فليقل لنا هؤلاء المخبولون من أين استمدوها. إنها تفرقة لم يأت بها قرآن ولم يقل بها عقل. ثم إن فكرة "كتاب النبوءات" الذى يأتى به النبى فكرة تتعارض مع فكرة "النبى" كما نفهمها من القرآن، فالنبى هو إنسان نزل عليه الوحى بدعوة الناس إلى وحدانية الله سبحانه وشمول إرادته وعلمه وقدرته ورحمته، وإلى الإيمان باليوم الآخر والحساب والثواب والعقاب والجنة والنار، وإلى تقديم فروض العبادة والطاعة له سبحانه، وكذلك التمسك بقيم العدل والكرم والعمل والتعاون والتراحم...إلخ، أما النبوءات فتأتى على الهامش ولا تحتل موقعًا أساسيًّا فى الدعوة، مثلما هو الحال فى نبوءة القرآن بانتصار الروم على الفرس فى بضع سنين بعد انكسارهم على يد هؤلاء، وكتكرار التأكيد فيه بانتصار الإسلام على الدين كله رغم ما كان يبدو فى بداية الأمر من أن هذا حلم بعيد المنال، إن لم يكن مستحيلا، وكالتنبؤ قبيل غزوة الحديبية بأن الرسول والمسلمين سوف يدخلون المسجد الحرام محلِّقين رؤوسهم ومقصِّرين، وكطمأنة القرآن للرسول بأن أيًّا من البشر لا يمكنه أن ينال منه منالا لأن الله قد عصمه من الناس. فكيف يقال إن مهمة الرسول هى تفسير هذه النبوءات؟بل كيف يمكن أن تظل هذه النبوءات دون تفسير حتى يموت النبى ثم يأتى الرسول بعد "خراب بصرة" ليبين لهم أن النبى الذى لم يؤمنوا به كان نبيا حقيقيا؟ ودعنا من أن رشاد خليفة لم يهلّ علينا بطلعته الغبية وسَحْنته الشقية إلا بعد أربعة عشر قرنا! والمضحك أن الناس قد آمنت بمحمد صلى الله عليه وسلم ودخلوا فى دينه أفواجًا لا تُعَدّ ولا تُحْصَى، وفسَّرت الأيام والليالى ما لم يكن قد اتضح للمسلمين أثناء حياته من نبوءات، ولم ينتظروا حتى يرسل الشيطان عليهم رشاد (أو بالأحرى: ضلال) خليفة نبيا! ويزيدنا ضحكًا أن المسلمين حين أتاهم هذا المأفون المجنون كفروا به وقتله واحد منهم ولم يبالوا به أدنى بالة، اللهم إلا العملاء الأذلاء الأقلاء الأدنياء الحقراء لعّاقى أحذية الكاوبوى الموحولة فى الخراء والدماء! هل رأى القراء فضيحة وهوانا وشماتة من القَدَر مثل هذه الشماتة التى أراد الله أن يجعل بها "ضلال خليفة"، وبئس الخلف، عبرة لمن يعتبر ومن لا يعتبر؟
وبالمناسبة فقد زعم خليفة (بناء على ما نزل عليه من وحىٍ شيطانىٍّ) أنه قد هاجر إلى أمريكا كى تنجح دعوته ويحمى الأمريكان حياته، فكان أن أخزاه الله فى هذه أيضا فلم يؤمن أحد بدعوته، اللهم إلا المشبوهين الموتورين المنبطحين على وجوههم الشارعين أستاههم فى الهواء لتلقى طعنات الغراميل الأمريكية، فلعن الله وجوهًا هذه أستاهها، وتلك أفاعيل أصحابها! ثم انتهى أمره بأن قُتِل فى قلب الحِصْن الأمريكى ولم تنفعه حماية الكاوبوى ولا أجهزة مخابراته وأمنه التى كانت تسهر على حياته ليل نهار! وقد قرأت فى موقعه كلمة كتبها بعض المتواطئين معه يؤكدون أن قتله ليس دليلا على أنه كان رجلا سيئا، إذ هناك من الأنبياء والمصلحين فى الإسلام وقبل الإسلام من قُتِل، ولم يكن عددهم بالقليل. ونحن نتفق مع كاتب المقال بوجه عام على النقطة الأخيرة، لكن هذا لا يعنى أبدا أن رشاد خليفة كان رسولا البتة، فوقوع القتل على بعض الأنبياء والمصلحين لا يعنى بالضرورة أن خليفة كان منهم.
واللافت للنظر أن القتل لم يقع حسبما ذكر القرآن إلا على الأنبياء: "ويقتلون النبيين بغير الحق/ بغير حق" (البقرة/ 61، وآل عمران/ 21)، "ويقتلون الأنبياء بغير حق" (آل عمران/ 112)، "فلِمَ تقتلون أنبياء الله من قبل...؟" (البقرة/ 91). وعلى هذا فحين نقرأ فى القرآن قوله تعالى عن بنى إسرائيل: "أفكلما جاءكم رسول بما لا تَهْوَى أنفسُكم استكبرتم، ففريقًا كذَّبتم، وفريقًا تقتلون" (البقرة/ 87)، "كلما جاءهم رسول بما لا تَهْوَى أنفسُهم فريقًا كذَّبوا، وفريقًا يقتلون" (المائدة/ 70) فالمفهوم أن الرسول هنا هو النبى لا الرسول بالمعنى الحلمنتيشى الذى اخترعه خيال "ضلال خليفة"، وبئس الخلف! وهو نفسه القائل بأن النبى هو فى ذات الوقت رسول، أما الرسول فلا يكون أبدا نبيا. ومن ذقنه لا من أى ذقن أخرى نفتل له الحبل الذى يخنق مزاعمه وأباطيله وأكاذيبه، عليه لعنات الله ولعنات كل حر كريم لا يبيع نفسه رخيصة فى سوق التآمر الشيطانى الخبيث على الإسلام. وعلى أية حال فإن ما نريد لفت الانتباه إليه هو أن خليفة قد أعلن أنه بهجرته إلى أمريكا قد أصبح فى مأمن على حياته النَّجِسة النَّحِسة، فشاء الله الذى لا تُرَدّ له مشيئة أن يتم قتله فى مهاجَره الذى كان يظنه حصنا حصينا، فإذا به حصن بلا جدرانٍ ولا حرّاسٍ أمام مشيئة الله الفاضحة المخزية له ولأمثاله، وذلك كى يعلم القاصى والدانى أنه كان كذابا، إذ أراد أن يتشبه بالنبى محمد صلى الله عليه وسلم حين نزل عليه الوحى بأن الله عاصمه من الناس، وعصمه الله فعلا، فجاء خليفة وظن بانغلاق عقله وقلبه أنه يكفى أن يقلد النبىَّ محمدا حتى تأتى النتائج معه بما أتت به فى حالة سيد الأنبياء والمرسلين ويعصمه الله من الناس كما عصم رسوله محمدا عليه السلام. هذا هو مربط الفرس، وكل كلام غير هذا لا يفيد الأوغاد العملاء الذين كلما أقدموا على عمل من أعمال الخيانة والخسة والعار أحبط الله كيدهم وفضحهم وشهَّر بهم فى كل أرجاء الدنيا! وهذا نص كلامه هو نفسه فى التعليق على ترجمته للآية 30 من سورة "الأنفال"، أسوقه حتى لا أعطى فرصة لأبى حميد ( أتراه أحمد صبحى منصور كما كتب أحد المعلقين فى "شباب مصر"حسبما مَرّ آنفا؟) ليعترض كما اعترض من قبل على ما قاله بعض المعلقين على مقالى: "شيخة الإسلام السحاقية" فى جريدة "شباب مصر" فى ذات الموضوع زاعما كَذِبًا ومَيْنًا (مثل أستاذه فى الكَذِب والمَيْن رشاد خليفة) أن "رسول الميثاق" الضلالى لم يقل أكثر من أن الهجرة لأمريكا سوف توفِّر لدعوته فرصة أفضل: "God chose His final prophet, Muhammad, from the strongest tribe of Arabia. It was tribal laws and traditions that prevented the disbelievers--by God's leave--from killing Muhammad. Similarly, it was God's will to move His Messenger of the Covenant from the Middle East, where he would have been killed, to the U.S.A. where God's message can flourish and reach every corner of the globe. This is mathematically confirmed: the sura & verse numbers= 8+30=19x2.".
ويشاء الله الذى لا تُرَدّ له مشيئة ألا يدع لهذا المسيلمة الأمريكى ولا ثقب إبرة ليتنفس منه، فها هو ذا الكتاب المقدس عند اليهود والنصارى والأمريكان أسياده وصانعيه ومدشنيه واللاعبين فى أساسه بأصابعهم وغير أصابعهم حتى أفقدوه كل معنى وكل حس من معانى الرجولة وأحاسيسها، ينص أيضا على أن الذين قُتِلوا على يد بنى إسرائيل إنما كانوا من الأنبياء: "9ودخل هناك المغارة وبات فيها وكان كلام الرب اليه يقول ما لك ههنا يا ايليا 10فقال قد غرت غيرة للرب اله الجنود لان بني اسرائيل قد تركوا عهدك ونقضوا مذابحك وقتلوا انبياءك بالسيف فبقيت انا وحدي وهم يطلبون نفسي ليأخذوها " (ملوك 1/ 19)، "6فقام ودخل البيت فصبّ الدهن على راسه وقال له هكذا قال الرب اله اسرائيل قد مسحتك ملكا على شعب الرب اسرائيل7 فتضرب بيت اخآب سيدك وأنتقم لدماء عبيدي الانبياء ودماء جميع عبيد الرب من يد ايزابل" (ملوك 2/ 9)، "29ويل لكم ايها الكتبة والفريسيون المراؤون لانكم تبنون قبور الانبياء وتزيّنون مدافن الصديقين30وتقولون لو كنا في ايام آبائنا لما شاركناهم في دم الانبياء31 فانتم تشهدون على انفسكم انكم ابناء قتلة الانبياء" (متى/ 23)، "34لذلك ها انا ارسل اليكم انبياء وحكماء وكتبة فمنهم تقتلون وتصلبون ومنهم تجلدون في مجامعكم وتطردون من مدينة الى مدينة" (متى/ 23)، "37يا اورشليم يا اورشليم يا قاتلة الانبياء وراجمة المرسلين اليها" (متى/ 23)، "47ويل لكم لانكم تبنون قبور الانبياء وآباؤكم قتلوهم" (لوقا/ 11)، "50لكي يطلب من هذا الجيل دم جميع الانبياء المهرق منذ انشاء العالم" (لوقا/ 11). وهذا رغم أننا لا نعول على ذلك الكتاب، إلا أن الله سبحانه شاء أن يغلق فى وجهه هذا الثقب الضيق أيضا ويحكم عليه بالخذلان الشامل والأبدى. وهكذا يرى القارئ الكريم معنا كيف أن الأسداد قد ضُرِبَتْ على هذا الرسول الكذاب وحرُمَت عليه رحمة الله بالثلاثة، لا بل بالستة: مالكى وشافعى وأبو حنيفة، وحنبلى أيضا ويهودى ونصرانى. فأى خزى! وأى عار!
ثم أى نبوءات تلك التى جاء هذا العُتُلّ الزَّنِيم ليفسرها لنا؟ إن كل ما يطنطن به هو الرقم تسعة عشر، وهذا الرقم ليس من الوحى النبوى فى شىء، بل هو، بافتراض صحة المعادلات التى تتعلق به فى القرآن، وبافتراض أنه اتبع فيها منهجا حياديا لا قَصْديًّا قَسْريًّا بحيث يختار من الآيات والأسماء ما يوصله إلى غايته ويترك ما لا ينفعه فى مؤامراته، لا يخرج عن أن يكون مسألة رياضية هى نتاج التفكير البشرى واستخدام الحاسوب، فهو كما ترى أمر عقلى لا وحى سماوى. ثم إن الله الذى يخزى دوما رشاد خليفة وبطانته قد شاء، ولا راد لمشيئته، أن يكون الرقم 19 الذى يدير عليه هذا الأفّاق دجله وخزعبلاته وشعبذاته إنما هو عدد خزنة جهنم (والعياذ بالله) كما جاء فى الآيات 26- 31 من سورة "المدثر"، إذ يقول المولى سبحانه وتعالى جَدُّه عن أحد الطواغيت المعاندين لرسوله محمد عليه السلام: "سأُصْلِيه سَقَر* وما أدراك ما سَقَر؟* لا تُبْقِى ولا تَذَر* لوّاحةٌ للبشر* عليها تسعةَ عَشَر* وما جَعَلْنا أصحابَ النار إلا ملائكةً، وما جعلنا عِدَّتَهم إلا فتنةً للذين كفروا". أى أن رشاد خليفة الكذاب لا يعرف إلا الشياطين، ولا تؤدى دعوته بمن يعتنقها إلا إلى الجحيم!
كذلك أرجو من القارئ الكريم أن يتنبه لما يقوله الله عن عدد خزنة جهنم. لقد جعل الله ذلك العدد فتنة للذين كفروا، وها هو ذا "ضلال خليفة" يفتتن به ويحاول أن يفتن المسلمين أيضا حتى يوردهم معه مورد الجحيم! وحتى لو تغاضينا عن هذا كله، أفيمكن أن ينحصر الإسلام فى هذه المسألة؟ وماذا لو أننا لم نصل إلى معرفة هذه المسألة الحسابية؟ أفلن نؤمن بمحمد وبدعوة محمد؟ لكن الناس قد دخلت فى دين الله بالمليارات بعد المليارات على مدى القرون، ولم تنتظر أن ترى سحنة هذا الأفّاق، وعندما شرّف هذا العَيْرُ الضَّرُوطُ مربطَ البهائم ومَدّ خطمه فى المذود يعتلف التبن والبرسيم تشكَّك الناس فيه ولم يعلن متابعته على القىء الذى أتى به إلا المشبوهون أصحاب الماضى الزنيم والملفّات المريبة فى سجلات المخابرات الكاوبووية! وقد أحالنا المدعوّ: "أحمد" فى آخر تعليقه إلى موقع رشاد (اقرأ: "ضلال") خليفة حيث قرأنا، ضمن ما قرأناه لرسول الشيطان الكذاب، النصّ التالى:
"God's Messenger of the Covenant is a consolidating messenger. His mission is to purify and unify all existing religions into one: Islam (Submission). Islam is NOT a name; it is a description of one's total submission and devotion to God ALONE, without idolizing Jesus, Mary, Muhammad, or the saints. Anyone who meets this criterion is a "Muslim" (Submitter). Therefore, one may be a Muslim Jew, a Muslim Christian, a Muslim Hindu, a Muslim Buddhist, or Muslim Muslim."
وبهذا تنكشف اللعبة الجهنمية، فــ"ضلال خليفة" قد جاء وفى الخطة التى رسموها له أن يهدم الإسلام ويجعله أثرا بعد عين وخبرا من أخبار "كان"، إذ لم يعد عنده كافر ومسلم، بل الكل مسلمون ناجون ما داموا يسلمون أنفسهم لله، وبطبيعة الحال سوف يزعم الجميع أنهم قد أسلموا أنفسهم لله وأنهم لا يعبدون سواه. أفليس هناك مسلمٌ يهودى، ومسلمٌ نصرانى، ومسلمٌ بوذى، ومسلمٌ مسلم (حلوة مسلمٌ مسلم هذه!)؟ كما أن الإسلام عنده ليس هو الدين الذى جاء به محمد صلى الله عليه وسلم، ومن هنا فإنه يسميه: "Submission"، مثلما يسمِّى المسلمَ: "Submitter ". ترى أهى مصادفة أن ينهج محمد أسد هذا النهج من قبل كما رأينا فى الدراسة التى كتبتُها عن ترجمته للقرآن، أم هى حلقات، كل حلقة تمهد للأخرى؟ أيا ما يكن الأمر فهذه هى الماسونية اللعينة بعينها العوراء الشوهاء، تلك الماسونية التى تريد أن تشيع الاضطراب فى كل شىء وتلبِّس على المسلمين أمرهم وتفقدهم الثقة فى دينهم وتنسخ من أدمغتهم وإلى الأبد أن دينهم هو الدين الصحيح. ولقد سبق هذا كلَّه عند محمد عبده قوله إنه لا فرق بين المسلم واليهودى والنصرانى والصابئى فى المصير، فالجميع ناجون يوم القيامة ما داموا يؤمنون بالله واليوم الآخر ويعملون صالحا. لكن الواقع الكئيب فى حالتنا هذه أن المسلمين، فى رأى رشاد (ضلال) خليفة، قد انحرفوا مبكرا جدا وكَفَروا منذ أيام الصحابة أنفسهم، ومن ثم لن يكونوا من الناجين يوم القيامة مع اليهود والنصارى والصابئين، وعلى رأسهم بطبيعة الحال الرشاديون (أو بالأحرى: "الضلاليون") الخليفيون. ولقد وقفت بكل قوة لهذا التفسير الضال وبينت أنه يتعارض مع القرآن تعارضا مطلقا ويفرغ النبوة المحمدية من مضمونها تماما ويفسد كل شىء، ويمكن القارئ الكريم أن يرجع فى ذلك إلى الفصل الخاص بــ"أهل الكتاب" من كتابى عن "سورة المائدة" حيث يجد تناولا مفصلا لهذه المسألة من كل جوانبها. ومع ذلك فلعل من المستحسن أن نورد خلاصة لما قلناه هناك، وهى الخلاصة التى أثبتناها فى الدراسة التى كتبناها عن شيخة الإسلام السحاقية التى تردد نفس هذا الكلام مما يدل على أنهم جميعا ذرية بعضها من بعض فى الخيانة والعار والعمالة المشينة:
"أما قوله تعالى الذى استشهدتْ به مانجى من أن اليهود والصابئين والنصارى لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، فلا يعنى ما تريد أن تُدْخِله فى رُوع القراء من أن أولئك الأقوام داخلون الجنة حتى لو بَقُوا على أديانهم المنحرفة، بل يعنى أن الباب فى الإسلام مفتوح أمام أهل الأرض جميعا للإيمان بدعوة محمد والنجاة من ثمّ فى الآخرة حتى لو لم يكونوا من العرب الذين آمنوا فى البداية به صلى الله عليه وسلم، إذ العبرة فى الدين الخاتم أنه دين عالمى لا دين عصبية قبلية أو قومية مثلا، فمعروف أن أنبياء بنى إسرائيل كلهم لم يُبْعَثوا لأحد من خارج أمتهم. يتضح ذلك من النص التالى (متى/ 15): "21 ثم خرج يسوع من هناك وانصرف إلى نواحي صور وصيدا. 22 وإذا امرأة كنعانية خارجة من تلك التخوم صرخت إليه قائلة: ارحمني يا سيد، يا ابن داود. ابنتي مجنونة جدا. 23 فلم يجبها بكلمة. فتقدم تلاميذه وطلبوا إليه قائلين: اصرفها لأنها تصيح وراءنا . 24 فأجاب وقال: لم أُرْسَل إلا إلى خراف بيت إسرائيل الضالة. 25 فأتت وسجدت له قائلة :يا سيد، أعنّي. 26 فأجاب وقال :ليس حسنا أن يُؤْخَذ خبز البنين ويُطْرَح للكلاب. 27 فقالت: نعم يا سيد. والكلاب أيضا تأكل من الفتات الذي يسقط من مائدة أربابها. 28 حينئذ أجاب يسوع وقال لها: يا امرأة، عظيمٌ إيمانك. ليكن لك كما تريدين. فشُفِيَتْ ابنتها من تلك الساعة". فليس فى الإسلام مقولة "خراف بنى إسرائيل" ولا "أفراخ بنى إسماعيل"، بل الدعوة والرحمة مفتّحة الأبواب لجميع أبناء آدم ما داموا يؤمنون بالله واليوم الآخر ويعملون الصالحات، وهذا كل ما هناك.
ولهذا نجد أن الإسلام قد علَّق نجاة اليهود والصابئين والنصارى على إيمانهم بالله واليوم الآخر وعملهم الصالحات فقط دون اعتبار آخر: "إن الذين آمنوا، والذين هادوا والصابئين والنصارى من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحًا، فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون " (المائدة/ 69. وفى البقرة آية أخرى مشابهة لهذه هى الآية 62)، والإيمان بالله واليوم الآخر لا يصح إلا إذا آمن الشخص بجميع الأنبياء والمرسلين بما فيهم، بل وعلى رأسهم، سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك واضح من الآيات التالية: "إن الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون أن يفرّقوا بين الله ورسله ويقولون: نؤمن ببعضٍ ونكفر ببعضٍ ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلا* أولئك هم الكافرون حقا، وأعتدنا للكافرين عذابًا مهينا" (النساء/ 150- 151)، "وهذا كتابٌ أنزلناه مباركٌ مصدِّقُ الذى بين يديه ولتنذر أم القرى ومن حولها. والذين يُؤْمِنون بالآخرة يُؤْمِنون به، وهم على صلاتهم يحافظون" (الأنعام/ 92)، "قال: عذابى أُصِيبُ به من أشاء، ورحمتى وسِعَتْ كل شىء، فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون* الذين يتَّبِعون الرسولَ النبىَّ الأُمّىَّ الذى يجدونه مكتوبًا عندهم فى التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر، ويُحِلّ لهم الطيبات ويُحَرِّم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصْرَهم والأغلال التى كانت عليهم. فالذين آمنوا به وعزَّروه ونصَروه واتَّبَعوا النور الذى أُنْزِل معه أولئك هم المفلحون" (الأعراف/ 156- 157)، وغير ذلك. وما من مرة أثنى القرآن على أحد من أهل الكتاب إلا كان بعد دخوله الإسلام، إلا أن بعض ذوى الأهواء يَبْغُون منا أن نقرأ النصوص القرآنية بقلوب مريضة وعيون عمياء، لكن كيف يبصر الأعمى ومن فى قلبه مرض؟ وعلى هذا فليس فى القرآن أى تناقض، لا فى هذه القضية ولا فى غيرها كما تزعم مانجى أو من كتبوا لها الكتاب، بل ينبغى أن نقرأ كتاب الله فى كُلّيّته وشموله ولا نجعله عِضِين. وإذا دقق القارئ فى الطريقة الترقيمية التى كُتِبَتْ بها الآية السابقة فسوف يتضح له ما أقصد. ونستطيع أن نعيد كتابتها بطريقة ترقيمية أخرى كى تزداد الأمور اتضاحًا: "إن الذين آمنوا (والذين هادوا والصابئين والنصارى من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحًا) فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون ". ذلك أنه لا معنى لاشتراط الإيمان بالله واليوم الآخر فى حالة المؤمنين، أى المسلمين، وهم الطائفة المذكورة فى بداية الكلام، إذ هم مؤمنون فعلا، على عكس الحال مع اليهود والصابئين والنصارى الذين لم يؤمنوا بمحمد بعد، ومن ثم فلا يُعَدّون مؤمنين كما بيّنّا قبلا من خلال آيات القرآن الكريم".
على أن تسمية "رسول الميثاق" بعد ذلك كله هى تسمية لا يعرفها القرآن الكريم كما قلت، بل لقد وردت كلمة "الميثاق" فيه خمسا وعشرين مرة لم يُذْكَر فى أية آية منها أنه سبحانه وتعالى قد أخذ هذا الميثاق من أى رسول! ليس ذلك فقط، بل إن الله الذى يفضح دائما هذا الأفّاق الأَشِر قد شاءت إرادته العلية، ولا راد لمشيئته سبحانه، أن يذكر القرآنُ أنه سبحانه وتعالى إنما أخذ الميثاق من النبيين (أكرِّر: "من النبيين" لا من الرسل)، النبيين الذين قال كذّابنا وقال تابِعُه قُفّة (المدعوّ: "أحمد") إنه لم يكن واحدا منهم بل كان رسولا! وهذان هما النصان اللذان ورد فيهما ذلك: "وإذ أخذ الله ميثاق النبيين: لَمَا آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسولٌ مصدِّقٌ لما معكم لَتُؤْمنُنّ يه ولَتَنْصُرُنّه" (آل عمران/ 81)، "وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوحٍ وإبراهيمَ وموسى وعيسى بن مريم، وأخذنا منهم ميثاقا غليظا" (الأحزاب/ 7). وهذا خذلان آخر من خذلانات الله الكثيرة لذلك المجرم الكذاب! قد يقول رشاد ومن يرافئه على ضلاله المبين إن المقصود بــ"رسول الميثاق" هو أن الله أخذ الميثاق على النبيين بأن يسارعوا إلى الإيمان بأى رسول يأتى مصدقا لما جاؤوا به، لكن الرد سهل جدا وبسيط، وهو أن هذا ليس خاصا برشاد خليفة (إِنْ صَحّ أصلاً أن باب الرسالة لم يغلق كما يزعم هذا الأفاك، وهو غير صحيحٍ بتَّةً)، بل هو عامٌّ فى كل رسول يأتى بما يعضِّد ما جاء به النبيون السابقون، فكيف يريد خليفة أن يخص به نفسه؟ ثم إن ما أتى به هذا الخليفة إنما يضادّ دين محمد، ومن ثم يضادّ أديان الأنبياء الآخرين جميعا ولا يعضّدها أو يصدّقها. وعلى هذا فالآية لا تنطبق عليه بحال، وإلا لصارت النبوة ضلالا وإجراما وخيانة وقلة أدب ووقاحة وكذبا مبينا وعمالة وطابورا خامسا! حاشا لله!
ويحصر رشاد خليفة دور الرسول محمد فى مجرد تبليغ القرآن فقط، محرِّمًا عليه أىّ دور آخر، وذلك اعتمادا على الآيات التالية حسب زعمه: "إنْ عليك إلا البلاغ" (الشورى/ 48)، "فإنما عليك البلاغ، وعلينا الحساب" (الرعد/ 40)، "ما على الرسول إلا البلاغ" (المائدة/ 99). وهو يترجمها بما يعنى أنه ليس للرسول إلا تبليغ "الرسالة"، والرسالة هى القرآن. وعلى هذا فإن وظيفة الرسول عليه السلام هى مجرد تبليغ القرآن، ثم لا شىء بعد ذلك. والناظر فى الآيات الثلاث وأمثالها يدرك فى الحال أن الأمر ليس كما يعمل خليفة وأتباعه على إيهام القارئ، إذ ليس فى القرآن أن دوره صلى الله عليه وسلم منحصر فى تبليغ القرآن وحسب، وإلا لكان يكفى أن يرسل الله كتابا يحمله الرسول إلى قومه ويضعه بين أيديهم ثم يقول لهم: هاكم القرآن الذى أرسلنى الله به، فانظروا فيه، وكل عام وأنتم بخير! ثم يولّيهم قفاه وينصرف لحال سبيله، وكان الله يحب المحسنين!
إن الآيات التى يستشهد بها الأفاك على ما يريد إيهامنا وخداعنا به إنما تعنى أنه عليه السلام ليس مسؤولا عن إدخال الناس فى الإسلام، فتلك مهمتهم هم التى سوف يُسْأَلون عنها يوم القيامة، أما هو فكلّ ما عليه أن يبلغهم الدعوة بما فيها القرآن وتفسير القرآن وتطبيق مبادئ القرآن على أرض الواقع. ولا شك أن شرح الرسول للقرآن وتطبيقه إياه يأتى فى المقام الأول قبل أى شرح أو تطبيق آخر، لأنه هو الذى أتى به، وهو الذى كان ينزل عليه الوحى، وهو الذى اختاره الله من دون الناس جميعا كى يقوم بهذه المهمة. وليس من المعقول أن يجىء فى آخر الزمان وفى أمريكا بلد التقاليع العجيبة والاستخبارات التى تدس أنفها ويدها وأشياء أخرى غير أنفها ويدها فى مواضع من أجساد الرسل الكذابين لا يصح أن نذكرها على الملإ، ليس من المعقول أن يأتى رسولٌ كذوبٌ فى آخر الزمان وفى أمريكا بلد العجائب والتقاليع والقساوسة اللوطيين والشيخات السحاقيات فيرسم للرسول عليه السلام ما ينبغى وما لا ينبغى، متجاوزا بذلك قدره التافه الحقير إلى التسلط والتجبر على سيد الخلق. هذا شغل عيال صغار لا يصلح مع سيدنا وسيده رسول الله، وإن كان هذا الدجال لا يستحقّ أبدا شرف اللمس (مجرد اللمس) لأهداب السيادة المحمدية، لأن محمدا كريم، ولا ينتسب إليه إلا الكرام الذين لا يبيعون ضمائرهم رخيصة فى سوق المخابرات الأمريكية والكيد للإسلام والحرب عليه! ومن فجور الوغد تسميته أحاديث رسول الله وسنَّته: " :Satanic Innovationsاختراعات شيطانية"! أما هو فالضُّرَاط الذى يطلقه من بطنه القذرة وحى سماوى! أنعم وأكرم!
ثم يمضى خليفة فيزعم أن الرسول محمدا ممنوع من إصدار أية تعليمات دينية إلى جانب القرآن بناء على قوله تعالى: "إنه لقول رسول كريم* وما هو بقول شاعر. قليلا ما تؤمنون* ولا بقول كاهن. قليلا ما تَذَكَّرون* تنزيلٌ من رب العالمين* ولو تَقَوَّلَ علينا بعض الأقاويل* لأخذْنا منه باليمين* ثم لقطعْنا منه الوَتِين" (الحاقة/ 40- 46). وبالمناسبة فالترجمة رديئة ولا تؤدى المعنى كما يجب، إذ هى تقول: "لعاقبناه ولقطعنا عنه الوحى"، وأين هذا من النص الأصلى؟ ومرة أخرى لا علاقة للآيات بما يدَّعى خليفة، بل المراد بها تكذيب الكفار الذين كانوا يتهمونه صلى الله عليه وسلم بأنه كاهن أو شاعر أو مجنون ينزل عليه الشيطان، ولا دخل لها بما يهرف به هذا الشيطان، الذى يريد أن يمنع الرسول الكريم حتى من تفسير القرآن استنادا إلى قوله عز شأنه: "لا تحرِّكْ به لسانك لِتَعْجَل به. إن علينا جَمْعَه وقرآنه* فإذا قرأناه فاتَّبِعْ قرآنه* ثم إن علينا بيانه" (القيامة/ 16- 19)، معطيًا لنفسه فى ذات الوقت الحق فى أن يقول ما يشاء وأن يفسر القرآن ويترجمه كما يشاء دون حسيب أو رقيب، وحسبنا الله ونعم الوكيل فى رسل الكذب والنفاق والعمالة والضلال! ومرة أخرى نجد مسيلمة أمريكا الكذاب يفسر الآيات القرآنية بما لا تقول، إذ نزلت هذه الآيات فى تنبيه النبى عليه السلام إلى أن يرأف بنفسه فلا يردد وراء جبريل، أوّلاً بأوّل وكلمةً كلمة، ما يوحيه إليه، بل عليه أن يصغى لما جاء به روح القدس ويدع الباقى على الله، الذى تكفل بحفظ كتابه وتحفيظه إياه تلقائيا بمجرد أن يستمع إليه أول مرة من الروح الأمين. هذا كل ما هناك، ولا صلة بين الآيات الكريمات وما يتقوَّله، ببجاحةٍ ما بعدها بجاحة، رسولُ الضلال المسمَّى: "رشاد" اسمًا على غير مسمًّى! ومما يتعمَّل الكذاب التوسانى لتفسيره تفسيرا ضالا مثله قوله تعالى: "الرحمن* علم القرآن"، الذى يخرج منه (كما خرج من دين محمد) بالقول بأنه يعنى أن الله هو وحده الذى يقوم بشرح القرآن وتعليم معانيه للناس. والواقع ألا أحد يشاحّ فى أن الله هو الذى علّم رسوله القرآن وليس أى أحد آخر كما كان يزعم مشركو قريش، إذ يقولون مرة إن الشيطان هو الذى يوحى إليه بهذا القرآن، ومرة إنه عليه السلام كان يكتتبه مما فى كتب الأولين...إلخ، فجاءت فاتحة سورة "الرحمن" لتؤكد أن الله لا غيره هو الذى علم نبيه القرآن الكريم. وحتى حين يشرح النبى هذا القرآن فإن ذلك يكون بتعليم الله له أيضا. ولا مستند من ثم فى هاتين الآيتين لما يزعمه الكذاب الدجال الــمكتوب على جبهته بحروف سوداء يراها كل من فى قلبه ولو ذرة إخلاص لله ولرسوله: "Made in America"، وتحتها بحروف حمراء: "آيِسٌ من رحمة الله"، ثم تحت ذلك بحروف زرقاء: "عليه لعائن الله"! أقول ذلك وأجرى على الله!
وهو لا يكتفى بهذا، بل يمضى فيَعُدّ الشِّقّ الثانى من الشهادتين لونا من الشرك. أى أنه لا يجوز أن يقول المسلم أو من يريد أن يدخل الإسلام: "أشهد أن محمدا رسول الله"، بل عليه أن يقول فقط: "أشهد ألا إله إلا الله" لا يزيد! وهذا كفرٌ بَوَاح، وإن حاول المتنطعون الأفاكون أن يزايدوا على نقاء التوحيد، متصورين أنهم يستطيعون أن يخدعوا المسلمين بأنهم إنما يبغون تطهير الإسلام مما يناقض وحدانية الله، وكأن الشهادة بأن محمدا رسول من عند رب العالمين شرك ووثنية. فانظر أيها القارئ إلى هذا الكفر اللئيم! لقد كان هذا يصح لو أن المسلمين يؤلهون الرسول محمدا ويشركونه مع الله فى العبادة أو حتى فى الدعاء، لكنهم لا يفعلون هذا ولا ذاك. إنهم حين يقولون: "أشهد أن محمدا رسول الله" إنما يعبرون عما فى قلوبهم وعقائدهم، فهل من الخطإ أن يعتقد المسلم أن محمدا رسول الله؟ وما الفرق بين الاعتقاد برسالته وبين التصريح بهذا الاعتقاد؟ إن الذى يؤمن بشىء أو يحب شخصا إنما يحب أن يذكره ويلهج باسمه فى كل حين، فلماذا يريد هؤلاء المخابيل أن يجرّموا ويحرّموا ويكفّروا النطق بالشهادة على أنه صلى الله عليه وسلم رسول الله؟ فما الذى ينبغى أن نعتقده فيه صلى الله عليه وسلم إذن؟ أتراهم بتنطعهم النفاقى يقولون إنهم لا يريدون أن يُذْكَر أى اسم بجوار اسم الله؟ ورغم أن العبرة فى الأمر بما يعتقده الإنسان، فإنى أحب أن ألفت انتباه القارئ إلى كثرة الآيات الكريمات التى يذكر فيها رب العزة اسم رسوله بجانب اسمه الكريم، أو تدعو إلى الإيمان به صلى الله عليه وسلم مع الإيمان بالله تعالى، أو تؤكد أنه رسول الله عقب النص على ألوهيته سبحانه، أو تشهد بصحة رسالته عليه السلام، أحب أن ألفت الانتباه إلى هذا كدليل على كذب ما يتساخف أولئك المجرمون به كفرا ونفاقا. ومن هذه الآيات قوله تعالى: "يا أيها الذين آمَنوا، آمِنوا بالله ورسوله" (آل عمران/ 136)، "إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله" (النور/ 62، والحجرات/ 15) "يا أيها النبى، إنا أرسلناك شاهدًا ومبشِّرًا ونذيرًا* لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزِّروه وتوقِّروه وتسبِّحوه بُكْرَةً وأصيلا" (الفتح/ 9)، "يا أيها الذين آمنوا، استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يُحْيِيكم" (الأنفال/ 24)، "يا أيها الذين آمنوا، لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون" (الأنفال/ 27)، "قل: أطيعوا الله والرسول" (آل عمران/ 32)، "ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصِّدّيقين والشهداء والصالحين، وحَسُنَ أولئك رفيقا" (النساء/ 69)، "من يُطِع الرسولَ فقد أطاع الله" (النساء/ 80)، "وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول، واحذروا" (المائدة/ 92)، "يسألونك عن الأنفال. قل: الأنفال لله والرسول" (الأنفال/ 1)، "ما كان محمدٌ أبا أحدٍ من رجالكم، ولكنْ رسولَ الله وخاتَمَ النبيين، وكان الله بكل شيء عليما" (الأحزاب/ 53)، "محمد رسول الله "" (الفتح/ 29)، "وإذا قيل لهم: تعالَوْا يستغفرْ لكم رسول الله لَوَّوْا رؤوسَهم ورأيتَهم يَصُدّون وهم مستكبرون" (المنافقون/ 7).
بل إن من يشهد بأن الرسول حق ثم يرجع عن هذه الشهادة فإن الله سبحانه وتعالى يُضِلّه ولا يهديه: "كيف يَهْدِى اللهُ قومًا كفَروا بعد إيمانهم وشهدوا أن الرسول حق وجاءهم البينات؟ والله لا يَهْدِى القومَ الظالمين" (آل عمران/ 86)، وفى هذا أقوى برهان على أهمية الشهادة برسالة محمد صلى الله عليه وسلم، فكيف ينكرها ويستنكرها هؤلاء المتاعيس المُرِيبون؟ كذلك فإن الله سبحانه وتعالى يريد لهذه الشهادة أن تكون صادقة نابعة من القلب لا مجرد ترديد باللسان مخادعة ونفاقا، وإلا لم تُفِدْ صاحبَها فى شىء لأن الله طيب لا يقبل إلا الطيب الصادق من العقائد والأعمال: "إذا جاءك المنافقون قالوا: نشهد إنك لرسول الله. والله يعلم إنك لرسوله! والله يشهد إن المنافقين لكاذبون" (المنافقون/ 1)، فكيف يأتى هؤلاء الضالون المضِلّون فيقولوا إنها شرك ووثنية؟ ألا إنهم فى الخبث والنفاق ونجاسة القلب واللسان لَعَرِيقون، وفى الضلال والغواية والكفر مارِدون! بل إن الله ليشهد على صحة الرسالة المحمدية بذاته العلية: "وأرسلناك للناس رسولا، وكفى بالله شهيدا" (النساء/ 179)، "هو الذى أرسل رسوله بالهدى ودين الحق لِيُظْهِره على الدين كله، وكفى بالله شهيدا" (الفتح/ 28)، "لكنِ اللهُ يشهد بما أَنْزَلَ إليك، أنزله بعلمه، والملائكة يشهدون، وكفى بالله شهيدا" (النساء/ 166). ومسيلمة أمريكا نفسه يقول هذا، لكنه يوظفه لغرض خبيث آخر هو الزعم بأن محمدا لم يكن معه ما يدل على أنه نبى إلا شهادة الله له. وفوق ذلك فها هم أولاء أهل الكتاب الذين أسلموا يعلنون أنهم آمنوا بما أنزل الله واتبعوا رسوله، داعين الله سبحانه أن يكتبهم على ذلك من الشاهدين: "ربنا، آمنّا بما أنزلتَ واتبعْنا الرسول، فاكتبنا مع الشاهدين" (آل عمران/ 53). ثم كيف يقول هذا الدَّعِىّ الكذاب الأَشِر إن مهمة رسول الله تقتصر على تبليغ القرآن لا غير وليس من حقه أن يتكلم بشىء غير القرآن، ونحن مثلا نقرأ قوله تعالى: "وأنزلنا إليك الذكر لتبيِّن للناس ما نُزِّل إليهم" (النحل/ 44)، "وما أنزلنا عليك الكتاب إلا لتبيِّن لهم الذى اختلفوا فيه" (النحل/ 64)، وهو ما يعنى أنه عليه السلام كان يقوم بمهمة أخرى بجانب تبليغ كلام الله، ألا وهى تبيين مرامى هذا الكلام وتوضيحه، كما أننا نقرأ قوله عز شأنه: "فاحكم بينهم بما أنزل الله ولا تَتَّبِعْ أهواءهم" (المائدة/ 48) بما يوضح أنه عليه السلام كان يقوم أيضا بمهمة القضاء؟ فكيف نتجاهل أقضيته ولا نفكر فى دراستها على الأقل لنتعلم منها؟
والغريب أن الدَّعِىّ الأفّاق يزعم (فى تعليقه على ترجمة الآية 79 من سورة "النساء") أن الرسول عليه الصلاة والسلام لم يأت بأى دليل على نبوته، اللهم إلا شهادة الله له. يريد أن يقول إن الأبواب مغلقة فى وجه من يبحث عن دليل على صدق رسالة محمد عليه السلام! ومعنى هذا أن من لم يؤمن به فلا حرج عليه، إذ كيف أومن بشىء ليس عندى دليل على صحته؟ وتجاهَل الأفّاقُ القرآنَ الكريم الذى تحدى الله به الإنس والجن فعجزوا عن أن يأتوا ولو بسورة من مثله، وتناسى أيضا النبوءات التى أنبأ بها سيد الخلق سواء فى القرآن أو فى الحديث والتى تحققت كلها، وتناسى كذلك أنه عليه السلام كان مثالا للصدق والأمانة ويقظة الوعى فلا يمكن أن يكذب فى أمر الوحى أو يُخْدَع فيه، وتناسى أنه لم يكن له عليه السلام أى مأرب فى ادعاء النبوة، إذ لم تكن وراءه مخابرات دولة غربية مثلا تؤزّه على هلاك أمته بادعاء رسالة شيطانية غايتها تشتيت عقول المسلمين وإشاعة الارتباك فى دينهم من أجل أن يتركوه قليلا قليلا ويضيعوا فى الزحام دون أمل فى العودة إلى الطريق، كما تناسى البشارات الكتابية التى أخبرت بمجيئه صلى الله عليه وسلم، وتناسى القيم الكريمة التى دعا إليها وكان فيها إنقاذ الأمة العربية وكذلك الأمم الأخرى التى دخلت الإسلام، وتناسى التحدى الدائم الذى كرره القرآن بأن دين محمد سوف ينتصر رغم كل ما يبذله الكافرون من أموال وجهود فى سبيل عرقلته والقضاء عليه، وتناسى برهان العقل على أن مثل محمد لا يمكن أن يكون كاذبا، كما أن الدين الذى أتى به لا يمكن أن يكون دينا زائفا، بالضبط مثلما يقول لى عقلى الآن إن مثل رشاد خليفة لا يمكن أن يكون رسولا حقيقيا، وإلا فلا ثقة فى أى شىء إذن! وبطبيعة الحال فإن كذّابنا الرقيع يهدف من وراء ذلك إلى القول بأنه هو الذى أثبت نبوة محمد، ولولا هو ما عرف أحد أنه نبى من عند رب العالمين، أما هو ("أبو الضلال" خليفة) فقد جاء وفى يده برهان صدقه. والله عال! ترى أأنا فى علم أم فى حلم يا ناس؟ إننى لا أصدق ما أقرأ! لم يبق إلا أبو شَخَّة هذا يشمخ على سيدنا رسول الله! ثم إن الخبيث رغم ذلك كله قد غلبته الحقيقة على خبثه فأقرّ بطريقة ضمنية غير مباشرة أن فى القرآن ما يشهد لمحمد، إذ أكد (عند تعليقه على ترجمة الآية 82 من سورة "النساء") خلوّه التام من أى شىء غير معقول رغم نزوله فى "العصور الوسطى" على حد تعبيره.
ولقد كذَّب خليفةُ نفسَه بنفسه فى مسألة إنكار السنة النبوية، إذ كان منطلقه فى موضوع الصلاة مثلا أن عددها خمسٌ فى اليوم والليلة، وأن عدد ركعات كل منها كذا، وعدد سجداتها كذا، وما نقرؤه فى كل ركعة هو كذا...إلخ، وليس شىء من هذا كله فى القرآن، بل هو مما جاءت به الأحاديث النبوية، تلك الأحاديث التى عدَّها لونًا من الشرك والوثنية كما رأينا، ذاكرًا أنه قد تحقق من صحة ما قاله فى الصلاة من خلال تطبيق نظريته فى الرقم 19 على ما ذكره القرآن فى هذا الموضوع من آيات عامة تخلو من التفصيل والتصنيف. يعنى أنه قد لَحَس كل ما قاله فى هذه القضية لَحْسًا وكأنه لم يقل شيئا! وهذا كلامه بنصّه كى يرى القراء بأنفسهم مدى التنطع الكافر الذى ينتهجه هذا الكذوب: " 2:238 All five prayers are found in 2:238, 11:114, 17:78, & 24:58. When the Quran was revealed, the Contact Prayers (Salat) had already been in existence (Appendix 9). The details of all five prayers--what to recite and the number of units (Rak`aas) per prayer, etc.--are mathematically confirmed. For example, writing down the number of units for each of the five prayers, next to each other, we get 24434, 19x1286. Also, if we use [*] to represent Sura 1 (Al-Faatehah), where [*]=the sura number (1), followed by the number of verses (7), followed by the number of each verse, the number of letters in each verse, and the gematrical value of every letter, writing down 2[*][*]4[*][*][*][*]4[*][*][*][*]3[*][*][*]4[*][*][*][*] produces a multiple of 19 (see 1:1).". ويجد القراء كلامه هذا فى تعليقه على ترجمة الآية 138 من سورة "البقرة". ومثلها إقراره (أثناء تعليقه على ترجمة الآية 141 من سورة "الأنعام") بأن نسبة الزكاة هى %5,2 رغم أنه لا وجود لشىء من هذا فى القرآن، لكنه ككل بَكّاش عريق فى البَكَش يَدَّعِى أننا عرفنا هذا من ديانة إبراهيم عليه السلام. وأنا فى الحقيقة لا أدرى أين ذلك الكتاب الذى وصلنا عن إبراهيم، وفيه النص الخاص بنسبة الزكاة! إزاء هذا لا أملك نفسى من أن أقول له: طيـ..ك حمراء يا قرد! العب غيرها! والله لو أن روحك النجسة خرجت من جسدك الدنس ألف مرّة: مرّة تنطح مرّة، فليس أمامك إلا الإقرار على رغم أنفك المنتن بأن السُّنّة النبوية، والسُّنّة النبوية وحدها، هى التى فَصَّلَتِ القول فى هذا، لكن التخطيط الجهنمى الذى دشَّنك رسولا كذابا هو الذى ألزمك بإنكار السنة المحمدية توطئةً لإنكار القرآن ذاته بعد العبث به شرحًا وتفسيرًا والالتواء بآياته عن معانيها ومقاصدها الحقيقية!
الحق أن هذا الهلفوت قد تجاوز قدره تماما ومسَّه طائف من سعار الجنون فتخيَّل ثم خال، وظن أنه قادر على أن يُسْكِت رسول الله فلا ينطق بشىء زاعما أن مهمته صلى الله عليه وسلم تقتصر على تبليغ القرآن، وكأنه مجرد أداة تسجيل، ثم لا يكتفى بهذا بل يريد أن يسكتنا نحن أيضا فلا نشهد له صلى الله عليه وسلم بالنبوة والرسالة فى الوقت الذى لا يكف هذا الوغد عن الشهادة لنفسه بالرسالة (الرسالة المزيفة المصنوعة فى أمريكا وفى سراديب مخابراتها الشيطانية المجرمة)، ويملأ الدنيا كلاما وحديثا فى التفسير والتعليق والتحليل والتحريم والتكفير والحكم على المسلمين جميعا بما فيهم الصحابة بالعبث بالقرآن والارتداد عن الإيمان، وفى الوقت الذى يهلل لأية عطسة أو ضرطة أمريكية كما فعل مع كلمة جورج واشنطن التى جاء فيها شكر الله فوصفها صاحبنا المجرم القرارى بأنها دليل على استحقاق المجرمين الأمريكان لأَنْعُم الله، وكأن الرسول عليه السلام لم يخلِّف وراءه أدعيةً عبقريةً وألوانًا رائعة معطَّرة من الشكر على نعم الله عليه وعلى أمته تستحق أن يحفظها الحافظون ويرددوها ويعلقوا عليها كما فعل هو مع الضرطة الأمريكية، لعنة الله عليه من كائن جامد الوجه مأفون مخبول! فانظروا بالله عليكم أيها القراء إلى هذا الوغد الجربوع ربيب أمريكا الذى يريد أن يضع نفسه فوق سيده وتاج رأسه ورأس الذين نفضوه! ترى أيمكن أن يكون مثل هذا العميل الدنس النفس، الوقح الطبع، الجامد الوجه رسولا من عند رب العالمين؟ لقد هانت الرسالة إذن ورخُصَتْ فى سوق العقائد والمذاهب حتى لقد ادعاها لنفسه مثل هذا الهلفوت الحقير! والله ثم والله لو لم يكن فى دعوته من سوء وريبة وإجرام سوى أن من أتباعه أحمد صبحى منصور لكفاها ولكفاه! لعنة الله عليه من مجرم لا يستحق إلا الصفع على قفاه!
ويحاول خليفة أن يوهم المسلمين أنه الرسول الذى تحدثت عنه الآية الثانية والثمانون من سورة "آل عمران" التى تقول: "وإذ أخذ الله ميثاق النبيين: لَمَا آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسولٌ مصدِّقٌ لما معكم لَتُؤْمِنُنّ يه ولَتَنْصُرُنّه. قال: أأقررتم وأخذتم على ذلك إِصْرِى؟ قالوا: أقررنا. قال: فاشهدوا، وأنا معكم من الشاهدين". ولست أدرى على أى أساس يظن أنه يستطيع أن يوهمنا بأن الآية قد نزلت فى حقه ("كَسْر حُقّه")، فهذا الوغد الكذاب لم يأت مصدِّقا لما مع الرسول الكريم، بل أتى بكل ما من شأنه أن يهدم ما شاده عليه الصلاة والسلام من بناءٍ عالى الأركان، إذ زعم أن الأخذ بالسنة النبوية كفر وإثم، وأن ذكر الرسول فى الشهادة شرك ووثنية، وأنه ليس هناك دين محدد (هو دين محمد صلى الله عليه وسلم) اسمه الإسلام، بل الإسلام هو مجرد "الخضوع لله: Submission" كما وضحنا آنفا، وهى كلمة مطاطة، وسيان بعد ذلك أن يكون الشخص يهوديا أو نصرانيا أو بوذيا أو عفريتا أزرق، والمهم ألا يكون هذا الشخص مسلما يؤمن حقا وصدقا بمحمد، بل لا بد أن يكون من أتباع الأفاك الضلالى الذى يشتغل هو وأنصاره وحواريّوه عُمَلاءَ أذلاءَ وخُدّامًا حُقَراءَ لأمريكا، ويلعقون أحذيتها الدنسة التى تضربهم بها فى وجوههم وأعينهم وأنوفهم وأسنانهم فيزدادون تراميًا عليها وعلى لَعْق حذائها القاسى الذى لا يرحم، ويسبحون بحمدها، ويلهجون بشكرها، ويتغنَّوْن بإيمانها، ويشهدون لها بحسن شكر النعمة واستحقاق المزيد منها، فى الوقت الذى يرفضون فيه أن يستمعوا لأية كلمة من كلام سيد النبيين والمرسلين، لعنة الله عليهم وعلى سيدهم الكاوبوى الذى يضربهم فى الوجوه والعيون والأفواه والأسنان، وكذلك فى الأستاه، بكل غطرسة وجبروت بحذائه الملطخ بالوحل والدماء!
ثم ما الدليل على أن هذه الآية تنطبق عليه هو بالذات بافتراض أن باب النبوة إذا كان قد أُغْلِق فإن باب الرسالة لم ولن يُغْلَق؟ سيقول إنه قد اكتشف إعجاز العدد 19 فى القرآن الكريم. ولقد بينا من قبل كيف أن المسألة ليست بهذه البساطة، أو قل: ليست بهذه الخباثة، فهذا الكشف إنما يدخل فى باب العمليات العقلية لا فى باب الوحى السماوى بأى حال، وإلا ففى مكنة واحد مثلى أن يدَّعى هو أيضا الرسالة، فقد اكتشفت كثيرا جدا من السمات الفارقة بين أسلوب القرآن الكريم وأسلوب الحديث الشريف وأصدرت كتابا ضخما فى هذا الموضوع (ضِعْف كتابه ثلاث مرات أو أربعا) مما يدل على أن مصدر القرآن غير مصدر الحديث، وأن الرسول الكريم لا يمكن أن يكون أبدا هو مؤلف القرآن! لكنى رجل عاقل فيما أتصور وأعرف حدودى، ولا أستبله الآخرين فأخلط بين الكمبيوتر وجبريل كما فعل الأفاق رسول الميثاق، وكأننا لم نَبْلُ المصائب من وراء "الميثاق" الذى أراد بعض المخابيل المهازيل فى مصر فى ستينات القرن الماضى أن يستبدلوه بكتاب الله فبادوا وباد معهم ميثاقهم بعد أن هُزِموا شر هزيمة ما زلنا نقاسى لهيبها الشاوى الكاوى حتى الآن، فجاء هذا الأفّاق ليحاول استبدال الميثاق مرة أخرى بكتاب الله، فباد هو أيضا كما بادوا من قبل وبادت معه دعوته ورسالته التى هى بالسيرك والبهلوانات وألعاب الحواة أشبه، اللهم إلا بقايا من بقاياه المرمية فى الأركان المظلمة المهجورة من عقب سيجارة أو ورقة صحيفة مهملة قديمة كما صوَّرها نزار قبانى فى أغنيته الشهيرة! ومع هذا فإن أتباعه لا يريدون أن يعترفوا بأن السامر الذى كانوا هم نجومه وممثّليه قد انفضّ، وأن صاحب المسرح قد غيَّر العرض منذ فترة وأصبحت نجومه المفضلة هن السحاقيات الشاذات والزانيات الدنسات الحاملات من السفاح والمتهوسات اللاتى مكانهن الطبيعى هو مستشفى الخانكة (أو إذا أحببت فقل: "الخانقاه") لا سواه!
ومما يدل على أن ما قام به رشاد خليفة فى موضوع الرقم 19 هو عمل عقلى لا صلة له بالوحى السماوى هذه الفقرة التى أنقلها للقراء الكرام من كلامه الموجود فى موقعه عن الطريقة التى تَوَصَّلَ بها إلى إحصاء كلمة "الله"، تحت عنوان "المعجزة الحسابية في القرآن الكريم": " المجموع النهائي لكل أرقام الآيات التي توجد بها كلمة الله هو 118123، وهو من مضاعفات الرقم 19 = 6217 X 19. وعلى الرغم مما يبدوا عليه سهولة هذا العدّ لكلمة الله والآيات التي توجد بها هذه الكلمة فلقد وجدنا كثيرا من الصعوبة في تنفيذ هذا العدّ على الرغم من أن كل من اشترك في هذا العدّ كان على الأقل خريج جامعه، ومعه كومبيوتر ليساعده في الحسابات. ولقد وقعنا في عدة أخطاء قبل أن نراجع النتائج التي حصلنا عليها بالعد والحساب والجمع وحتى مجرد نقل النتائج من برنامج للآخر. ولعل هذا يؤكد مدى سفاهة هؤلاء الذين يدعون أن محمد هو المؤلف الحقيقي للقرآن، فهو لم يكن بيده ما نملكه الآن من آلات حاسبه الكترونيه، ولم يتعدى تعليمه أي جامعه". ومن الواضح أن الأمر ليس أكثر من كمبيوتر ومساعدين أمدَّه الأمريكان بهم لإنجاز المهمة الميثاقية! وبالمناسبة فقد تركت كلام الضلالى كما هو بعُجَره وبُجَره فى الإملاء والنحو حتى يعرف القراء مدى خذلان الله له حتى فى أبسط الأشياء! ومما يدل أيضا على أن عمل ذلك الأفاق إنما هو عملٌ عقلىٌّ أن هناك باحثًا آخَرَ له دراسة مطولة عن الإعجاز العددى فى القرآن الكريم ينطلق فيها من الرقم 7 ومضاعفاته لا الرقم 19 البهائى الخاص بــ"رسول الميثاق وقُوَى الشَّعْب العامل والتنظيم الطليعى". ألا لعنة الله على كل من يذكّرنا بتلك الأيام النَّحْس التى أدت بنا إلى ما نحن فيه الآن من هوان وضياع وذلة ما بعدها ذلة! وهذا البحث موجود لمن يريد الاطلاع عليه بموقع "عرب سوفت"، وعنوانه: "البناء الرقمى لآيات القرآن الكريم". ورغم ذلك فإن الرجل لم يعلن أنه رسول، على عكس رشاد خليفة، الذى انخبط فى مخّه الزنخ وادعى الرسالة فأخزاه الله وتلاحقت عليه لعنات الله والناس والملائكة أجمعين من وقتها إلى يوم الدين!
لكن أين فى القرآن ما يدل على أن رشاد خليفة هو رسول من رب العالمين؟ يجيب رشاد الأَنْوَك ومن ورائه النَّوْكَى الرشاديون (اقرأ: "الضلاليون") بأن مشتقات "ر ش د" التى أُخِذَ منها اسم "رشاد" قد تكررت فى القرآن 19 مرة، وأن كلمة "خليفة" قد تكررت مرتين: " The root of Rashad is 'Rashada', which is used in the Quran 19 times: (2:186; 2:256; 4:6; 7:146; 11:78, 87:97; 18:10, 17, 24, 66; 21:51; 40:29, 38; 49:7; 72:2, 10:14, 21), the same denominator of the rest of the miracle of the Quran. The word "Khalifa" has been mentioned twice (2:30; 38:26) ". وهذه بعض الأمثلة: "لا إكراه فى الدين. قد تبيَّن الرُّشْد من الغَىّ" (البفرة/ 186)، "وقل: عسى أن يَهْدِيَنِ ربى لأَقْرَبَ من هذا رشدا" (الكهف/ 10)، "وما أَهْدِيكم إلا سبيلَ الرشاد" (غافر/ 29)، فاتَّبَعوا أَمْر فرعون، وما أَمْر فرعون برشيد" (هود/ 97)- "وإذ قال ربك للملائكة: إنى جاعلٌ فى الأرض خليفة..." (البقرة/ 30)، "يا داود، إنا جعلناك خليفة فى الأرض..." (ص/ 26).
والحق أن هذا الذى يقوله الرجل (إن جاز تسميته: "رجلا") هو محض هذيان، إذ ما العلاقة بين ورود مشتقات "ر ش د" وكلمة "خليفة" فى القرآن، وكون رشاد خليفة رسولا؟ هل هناك آية واحدة تذكره بالاسم وتقول إن الله قد جعله رسولا؟ هذا هو المهم، أما ما عدا ذلك فهو لعب أطفال وبهلوانيات حواة لا تليق بمقام الرسالات والنبوات. والملاحَظ أن الأفّاق قد حرص على النص على أن مشتقات "ر ش د" قد وردت 19 مرة، على حين لم يحرص على ذلك فيما يخص مشتقات "خ ل ف" التى أُخِذت منها كلمة "خليفة". لماذا؟ لأن مشتقات "خ ل ف" ليست 19 ولا مضاعفاتها، وهو ما يدل على أن العيّنة التى يختارها دائما ليست عينة محايدة بريئة بل متحيزة مشبوهة ومصنوعة صنعا. كما أن الأفاق الضلالى يلوى عنق الآيات الكريمة ليقول إنها تتحدث عنه كما صنع على سبيل المثال مع قوله تعالى: "ولما جاءهم رسولٌ من عند الله مصدِّقٌ لما معهم نَبَذَ فريقٌ من الذين أُوتُوا الكتابَ كتابَ الله وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون* واتّّبَعوا ما تتلو الشياطين على مُلْك سليمان، وما كَفَرَ سليمان، ولكن الشياطين كَفَروا يعلِّمون الناس السِّحْر..." (البقرة/ 101- 102)، إذ زعم المنافق الكافر أن الكلام هنا عن اليهود والنصارى والمسلمين، مع أنه إنما نزل فى بنى إسرائيل وحدهم كما هو واضح حتى من هذا الجزء الصغير المقتَطَع من سياقه العام الذى يبدأ قبل عشرات الآيات، وكله عن بنى إسرائيل لا غير، لكن البكاش يريد بهذه الألاعيب الصغيرة أن يلقى عبثًا فى رُوع المسلمين أن "رسول" المذكور فى النص هو رشاد خليفة، مع أن الكلام قد ورد بصيغة الماضى مما يدل على أنه قد وقع وانتهى الأمر، ولا صلة له به! وهذا هو كلامه بنصه فى ترجمة الآية المذكورة: " Now that a messenger from GOD has come to them, and even though he proves and confirms their own scripture, some followers of the scripture (Jews, Christians, and Muslims) disregard “GOD's scripture behind their backs, as if they never had any scripture". ثم هذا هو تعليقه فى الهامش على الآية الكريمة: " God's Messenger of the Covenant is prophesied in the Old Testament (Malachi 3:1-3), the New Testament (Luke 17:22-37), and this Final Testament (3:81). "
ثم إن مشتقات أسماء كثير من الذين نعرفهم هى فى القرآن أكثر من الهم على القلب، فهل يحق لأصحاب تلك الأسماء أن يقولوا إنهم رسل من عند الله؟ كذلك فاسم "إبراهيم" مثلا (الذى هو اسمى) قد ورد فى القرآن مباشرةً مراتٍ كثيرةً ونُصَّ نصًّا على أنه نبى، فهل تطقّ فى دماغى وأزعم أنا أيضا أننى رسول؟ وبالمثل يمكن حتى لمن يريد أن يجعل من نجوى فؤاد رسولةً أن يقول إن اسم "نجوى فؤاد" قد ورد هو أيضا فى القرآن: "نجوى" 11 مرة (غير مشتقاتها الأخرى التى تجاوز ورودها سبعين مرة)، و"فؤاد" 5 مرات (غير "الأفئدة" التى وردت 11 مرة). ومن الممكن كذلك أن نبحث لها عن معجزة، وما أسهلها، فى ميدان الرقص الشرقى، وهو، رغم فجوره ووساخته، لأخفّ من دنس العمالة لأمريكا وفجورها ملايين المرات! يا أخا الخيانة والضلال والفجور، إن الذين اخْتَشَوْا قد ماتوا منذ زمن بعيد وشبعوا موتا! ولا تضحكوا أيها القراء من حكاية نجوى فؤاد هذه، فكله رقص فى رقص، كما أن ذلك الهزل الذى يتقايؤه خليفة من استه القبيحة لا يصلح له إلا ما أقول، وإلا أصابنا الضغط، والحكاية ليست ناقصة! ولنلاحظ أيضا أن كلمة "رشاد" فى إحدى المرتين اللتين وردتهما فى القرآن قد جاءت على لسان فرعون الضال الذى كان يزعم أنه على حق وأنه يريد أن يهدى قومه سبيل الرشاد. وهذا هو حال رشاد خليفة، فهو ضالٌّ مضلٌّ، ثم هو مع ذلك يَدَّعِى أنه يريد أن يهدى المسلمين إلى سبيل الرشاد: المسلمين فقط، أما اليهود والنصارى والبوذيون وعبدة البقرة والخنفساء والفرج وعبدة غير الخنافس والبقر والفروج فهم، بحمد الله، مهديّون هدايةً طبيعيةً ولا يحتاجون إذن هدايةً من أحد.
ثم هناك الطامَّة الكبرى المتمثلة فى أن رشاد خليفة، بسبب من خذلان الله له وإخزائه إياه، لم يجد فى طول الأرض وعرضها ما يفسر به كلمة "خليفة" التى وردت فى الآية 30 من سورة "البقرة" إلا أنه "الشيطان"، الذى يقول عنه فى شرحه للآية بين قوسين فى ترجمته إنه "إله مؤقت": "I am placing a representative (a temporary god) on Earth". وها هو ذا واحد من أتباع الأفّاق الكذوب، واسمه أ. كريم، يشرح لنا أن هذا الإله المؤقت (الذى يكتب اسمه حسب نطقه العربى هكذا: "Khalifa") هو "الشيطان" لا سواه، وذلك فى مقال بعنوان "Is Satan a temprory god on earth?" يجده القراء فى موقع خليفة النجس، وهذا نص الكلام المذكور: "The word 'Khalifa' in Arabic means 'representative'. And in the verse context, the 'Khalifa' is Satan. God appointed Satan as a representative on earth for a limited time (until he becomes a guest in Hell forever). Therefore, by God's will, he is allowed to rule his followers among the disbelievers. On the other hand, he has no power over the believers, as God has decreed in the verse [15:42] ". أى أن اسم "خليفة" التى يحاول هذا الموكوس المتعوس أن يقنعنا أنه هو المقصود به إنما هو الشيطان نفسه لا سواه، وهذا تفسيره هو لا تفسير أى إنسان آخر! أما "خليفة" الأخرى فهى صفة لداود عليه السلام، ولا علاقة لها من ثَمَّ برشاد (اقرأ: "ضلال") خليفة! وهكذا، أيها القارئ، فإن هذا الكذاب الذى زعم أنه قد أتى لإعادة الاعتبار للتوحيد قد أشرك بالله شركا لم يشركه أحد قبله، اللهم إلا الثِّنْوِيّة الذين كانوا يقولون بإله للنور وإله للظلمة، وهم أتباع زرادشت، إذ جعل مثلما جعلوا من الشيطان إلها آخر مع الله. فلعنه الله من مفتر كذاب، وأخزاه الله هو وكل من يضع يده فى أيدى مجرمى العصر الحديث لمحاربة محمد ودينه الطاهر النظيف الشريف والتطاول عليه ووصفه عليه السلام بــ"الصنم البشرى العاجز"، لا لشىء سوى أن المسلمين يقولون بشفاعته لهم يوم القيامة! وهذا هو كلامه فى الرسول عليه السلام بنصه حسبما ورد فى تعليقه على ترجمة الآية 254 من سورة "البقرة": "One of Satan's clever tricks is attributing the power of intercession to powerless human idols such as Jesus and Muhammad ". ولعله من المستحسن هنا أن نكرر ما قلناه قبلا من أن الله الذى يخزى دوما رشاد خليفة وبطانته قد شاء، ولا راد لمشيئته، أن يكون الرقم 19 الذى يدير عليه هذا الأفاق دجله وخزعبلاته وشعبذاته إنما هو عدد خزنة جهنم (والعياذ بالله) كما جاء فى سورة "المدثر" حسبما وضحنا. أى أن الرجل لا يعرف إلا الشياطين، ولا تؤدى دعوته بمن يعتنقها إلا إلى الجحيم، وهذا إن صح أن نسميه: "رجلا" لأن الكائن الذى يبيع نفسه فى سوق النخاسة الفكرية والعقائدية ويتآمر على دينه وأمته لا يمكن أن يقال عنه إنه "رجل"!
إن الرسل والأنبياء هم فى الذؤابة العالية من الخلق والكرم وطهارة السلوك لا من المشبوهين المتهمين فى قضايا تمس الشرف والكرامة فى ميدان المال والنساء على ما سوف يأتى بيانه فى أحد ملاحق هذه الدراسة. كذلك لا يمكن أن يتركهم الله يركنون إلى الذين ظلموا وأجرموا وكفروا برسوله وحاربوا دينه ولا يزالون يعملون بكل ما لديهم من قوة ومكر وكيد على محوه واستئصاله، بَلْهَ ما اجترحته أيديهم النجسة فى حق الهنود الحمر مما يعرفه كل من له أدنى إلمام بالتاريخ ولا يجرؤ هذا الوغد هو أو أى واحد من أتباعه أن يُلْمِحوا إليه مجرد إلماح، فى الوقت الذى يهاجمون فيه المسلمين متهمين إياهم بالانحراف عن الإسلام تماما لا لشىء إلا لأنهم يستندون فى فهمهم لدينهم إلى ما تركه لهم سيدنا رسول الله فيركب هذا الوغدَ وأنصاره، عليهم لعائن الله، ألفُ جِنِّىٍّ وتأخذهم نوبة الهذيان التكفيرية!
ومن سفاهة هذا الدجال أيضا جراءته على تكذيب القرآن نفسه حتى فيما لا يحتمل تكذيبا، فقد أكد القرآن فى عدة مواضع أن البشر جميعا بما فيهم سيدنا محمد، سيموتون، وأنهم سيظلون فى مرقدهم إلى يوم يبعثون حين يُنْفَخ فى الصُّور فيهبّ الجميع من قبورهم، وهذا مما لا يشاحّ فيه أحد، لكن خليفة يقول إن الصالحين لا يموتون، بل يذهبون مباشرة إلى الجنة، بخلاف الطالحين، فهم يموتون، وتبدو لهم فترة موتهم وكأنها يوم واحد ليس إلا، رغم أن القرآن يقول إنه يوم أو بعض يوم، لا يوم فقط قولا واحدا. وحتى هذا القول ليس من كلام الله، بل كلام الرجل الذى أماته الله فى الدنيا مائة عام ثم بعثه للحياة مرة أخرى على هذه الأرض، أما كلام الله فهو أنه لبث ميتا مائة عام. ومرة أخرى هذا نص كلامه، وهو عبارة عن تعليقه على ترجمة الآية 259 من سورة "البقرة": "The lesson we learn here is that the period of death--only the unrighteous die; the righteous go straight to Heaven--passes like one day". أى خبل عقلى هذا؟ وأى خلط فى فهم القرآن ونقل كلام الله سبحانه؟ ثم هو، رغم ذلك، يقول إنه رسول من رب العالمين! يا لضيعة الرسالات! لو أنه قال إن الذين قُتِلوا فى سبيل الله أحياء عند ربهم يُرْزَقون لكنا صدّقناه لأن هذا هو ما جاء فى الآية 259 من سورة "آل عمران"، أما القول بأن ذلك هو مصير الصالحين جميعا، والآن، فلا ندرى من أين أتى به. لقد ارتقيتَ مرتقًى صعبًا يا رُوَيْعِىَ الغنم!
كذلك نراه يسىء على نحوٍ شنيعٍ فَهْمَ قوله تعالى: "واللاتى يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهم أربعة منكم. فإن شهدوا فأَمْسِكوهن فى البيوت حتى يتوفاهن الموت أو يجعل الله لهن سبيلا" (النساء/ 15)، إذ يفسره على أن المقصود هو زنا المرأة أربع مرات مع أربعة رجال مختلفين بحيث يراها أربعة من الناس فى كل مرة، وأن المقصود بالإمساك فى البيوت هو الحَجْر الصحى، أما السبيل الذى سيجعله الله لهن فهو أن يتقدم للزانية رجل يتزوجها. وهكذا يكون التفسير الميثاقى، وإلا فلا. ترى ما الذى يُنْتَظَر من أفّاق يحارب الرسول الكريم ولا يطيق أن يسمع له كلمة، غير هذا المخاط المغثِّى؟
وبالمثل يطلعنا على جهله العبقرى فى تفسيره لقوله تعالى: "وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون" (يوسف/ 106)، إذ يقول (تعليقا على ترجمة الآية 103 من سورة "النساء") إن معظم من يؤمنون بالله هم فى ذات الوقت من المشركين، بينما المعنى الصحيح هو أن كفار قريش وأمثالهم ممن نزلت فيهم الآية مشركون رغم إعلان إيمانهم بالله. ذلك أنه إيمان مغشوش، إذ لا يكفى أن يكون الإنسان معتقدا بوجود الله حتى يكون موحِّدا، بل لا بد أن يواكب هذا الاعتقادَ اعتقادٌ آخرُ بتوحيده. هذا هو التفسير الصحيح للآية لا السخف المتنطع الذى يهرف به ذلك الجهول!
ومن أخابيله أيضا قوله إن عيسى عليه السلام قد تم القبض عليه فعلا وعُذِّب وصُلِب، لكن بعد أن رفع الله إليه شخصه أو روحه كما يميت أىَّ رجل صالح، فوقع التعذيب والصَّلْب على جسده الحى الخالى (من الروح طبعا). وهذا الكلام موجود فى تعليقه على ترجمة الآية 157 من سورة "النساء". ولا ريب أن القارئ يرى بكل وضوح هذا الحمق الذى لا يدرى الإنسان له رأسا من ذنب، لأنه كلام غير قابل للفهم ولا للتصور، إذ كيف يكون الجسد خاليا، وفى ذات الوقت لا تزال فيه الحياة؟ ودعنا الآن من قوله إن عيسى عليه السلام قد عُذِّب وصُلِب رغم تأكيد المولى سبحانه أنه لم يُصْلَب، فهذه وحدها حكاية تحتاج إلى دفاتر ووقت!
كذلك يكذب الدَّعِىّ الأحمق كذبًا فاجرًا جلفًا فيزعم أن الله قد أَطْلَعَه على ميعاد قيام الساعة، مصادمًا بذلك ما أكده القرآن مرارا من أن عند الله وحده علمها، وأن أحدا من البشر لا يمكن أن يعرف متى تأتى، وأنه لا يجلِّيها لوقتها إلا هو، وأنها إنما تحدث بغتة. وهذا تهور رهيب منه يدل على أن عقله قد انفك انفكاكا لا أمل فى صلاحه. ومن خُبْثه أنه قد حدد ذلك الميعاد بعد 309 سنة بدءا من سنة 1800م، وهى السنة التى أعلن فيها عن هذا الغيب. وبطبيعة الحال فإنه سيكون حينئذ قد مات وشبع موتا، فلا يستطيع أحد ساعتها أن يقول له شيئا لأنه لن يكون موجودا، فقد تحول إلى تراب. وسلم لى على المترو (المترو الأمريكى هذه المرة)! وهو يسلك إلى هذا سبيلا معقدة أشدّ التعقيد معتمدا على حساب الجُمّل ونظريته فى الرقم 19، وكأن الله سبحانه حاخام من حاخامات اليهود يُقِيم خططه الإلهية على أساس من حساب أبى جاد بفوازيره وحزازيره! وأرجو من القارئ أن يراجع هذا الخبل العقلى فى الملحق الخامس والعشرين لترجمته للقرآن الموجودة فى موقع الــ"Submission".
وهذا الذى يزعم أن الله قد أطلعه على ما هو من شأنه وحده سبحانه، وهو عِلْم الساعة، قد ضرب الله بالعَمَى الحيسى على عينه وقلبه وعقله حتى إنه لا يستطيع أن يفهم ما لا يمكن أى عامى جهول أن يخطئ فهمه، إذ يذكر (فى تعليقه على ترجمة الآية 54 من سورة "الأعراف") أن الله قد خلق الأرض فى أربعة أيام، ثم يشير إلى الآية العاشرة من سورة "فُصِّلَتْ" دليلا على ما يقول، مع أن الآية تقول بصريح العبارة إنه سبحانه وتعالى خلق الأرض فى يومين لا أربعة، وإن كانت قد أضافت عقب ذلك أنه عز شأنه بارك فيها وقدَّر فيها أقواتها فى أربعة أيام، فظن الجاهل الفَدْم أن هذه الأيام الأربعة هى أيام الخلق، وعَمِىَ عما قالته الآية قبل هذا مباشرة.
ومن كراهيته للمسلمين الذين كشفوا كذبه وعمالته ولم يبالوا به وأعطَوْه الطرشاء كما ينبغى مع أشباهه من الكذابين نراه يحقد عليهم حقدا أسود مفترصًا كل مناسبة ليشنّع بهم ويتهمهم بما يعلم هو قبل غيره أنهم منه براء قائلا إنهم مشركون وثنيون، لاوِيًا كُلّ آية نزلت فى حق اليهود والنصارى والكافرين بحيث يلصقها بأتباع النبى محمد مسوِّد الدنيا فى وجهه القذر، كما فعل على سبيل المثال فى الآية 31 من سورة "التوبة" التى تتحدث عن اتخاذ أهل الكتاب لأحبارهم ورهبانهم والمسيح بن مريم أربابا من دون الله، إذ يزعم أنها نزلت أيضا فى المسلمين أتباع محمد لعبادتهم مشايخهم وعلماءهم، قافزًا فوق القرون ليزعم أيضا أن الآية 33 من نفس السورة، ونصّها: "هو الذى أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليُظْهِره على الدين كله"، إنما تقصده هو، مع أنها تصرخ بعُلُوّ صوتها أن المقصود هو النبى محمد صلى الله عليه وسلم لا مسيلمة ماما أمريكا وبابا نويل أيضا، لكن ماذا نقول للوقحين الثخينى الجلد الذين لا يحسّون على دمهم؟ ومثل ذلك اتهامه المسلمين بأنهم يؤلهون النبى محمدا ويشركونه فى عبادتهم لله، وذلك بترديد اسمه فى الشهادتين والأذان والتحيات، مساويا بذلك بينهم وبين المنافقين الذين بنَوْا مسجد الضرار للتآمر فيه على النبى ودعوته. نجد هذا فى تعليق المنافق الكافر على ترجمة الآية 107 من سورة "التوبة"، التى تتحدث عن مسجد الضرار، وهو المسجد الذى أُسِّس لما أُسِّس له مسجد الكذاب رشاد خليفة فى توسان!
وهو لا يتوقف عند هذا الحد، بل يرمى الصحابة بأنهم عبدة أوثان وأنهم قد عبثوا بالنص القرآنى فأضافوا إليه آيتين فى نهاية سورة "التوبة"، وهما قوله تعالى: "لقد جاءكم رسولٌ من أنفُسكم عزيزٌ عليه ما عَنِتُّم، حريصٌ عليكم، بالمؤمنين رؤوفٌ رحيم* فإن تَوَلَّوْا فقل: حَسْبِىَ الله. لا إله إلا هو. عليه توكلتُ، وهو رب العرش العظيم". وهو يشير بهذا إلى ما ترويه كتب علوم القرآن من أن هاتين الآيتين كانتا مع خزيمة بن ثابت وحده، فأخذ بهما جامعو القرآن رغم أنهم كانوا يشترطون أن يكون هناك شاهدان لا شاهد واحد، نزولا على ما قاله الرسول الكريم فى حق خزيمة من أن شهادته بشهادة اثنين. ولا بد أن ننبه القراء إلى أن الآيتين لم تكونا مع خزيمة وحده إلا من ناحية الحفظ الشفوى وفى نطاق المدينة وحدها، أما من ناحية الكتابة فقد كانتا مسجَّلتين بالقلم والمداد ككل آيات القرآن. وعلى هذا فلم تكن ثَمَّةَ شبهةُ شكٍّ على الإطلاق فى أن الآيتين صحيحتان، وبخاصة أنه ليس هناك ما يمكن الاستناد إليه فى التشكيك فيهما لا من الناحية السياسيّة ولا من ناحية العصبية القَبَليّة ولا من أية ناحية أخرى، إذ لماذا يُقْدِم المسلمون (وهم على ما نعرف تحرُّجًا وخوفًا من الله وإجلالاً وتقديسًا لكلامه سبحانه، وليسوا كعملاء أمريكا الوقحين المنافقين) على اختراع وحى زائف وإضافته إلى كتاب الله؟ ومن هنا لم نسمع أحدا من الصحابة يعترض على هذا التصرف الذى تصرفته لجنة جمع القرآن. ثم إن ماء الأسلوب فى هاتين الآيتين هو نفس الماء فى أسلوب أمثالهما من الآيات وروحها ومضمونها، على العكس مثلا من أسلوب آيَتَىِ الغرانيق، أو آيات سورة "النورين" التى يقول بعض غلاة الشيعة إنها كانت فى القرآن ثم حُذِفت فى عهد عثمان، مما أثبتّ فى كتبى أنه لا واشجة تربطه بأسلوب القرآن المجيد مهما كانت تافهة. وهأنذا أضع بين يَدَىِ القارئ العزيز بعض الشواهد التى تدل على أن الأسلوب والمضمون فى الآيتين المذكورتين وأشباههما شىء واحد: "يا أيها الناس، قد جاءكم الرسول بالحق من ربكم" (النساء/ 170)، "يا أهل الكتاب، قد جاءكم رسولنا يبيِّن لكم على فترةٍ من الرسل" (المائدة/ 19)، "وما أكثرُ الناسِ، ولو حَرَصْتَ، بمؤمنين" (يوسف/ 103)، "إن تحرص على هداهم فإن الله لا يهدى من يُضِلّ" (النحل/ 37)، "فلعلك باخعٌ نفسَك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا" (الكهف/ 6)، "لعلك باخعٌ نفسك ألاّ يكونوا مؤمنين" (الشعراء/ 3)، "فبما رحمة من الله لِنْتَ لهم" (آل عمران/ 159)، "ونزَّلنا عليك الكتب تبيانًا لكل شىءٍ وهدًى ورحمةً وبشرى للمسلمين" (النحل/ 89)، "وننزِّل من القرآن ما هو شفاءٌ ورحمةٌ للمؤمنين" (الإسراء/ 82)، "وما أرسلناك إلا رحمةً للعالمين" (الأنبياء/ 107)، "قل: حَسْبِىَ الله. عليه يتوكل المتوكلون" (الزمر/ 38)، "وقالوا: حَسْبنا الله، ونعم الوكيل" (آل عمران/ 173)، "ومن يتوكل على الله فهو حَسْبه" (الطلاق/ 3)، "قل: هو ربى. لا إله إلا هو. عليه توكلتُ، وإليه متاب" (الرعد/ 30)، "ربُّ السماوات السبع، وربُّ العرش العظيم" (المؤمنون/ 86)، "الله لا إله إلا هو، رب العرش العظيم" (النمل/ 26)...
فماذا بقى لهذا البهلوان لكى يعتمد عليه فى الزعم بأن الآيتين المذكورتين قد أُضيفتا إلى القرآن على سبيل التحريف والتزييف؟ لم يبق له إلا تشغيل أسطوانة الرقم 19، وكأن الله سبحانه قد تحول إلى واضع فوازير يطالب المؤمنين بحلها، ومن ثَمَّ نرى الأفّاق يقول إن عدد المرات التى ذُكِرت فيها كلمة "God" من أول القرآن حتى ذلك الحين هو 1273، وهذا العدد يقبل القسمة على 19، أما لو أضفنا الآيتين المذكورتين فإن كلمة "God" التى فيهما سوف ترتفع بالعدد إلى رقم 1274، الذى لا يقبل القسمة على 19. أرأيت أيها القارئ منطق العِيَال هذا؟ ألا إن هذا لهو التنطع بعينه، إذ من قال إن عدد تكرار كلمة "God" (التى يستخدمها كذّابنا الضال المضلّ فى ترجمة كلمة "الله" وكلمة "رب" جميعا) لا بد أن يقبل عند هذه الآية القسمة على 19؟ أجاءه وَحْىٌ من قِبَل اسْتِه الغبية مثله يقول له هذا؟ وهذا كله إن صَحَّ ما يقول هذا المأفون، إذ هناك دراسات رصينة قد أظهر أصحابها أن الرجل (إن سميناه رجلا) مزيِّف وملفِّق من الطراز الأول فى دعواه هذه التى يقيم عليها رسالته الكاذبة الضالة، ومنها ما ألحقناه بهذه الدراسة كى يتبين الرُّشْد من الغَىّ كما تتلألأ أضواء الشمس فى رائعة النهار! إن ما يقوله ذلك المأفون يذكِّرنى بالطالب الغبىّ الذى كان يحفظ النحو دون أن يحاول إعمال عقله فيما يدرس، فكان يردد دائما فى إعراب جملة "ضرب زيد أخاه": "ضرب" فعلٌ ماض، و"زيدٌ" فاعل. فإذا سأله أحدهم أن يعرب جملة "ضرب علىٌّ أخاه" كان جوابه: "ضرب" فعلٌ ماض، ولو كان عندنا "زيد" لقلنا إنه فاعل، أما "علىٌّ" فلا أدرى ماذا يكون. ثم يمضى مرددا ما كان يردده من قبل: "ضرب" فعل ماض، و"زيد" فاعل. "ضرب" فعل ماض، و"زيد" فاعل. "ضرب" فعل ماض، و"زيد" فاعل. "ضرب" فعل ماض، و"زيد" فاعل. "ضرب" فعل ماض، و"زيد" فاعل... وهكذا دواليك كالحمار يحمل أسفارا. فهذا مثل هذا. إن رشاد خليفة ليشبه ذلك النجار الأحمق فى الأسطورة، الذى لم يأخذ مقاس صاحب السرير قبل أن يفصّله له، فجاء أقصر من جسمه. فما كان منه، حين رأى أن الرجل لا يستطيع أن يمد قدميه براحته وهو نائم، إلا أن أتى بمنشار وقَصَّ ساقيه حتى أصبحتا على قدر مقاس السرير، وبذلك حَلَّ المشكلة! وقد صنع كذّابنا ما صنع ذلك النجار، إذ قام بحذف الآيتين المذكورتين من السورة: هكذا بجرأة متناهية فى قلة العقل والأدب والإيمان والضمير، فلعنة الله عليه وعلى من يقفون وراءه وحوله!
والمضحك أن الكذاب رشاد خليفة لم يجد ما يسوغ به اتهام الصحابة الذين جمعوا القرآن على عهد عثمان بالزيادة فيه إلا أنهم أرادوا أن يضيفوا الآيتين من باب الثناء على النبى عليه السلام، وكأن القرآن لا يمتلئ بالآيات التى تثنى على الرسول الكريم بما هو أهله. والمضحك أيضا أنه يزعم أن عليًّا هو الشخص الوحيد بين الصحابة الذى أفزعته هذه الإضافة وأنه هبَّ يجمع القرآن فى صورته النقية التى تخلو من مثل هذا التزييف. وقد اعتمد كذابنا هنا على خبر فى "الإتقان فى علوم القرآن" للسيوطى لا علاقة له بجمع القرآن فى عهد عثمان، ولو كان لنا أن نصدق ما قاله الكذاب لكان معناه أن عليًّا، ابن عم الرسول وختنه، كان هو الشخص الوحيد الذى يكره أن يضاف إلى القرآن ثناءٌ على النبى صلى الله عليه وسلم، على حين أن الصحابة الآخرين الذين لا قرابة بينهم وبين الرسول كانوا هم المتحمسين لهذا التزييف! إن هذا لمنطقٌ سقيمٌ جِدّ سقيم! وإنه ليحق لنا أن نسأل الكذاب: كيف يا ترى لم يقم علىٌّ إذن بحذف هاتين الآيتين عندما آلت إليه مقاليد الخلافة؟ إن قرآن الشيعة يتضمن هاتين الآيتين مثلما تتضمنهما المصاحف التى فى أيدى أهل السنة سواء بسواء! يا لله لهذا المنافق الجبان فاقد العقل والحياء! أما احتجاجه بأن وجود آيتين مكيتين مثل هاتين الآيتين فى سورة مدنية هو أمرٌ جِدُّ غريبٍ فهو احتجاج غير مقبول لأن هذا ليس شيئا شاذا فى القرآن، فعندنا مثلا سورة "الأنفال"، التى تسبق "التوبة" مباشرة، وهى مثلها مدنية، ومع هذا ففيها سبع آيات مكية، وكذلك سورة "محمد" المدنية التى نزلت الآية الثالثة عشرة منها قبل الوصول إلى المدينة. أما سورة "إبراهيم" المكية ففيها آيتان مدنيتان، وتشبهها فى ذلك سورة "النحل" المكية التى تتضمن فى نهايتها ثلاث آيات مدنية، وسورة "الكهف" المكية التى تحتوى مع ذلك على ما يقرب من عشرين آية مدنية. والمضحك أيضا للمرة الثالثة قوله إن الله، الذى تعهد بحفظ كتابه، قد هيأه هو لدرء خطر العبث عن ذلك الكتاب بعد أربعة عشر قرنا. فإذا تذكرنا ما قاله الكذاب من أن القيامة قد اقترب ميعادها وأنها على بعد 300 سنة فقط، كان معنى هذا أن القرآن عاش عمره كله تقريبا يعانى من التحريف الذى فيه، فأين التعهد الإلهى بحفظه إذن؟ ويستطيع القراء أن يرجعوا فى ذلك كله إلى الملحق رقم 14 عقب الترجمة الرشادية الشيطانية للقرآن الكريم. والمضحك للمرة الرابعة أن هذا العميل الجامد الوجه الذى يرفض الأحاديث النبوية ويراها رجسًا من عمل الشيطان ويَسِمها بأنها شرك ووثنية هو هو نفسه الذى يعض على أحد هذه الأحاديث بالنواجذ كما يعض الكلب الجائع على عَظْمَة، لا لشىء سوى تَوَهُّمه أن بإمكانه اتخاذ هذا الحديث مستندا للتشكيك فى القرآن وللعبث الإجرامى به من خلال حذف آيتين كريمتين من آياته!
ومن بغض هذا العميل الذليل الرخيص فى سوق العمالة والخيانة لسيدنا رسول الله نراه ينكر عليه الشفاعة مستخدما منطقا عِيَاليًّا أعوج لا يدخل العقل، إذ يقول عند تعليقه على الآية 80 من سورة "التوبة": كيف يمكن أن تُقْبَل شفاعة النبى فى من لا يمتّون له بصلة قرابة فى الوقت الذى رُفِضَت فيه هذه الشفاعة بالنسبة لأعمامه وأخواله وأبنائهم، كما رُفِضَت شفاعة إبراهيم فى أبيه، ونوح فى ابنه؟ والرد على هذا التنطع الغبى من أيسر ما يمكن، إذ إن شفاعة هؤلاء الأنبياء إنما رُفِضَتْ بالنسبة للكافرين من أقاربهم هنا فى الدنيا، أما المؤمنون، سواء كانوا من الأقارب أو لا (إذ الإسلام لا يعترف إلا بقرابة العقيدة إذا تعارضت معها قرابة الدم)، فإن الله سبحانه سوف يأذن لرسوله فى الشفاعة فيهم يوم القيامة إذا رأت إرادته وحكمته العلية ورحمته البالغة ذلك تكريما له صلى الله عليه وسلم.
هذا، وفى نهاية الدراسة أحب أن ننظر معا فى النتائج المخيفة التى تجرنا إليها دعوة هذا الأفاق الكذوب متمثلة فيما كتبه أحمد عقلة، وهو واحد من أتباع قتيل "توسان" مسجد الكفر والضلال، فى موضوع حشمة النساء، إذ أكد أن كل ما ينبغى أن تراعيه المرأة فى ملابسها لا يخرج عن القواعد الثلاث التالية التى استمدها من القرآن فقط واكتفى فى تفسيرها بعقله هو دون الرجوع إلى أحاديث الرسول أو كلام أصحابه، وهو ما يمكن المجادلة فيه للصبح والظهر والعصر والمغرب والعشاء ثم صبح اليوم التالى وظهره وعصره ومغربه وعشائه ... وهَلُمَّ جَرًّا إلى أبد الآبدين، لأن ما يقوله إنما هو رأى من الآراء، ولن يحسم المسألة أو على الأقل يساعد فى حسمها ويضيِّق شُقّة الخلاف بينه وبين من لا يتفقون معه إلا أن يكون هناك مرجع خارجى يحظى باحترام كلا الطرفين، ألا وهو تفسير الرسول عليه السلام لمثل هذه الآيات. لكنه كأستاذه (أو فلنقل: "كرسوله") الكافر الكذاب يرفض إدخال النبى محمد عليه السلام فى الأمر فى الوقت الذى يريدنا فيه أن نأخذ بكلام رشاد خليفة وبكلامه هو، وكأن النبى عليه السلام كان مجرد ساعى بريد أتى بالقرآن وسلمه لنا فى صمت دون أن يفوه بكلمة واحدة، بل دون أن يكون له الحق فى أن يفوه بكلمة واحدة، لا لأن الله منعه من ذلك، بل لأن رشاد خليفة "أبا شخّة" قد أراد له الصمت المطبق. يعنى أن لخليفة وأتباعه الحق كل الحق فى أن يتكلموا ويفسروا القرآن، أما محمد فلا، إذ هو فى نظرهم لم يكن أكثر من ساعى بريد! مع أن ساعى البريد عادة ما يقف معنا بعض الوقت عند تسليمه إيانا ما يحمله لنا من رسائل ويتبادل معنا بعض الكلمات، وقد نناوله قطعة من الحلوى مما يتصادف أن كنا نأكله عند مجيئه، وقد نسأله عن الجو والأحوال، وربما امتد السؤال فشمل الجهة التى أرسلت الخطاب... إلى آخر ما يمكن أن نتناول من حديث مع الساعى، اللهم إلا أن يقول رشاد خليفة إن الرسل لم يكونوا سعاة بريد وحسب، بل سعاة بريد خُرْسًا عُمْيًا طُرْشًا، فهم لا يَرَوْن ولا يسمعون ولا يتكلمون. حاجَة كذا مثل هيلين كيلر! لكنْ حتى هيلين كيلر يا خَلْق هُوه قد تعلمت كيف تعبر عن نفسها وتتكلم بطريقتها وتعرف ما يقال لها بعد أن علّموها عن طريق النقش بالأصابع على كفها، إذ كان اللمس هو الحاسة الوحيدة التى كانت قد بقيت لها من بين الحواس جميعا. وبهذا يتضح أن رشاد خليفة قد ألزم النبى عليه السلام ألا يفتح فمه، وإلا كفَّر من يستمع إليه ووَسَمه بالشرك والوثنية. طيب، إذا كان هذا هو ما ينتظر من يستمع إلى أحاديث النبى ويعُدّها جزءًا من الدين، فما الذى ينتظر النبىَّ نفسَه إذا تكلم، وهو بالطبع وبكل تأكيد ويقين قد تكلم؟ أترك الجواب للقراء!
والآن إلى ما يقوله ضلال خليفة وأتباعه فى من يعتمد، إلى جانب القرآن الكريم، على السنة النبوية:
"Following a source other than Quran is idolatry. The following verse makes it clear that the Quran is God's Testimony. Following any other source is defined as idolatry.
Say, "Whose testimony is the greatest?" Say, "God's. He is the witness between me and you that this Quran has been inspired to me, to preach it to you and whomever it reaches. Indeed, you bear witness that there are other gods beside God." Say, "I do not testify as you do; there is only one god, and I disown your Idolatry." [6:19]"
ومعناه أن الاعتماد على أى مصدر آخر غير القرآن هو وثنية وشرك، وهذا ما تقوله حسب نظرهم الأعشى الكليل الآية التالية: "قل: أىُّ شىءٍ أكبرُ شهادة؟ قل: الله شهيدٌ بينى وبينكم. وأُوحِىَ إلىَّ هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ. أإنكم لتشهدون أن مع الله آلهةً أخرى؟ قل: لا أشهد. قل: إنما هو إلهٌ واحدٌ، وإننى برىء مما تشركون" (الأنعام/ 19)". وواضح أنه لا علاقة بين الآية الكريمة وهذا الهذيان الغائطى الذى يحاول المجرمون أن يرتِّبوه عليها مما لا علاقة له بها من قريب أو من بعيد، فالآية تتحدث عن شهادة الله سبحانه لرسوله بالصدق فى مواجهة تكذيب الكفار لما أتاهم به، ولا وجه للاستشهاد بها على أن الأحاديث النبوية ضلال فى ضلال، وأن الأخذ بها هو شركٌ ووثنيةٌ مَقِيتَة على ما يزعم هؤلاء الأوغاد. أرأيتم أيها المسلمون إلى ما يهدف إليه رسول الميثاق (اقرأ: "رسول الغدر والخيانة")؟ إنه يتكلم ملء فيه ويسوِّد آلاف الصفحات ويفسر القرآن تفسيراته الشيطانية الكافرة، ثم يستكثر على الرسول الذى نزل عليه هذا القرآن أن يفتح فمه ببنت شفة أو أن يعلِّق بكلمة واحدة على أى آية منه! وهكذا تكون "الرسالات الميثاقية" التى ترعاها أمريكا وتمولها أمريكا وتحميها أمريكا، ثم لا تؤمن بها أمريكا رغم كل شىء، كما لا تستطيع أن تحميها أمريكا رغم كل شىء أيضا، فيُقْتَل رسول الميثاق الذى هاجر إلى أمريكا كى يكون فى مأمن من القتل كما زعم، لكن الله غالب على أمره، فلم تُغْنِه أمريكا بشىء ويُقْتَل شَرَّ قِتْلَة!
ويعتمد عُقْلَة على الآية الأولى من سورة "التحريم" فى الزعم بأنه ليس من حق الرسول أن يشرِّع شيئا من عند نفسه، وهذا نص الآية: "يا أيها النبى، لمِ َتُحَرِّم ما أَحَلّ الله لك، تبتغى مرضاة أزواجك؟ والله غفور رحيم". لكن الآية لا تدل على ما يريد الكاتب أن يصل إليه، ذلك أنها تتحدث لا عن تشريع أتى به النبى الكريم من عند نفسه، بل عن تصرف شخصى له عليه السلام لم توافقه عليه السماء فنبهته إلى ذلك وأمرته بالعدول عنه. وإذا كان هذا قد حدث مع تصرف شخصى له لقد كان أَحْرَى وأَحْجَى أن يحدث هذا فى حالة ما لو شرَّع عليه السلام شيئا للمسلمين لم توافقه عليه السماء؟ أليس المنطق يقول بهذا؟ فما معنى أن السماء تركته عليه السلام ينصّ على أشياء قال إنها محببة إلى الله، وأشياء أوجبها على أتباعه باسم الله، وأشياء حرّمها عليهم من ذات المنطلق أيضا، ثم لم تعقِّب على شىء من هذا، وهى التى عوّدتنا على أن تتدخل فتنبهه إلى أن هذا الأمر أو ذاك لا يحظى من الله بالموافقة؟ إن الجواب بكل اطمئنان هو أن السماء قد تركت ذلك دون تعقيب أو تنبيه لأن ما قاله أو فعله عليه السلام يحوز القبول، وإلا اتَّهَمْنا السماءَ بأنها تُوَالِس معه صلى الله عليه وسلم وتساعده فى تضليل المسلمين وتعريضهم للارتداد عن دينهم إلى الشرك والوثنية، وهى التهمة الجاهزة عند الرشاديين (أو بالأحرى: "عند الضلاليين") لكل مسلم يلتزم سنة النبى محمد صلى الله عليه وسلم، أى للمسلمين جميعا، على حين أن الأمريكان عندهم ناس طيبون يحظَوْن بالرضا الإلهى.
أتدرون لماذا يحظى الأمريكان عندهم بالرضا الإلهى أيها القراء الكرام؟ لأن جورج واشنطن قد أعلن الشكر العام باسم الأمة الأمريكية لله لقاء ما أغدقه عليهم من نعم، وتجاهل هؤلاء الرشاديون (اقرأ: "الضلاليون") محادّة الأمريكان لله ولنبيه محمد، بل وإهمالهم لرشاد خليفة نفسه (رشاد خليفة "رسول الميثاق" كما يسمى نفسه ويسميه أتباعه)، وإلا فلماذا لم يؤمن الأمريكان بما يقوله هذا الرشاد (اقرأ: "هذا الضلال") على ما فيه من عُرَرٍ وعُجَرٍ وبُجَر؟ وهذا هو نص كلام الأفّاقين فى هذا الموضوع كما ورد فى موقعهم:
"God tells us in the Quran that He blesses the people and communities who are appreciative of His provisions and blessings. Only the disbelievers are unappreciative of their Creator and they will eventually suffer the consequences of their disbelief and arrogance. Here are some verses on appreciation and thanksgiving:
Your Lord has decreed: "The more you thank Me, the more I give you." But if you turn unappreciative, then My retribution is severe. [14:7]
You shall remember Me, that I may remember you, and be thankful to Me; do not be unappreciative. [2:152]
What will GOD gain from punishing you, if you became appreciative and believed? GOD is Appreciative, Omniscient. [4:147]
And He gives you all kinds of things that you implore Him for. If you count GOD’s blessings, you can never encompass them. Indeed, the human being is transgressing, unappreciative. [14:34]
We have endowed Luqmaan with wisdom: "You shall be appreciative of GOD." Whoever is appreciative is appreciative for his own good. As for those who turn unappreciative, GOD is in no need, Praiseworthy. [31:12]"
وخلاصته أن الله، حسبما جاء فى القرآن، يبارك الشعوب والأمم التى تقدر عطايا الله ونعمه، وأن الكافرين هم وحدهم الذين لا يحمدون ربهم، وأنهم سيذوقون عاقبة كفرهم وكبرهم. ثم يستشهدون بقوله تعالى: "فاذكرونى أَذْكُرْكم، واشكروا لى ولا تَكْفُرونِ"، وقوله جل شأنه: "ما يفعلُ الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم؟"، وقوله سبحانه: "وإذ تَأَذَّن ربُّكم: لإِنْ شكرتم لأزيدنَّكم، ولإِنْ كفرتم إنّ عذابى لشديد"، وقوله: "ولقد آتينا لقمانَ الحكمةَ أَنِ اشكر لله. ومَنْ شَكَرَ فإنما يشكر لنفسه، ومن كفر فإن الله غنى حميد"... فانظروا بالله عليكم إلام انتهى الحال بهؤلاء الضلاليين، فكفَّروا المسلمين جميعا من أول الصحابة فنازلاً فى الوقت الذى يَصِفُون فيه الأمريكان بالإيمان ويعلنون أن الله راضٍ عنهم ويُبَارِكهم رغم كل الجرائم التى ارتكبوها وما زالوا يرتكبونها فى حق البشرية، ورغم الإبادة التامة للهنود الحمر واستيلائهم على بلادهم بالأساليب المتوحشة الغادرة التى يعرفها كل من قرأ التاريخ، ورغم حربهم التى يشنونها على الإسلام وكتابه ورسوله وأتباعه ومعاضدتهم لليهود ضد المسلمين وإمدادهم لهم بكل ما يمكن وما لا يمكن تخيله من السلاح المدمر للقضاء عليهم وهدم بيوتهم ومساجدهم ومدارسهم ومستشفياتهم. وكل هذا من أجل أن جورج واشنطن قد تعطَّف فأعلن الشكر العام لله، مع أن خليفة نفسه ومن يؤازره على ضلاله يقولون إنه لا يكفى أن يقول المسلم إنه يؤمن بالله، بل يوجبون عليه أن يظل على ذكر منه دائما ليلا ونهارا بحيث لا يفارق خاطره طرفة عين. طبعا، أما الأمريكان فيكفى أنهم تذكروا الله مرة يوم 3 أكتوبر عام 1798م، ثم فليفعلوا بعد هذا ما يشاؤون، فهم قومٌ مغفورةٌ لهم خطاياهم، فهكذا رَأَى رشاد (الذى يذكِّرنى برشاد "ساعة لقلبك"). أليسوا يؤمنون بأن المسيحَ ابنَ الله قد مات على الصليب فداء لهم من الخطيئة الأولى؟ فماذا نريد أكثر من هذا؟ إن هذه مِنّا، وَايْمِ الحقّ، فَرَاغَةُ عَيْن!
ليس ذلك فقط، فهؤلاء الرشاديون (اقرأ: "الضلاليون") الذين يستشهدون بجورج واشنطن ويقيمون الدنيا ولا يقعدونها لكلمة قالها لا راحت ولا جاءت، ويجعلون منها مثلا يُحْتَذَى فى الإيمان بالله والقيام بواجب الحمد له سبحانه، نراهم فى ذات الوقت يحرِّمون على المسلمين أن يستشهدوا بأية كلمة قالها النبى صلى الله عليه وسلم، ولَعَنَ المترسِّل الكذّابَ الذى يضع يده النجسة فى يد الأمريكان الأنجس! ويمشى فى نفس الاتجاه تعليق رسول الخزى والعار على ترجمة قوله تعالى لرسوله محمد: "فإذا عزمتَ فتوكل على الله، إن الله يحب المتوكلين" (آل عمران/ 159) بأن الأمريكان هم الأمة الوحيدة الذين يكتبون على دولارهم: "توكلنا على الله"، فلذلك كانت عُمْلَتهم أقوى العملات، وكانت هى الأساس الذى تقاس به عملات الأمم الأخرى جميعا:"
The currency of the U.S.A. is the only currency that carries the phrase: "In God we trust." It is a fact that the American dollar has been the strongest currency in the world, and the standard by which all other currencies are measured. ".
وعَوْدًا لموضوع زِى المرأة نقول إنهم ينفون أن تكون تغطية الشعر مثلا أو الذراعين أو الساقين من الإسلام، وحجتهم تتلخص فى أمرين: أن القرآن لم ينصّ على شىء من هذا، بل المسألة كلها ليست أكثر من تقاليدَ وتفسيراتٍ للعلماء ما أنزل الله بها من سلطان. والثانى أن التاريخ قد ذكر لنا نساء كثيرات غير مسلمات فى القديم والحديث عرفن تغطية الشعر والاحتشام فى الملابس على النحو الذى تمارسه المرأة المسلمة هذه الأيام ظنًّا منها أنها تنفذ تعاليم دينها، على حين أنها إنما تقلد هؤلاء النسوة وتنصاع لكلام العلماء الجهلة الذين يشرِّعون لها ما ليس من الدين بل ما يخرجها منه إلى الشرك والوثنية!
وأما بالنسبة لما قاله القرآن فى هذا الصدد فيتلخص فى قواعدَ ثلاثٍ ليس غير، وهذه القواعد يمكن استخلاصها من الآيات التالية: "يا بنى آدم، قد أنزلنا عليكم لِبَاسًا يوارى سَوْآتِكم ورِيشًا، ولِبَاسُ التقوى ذلك خير" (الأعراف/ 26). فالمهم هو التخلق بخلق التقوى، وهذه هى القاعدة الأولى التى ينبغى أن تضعها المرأة نُصْبَ عينيها فيما يتعلق بملابسها. أما القاعدة الثانية فيشير إليها قوله تعالى: "ولا يُبْدِين زينتهن إلا ما ظهر منها، ولْيَضْرِبْن بخُمُرهن على جيوبهن " (النور/ 31). والخِمَار عنده ليس غطاء الرأس الذى تغطى به المرأة المسلمة شعرها، بل يصدق على كل غطاء سواء كان مفرش سفرة أو بطانية أو ستارة أو فستانا أو معطفا أو شالا أو قميصا أو بلوزة أو حتى رباط رقبة...إلخ. وكل المطلوب فى هذا الخمار أن يغطى الصدر، والصدر فقط، إذ لم تذكر الآية إلا الجيوب وحسب، والجيوب هى الصدور! ولو كان سبحانه يريد تغطية الرأس والشعر فما الذى منعه من التصريح بذلك؟ أما الزينة التى نهى الله النساء عن إبدائها (مستثنيًا مع ذلك "ما ظهر منها" على ما جاء فى الآية)، فإنه سبحانه لم يحددها بل تركها عامة تتبع العرف والتقاليد. ونأتى للقاعدة الثالثة التى ينبغى أن تلتزم بها المرأة المسلمة فى موضوع الملابس ولا تزيد، وإلا حق عليها غضب الله، وهذه القاعدة تتمثل فيما تقوله الآية التالية: "يا أيها النبى، قل لأزواجك وبناتك ونساء المسلمين يُدْنِينَ عليهن من جلابيبهن"، والمقصود هو تطويل الملابس مجرد تطويل، مع مراعاة أن القرآن لم يحدد مدى هذا الطول، بل تركه للعرف والتقاليد أيضا.
ومعنى هذا أن الظَّهْر لا تجب تغطيته ولا الأفخاذ ولا السيقان ولا الأذرع ولا السُّرَر، فقد سكتت الآيات عن كل ذلك فلم تذكر إلا الجيوب والسوءات، ومن ثم فليس من حق أحد، ولا حتى الرسول نفسه، أن يوجب تغطية شىء من هذا مادام المجتمع والعرف يبيحه. ومعنى هذا ببساطة أن كل امرأة ستكون على هواها فى ملابسها، أو فى أحسن الأحوال سوف تتبع ما هو سائد فى مجتمعها. ومعنى هذا أيضا أنه لا يحق للرسول أن يقول لنا شيئا فى ذلك الموضوع، لكن يحق للمجتمع أن يفرض سلطانه وكلمته على المرأة المسلمة حتى لو كان مجتمعا كافرا لا يؤمن بالإسلام، أو لا يؤمن بأى دين على الإطلاق! وبالمناسبة فهذا الكلام هو نفسه ما قاله محمد أسد كما يذكر الذين قرأوا مقالاتى عن ليوبولد فايس، وردَّده أيضا سعيد العشماوى. وعن المرء لا تَسَلْ، وسَلْ عن قرينه!
والآن إلى بعض ما وجدته على المشباك من موادّ خاصة برشاد خليفة التقطتها بعد أن انتهيت من دراستى هذه:
1- تعريف برشاد خليفة وبحثه
بقلم: بسام جرار
رشاد خليفة مصريّ، حاز على شهادة الدكتوراة في الكيمياء الصناعيّة، وعمل خبيراً لدى اليونسكو. سكن مدينة توسان، التي تقع في ولاية أريزونا، في الولايات المتحدة الأمريكيّة. قدّم نفسه على أنّه إمام لمسجد توسان، وأخذ يتحدث عن إعجاز العدد 19، وذلك في النصف الثاني من السبعينات. وقد صَدَر بحثه في أكثر من نشرة، ثمّ جعله في كتاب بعنوان: "معجزة القرآن الكريم"، وكانت الطبعة الأولى عام 1983م.
حين بَدَأت أمارات الانحراف تظهر في فكر وسلوك رشاد خليفة جاء ذلك متزامناً مع بروز خلافات ومشاكل له مع المصلين في مسجد توسان، وتفاقمت هذه المشاكل إلى أن تمّ طردُه، فقام بتأسيس مركز خاص به وبدعوته، التي استهلها بإنكار السُّنّة وختمها بادّعاء الرسالة. وقد أصبح فيما بعد ممن يملكون الملايين، مما جعل الشبهات تدور حول شخصه وصِلَتِهِ بجهات معادية للإسلام. وكانت خاتمته أن وُجد مقتولاً طعناً بسكّين، وذلك في المركز الذي أنشأه. ويحاول أتباعه، أو الجهة التي من ورائه، أن يعطوا تفسيراً لمقتل هذا الرسول المدّعي، والذي لم يكمل رسالته، في محاولة لإكمال مسيرة الكيد للإسلام.
وإليك أخي القارئ تعريفاً بكتاب (معجزة القرآن الكريم) المطبوع في دار العلم للملايين، في بيروت، عام 1983م، مضافاً إليه بعض المسائل التي أشار إليها رشاد خليفة في نشرات أخرى:
1. أول ما نزل من القرآن الكريم 19 كلمة:"إقرأ باسم ربك الذي خلق ... علّم الإنسان ما لم يعلم"، هذا على اعتبار أنّ (مالم) هي كلمة واحدة. وهذه الكلمات ال 19 هي 76 حرفاً، أي (19×4)، وذلك وفق الرسم العثماني للقرآن الكريم. أمّا عدد أحرف سورة (العلق) فهو 285 حرفاً، أي (19×15)، وعدد آياتها هو 19 آية، وهي السورة 19 قبل الأخيرة في ترتيب المصحف.
تعليق: هذه المعلومات صحيحة، ولكن لا وجه عندنا لاعتبار مالم كلمة واحدة.
2. ثاني ما نزل من القرآن الكريم الآيات (1-9) من سورة القلم، وهي 38 كلمة، أي (19×2). وثالث ما نزل من القرآن الكريم الآيات (1-10) من سورة المزمّل، وهي 57 كلمة، أي (19×3). ورابع ما نزل الآيات (10-30) من سورة المدّثر، والآية 30 هي: "عليها تسعة عشر". وخامس ما نزل سورة الفاتحة، وكان أن نزل:"بسم الله الرحمن الرحيم"، الآية الأولى من سورة الفاتحة.
تعليق:
أ- نزلت سورة العلق أولاً، ثم القلم، ثم المزّمل، ثم المدّثر، ثم الفاتحة. والمشهور أنّ أول ما نزل هي الآيات (1-5) من سورة العلق. أمّا ترتيب نزول القلم و المزّمل و المدّثر فلا مجال للجزم بصحته، لأنّ هذه المسألة هي محل خلاف وتعددت فيها أقوال العلماء.
ب- ثم إنّ عدد كلمات الآيات (1-9) من سورة القلم هو 39 وليس 38. ويبدو أنّهُ اعتبر ما يسطرون كلمة واحدة، على اعتبار أنّ هذه الجملة يمكن أن تُؤَوّل بكلمة واحدة هي كلمة كتابتهم. وهذا غير مقبول، لأننا نعتمد في عدد الحروف والكلمات على رسم المصحف، المسمّى الرسم العثماني، وليس على أساس المعنى. وإذا تمّ اعتماد المعنى كأساس فسوف لا تكون كلمة كتابتهم كلمة واحدة.
ج- عدد كلمات الآيات (1-10) من سورة المزّمل هو 58 وليس 57، ويبدو أنه اعتبر ما يقولون كلمة واحدة.
3. عدد أحرف البسملة هو 19 حرفاً، وذلك وفق الرسم العثماني. وتكررت كلمات البسملة كالآتي: اسم تكررت 19 مرة. وتكرر لفظ الجلالة الله 2698 مرة، أي (19×142). وتكررت كلمة رحمن 57 مرة، أي (19×3). وتكررت كلمة رحيم 114 مرة، أي (19×6). وعليه يكون مجموع تكرارات العدد 19 لهذه الكلمات هو (1+142+3+6) = 152 = (19×8).
تعليق: تكرار لفظ الجلالة الله في القرآن الكريم هو 2699 وليس 2698، وما ينبني على ذلك لا يكون صحيحاً.
4. تكررت البسملة "بسم الله الرحمن الرحيم" في القرآن الكريم 114 مرة، أي (19×6). وإذا بدأنا العدّ من سورة التوبة، والتي لا تُستهل ببسملة، فسنجد أنّ ترتيب سورة النمل، والتي تتضمن بسملتين، هو 19. وإذا جمعنا أرقام السّور، من سورة التوبة إلى سورة النمل، فسنجد أنّ المجموع هو 342 أي (19×18)، وهذا هو أيضاً عدد الكلمات من بداية سورة النمل إلى نهاية الآية 29. ولا ننسى أنّ الآية 30 هي:"إنّه من سليمان، وإنه بسم الله الرحمن الرحيم".
تعليق: هذا إلى حدٍّ ما صحيح، ولكن وفق قاعدته في إحصاء الكلمات، من مثل: "ما يسطرون" و "ما يقولون"، فإنّ عدد الكلمات من سورة النمل هو 340 وليس 342، لأنّ هناك كلمتين في الآية 25 هما: "ما تُخفون" و "وما تعلنون". وبذلك يتضح أنّه لا يلتزم قاعدة في الإحصاء.
5. هناك 29 سورة في القرآن الكريم تُستهل بأحرف نورانيّة، وعدد هذه الأحرف هو 14 حرفاً، يتألّف منها 14 فاتحة. وعليه: (19+14+14) = 57 أي (19×3).
تعليق: هذا صحيح.
6. تستهل سورة القلم بالحرف ن وقد تكرر هذا الحرف في السورة 133 مرّة، أي (19×7). وتستهل سورة ق بالحرف ق وقد تكرر في السورة 57 مرّة، أي (19×3). وتستهل سورة الشورى بالحروف حم عسق، وقد تكرر الحرف ق في السورة أيضاً 57 مرّة. وعليه يكون مجموع تكرار الحرف ق في السورتين هو 114، أي (19×6). وتكرر الحرف ص في سور ( مريم، الأعراف، ص)، والتي تُستَهَلّ بـ (كهيعص، المص، ص) 152 مرة، أي (19×8).
تعليق: هذا لا يصحّ حتى تُرسم ن هكذا نون ولم نجد هذا الرسم في المصاحف العثمانيّة، ويحتاج الأمر إلى دراسة ومتابعة للتحقق من وجود هذا الرسم في الصاحف العثمانيّة. ولا يكون مجموع الحرف ن في سورة القلم 133 حرفاً حتى نُحصي حروف البسملة. وكذلك لا يصح إحصاؤهُ لحرف ص في السور الثلاث حتى تُرسم كلمة بصطة، في سورة الأعراف، هكذا بسطة، ولم نجد ذلك في المصاحف العثمانيّة حتى الآن.
7. تستهل سورة مريم بالحروف (كهيعص). ومجموع تكرار الأحرف: (ك، هـ، ي، ع، ص) في سورة مريم هو 798، أي (19×42). وتستهل سورة يس بالحرفين (ي، س). ومجموع تكرار الحرفين في السورة هو 285 أي (19×15). ومجموع تكرار (ح+م) في سور الحواميم هو 2147 أي (19×113). ومجموع تكرار الأحرف (ع+س+ق) في سورة الشورى هو 209 أي (19×11). ومجموع تكرار (ح+م) في السور (غافر، فصلت، الشورى) هو 1121 أي (19×59). ومجموع تكرار (ح+م) في السّور (فصلت، الشورى، الزخرف) هو 1045 أي (19×55). أمّا تكرار (ح+م) في (الزخرف، الدخان، الجاثية، الأحقاف) فهو1026 أي (19×54). وأخيراً فإن تكرار (ح+م) في (غافر، الدّخان، الجاثية، الأحقاف) فهو 1102 أي (19×58).
تعليق:
أ- هذه الإحصاءات صحيح، مع ملاحظة أنّهُ تمّ إحصاء الحرفين (ح+م) في بسملات سور الحواميم السبع.
ب- تمّ إحصاء تكرار الحرفين (ح، م)، في السّور السبع كلها، فكان المجموع هو من مضاعفات العدد 19. أما مجموع التكرار في كل سورة على حِدة فليس من المضاعفات.
وبعد، فإنّ الذي سلف هو تفصيل ما صحّ من بحث رشاد خليفة، وإليك تفصيل ما لَفَّقَهُ وافتراهُ، وذلك وفق ما ورد في كتابه (معجزة القرآن الكريم) المشار إليه سابقاً:
1. لم يصح إحصاؤه لحرف الألف في سورة البقرة، وتناقض في قاعدة الإحصاء للألفات والهمزات في هذه السورة وسور أخرى.
2. لم يصح إحصاؤه لحرف الألف في سورة آل عمران، وتناقض أيضاً في قاعدة إحصاء الألفات والهمزات.
3. لم يصح قوله بأنّ مجموع تكرار الأحرف ( ا،ل، م، ص ) في سورة الأعراف هو من مضاعفات العدد 19.
4. لم يصح قوله بأنّ مجموع تكرار الأحرف ( ا، ل، ر ) في سورة يونس هو من مضاعفات العدد 19.
5.لم يصح قوله بأنّ مجموع تكرار الأحرف ( ا، ل، ر ) في سورة هود هو من مضاعفات العدد 19.
6. لم يصح قوله بأنّ مجموع تكرار الأحرف ( ا، ل، ر ) في سورة يوسف هو من مضاعفات العدد 19.
7. لم يصح قوله بأنّ مجموع تكرار الأحرف ( ا، ل، م، ر ) في سورة الرعد هو من مضاعفات العدد 19.
8.لم يصح قوله بأنّ مجموع تكرار الأحرف ( ا، ل، ر ) في سورة إبراهيم هو من مضاعفات العدد 19.
9.لم يصح قوله بأنّ مجموع تكرار الأحرف ( ا، ل، ر ) في سورة الحجر هو من مضاعفات العدد 19.
10. لم يستطع رشاد خليفة أن يُلفّق في عدد تكرارات الحروف ( هـ، ط، س، م ) لسهولة التحقق من ذلك عن طريق الكمبيوتر، فكان أغلب تلفيقاته متعلّقة بحرف الألف، الذي يصعب التحقق منه، لأنّ برامج الكمبيوتر المتوفرة في حينه لا تُعين على ذلك. ولم يجد رشاد خليفة أنّ مجموع تكرار الحرفين ( ط، هـ )، في سورة طه، هو من مضاعفات العدد 19، وكذلك الأمر في الحرفين ( ط، س )، من سورة النمل، وكذلك الحروف ( ط، س، م )، من سورتي القصص والشعراء. لذلك كله ذهب إلى القول بأنّ مجموع تكرار ( هـ، ط، س، م ) في سّور (مريم، طه، الشعراء، النمل، القصص) هو من مضاعفات العدد 19. ولا ندري ما هي هذه الفاتحة هطسم التي اخترعها. ثم إنّه قد أحصى (هـ) في سورة مريم، ولم يحص، على سبيل المثال، (س) في سورة يس!!
11.لم يصح قوله بأنّ مجموع تكرار الأحرف ( ا، ل ،م ) في سورة العنكبوت هو من مضاعفات العدد 19.
12. لم يصح قوله بأنّ مجموع تكرار الأحرف ( ا، ل، م ) في سورة الروم هو من مضاعفات العدد 19.
13. لم يصح قوله بأنّ مجموع تكرار الأحرف ( ا، ل، م ) في سورة لقمان هو من مضاعفات العدد 19.
14. لم يصح قوله بأنّ مجموع تكرار الأحرف ( ا، ل، م ) في سورة السجدة هو من مضاعفات العدد 19.
بعد التحقُّق من تكرار الأحرف في السّور المذكورة سالفاً وجدنا أنّ رشاد خليفة قد تعمّد التحريف والتلفيق ليخلص إلى نتيجة أنّ تكرار الأحرف المذكورة في كل سورة من هذه السور هو من مضاعفات العدد 19. ولا مجال لتصوّر أن يكون الأمر من قبيل الخطأ لظهور ذلك تماماً في أبحاثه. وقد جاءت التطورات في فكره وسلوكه لتبتّ هذه المسألة
الخلاصة:
لقد حَرّف رشاد خليفة إحصاء أحرف فواتح (12) سورة. أما فيما يتعلق بالعدد 19 ومضاعفاته فلم تصح أقواله في (23) سورة من أصل 29 هي سور الفواتح.
2- أيُّ رسولٍ هذا ؟!
بقلم: بسّام جرّار
لا يغيب عن بال رشاد خليفة أن ياتي بالدليل المزعوم على أنه رسول؛ فهو يزعم أنّ الله قد أظهره على سرّ العدد 19 في القرآن الكريم، ويعتبر ذلك دليلاً على أنّ الله قد اختاره رسولاً. يقول رشاد في رسالته إلى الرؤساء والملوك: "والذين لا يستحقّون رسالة الله ممنوعون من حق الوصول إلى القرآن"، أي أنه يعتبر الوصول إلى بعض أسرار القرآن الكريم دليلاً على الإختيار الربّاني. وعلى الرُّغم من تهافت هذا الكلام فلن نهمله، لاحتمال علوق شوائبه في أذهان البعض ممن قرأ كلام الرجل.
كم من عالمٍ وكم من باحثٍ وفّقهم الله إلى كشف أسرار القرآن الكريم واستخراج كنوزه، فهل هؤلاء أيضاً كلهم رسل؟! وقد يُجيبك رشاد فيقول: ولكنهم لم يدّعوا النبوة أو الرسالة. نقول: معنى هذا أنّ من كشف سراً من أسرار القرآن الكريم فقد عُصم من الانحراف والزلل والإلحاد وادّعاء النبوة!! وهذا فهم عجيب لا يقبله أهل العقل ولا أهل النقل.
يستشهد رشاد بالقرآن الكريم ليدلل على منطقه هذا: "... ومنهم من يستمع إليك، وجعلنا على قلوبهم أكِنّةً أن يفقهوه، وفي آذانهم وقراً، وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها..." (الأنعام: 25 ). من قال إنّ الكفار لم يفهموا معاني القرآن الكريم؟! بل هو بلسان عربي مبين، ولكنهم لم يفقهوه: "فهم لا يفقهون". هم إذن لم يفهموا الفهم المؤدي إلى الاعتبار والاتعاظ والالتزام بشريعة الله، وذلك نتيجة انحرافهم. فهل معرفة أنّ عدد سور القرآن الكريم هو 114 سورة، ومعرفة أنّ هذا العدد هو من مضاعفات العدد 19، هو الفقه؟! يبدو أنّه لم يفقه قوله تعالى:"وإن يروا كل آيةٍ لا يؤمنوا بها"؟! فشتّان بين من رأى ومن فقِه.
ويستشهد رشاد بآية أخرى:"وإذا قرأتَ القرآنَ جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجاباً مستوراً* وجعلنا على قلوبهم أكنّةً أن يفقهوه وفي آذانهم وقراً"(الإسراء:45،46). واضح أنّه يستدل بهذه الآية على طريقة استدلاله بالآية السابقة، وكأنّه لم يفطن إلى أنّ مثل هذا الاستدلال يعني أنّ كل مستشرق درس الإسلام وتبحّر في علومه واستخرج من درره، لا بدّ أن يكون مسلماً مهتدياً. وهذا يعني أيضاً أنّ شخصاّ مثل الوليد بن المغيرة يُعتبر مهتدياً أيضاً؛ فقد وصف القرآن الكريم وصفاً جميلاً، وعبّر عن تذوّقٍ رفيع لإعجازه، وعلى الرغم من ذلك فقد قال القرآن الكريم في حقّهِ:" ثم عبس وبسر* ثمّ أدبر واستكبر* فقال إن هذا إلا سحرٌ يؤثر* إن هذا إلا قول البشر* سأصليه سقر* وما أدراك ما سقر* لا تبقي ولا تذر* لواحة للبشر* عليها تسعة عشر" (المدثر: 22-30). إنّ هذه الآيات من سورة المدّثر، والتي ورد فيها العدد 19، تتحدث عن موقف الوليد بن المغيرة، الذي لم يُغن عنه امتداحه للقرآن الكريم شيئاً. ولو قرأ رشاد خليفة الآية 31 من سورة المدّثر، والتي تُبيّن الحكمة من ذكر العدد 19، لوجد:" ... كذلك يُضلّ اللهُ من يشاء، ويهدي من يشاء"، فلا المعرفة هدت، ولا المدح عصم.
القول بأنّ الله تعالى قد أظهر رشاد خليفة على سر من أسرار القرآن الكريم هو قول يجانب الصواب؛ فقد تبيّن لنا بعد دراسة أبحاثه أنّه غير أمين ويتعمّد التلفيق. ويبدو أنّ ذلك كان مدخلاً له لعله يساعده في ادّعائه أنّه رسولٌ من الله.
يقول رشاد خليفة في رسالة عنوانها ( رسالة مرسلة إلى الرؤساء والملوك في العالم الإسلامي): "جذر الكلمة رشد مذكور في القرآن الكريم 19 مرة"، وبالرجوع إلى صفحة 320 من المعجم المفهرس لألفاظ القرآن، لمحمد فؤاد عبد الباقي، نجد أنّ رشد ومشتقاتها وردت في القرآن الكريم 19 مرة. وهذا صحيح، ولكن لو رجع رشاد خليفة إلى صفحة 605 من المعجم نفسه، لوجد أنّ كلمة كَفَرَ قد وردت في القرآن الكريم 19 مرة. ولو رجع إلى صفحة 612 من المعجم نفسه، لوجد أنّ كلمة الكفّار قد وردت في القرآن الكريم 19 مرة أيضاً. ولو رجع إلى صفحة 716 لوجد أنّ كلمة المنافقين قد وردت في القرآن 19 مرة، ولوجد أنّ مشتقات نفق هي 38 أي (19×2).
استكمالاً للصورة نقوم بعرض بعض أخطاء رشاد خليفة في رسالته: ( رسالة مرسلة إلى الرؤساء والملوك في العالم الإسلامي). مع ملاحظة أنّ الرسالة لا تتجاوز الوريقات القليلة:
1. يقول رشاد إنّ مجموع الآيات في القرآن الكريم هو 6346 أي (19×334). وهذا القول يحتاج إلى تحقيق، إذ أنّ عدد آيات القرآن الكريم على طريقة الكوفيين كما جاء في كتاب ناظمة الزهر، للإمام الشاطبي، هو 6236 آية. والفارق كما نلاحظ كبير. وإذا أضفنا 112 بسملة يكون المجموع هو 6348، وهذا يعني أنّه اختار أن يكون عدد آيات القرآن الكريم 6234 آية، والسر في هذا الاختيار أنّه يعتقد بأنّ عدد آيات سورة التوبة هو هو 127 وليس 129، وهذا يعني أنّه يَطعنُ في الصحابة، رضوان الله عليهم، وليس هذا بعجيب، فقد كانت هذه السقطة من مقدمات الانحراف قبل أن يُعلن أنّه رسولٌ من الله.
2. يقول إن كلمة قرآن ذُكِرت في القرآن الكريم 57 مرة، أي (19×3)، ويقول إنّها وردت في 38 سورة، أي (19×2). ويقول: عندما نجمع أرقام الآيات التي وردت فيها كلمة قرآن يكون المجموع هو 2660 أي (19×140).
وهذا كلّه خطأ، وكل ما بني عليه يكون خطأً أيضاً؛ فلفظة القرآن، بضم النون وفتحها وكسرها، وردت في القرآن الكريم 58 مرة. وعند حذف الآية 15 من سورة يونس: "قال الذين لا يرجون لقاءَنا ائت بقرآنٍ غير هذا أو بدّله"، على اعتبار أنّهم يطلبون قرآناً غير هذا القرآن المنزّل، يصبح المجموع 57 كلمة. وإذا أحصينا كلمة قرآن منوّنة بتنوين الفتح، مثل: "إنّا أنزلناهُ قرآناً عربياً"، نكتشف أنّ كلامه غير صحيح أيضاً؛ فلماذا فرّق بين كلمة قرآن بضم النون وفتحها وكسرها، وبين كلمة قرآناً بتنوين الفتح؟! وقد نسعفه بجواب فنقول: وردت كلمة قرءان وفق هذا الرسم 57 مرة، وذلك بعد حذف الكلمة التي وردت في الآية 15 من سورة يونس، كما أشرنا.
أمّا قوله إنّ ال 57 كلمة قرآن قد وردت في 38 سورة، فهذا غير صحيح؛ فلو رجعنا إلى المعجم المفهرس لألفاظ القرآن، لوجدنا أنّ عدد السّور التي وردت فيها ال 57 كلمة قرآن هو 34 وليس 38 كما زعم.
أمّا قولهُ إنّ مجموع أرقام الآيات التي وردت فيها كلمة القرآن هو2660 فغير صحيح أيضاً؛ لأنّ المجموع هو 2847. فكيف بنا لو أحصينا البسملات في عدد آيات السور، كما فعل عند إحصاء مجموع آيات القرآن الكريم؟!
3. يقول إنّ كلمة واحد، عندما تكون صفةً لله تعالى، تكررت في القرآن 19 مرة. وهذا غير صحيح، لأنّ كلمة واحد، بتنوين الضم والكسر، وردت 19 مرة، ووردت كلمة واحداً، بتنوين الفتح، ثلاث مرات. وعليه يكون المجموع 22 تكراراً. ويمكنه أن يقول إنّ كلمة واحد، والتي جُمّلها 19، تكررت صفة لله تعالى 19 مرّة.
4. يقول رشاد:"عند جمع أرقام السّور، وإضافة أرقام الآيات التي ذُكرت فيها كلمة رشد و خليفة نجد أنّ المجموع = 1463 أي 19× 77 ". وهذا غير صحيح. وإليك التفصيل: يقول رشاد:"مجموع أرقام السُّور والآيات المذكور فيها رشد هو (19×72)+1= 1369". وهذا صحيح، مع ملاحظة أنّ هذا العدد يزيد عن مضاعفات العدد 19، هذا إن لم نجمع أرقام السُّور المكررة، وإلاّ فإنّ المجموع عندها يزيد بمقدار 334.
ويقول:"مجموع أرقام السُّور والآيات التي وردت فيها كلمة خليفة هو: (19×5)-1=94". وهذا أيضاً غير صحيحح؛ حيث أنّ كلمة خليفة وردت في القرآن الكريم مرتين فقط: في الآية 30 من السورة رقم 2، وفي الآية 26 من السُّورة رقم 38، وعليه يكون المجموع: (30+2+26+38) =96 وليس 94 كما يقول رشاد خليفة. ويقودنا هذا إلى سؤال متكرر: هل الخطأ عند رشاد يأتي سهواً، أم ماذا؟! فإن قال: بل رجعتُ إلى المصاحف التي تعتبر البسملة آية، نقول: عندها يصبح العدد 98. وإن قال: بل أخطأتُ في جمع الأرقام، نقول: فأيّ رسولٍ أنت، وأي دليل جئتَ به لتثبت رسالتك؟!.
5. يقول رشاد في رسالته للرؤساء والملوك:"إنّ أهم ما أمر به القرآن هو: أعبد الله وحده. وهذا ورد في: (7: 70، 39: 45، 40: 12 و 84، 60: 4) ومجموع أرقام هذه السّور والآيات هو 361 أي 19×19. انظر المعجم المفهرس، تحت وحده صفحة 745". نظرنا في صفحة 745، كما طلب رشاد، فوجدناه قد أسقط ذكر الآية 46 من سورة الإسراء،التي ترتيبها في المصحف هو 17، أي أنه أسقط مجموع: 46+17. واللافت للنظر أنّه أسقط آية يستشهد بمعناها على رسالته في مواضع أخرى، والآية هي:" وجعلنا على قلوبهم أكنّةً أن يفقهُوهُ وفي آذانهم وقْراً، وإذا ذكرتَ ربّك في القرآنِ وحدهُ ولّوا على أدبارهم نُفوراً". وقد يكون قصد أن يُحصي كلمة وحده عندما تعود إلى لفظ الجلالة الله، فالإحصاء عندها يكون صحيحاً، ولكن لا علاقة لذلك، كما ترى، بادّعائه الرسالة.
6. في مطبوع أرسله رشاد إلى صديق لنا بناءً على طلبه، حاول مرّة أخرى أن يُثبت أن اسم رشاد خليفة ورد في القرآن الكريم، فبحث في الجذر خلف، فلمّا لم يجد ضالّتهُ نظر في معاني مشتقات الجذر خلف وتخيّر على هواه منها 19 كلمة، ثم زعم أنّ كلمة خليفة وردت في القرآن 19 مرة، وتعمّد أن يترك بعض الكلمات. ولا يبعد أن يكون قد أوّل ما تركه لتسلم له دعواه.
معلوم أنّ كلمة خليفة لها معنى لغوي، وآخر اصطلاحي، فإذا أحصى رشاد الكلمات التي وردت في المعنى اللغوي فلن يصل إلى مبتغاه، وكذلك إذا أحصى الكلمات التي وردت في المعنى الاصطلاحيّ، أو فيهما معاً. وإليك بعض الأمثلة للكلمات التي تركها فلم يحصها، على الرُّغم من أنّه قد أحصى مثيلاتها:
"... قال بئسما خلفتموني من بعدي.." الأعراف: 150.
"...وقال موسى لأخيه هارون أخلفني في قومي وأصلح.." الأعراف: 142
"ولو شئنا لجعلنا منكم ملائكة في الأرض يَخلُفون" الزخرف: 60
"فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية.." يونس: 92
"...ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خَلفِهم.." آل عمران: 170
وغير ذلك كثير من الكلمات التي لم يُحصِها ليصل إلى القول بأنّ كلمة خليفة قد تكررت في القرآن الكريم 19 مرّة. ومن (بهلوانيّاته) الكثيرة، في محاولاته لإثبات رسالته، نكتفي أخيراً بهذا المثال:
قال رشاد: "وردت رشاد في السورة 40 في الآية 29، وفي السورة 40 الآية 38. وأنّ خليفة وردت في السورة 2 الآية 30، وفي السورة 38 الآية 26". ولمّا وجد أنّ هذه الأرقام لا تقسم على العدد 19 قام بحذف الآية 30 من السورة 2، وذلك حتى يصبح المجموع من مضاعفات العدد 19: (40+29+38+26) = 133 = 19×7. والآية التي لم يُحصِ فيها كلمة خليفة هي:" وإذ قالَ رَبّك للملائكةِ إنّي جاعلٌ في الأرضِ خليفة..." والعجيبُ أنّ مسوّغ عدم إحصائها عنده أنّه يزعم أنّ كلمة خليفة في الآية يقصد بها الشيطان. ومن الغريب أنّه كان قد أحصاها عندما أراد أن يُثبت أنّ كلمة خليفة وردت في القرآن الكريم 19 مرة. فأي رسولٍ هو هذا؟!
3- نهاية العالم
بقلم: بسام جرار
في كتابه (معجزة القرآن الكريم) المطبوع عام 1983م، وبعد كلامه عن الحقيقة التاسعة والأربعين، يتحدث رشاد خليفة عن (نهاية العالم)[1]. وقد توصّل بعد سلسلة من التلفيقات إلى القول بأنّ نهاية العالم ستكون عام (1710 هـ). ونحن هنا لا نهدف إلى بسط أقواله والرد عليها، بل نهدف إلى إزالة بعض الشبهات التي يمكن أن يطرحها الكتاب في أذهان البعض.
جاء في البخاري ومسلم عن الرسول، صلى الله عليه وسلّم، أنّ سورة الفاتحة هي السبع المثاني المذكورة في قوله تعالى:" ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآنَ العظيم"، وذلك لأنها تُثنّى فتُقرأ في كل ركعة. أما رشاد خليفة فيرى أنّ الأحرف النّورانيّة ال (14) هي السبع المثاني، على اعتبار أنّ العدد (14) هو (7×2). ولا ندري على أي وجه في اللغة العربية يمكن فهم هذا التفسير؛ فالأحرف النورانية هي (14) حرفاً، وليست سبعاً تُكرر وتُثنّى، وهي أحرف مختلفة، فأيّ سبعةٍ منها تُثنّى؟!.
إنْ كان في كلام رشاد خليفة شيء يستحق النظر فهو ما ينقله عن تفسير البيضاوي في مقدمة سورة البقرة: "... كما قال أبو العالية متمسكاً بما روي أنّه، عليه الصلاة والسلام، لمّا أتاهُ اليهود تلا عليهم الم البقرة، فحسبوه[2] وقالوا: كيف ندخل في دين مدّته إحدى وسبعون سنة، فتبسّم رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فقالوا: فهل غيره؟ فقال: المص، و الر، و المر. فقالوا خلطت علينا فلا ندري بأيها نأخذ. فإنّ تلاوته إيّاها بهذا الترتيب عليهم، وتقريرهم على استنباطهم، دليل على ذلك"[3].
كان يجدر بالكاتب[4] قبل أن يبني على هذا الحديث، أن يُخرِّجه ليعلم صحته من ضعفه، وعلى وجه الخصوص عندما يتعلق الأمر بقضيةٍ مهمة من قضايا العقيدة. والمحققين من العلماء صرّحوا بضعف الحديث.
يرى الكاتب أنّ الرسول، صلى الله عليه وسلم، أقرّهم على هذا الفهم. ويظهر ذلك أيضاً في عبارة البيضاوي:"... فإن تلاوته إياها بهذا الترتيب عليهم وتقريرهم على استنباطهم[5] دليل على ذلك"[6]. والذي يبدو لنا أنّ الإقرار هو احتمال من احتمالات تبسُّمه، صلى الله عليه وسلم؛ فقد يكون تبسُّمه، صلى الله عليه وسلم، مستغرباً طريقتهم في فهم الأمور، وفي استنباط الأحكام. دعنا نفترض أنّه إقرار، فهل أقرّهم، عليه السلام، على استنباطهم أنّ مدة الدين الإسلامي هو 71 سنة؟! ودعنا نفترض أنّهم لم يسألوا عن غيرها – أي عن غير الم – فهل كُنّا سنخرج بنتيجة أنّ المدّة هي 71 سنة ؟! فلو كان الرسول، صلى الله عليه وسلم، تبسّم ثم قال لهم: إنّ هناك غيرها: المص، المر، الر، لكان هذا أقرب إلى أنّه إقرار. ولكنه، صلى الله عليه وسلم، تبسّم ساكتاً، فقالوا: فهل غيره؟ فقال: المص، والر، والمر.
دعنا نُسَلّم بأنه إقرار، فما معنى قولهم: "خلطت علينا، فلا ندري بأيها نأخذ "؛ فهم يرون أنّ عُمْر الرسالة يؤخذ من فاتحة واحدة، فمن أين لنا إذن أنّ المدة تؤخذ من مجموعها؟! وكيف لنا أن نعرف أنّ نهاية عُمْر الدين الإسلامي تُعرَف من مجموع قيمة ال (14) حرفاً وفق حساب الجُمّل؟! ثم إنّ الرسول، صلى الله عليه وسلم، قال لهم: المص والمر والر. ثم ما الذي يمنع أن يكون ذلك هو قِيَم مجموع الأحرف، أي: أ، ل، م، ر، ص، ...الخ، وذلك حيث وردت في كل سور الفواتح ال 29، أو حتى في القرآن كلّه. فأي معرفة هذه هي التي يمكن أن نصل إليها مع كلّ هذه الاحتمالات؟!
4- حوار صحيفة البشير مع رشاد خليفة
البشير: بطاقتك الشخصيّة، الاسم الكامل، عدد الأولاد، عدد الزوجات؟
رشاد : هذه أمور شخصيّة.
البشير: المؤهلات العلميّة؟
رشاد : أحمل شهادة الدكتوراة في الكيمياء.
البشير: معمّر القذافي، هل لكم فيه علاقة أو ساعدكم ماديّاً؟
رشاد : لم يساعدنا بمليم، بالعكس هو وضعني في السجن.
البشير: لماذا؟
رشاد : يعتقد أنني أشكّل خطراً على حكمه.
البشير: هل كنت في ليبيا؟
رشاد : لا، هم خطفوني من هنا إلى ليبيا، وأمر بإعدامي ثم رجعت بمعجزة.
البشير: تقول إن اسمك واسم أبيك ذُكرا في القرآن؟
رشاد : هذا صحيح. لو عندك المعجم المفهرس النسخة الأصلية ص 320 تجد
كلمة "رَشَدَ".
البشير: يعني أنك تدعي أنك رسول الله؟
رشاد : أنا لا أدّعي ذلك، أنا عندي ألف برهان على أني رسول الله.
البشير: ماذا يعني ذلك؟
رشاد : ربي ذكر في القرآن أنّ الرسول الذي يأتي بعد كل الأنبياء اسمه رشاد خليفة.
البشير: إذا وجدت اسمي في القرآن بطريقتك الحسابية هل يعني أني رسول؟
رشاد : والله إذا وجدت الدليل الكافي أهلاً وسهلاً.
البشير: هل يأتيك الوحي؟
رشاد : نعم عن طريق جبريل.
البشير: كيف يأتيك جبريل؟ وهل يكلمك بأن الله قال كذا؟
رشاد : يأتيني وأنا في منتهى الوعي ويقول لي إنّ الله قال كذا.
البشير: ماذا قال لك جبريل آخر مرة؟
رشاد : الأسبوع الماضي قال لي إنّ الصالحين لا يموتون.
البشير: نحن نعرف أنّ الصالحين لا يموتون؟
رشاد : وريني في أيّ كتاب، وأنا قرأتهم كلهم يقول إنّ الصالحين موجودين في الجنة.
البشير: إذا بعثت لك من أقوال العلماء من قال بذلك ماذا يعني ذلك؟
رشاد : أني أخطأت.
البشير: لكن هذه من الوحي؟
رشاد : جبريل أخطأ.
البشير: هل تؤمن بالتوراة والإنجيل الموجودة؟
رشاد : نعم، لأنّي عارف مواقع التحريف. وأومن بالغالبية العظمى منهم.
البشير: والذي قبلها؟
رشاد : قال لي من يموت قبل الأربعين سنة يدخل الجنة مهما عمل. طبعاً هذه رسالة ضخمة،
سنلقي عليك قولاً ثقيلاً.
البشير: الأملاك التي عندك، كالمسجد والأرض أُعطيت لك من جمعية يهودية. ما رأيك؟
رشاد : ولماذا اليهود يهمهم أن يثبت أنّ القرآن من الله؟
البشير: عندنا ملفات وأوراق رسمية تثبت هذا.
رشاد : أهلاً وسهلاً.
البشير: سمعنا عندك عمارات. من أين لك هذا؟
رشاد : أنت زعلان ليه؟ أنا مليونير، والملايين عندي لا تعني شيئاً.
البشير: رأيك في المجتمع الأمريكي؟
رشاد : أقرب إلى الله من السعوديين والمصريين والعراقيين، لأنّ عندهم الحريّة، والفتنة أشدّ
من القتل. أنا إذا ذهبت إلى السعودية فسيقتلوني.
البشير: من قال لك ذلك؟
رشاد : عبد الله بن قعود كلمني شخصيّاً وأهدر دمي، هذه تكفي. إنّ بني إسرائيل
قتلوا الأنبياء، والسعوديّة تُهدر دم رسول الله.
البشير: تقول إنّ معجزتك أكبر من معجزات جميع الأنبياء والمرسلين؟
رشاد : نعم، لأنّ ربي قال عنها إنّها لإحدى الكُبَر.
البشير: تقول إنّ مصر ستموت عام 1990، هل الوحي أخبركَ بذلك؟
رشاد : نعم جبريل قال لي ذلك، أصلوا ستأتيكم خبطة.
البشير: أنا قرأت اعترافاتك عند البوليس وحوكِمت مرتين، وأنت اعترفت بجزء من
الاغتصاب، والبنت عمرها 17 سنة؟
رشاد : ما حصلت محكمة وكلها كذب.
البشير: من المعروف أنّ الرُّسل هم يذهبون إلى الناس ويدعوهم وأنت تطلب من
الناس أن يأتوك؟
رشاد : أنا أزور الناس والآن أزورك في هذه اللحظة وأبلّغك الرسالة.
البشير: أنا أقول إنك على ضلال ومرتد؟ ولو يوجد خليفة يجب أن يقام عليك حد الردّة؟
رشاد : هذا شيء يعود لك، فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، وسنلتقي يوم القيامة.
البشير: لدي شعور قوي من خلال كلامي الكثير معك بأنك نفسك لست مقتنع بهذا الكلام؟
رشاد : يضحك ... من حقك أن تشعر هذا الشعور ...
البشير: أنا أعتقد أنك مرتد وكافر؟
رشاد : أنت عربي مش كده؟
البشير: نعم.
رشاد : أنت ممنوع من الإيمان، لأنّ باب التوبة قفل عليك.
البشير: أنت من العرب؟
رشاد : أنا مش من العرب، الحمد لله.
البشير: أيش أنت؟
رشاد : أنا مصري والمصريين ليسوا عرب، فالعرب معروفين أشدّ كفراً ونفاقا.
البشير: ماذا عن الذي يؤمن بك من العرب؟
رشاد : ما فيش ولا واحد يستطيع أن يؤمن، لأنّهم ممنوعين من الإيمان، وأنت ممنوع من الإيمان، وأنا غير مندهش طبعاً.
البشير: ما عندك أتباع من العرب؟
رشاد : ليس عندي ولا عربي، وما أقبل أي عربي، إلا إذا كان به دم غير عربي،
مثلاً أبوه إيطالي والعكس. وعندي من جميع الجنسيّات ما عدا العرب.
البشير: لأنّهم يفهمون القرآن والسنّة فما تستطيع أن تضحك عليهم، على عكس
الأعاجم؟
رشاد : سيكونوا كلهم معك يوم القيامة في جهنّم، معروفة يعني يا أخ ... أنا أتحداك
أن تقول أشهد أن لا إله إلا الله.
البشير: أشهد أن لا إله إلا الله؟
رشاد : يبقى أنت مش عربي.
البشير: متى تقوم الساعة؟
رشاد : نعم هذه أيضاً جبريل جاء بها، وستكون سنة 2280م، وهي من مضاعفات
الرقم 19، وسوف نتقابل يوم القيامة.
البشير: إن شاء الله لن نتقابل، لأنك مرتد ومصيرك إلى النار؟
رشاد : سأقابلك وسأكون شاهد عليك، ويمكن أن أزورك في جهنم كمان.
البشير: نريد أن ندعوك إلى شيكاغو؟
رشاد : الأحد الثاني من شهر July 1990.
5- تعريف برشاد خليفة مأخوذ من بحث بعنوان "البشارة بالقضاء على اليهود" منشور بموقع "المركز الفلسطينى للإعلام":
"رشاد خليفة: رشاد عبد الحليم خليفة، بهائي، ادعى النبوة، ولد بكفر الزيات بمصر سنة 1354هـ، والده شيخ الطريقة الشاذلية الصوفية بمدينة طنطا، كان معروفاً بسوء الخلق والعناد منذ صغره، ويميل إلى الكذب والمراوغة، تخرج بتقدير مقبول من كلية الزراعة، فلم يستطع إكمال دراسته، أكمل دراسته في أمريكا، عن طريق الكنيسة والمؤسسات التنصيرية، فنال خلال أربعة أعوام درجة الدكتوراه في الكيمياء الحيوية ثم عاد لمصر، ، أنكر السنة وافترى على النبي صلى الله عليه وسلم، أصدر المجمع الفقهي سنة 1409هـ فتوى بتكفيره، ادعى النبوة في شهر رمضان 1409هـ، إلى أن دخل عليه مجاهد مسلم فطعنه عدة طعنات في بيته، 31/يناير/ 1990م، فقتله في مدينة توسان بأمريكا، انظر تتمة الأعلام، محمد خير يوسف، بيروت، دار ابن حزم، ط1، 1418هـ - 1998م، 1/175-177".
5- مقال أسامة فوزى عن رشاد خليفة، وهو مأخوذ عن مجلته المشباكية: "عرب تايمز"
كتب أسامة فوزي (رئيس تحرير مجلة "عرب تايمز" المشباكية):
* في الثاني من يونيو حزيران عام 1988 رن الهاتف في مكتبي وكان على الطرف الاخر رجل يتحدث بلهجة مصرية بادرني بالسؤال : ممكن اتكلم مع اسامة فوزي ؟ قلت : انا اسامة ... قال : انا رشاد خليفة رسول الله ... قلت له : نعم ... رشاد مين ؟ قال : رشاد خليفة رسول الله ... قلت : رسول ايه يا خوي ؟ قال : رسول الله !!
كنت اعتقد لاول وهلة ان المتصل قاريء يريد ان يتظارف ... لكني تذكرت على الفور اني قرأت شيئا ما عن مواطن امريكي من اصل مصري يدعي النبوة في امريكا ... كما كنت قد نشرت رسالة بعث بها الدكتور اسعد بصول من شيكاغو بعنوان :" ظهور مسيلمة جديد في امريكا " تناول فيها رشاد خليفة بشكل مفصل .
* بعد ايام تلقيت رسالة بريدية من مسجد "توسان" في ولاية اريزونا موقعة باسم "الدكتور رشاد خليفة رسول الله " يدعوني فيها الى الدخول في دينه الجديد والتصديق به ... وبعد استعراض لادلته النبوية ( انقر على الرسالة لتكبيرها ) ... قال : " ان هذه أهم رسالة في التاريخ وقد ترك لك الله سبحانه وتعالى حرية الاختيار فيمكنك أن ترمي هذه الرسالة وترمي معها كل امل في الجنة وكل السعادة والعزة في الدنيا والاخرة ... اما اذا اخترت ان تنشر هذه الرسالة وان تختبر البراهين التي انزلها الله سبحانه وتعالى والمعجزات التي تفوق معجزات موسى وعيسى فلك من الله عظيم الاجر وانا على استعداد لبحث الدلائل والبراهين معكم وقتما تشاؤون " .
* نشرت رسالة رشاد خليفة في العدد الخامس عشر من عرب تايمز ... وجعل ت مانشيت الصفحة الاولى :" دكتور مصري في اريزونا يدعي النبوة ودكتور فلسطيني يرد عليه " فبعث الي رشاد خليفة برسالة شكر ضمنها " عينة صغيرة من المعجزة التي تفوق معجزات موسى وعيسى مجتمعين " كما يقول ويقصد بها معجزته هو .( انقر على الرسالة لتكبيرها ).
* ارفق الدكتور رشاد خليفة برسالته ورقة تتضمن " شهادة البراهين على ان رش اد خليفة رسول الله " .( انقر على الشهادة لتكبيرها ).
قمت انذاك بنشر رسالة رشاد خليفة على غرابة ما ورد فيها والحقتها بمقال وصل الينا من الدكتور اسعد بصول استاذ العلوم الاسلامية في الكلية الاسلامية الامريكية في شيكافو ... كان عنوان المقال " ظهور مسيلمة جديد في أمريكا "( انقر هنا لقراءة مقال الدكتور بصول ) خصصه للهجوم على رشاد خليفة وتكفيره وضحد ادعاءاته ... فعاد رشاد خليفة يكتب الينا مدافعا عن دينه الجديد لتتحول صفحات عرب تايمز انذاك الى ميدان لمعركة بين رشاد خليفة ... وعشرات المسلمين الذين ردوا عليه ... وكان والدي ممن تصدوا للرد على رشاد خليفة منتصرا لرأي الدكتور اسعد بصول( لقراءة رده انقر هنا ) .( انقر على رسالة رشاد خليفة لتكبيرها ).
* توقف رشاد خليفة عن الكتابة الينا ودعوتنا الى دينه الجديد بعد عامين متواصلين لم يكل خلالهما ولم يمل في دعوة الناس الى التصديق به لضمان دخولهم الجنة ...ولم يعد رشاد خليفة يظهر في مسجد توسان الذي اسسه في ولاية اريزونا ... وفوجئنا بخبر صغير تنشره الصحف الامريكية يقول ان الشرطة وجدت جثة رشاد خليفة في شباط فبراير عام 1990 مضرجة بالدماء في مطبخ منزله وتبين بعد المعاينة ان الرجل قتل ذبحا وطعنا بالسكاكين وبعد عامين ع لى مقتله اعلن عن القاء القبض على بعض اتباعه بتهمة ارتكابهم لجريمة القتل ... وأسدل الستار على رشاد خليفة رغم ان مسجده لا زال مقرا لاتباعه في مدينة توسان وكان مقتل رشاد خليفة موضوع غلاف لمجلة المجلة السعودية التي تصدر في لندن ( العدد رقم 536 الصادر في 22 مايو 1990 ) .... وقد تلقيت قبل ايام رسالة باللغة الانجليزية من احد اتباعه يؤكد فيها مجددا بأن رشاد خليفة هو رسول الله !!( انقر على غلاف المجلة لتكبيره )
* لا يكاد يمر يوم الا وتنشر الصحف المصرية خبرا عن ظهور انبياء جدد تقوم الشرطة باعتقالهم ... ودخل الحلبة مؤخرا " نبي " كويتي اعتقل الشهر الماضي بعد ان اعلن صراحة انه نبي الله ... لكن الذي ميز " رشاد خليفة " عن غيره من مدعي النبوة هو انه الوحيد بينهم الذي وصل الى درجة عالية من التعليم ... فهو دكتور في الكيمياء وكان استاذا لهذه المادة في جامعات الولاية وكان رشاد خليفة عبقريا في استخدام الكومبيوتر لاثبات نظرياته في وقت لم يكن جهاز الكومبيوتر معروفا لدى العرب او لم يكن منتشرا بعد.
* ولد رشاد خليفة في كفر الزيات عام 1935 لاب اشتهر بأنه شيخ طريقة صوفية اسمه عبد الحليم محمد خليفة اما امه فهي زينب سليمان دويدار ... وعرف رشاد في سنواته الاولى بالورع والتصوف قبل ان يلتحق بجامعة عين شمس التي تخرج منها بتفوق وحصل على بكالوريوس الزراعة قبل ان يعمل بوظيفة مهندس بالهيئة العامة للاصلاح الزراعي عام 1957...وفي عام 1959 حصل على بعثة دراسية لدراسة الدكتوراة في امريكا حيث حصل على درجة الدكتوراة في الكيمياء من جامعة اريزونا
* في عام 1966 عاد الدكتور رشاد الى مصر ليعمل مدرسا في جامعة القاهرة ورئيسا لقسم البحوث البستانية في كلية الزراعة الا انه هرب من وظيفته عبر الحدود الليبية ومنها الى الولايات المتحدة للعمل كخبير في الامم المتحدة ...قبل ان يترك عمله ويعود الى اريزونا اماما لمسجد مدينة توسان ورئيسا للمركز الاسلامي في المدينة .
* كان رشاد خليفة معروفا لدى العرب والمسلمين في الولاية وكان رئيسا للمركز الاسلامي في المدينة وظل زعيما للمسلمين فيها الى ان اعلن في مطلع عام 1980 ان جبريل عليه السلام قد أتاه بالوحي ... وان جبريل امره بالاعلان عن رسالته في عام 1988 وهو تاريخ نشر بيانه في عرب تايمز بأنه رسول الله ...والذي اعقبه بالكتابة الينا طالبا مني شخصيا الدخول في دينه الجديد الذي بدأ يدعو اليه من مسجد خاص به " مسجد توسان " الذي يقال انه قد حصل عليه من احدى الجمعيات اليهودية الخيرية دون مقابل .
* من ابرز دعاوى رشاد خليفة حض المسلمين على رفض ما جاء في السنة النبوية والاكتفاء بما ورد في القران الكريم ...وهو يقول انه رسول من عند الله وان القران لا ينفي وجود الرسل بعد محمد وانما ينفي وجود الانبياء وهناك - كما يقول - فرق بين النبي والرسول .
* يقول رشاد خليفة في بياناته ان معجزة القران الكريم لا تكمن بفصاحته كما يشاع وانما تكمن في الرقم 19 وان القران الكريم كله مركب من رقم 19 ومضاعفاته .
* بيانات واعلانات رشاد خليفة رسول الله اثارت الرأي العام المصري بعد ان نشر الصحافي الكبير احمد بهاء الدين في عام 1988 مقالين في جريدة الاخبار المصرية اشار فيهما الى خطورة ما ينادي به استاذ الكيمياء الدكتور رشاد خليفة وتهجمه على الازهر وقال ان نشرات رشاد خليفة التي يوزعها على الصحف تبدو ممولة تمويلا جيدا.... وكان رشاد خليفة اول من ارتدى البدلة من بين الشيوخ وهو يسبق بذلك كل الشيوخ الجدد من طراز عمرو خالد والجندي وغيرهما .
الى جانب اعجاز الرقم 19 للدكتور رشاد خليفة اراء كثيرة مثير للجدل فهو يقول :
* طاعة الرسول محمد واجبة فقط فيما اتى به من القران .
* الصلاة تكون كما صلاها ابراهيم وليس كما حددها الرسول .
* هناك ايات شيطانية اقحمت على القران وهي ليست منه مثل الايتين الاخيرتين من سورة التوبة " لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم " ... اما لماذا يعتبرها مدسوسة على القران فيقول : " ان كلمة الله تتكرر 2298 مرة في القران وهذا الرقم من مضاعفات الرقم 19 ولو جمعت ارقام الايات التي نجد فيها كلمة الله تجد انها 118123 وهذا الرقم ايضا من مضاعفات الرقم 19 فاذا قبلنا هاتين الايتين الاخيرتين من سورة التوبة لوجدنا ان النظام العددي للقران سوف ينهار " .
* كل من اتبع البخاري ليس مسلما لان البخاري لا يتبع قول الله سبحانه وتعالى .
* الشيعة والخميني جميعا في النار .
* الاخوان المسلمون لا يلتزمون بالقران ومن لا يلتزم بالقران هو من اهل النار ولذا فهم اخوان الشياطين.
* انا رسول الله وقد ورد اسمي رشاد في القران 19 مرة .
* ابن باز وابن عثيمين ومتولي الشعراوي وشيخ الازهر يقودون الملايين الى جهنم وبئس المصير .
* جميع الانبياء من قبلي لم يؤتوا معشار ما اتاني ربي والانبياء ثلاثة فقط هم ابراهيم ومحمد وأنا .
* قال لي جبريل : ان كل من يموت قبل سن الاربعين سوف يذهب الى الجنة .
* لا يوجد للزكاة نصاب ... اي احد معه يعطي لمن ليس معه .
* الحج عند المسلمين باطل لانهم جعلوه ثلاثة ايام اما في القران فهو اربعة اشهر معلومات . * من الملفات الغامضة في حياة رشاد خليفة علاقته بمعمر القذافي فقد زار رشاد خليفة ليبيا والتقى بالقذافي قبل ان يعلن ان الوحي قد نزل عليه وتصريحات القذافي الذي ينكر فيها السنة النبوية مستقاة من افكار رشاد خليفة وعاش رشاد خليفة في قصر القذافي وكان له تأثير قوي عليه ويقال ان القذافي كان يموله ويبدو ان خلافا وقع بينه وبين القذافي في المراحل الاخيرة حيث رغب القذافي في انتحال صفة النبوة وبدأ يغير في القران الكريم مما خلق تنافسا مع رشاد خليفة الذي هرب من ليبيا الى امريكا وشن حملة شعواء على القذافي ... وبعد مقتل خليفة نشرت مجلة المجلة - كما اشرت اعلاه - موضوع غلاف عن مقتله اشارت فيه الى بعض النقاط الهامة في مسيرته منها :انه وجهت اليه تهمة الاعتداء الجنسي على فتاة قاصر ... وتقول المجلة :" اعترف خليفة بمداعبته بعض مفاتن جسمها الا ان التهمة لم تثبت عليه ولم يصدر بحقه اية عقوبة حسب ما جاء في مجريات المحاكمة ".