لكل إجرام فلسفته
عبد الله عيسى السلامة
اللصّ يسوّغ جريمته ، بمسوّغات شتى ، أبرزها : الحاجة.. ! وهذا نوع من الفلسفة ؛ أي : حالة فكرية ، تسوّغ الجريمة ، وتؤطّر لها : خُلقياً ، وإنسانياً ! وبالتالي : يجب أن يقارَع الفكر بالفكر، وتُدفع الحجّة بالحجّة .. في نظر اللصّ ، والمدافعين عنه !
والبَغيّ تفعل الشيء ، ذاته ؛ حين تسوّغ بغاءها ، بمسوّغات إنسانية ! وقد تجد مَن يسوّغ معها ، ويلقي المسؤولية على المجتمع، الذي اضطرّها ، إلى ماتفعل ! وهذه حالة فكرية ، يجب أن يراعى ، فيها ، جانب الفكر، وتقرع الفكرة بالفكرة ، والحجّة بالحجّة .. في نظر البغيّ ، والمدافعين عنها !
والذين يختطفون الشعار الإسلامي ، ويرتكبون ، تحت ظلّه ، أخبث الشناعات.. يزعمون أنهم أصحاب فكر، ويوجب مؤيّدوهم ، على الآخرين ، أن يقارعوهم الحجّة بالحجّة، برغم أن كتاب الله ، الذي يدّعون التمسّك به، هو، ذاته، وبكل مافيه من آيات.. حجّة قائمة عليهم! وسنّة رسول الله ، حجّة قائمة عليهم، كذلك ، بأنصع ماتكون الحجّة! إلاّ أنهم يرفضون الاحتكام ، إلى الكتاب والسنّة ، ويطلبون من الآخرين ، أن يبايعوا أميرهم ، لمجرّد أن في أيديهم سلاحاً ، يمكّنهم من قتل الأطفال والنساء ، والشيوخ والعجزة !
فأيّ أصحاب الحجج الفكرية، هؤلاء ، أجرأ ، بحجّته ، على الله ، وكتابه ، ونبيّه .. والقيم الإنسانية السامية النبيلة ، بلا استثناء !؟