من فلسفة الصوم
محمود رفعت
من قواعد النفس أن الرحمة تنشأ عن الألم ، وهذا بعض السر الاجتماعي العظيم في الصوم ، إذ يبالغ أشد المبالغة ، ويدقق كل التدقيق ، في منع الغذاء وشبه الغذاء عن البطن وحواشيه مدة آخرها آخر الطاقة ؛ فهذه طريقة عملية لتربية الرحمة في النفس ، ولا طريقة غيرها إلا النكبات والكوارث ؛ فهما طريقتان كما ترى : مبصرة وعمياء ، وخاصة وعامة ، وعلى نظام وعلى فجأة .
ومتى تحققت رحمة الجائع الغني للجائع الفقير ، أصبح للكلمة الإنسانية الداخلية سلطانها النافذ ، وحكم الوازع النفسي على المادة ؛ فيسمع الغني في ضميره صوت الفقير يقول : " أعطني " ثم لا يسمع منه طلبا من الرجاء ، يل طلبا من الأمر لا مفر من تلبيته والاستجابة لمعانيه ، كما يواسي المبتلي من كان في مثل بلائه "
من مقالة شهر الثورة للأديب الكبير الأستاذ مصطفى صادق الرافعي رحمه الله وأدخله فسيح جناته !
اللهم آمين !!!
تقبل الله منكم ومنا صالح الأعمال !
وجعلنا سبحانه وتعالى من عتقائه من النار في هذا الشهر الكريم المبارك !
اللهم آمين آمين آمين !