العولمة في ميزان الإسلام

سلطان بن محمد الحارثي

(طالب ماجستير في كلية العلوم التربوية بجامعة مؤتة - الأردن)

[email protected]

الحمد لله الذي له الأمر من قبل ومن بعد، يرفع أمماً فيبوئها مراتب العزة والغلبة على من سواها، ويخفض أخرى حينما تركن إلى التوكل وتتقاعس عن الأخذ بالأسباب، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين... وبعد

كيف هي أمتنا منذ أن بعث نبينا محمد صلى الله عليه وسلم؟ ومروراً بالخلافة الراشدة والصحابة رضوان الله عليهم وأتباعهم ومن تبعهم بعد ذلك على المنهج الرباني النبوي، كان العزة شعاراً والشموخ عنواناً، صدحوا بنور الحق فحق لهم العزة والمكانة، وما قالها الفاروق حين قالها: (نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فإذا ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله) إلا وللقول مغزى، وللعزة صلة قوية بالتمسك الوثيق بالعروة الوثقى.

ومع مرور الزمن وتتابع العصور بدأ الأمة الإسلامية يصيبها الوهن والضعف بعد أن دخلت عليها مفاهيم تتنافي مع مبادئها وعقيدتها وحضارتها الخالدة من هذه المفاهيم الدخيلة على مجتمعاتنا هو مفهوم (العولمة)، هذا المفهوم الذي يعبث في كل جوانب الحياة الإنسانية ويتدخل فيها، فهناك عولمة اقتصادية وسياسية واجتماعية، وهذه التدخلات في غالبها مخالفة لمبادئ الإسلام ويراد بها إظهار الشعارات البراقة للوصول إلى الأهداف التي تنخر في مجتمعاتنا واقتصادنا وسياستنا، فكان من الواجب التحذير من هذا الفكر البراق في ظاهرة الخداع في باطنه ونواياه، ومن هنا بدأن فكرة هذه الورقة البحثية المتواضعة، ومن هذا المطبق تكمن أهمية هذا البحث.

وسأجب من خلال هذا البحث عن الأسئلة التالية:

-      ما مفهوم العولمة في اللغة والإصلاح؟

-      كيف نشأة العولمة وهل لها علاقة بالثقافات الغابرة؟

-      ما المقصود بالعولمة الاقتصادية (الرأسمالية).

-      ما المقصود بالعولمة السياسية (الديمقراطية).

-      ما المقصود بالعولمة الثقافية.

-      ما المقصود بالعولمة الاجتماعية (الحرية الشخصية).

-      ما النظرة الإسلامية لمجالات العولمة السابقة؟

-      هل العولمة مرفوضاً جملة وتفصيلاً أم أن فيها جوانب تحاكي الدين الإسلامي؟

-      ما خطر العولمة على العقيدة الإسلامية؟

ومن خلال هذه العناصر التي تحتاج إلى إجابة أتمنى أن تكون الورقات التالية كفيلة للإجابة عليها بشكل يمنع اللبس والشبهة، وأسأل الله أن يحسن نياتنا وأعمالنا وأن يجعلها خالصة لوجهه الكريم بهدف رفع الجهل عنا وعن المسلمين ومعرفة حقيقة كل ما يحاك تجاه الإسلام والمسلمين.

والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل.

مفهوم العولمة في اللغة:

تطلق العولمة في اللغة ويراد بها العالم. وهي مفردة جمعها عوالم – والعوالم هي أجزاء الكون فالعولمة بهذا المفهوم تطلق على البوتقة التي تضم كل عوالم العالم – أي أجزاءه. (ابن منظور، 1995).

فجعل الشيء على مستوى عالمي أي نقله من حيز المحدود إلى آفاق اللامحدود فالعالم كله تكون إطار الحركة والتعامل والتبادل والتفاعل فيه عالمية على اختلاف صوره السياسية والاقتصادية والثقافية وغيرها متجاوزا الحدود الجغرافية المعروفة للدول المختلفة وهذا المعنى يجعل العولمة تطرح ضمنا مستقبل الدول القومية وحدود سياستها ودورها سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي. (هالة، 1997).

مفهوم العولمة في الاصطلاح:

تعددت آراء الباحثين حول مفهوم العولمة وكثرت تعبيراتهم وتعليقاتهم ومسمياتهم لها

 أولا: فمنهم من عرفها بالكونية وما يتصل بها من إشارات متكررة تدل على المتغيرات الدولية الكائنة على الساحة العالمية لذلك عرفها بعض الباحثين بأنها كينونة القرن الحادي والعشرين. (البندراني، 2004).

 ثانيا: ومن الباحثين من عرفها بأنها تعني ( العالم الآن يمر بمرحلة مختلفة جذريا عما كان عليه من قبل فالعالم لا بد وأن يتأثر بنفس السلوك طبقا لقانون العولمة فهي الصورة التي من خلالها نرى المستقبل ونحدد أبعاده " فبعد قرن طغت فيه الأفكار الاشتراكية والديمقراطية، ... ظهرت الآن... حركة جديدة تقتلع القديم من الأفكار وتحمل في زعمها الخير للبشرية داعية إلى إلغاء الحدود والمسافات بين الدول والشعوب. (سميح، 2002)

ثالثا: أنها هي " سيطرة وغلبة ثقافة من الثقافات على جميع الثقافات في العالم، أو كما يقول عنها البعض: كونية الثقافة بغية الهيمنة وسلب خيرات الشعوب لصالح تلك الثقافة. وهذا المفهوم يقتصر على العولمة الثقافية فقط.(حبيب، 1420)

رابعا: وورد في مفهومها أيضا: أن العولمة هي حركة متدفقة ثقافيا، واقتصاديا، وسياسيا، وتكنولوجيا، وهذا المفهوم جعل العولمة حركة متدفقة ثقافيا واقتصاديا وتكنولوجيا والصحيح أنها ليست حركة لأن الحركة وليدة لحظتها كما أنها لا تأخذ الصبغة الاستمرارية وإنما العولمة فكر له جذوره القديمة كما أنها قائمة على أسس ثابتة مخطط لها تخطيطا محكما منذ أمد بعيد.(البندراني، 2004)

وأرى بناءاً على التعريفات السابقة التي أوردها المفكرون أن تعريف العولمة هو: السيطرة على العالم سياسياً و اقتصادياً و عسكرياً و ثقافياً و اجتماعياً من خلال تهميش الدين وذلك من قبل القوى المسيطرة أياً كانت هذه القوى، من أجل الهيمنة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والعسكرية والثقافية على دول العالم واستعبادهم وشل تنافسهم ونهضتهم.

جذور العولمة في الحضارات القديمة كما ذكرها (البندراني، 2004):

تواجدت مقومات العولمة في الحضارات القديمة منذ أن خضع الإنسان البدائي لمشاعره وإحساساته التي تولدت فيه من اتصاله بظواهر العالم الخارجي ومن الاختبارات التي استمدها من أسلافه في الحياة القبلية والتقاليد والعقائد التي تواترت جيلا بعد جيل.

فالعولمة جذورها موجودة منذ أن وجد الإنسان لأن العالم الفسيح سخر لأجل الإنسان كي يعيش يزرع ويحصد ويتاجر ويتعامل مع غيره من بني جنسه في شتى جوانب الحياة الثقافية والاجتماعية والسياسية.

أولا: جور العولمة في الحضارة المصرية القديمة:

لقد برع المصريون القدماء في علم الهندسة وفي فن التحنيط وفي الكتابة وصنعوا لأنفسهم ثقافة عظيمة كانت المنارة الأولى للثقافات الأخرى وكذلك نرى الحضارة البابلية القديمة عرفت نظام المدن ولحكومات والكتابات والهياكل والكهنة وكل فرع من هذا كفيل أن تجد فيه روح التفاهم والتقارب بين تلك الحضارة وغيرها من الحضارات.

ثانيا: جذور العولمة في الحضارة الهندية:

إذا كانت العولمة في العصر الحديث جعلت من المجتمع طبقات طبقة رجال الأعمال الرأس ماليين أصحاب رؤوس الأموال والشركات العملاقة وطبقة المستهلكين والفقراء الأكثر عددا.

فإننا نرى أيضا في الحضارة الهندية ما يماثل ذلك حيث نراها تقسم المجتمع إلى طبقات ( المحاربين والتجار والخدم ) وقد كان المحاربون أولا أسمى الطبقات وأرقاها فحل البراهمة محلهم ويرجع هذا التمايز بين الطبقات إلى العصور السحيقة ولعله راجع إلى رغبة الغزاة الآريين القدماء في حفظ سلالتهم نقية فلا يدنسها الامتزاج بالسكان الوطنيين في بلاد الهند وهم جنس يختلف عن جنسهم أسمر منهم في اللون وأحط في درجة الرقي والطبقات الثلاثة العليا تمثل الأقسام الثلاثة الأصلية للهينة الاجتماعية في عصورها الأولى وأما الطبقة الدنيا فهم الخدم والأخرى في الهينة وبعد هذه الطبقة الدنيا يجيء المنبوذون في نظام الطبقات وهم في الأصل فريق من سكان البلاد الأصليين حالت وضاعتهم دون اعتبارهم حتى بين الطبقة الدنيا من الخدم والأجزاء.

ثالثا: جذور العولمة في الحضارة الإغريقية:

أما الأمة الإغريقية  اليونانية فقد تأثرت تأثرا كبيرا بالحضارة المصرية القديمة حيث أن أكابر فلاسفتها زاروا مصر وبابل واقتبسوا من معارفها وعرفوا منها نظام الزراعة والصناعة وكانت بينهما علاقات تجارية عظيمة ما ساهم بجهد كبير في توفير حياة سعيدة أكثر رغدا وأوفر حرية بين الأمم.

رابعا: جذور العولمة في الحضارة الرومانية:

أما الرومان فقد عكفوا على استيراد الثقافات والأديان السرية لعلهم يجدون فيها إشباعا عاطفيا لنفوسهم الجائعة.

والحضارة الرومانية في تاريخها الطويل لم تستقر على دين تعتنقه بل إنها اعتنقت كل الأديان وعملت أحيانا على المزج بين دين ودين، وهندما انتشرت المسيحية اعتنقها الرومان لزعمهم أنها تربط الإنسان والمجتمع معا في كوكب واحد تحت سلطان واحد . وهذا المفهوم قريب مما تدعو إليه العولمة وهو ربط العالم في فلك واحد تحت سلطان واحد مما يدل على صلة ذلك الزعم بما كان سائرا من قبل لدى الرومان.

لكن وجود العولمة في الحضارات الغابرة لم يكن مرتباً له كما هو في العصر الحاضر، بل هي صراعات ثقافية تنافسية تكونت معها الطبقيات واستجلاب الثقافات الخارجية.

العولمة في العصر الحديث:

كثر التساؤل وتعددت الاتجاهات حول تحديد زمن لظهور العولمة فمنهم من ربطها بتاريخ انتشار الأفكار والمعلومات في المجتمعات وقائل هذا القول لا يستطيع الجزم بتحديد زمن معين لظهور العولمة لأن انتشار الأفكار وتبادلها قديم منذ آلاف السنين.

ومنهم من ربط ظهور العولمة بتأثر أمة بقيم وعادات غيرها من الأمم وقائل هذا القول ليس في وسعه أن يحدد لنا الأمة التي ظهرت فيها العولمة لأن قضية التأثير والتأثر موجودة بين الأمم فكل أمة تتأثر بمثيلتها في المعتقدات والعادات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية.

ومنهم من ربط ظهور العولمة بحركة الكشوف لجغرافية في أواخر القرن الخامس عشر أي منذ خمسة قرون ومنذ ذلك الحين والعلاقات الاقتصادية والثقافية بين الدول والأمم تزداد قوة باستثناء فترات قصيرة للغاية مالت خلالها إلى الانكفاء على ذاتها وتراجعت معدلات التجارة الدولية ومعدل انتقال رؤوس الأموال.

وسواء كان هذا أو ذاك فإن العولمة ظاهرة قديمة تواجدت منذ وجود الإنسان الأول ولا تزال تنتقل من أمة إلى أمة ومن حضارة إلى حضارة وهي تنس ذي كل حضارة تلتقي بها.

فهي وجدت في كل الأزمان ولا يمكن لنا الجزم بتحديد زمن معين لتاريخها.

مبادئ العولمة: المذكورة في، (مبروك، 2002):

سيتم ذكر المبادئ من وجهة نظر المفندين والمؤيدين لهذا المفهوم، ومن خلال النوايا الظاهرة والتي يبرزها دعاة العولمة بجميع جوانبها، وهذه المبادئ هي:

أولا: الدعوة إلى الحرية وهي الحلم الرئيسي لملايين البؤساء من بني الإنسان لينعموا بمزيد من الحرية بمزيد من الديمقراطية رغبة في رفع قيود القهر والاستغلال عنهم لينعم بكونه إنسانا له حقوق وواجبات وعلى العالم ألا يحرمه منها بل على النظام العالمي أن يصون له حقوقه.

ثانيا: الدعوة إلى الأخلاق الحميدة القيم المثالية والسلوك السوي الذي يجعل الإنسان يحس بكينونته ولكي تصبح الإنسانية خيرية تبنى ولا تهدم، تعمر ولا تخرب ولكي تعم الأخلاق كافة البشر عندئذ تعيش الإنسانية حياة أفضل ولكي تتحقق هذه القيم لا بد من وضع هذه القواعد:

1-  إرساء قواعد العدالة ومحاربة الطغيان والظلم.

2-  إرساء روح التسامح والتسامي بين أصناف البشر ومحاربة التعصب والغلو والتطرف والاضطهاد.

3-  محاربة الكراهية والشر ومصادرته وزرع روح المحبة والتعاون البناء بين شعوب العالم.

ثالثا: تحقيق مزيد من الديمقراطية والمشاركة الفاعلة كحق الإنسان في الاختيار وحق الإنسان في المشاركة السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

كذلك أيضا تدعو العولمة إلى مزيد من التعاون الخلاق القائم على تفعيل مواهب العباقرة واحترام نوع الآخرين والعمل على مساعدتهم على التفوق والعمل على اكتشاف الجديد الأفضل الأكثر إشباعا وامتناعا.

خامسا: ومن مبادئها أيضا الدعوة إلى إزالة الحدود الدولية وجعل العالم بكامله قرية صغيرة مفتوحة اقتصادها واحد وأخلاقها وثقافاتها واحدة.

سادسا: الدعوة إلى إتاحة فرص هائلة أمام أولئك الذين لديهم المهارة والقدرة والمؤهلات التي تمكنهم من الحركة والازدهار في الأسواق العالمية.

وسيتبين لنا في الصفحات القادمة أن هذه المبادئ عبارة عن شعارات براقة لا وجود لها في الواقع العملي والتطبيقي لأن الحرية التي تتكلم عنها العولمة مفهومها ومدلولها في مجتمع آخر وكذلك حديثها عن الرفاهية والعدالة وحقوق الإنسان والنظام الديمقراطي والقيم والأخلاق.

أهداف العولمة المذكورة في (الفضيل، 1999):

تهدف العولمة إلى إزالة الحواجز الزمانية والمكانية والثقافية والسياسية والاقتصادية بين الأمم والشعوب وتحاول بطرق مختلفة فرض قيم معينة وحضارة معينة بما يتفق مع مبادئ العولمة لذا فأهدافها في النقاط التالية:

أولا: محاصرة الناس في كل مكان في العالم عن يمينهم وشمالهم وعن أمامهم وخلفهم.

ثانيا: تعقيد البعد العسكري لتصبح العولمة هي قوة الردع الوحيدة في العالم وذلك من خلال توحيد النظام الأمني ونشر قوات حفظ السلام والعمل على تنفيذ الشرعية الدولية.

كما أنها تهدف من خلال العولمة إلى السيطرة السياسية بجلب حكومات العالم تحت مظلة العولمة والعمل على تأديب من يظهر العصيان عليها العمل على زيوع وانتشار الفوضى السياسية في الكثير من بلدان العالم وذلك من خلال اشتعال فتيل الحروب الأهلية في بعض دول العالم انتشار الفتن الطائفية والدعوة إلى تمييز فئة من المجتمع على غيرهم من بني جنسهم.

ثالثا: أما هدفها الاقتصادي فهو بزوغ سوق كونية اقتصادية موحدة والعمل على تدويل المدخرات القومية لتصب في أوعية المراكز المالية الكبرى ليجري إعادة تدويلها في شكل قروض لبلدان العالم الثالث التي تعاني قصورا في الأموال اللازمة لتمويل برامجها الاستثمارية وخططها الإنمائية..

رابعا:

ومن أهدافها الهيمنة على مدخرات العالم وتحويل أسواق بلاد العالم الثالث إلى أسواق استهلاكية لا إنتاجية.

خامسا: أما هدفها الثقافي والتعليمي والإعلامي فمحصور ما يلي:

1- القضاء على الهويات والعمل على فرض نظام ثقافي موحد على كل أنحاء العالم مربوط بشبكة واحدة تبثه أجهزة إعلامية معولمة.

2-- تغيير مناهج التعليم بما يتفق مع مصالحها وأغراضها وذلك من خلال بث وطرح الآلاف من المسلسلات والصور التي تحبذ السلوك الغربي تحت شعار التمدن أو التمدين نفسه كذلك من أهدافها دعم الجامعات ذات التوجه الغربي وخاصة الجامعات الأجنبية في المجتمعات النامية لتساعد في خلق جيل مطبوع بثقافة الغرب وهذا الجيل عبارة عن أولاد النخبة الثرية في هذه البلدان الذين اتجهوا إلى هذه المؤسسات التعليمية ليتعلموا فيها حتى يبزوا أقرانهم من عامة الشعب.

3- أما هدفها الإعلامي فهو يتمثل في نشر مفاهيمها وقيمها وغزو عقول وأرواح الأجيال الشابة في البلدان.

سادسا:

العولمة السياسية

كما ذكرنا سابقاً بأن العولمة تتدخل في جميع جوانب الحياة، ومن هذه الجوانب الجانب السياسي الذي يعد من أهم المجالات التي بدأت من خلالها رؤوس العولمة.

فالمقصود بالعولمة السياسية هي: هيمنة دولة أو مجموعة من الدول على العالم وسلب خبراته لصالح تلك الدول " وهذا التعريف للعولمة السياسية يدلل على أن العولمة كلمة ترادف الاستعمار بالمدلول السياسي لكنه استعمار مقنع بحيث يأخذ المستعمر كل ما يريد بلا حرب. (البندراني، 2004).

    ويرى الدكتور (عباس، 1999). رأيا في العولمة السياسية فيقول: " هي نظام سياسي عالمي جديد تتلاشى في داخله الحدود والمسافات الشاسعة التي تفصل بين الأمم والشعوب وتسوده أنماط ومبادئ مشتركة بين جميع أجزائه سياسية واقتصاديا وثقافيا واجتماعيا وتكنولوجيا" .

فهذا القول يوضح ان العولمة السياسية تولت مبادئ الأمم المتحدة للهيمنة من خلالها على العالم ومن يخالف هذه المبادئ يعاقب إما عقابا عسكريا كما حدث وما زال قائما وكوسوفو أو يعاقب اقتصاديا وذلك كما هو مشاهد في الحصار الاقتصادي على ليبيا والسودان، ولا ريب أن هذه المبادئ التي كانت من قبل وتبنتها العولمة وما هي إلا وسيلة مصطنعة من وسائل الاستعمار الذي يأخذ كل ما يريد ويفرض بقوانينه ما يمليه بقوة الشرعية الدولية التي تعني في المقام الأول الحفاظ على أمن ومصالح الدول الكبرى التي كافح السياسيون الغربيون من اجلها زمانا طويلا حتى تحقق لهم الظهور أمام المجتمع أمام المجتمع العالمي بعد انهيار الاتحاد السوفيتي ونهاية الحرب الكبرى بعد الحرب الباردة بعام 1990 لذلك ظهرت على الساحة العالمية قوة الردع الوحيدة في العالم سياسيا واقتصاديا وعسكريا ألا وهي الولايات المتحدة الأمريكية فدعت العالم أجمع للدخول في بوتقتها والاندماج في ثقافتها والخضوع والإذلال لسياستها وذلك وفقا لثورة العولمة. (البندراني، 2004).

ودائما على ينادى بالديمقراطية لتحقيق العولمة والسيطرة السياسية، فالعولمة السياسية لها علاقة وثيقة بالديمقراطية..

لكن هل هذه الديمقراطية هي حكم الشعب كما يقال أن أنها سبيل للسيطرة على الشعوب وممتلكاتها وتعتبر ذريعة للتدخل في شؤون الشعوب سياسياً واقتصادياً واجتماعياً.

العولمة السياسية (الديمقراطية) في ميزان الإسلام:

كما ذكرنا فإن الديمقراطية هي آلية العولمة السياسية وهي من المبادئ التي ظاهرها نبيل وباطنها فاسد ويحمل من النوايا الهدامة والأفكار التي تريد تدمير الشعوب، وذلك لأنها ظهرت كرد فعل للاستعباد الكنسي للشعوب، وامتدت بعد ذلك للسيطرة على شعوب العالم وخصوصاً العالم الإسلامي، فهذا المفهوم وليد الاستعمار، ومبدأه الاستعمار الذي عجز عن السيطرة بالقوة فاستخدم العبارات البراقة للسيطرة على شعوب العالم.

وهذا المفهوم وجد في الإسلام لمبدأ رباني تشريعي إصلاحي من رب العباد إلى العباد أنفسهم، ويتمثل هذا المفهوم أمام قول الله تعالى: (وأمرهم شورى بينهم). الشورى (38). وقوله تعالى: (وشاورهم في الأمر). آل عمران (159).

    فالشورى في الإسلام أساس الحكم الإسلامي الصالح، الذي فيه الخير والسداد للحاكم والمحكوم وقد جعلت الشورى كمبدأ أساسي من مبادئ الدولة الإسلامية كما ذكرها شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه السياسية الشرعية وجعل الشورى من الأسس والقواعد التي أذلت أقوماً حين تركوها ورفعت أقواماً حين سلوكها بمنهجها الرباني الإسلامي.

    وكذلك فإن الشورى في الإسلام هي دعوى إلى الوحدة وتقارب وجهات النظر مما يسدد الآراء ويجمع الصف وتكون محفوظة بعد حفظ الله من المكائد والنكسات التي تتربص بأمم المسلمين أو بعقيدتهم، وهي سبيل لحفظ السيطرة والأمن والاستقرار الدائم، وبهذا المنهج الرباني لا يستطيع العدو التآمر عليها مهما كان لديه من قوة، ولن يستطيع الغزو الفكري مهما سخر لنفسه الجمل وماحمل.

 لذلك كان مبدأ الشورى من المبادئ السياسية الهامة التي استخدمها الرسول محمد صلى الله عليه وسلم فكان عليه الصلاة والسلام يشاور أصحابة فيما ينزل فيه الوحي، وكان يعدل عن رأيه ويأخذ برأي أصحابه رضوان الله عليهم، وقد عوتب رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما أخذ برأي أبي بكر في أسرى بدر ورفض العمل برأي عمر فنزلت آية شديدة العتب على رسول الله صلى الله عليه وسلم. (يونس، 2003).

     وبعد رحيل الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى تمت بيعة أبي بكر رضي الله عنه في تشاور هادئ بين الصحابة وبقلوب راضيه وهادئة بسبب التشريع الرباني الإسلامي وهو الشورى بمعناها الصحيح وتطبيقها السوي. خرج أبو بكر بمقولته الشهيرة التي تمثل الديمقراطية الإسلامية الحقيقة فقال ( إني قد وليت عليكم ولست بخيركم فإن رأيتموني على حق فأعينوني وإن رأيتموني على باطل فقوموني، وأطيعوني ما أطعت الله ورسوله، فإن عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم). (المصري، 2004).

    فهذه هي مبادئ الوحدة والتضامن التي جاء بها الإسلام الحنيف التي تتمثل بمبدأ الشورى الذي به صلاح الدنيا والآخرة، وإذا انعدم هذا المبدأ حصلت التفرقة والشتات، فالدين الإسلامي لا يأتي بشعارات تردد وتخفي تحتها النوايا السيئة كما في الديمقراطية الحديثة الظالمة، ولكن هو دين الإسلام الذي أتى رحمة لغير المسلمين قبل أن يكون رحمة للمسلمين أنفسهم، فالحمد لله على نعمة الإسلام.

العولمة الاقتصادية

يعرفها ( Alonso-gmo ) بأنها زيادة فى التجارة الدولية والروابط المالية التي دعمها التحرير الاقتصادي والتغيرات التكنولوجية.

تنقسم أهداف العولمة الاقتصادية إلى قسمين: أهداف معلنة وأهداف خفية وتتميز الأهداف المعلنة بأنها جذابة، مما جعل بعض مفكري الدول النامية يؤيدها ويتحمس لها. ومن تلك الأهداف المعلنة كما يذكر الحاجي ما يلي:

1ـ تقريب الاتجاهات العالمية نحو تحرير أسواق التجارة ورأس المال.

2ـ زيادة الإنتاج، وتهيئة فرص النمو الاقتصادي على المستوى المحلي والعالمي.

3ـ زيادة حجم التجارة العالمية ، مما يؤدي إلى الانتعاش الاقتصادي العالمي.

4ـ زيادة رأس المال في العالم بالاستعمال الأفضل للعمال ذوي الإنتاج المرتفع .

5ـ حل المشكلات الإنسانية المشتركة التي لا يمكن أن تحلها الدول بمفردها، مثل: انتشار أسلحة الدمار الشامل، وانتشار المخدرات، وقضايا البيئة، وانتقال

الأيدي العاملة من دولة أو منطقة إلى أخرى. هذه هي أهم أهداف العولمة الاقتصادية في نظر المؤيدين لها . ويلاحظ أن الهدف الأول وهو تقريب الاتجاهات العالمية نحو تحرير أسواق التجارة ورأس المال ، من أهداف النظام الرأسمالي والأسس التي يرتكز عليها ، وهو يعني عولمة الاقتصاديات العالمية وصبغها بالصبغة الرأسمالية .

وعلى كل ، فهذه الأهداف تتفق وما هو معلن من أهداف في اتفاقيات إنشاء المنظمات الاقتصادية التي تخطط لسياسات العولمة الاقتصادية وتنفذها ، كالبنك الدولي ، وصندوق النقد الدولي ، ومنظمة التجارة العالمية. (المرزوقي، 2008).

وهذا المفهوم للعولمة الاقتصادية يحمل المفهوم الرأسمالي وهو ما تبين في الهدف الخامس المذكور أعلاه، وتهدف إلى الكسب المالي دون النظر إلى طبعة التجارة الممارسة.

     أما عن الأهداف الخفية فهي:

1. هيمنة الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوربي على الاقتصاد العالمي بوسائل منها: الاحتكارات والشركات الكبرى.

2. التحكم في مركز القرار السياسي في دول العالم، لتحقيق المصالح الأمريكية والأوربية.

3. تعميق الخلاف بين الدول والحضارات والمجموعات البشرية المختلفة، والاتفاق على خطط معينة للصراع على المصالح .

4. فرض السيطرة العسكرية والثقافية الغربية على الشعوب النامية، بقصد نهب مواردها وثرواتها الوطنية. وحقبة الاستعمار الغربي للبلدان النامية قديما وحديثا شاهدة بذلك.

5. القضاء على المشاعر الوطنية والهوية الثقافية، وربط الإنسان بالعالم لا بالدولة ؛ لإسقاط هيبة الدولة. (المرزوقي، 2008).

موقف الإسلام من العولمة الاقتصادية:

إن الإسلام فوق ما اشتمل عليه من مبادئ خلقية سامية وعقيدة راسخة واضحة خالية من الريب فهو دين الاقتصاد الذي تحدث عن البيع والشراء والتجارة ووضع المعالم التي يسير عليها الفرد المسلم ونهى عن الاحتكار معلنا المال مال الله والإنسان مستخلف فيه. فالتشريع الاقتصادي ليس من خيال الفرد وسط الجماعة وإنما هو يتصرف حسب القواعد التي وضعها الدين لان الفرد مخلوق ومحكوم لله عز وجل لذا فإن الأساس الاعتقادي من الأسس الهامة للاقتصاد الإسلامي فالعقيدة هي التي تؤثر في التصور الفكري وهي التي تحدد له القيم الأخلاقية التي تتضمن أن يكون اقتصادياً أميناً صادقاً مع الآخرين.  كذلك الإسلام في تعاليمه لا يدعو إلى الالتزام بالجانب الروحي والأخلاقي والوجداني فحسب وإنما نجده يوازن بين هذه الجوانب لكي يكون أثره أكثر إيجابا وشمولا لحاجات الإنسان، بخلاف العولمة الداعية إلى الاحتكار وسيطرة الأقوى وانتشار البطالة فمن هذا القبيل لزم الأمر أن نوضح هذه المسائل في ميزان الإسلام. (النبهان، 2001).

الفرق بين الاقتصاد الإسلامي والعولمة الاقتصادية:

إن الناظر غلى الاقتصاد لدى النظم المعولمة والاقتصاد في الإسلام يجد أن الفرق عظيم للغاية فمع أن العولمة تماثل الإسلام في الدعوة إلى إباحة الملكية الفردية والتفاوت فيها إلا أن الفرق بين الملكيتين شاسعة، فالملكية الفردية في العولمة مطلقة لا قيود عليها تتزايد فيها الثروات وتتسع الفروق بين البشر والدول اتساعا لا مثيل له، إذا أصبحنا اليوم في نطاقا العولمة نشهد مولد كيانات اقتصادية مستقلة عن الدولة ومستقلة كذلك عن مجموع الدول وهي المشروعات الصناعية والتجارية والخدمية العملاقة التي تعبر القارات ولا تعترف بحدود الدول وتسعى إلى أن تكون الدنيا كطلها سوقا لما تقدمه من سلع وخدمات وهذه المؤسسات العملاقة احتكرت السوق ووضعت اقتصاد العالم في أيدي مجموعة من سكان العالم يمثلون 205 منه فهم أصحاب رؤوس الأموال وتدعي العولمة أنها تخدم مصالح الفقراء والدول النامية والصغيرة وهو أمر نقطع بأنه على الأقل لم يتحقق بعد ولا زال المستفيدون الأوائل من هذه العولمة هي الدول الصناعية الكبرى وقد بات الأمر على قدم وساق من رؤساء هذه الدول الذين صمموا رغم الانتقادات الدولية من شعوب العالم السير قدما لتحقيق العولمة. (البندراني، 2004).

التعدد الطبقي بين الإسلام والعولمة:

العولمة تدعو إلى زيادة الفوارق بين الطبقات وقد أدى هذا الأمر غلى اتساع نفوذ رجال الأعمال في الأنظمة الاقتصادية وأصبحوا هم الطبقة المالكة والقوة المحركة التي تتحكم في معظم الصناعات مما يؤدي في النهاية إلى اتجاه الإنتاج نحو تحقيق أغراض شخصية تتعارض مع المصلحة العامة للشعوب كذلك أيضا ساعد على محو الوسطية في الحياة فأصبح أصحاب رؤوس الأموال يمثلون الطبقة الأولى المتميزة وأصبح لا وسطية بل هناك طبقات أخرى تعيش تحت دائرة الفقر. (البندراني، 2004).

أما عن التعدد الطبقي في الإسلام

الإسلام دين يحث على الجماعة ويدعو غلى التماسك والترابط والاعتصام وينهي الناس عن التفرق والتنازع وكل ذلك لغاية نبيلة وهي تفادي الفوارق الاجتماعية في المجتمع المسلم لذا شرع بينهم عناصر عدة تحفظ وحدة الأمة وتنمي فيهم التعاطف والتراحم والتواد ومن أهمها التكافل الاجتماعي الذي يكاد أن يحتوي على التشريع الإسلامي كله لأن غاية التكافل هو إصلاح أحوال الناس وأن يعيشوا في الحياة آمنين مطمئنين على عقائدهم وأنفسهم وأموالهم وأغراضهم وأن تحقق لهم ضمانات الاستقرار والسلام وأسباب العيش الهانئ الأفضل.

فالإسلام يضع الحل الأمثل لكي يعيش المجتمع وسلام ورغد واطمئنان وهذا من موجب العدالة الاجتماعية بين أفراد المجتمع ليس للتسوية المطلقة بين الناس وإنما بموجبها أن يتساوى الناس بتهيئة الفرص. (علوان، 1983).

العولمة الثقافية

     الثقافة في اللغة: تطلق الثقافة على الحدق والفطانة والتعلم والتهذب يقال ثقف فلان ثقافة صار حادقاً فاطناً وتثقف تعلم وتهذب. (ابن منظور، 1995).

وفي الاصطلاح الثقافة كما في الوجيز هي: أداة العلوم والمعارف والفنون التي يطلب العلم بها والحدق فيها.

وقد اعتبر البعض العولمة الثقافية هي الليبرالية بمفهومها العام، وهذا الكلام غير صحيح في مجمله، فالليبرالية هي تقديس الحرية الشخصية، والحرية ثقافية وسياسية واقتصادية، فالأنسب أن نلحقها بالليبرالية الثقافية وهي ما تسمى بالحرية الشخصية.

صلة العولمة الثقافية بالسياسة الاقتصادية:

     إن الهيمنة السياسية والاقتصادية على بلدان العالم لم تكتمل إلا بالهيمنة الثقافية لذا أصبحت العولمة الثقافية نوعا هاما من أنواع العولمة فمن اجل نشر مفاهيمها وقيمها وغزو عقول الأجيال القادمة والسيطرة الفكرية اتخذت العولمة وسائل متعددة لتساعدها على تحقيق هدفها السابق الذكر وقد عرف في الفكر الحديث باسم الاختراق الثقافي. (تومبسون، 1999).

أهداف العولمة الثقافية المذكورة في (ابتسام، 2007):

أ‌-    أهداف العولمة الثقافية الغير معلنة :

ب‌- أهداف العولمة الثقافية المعلنة.أولا : أهدافها غير المعلنة:
1- يرى الدكتور محمد بن علي عميد كلية الشريعة بجامعة أم القرى سابقا أن هناك أهدافاً غير معلنة لمفهوم للعولمة، من أبرزها محاربة الإسلام وتحطيم قيمه العليا ومناهجه المتعارضة مع مصالح أكثر العالم الرأسمالي الغربي.
2- إن أكثر المخططات الغربية لا تريد للعالم الإسلامي ولا للعالم الثالث النهوض سياسيا أو اقتصاديا أو ثقافيا وتسعى دائما لهدم ثقافته وبناءه.
3- الغرب لايريد فقط تعميم النموذج الغربي ؛ بل الهدف الأساسي من العولمة الثقافية تشكيك أمم الحضارات العريقة في حضارتها ومثلها وعقائدها وحتى في نفسها عبر برنامج قائم على خطط مبنية على عمق وفهم لنفسية الإنسان.
4- ويمكن إجمال أهم هدف لها، وهي الأمركة، ويتجلى ذلك في ثلاثة نقاط:
أ‌- سيادة اللغة الإنجليزية كلغة للعلوم والتقدم الحضاري ، والعمل على تضعيف قيمة اللغة الأم للأمم الأخرى وبخاصة اللغة العربية.
ب‌- الاتجاه نحو المجتمع العالمي، والتبعة المطلقة دون التفكير أو المخالفة.
ج- سيطرة سينما هوليوود وثقافتها الضحلة عبر آلة إعلامية ذات إمكانات ضخمة وتقنية عالية، ويتم من خلالها العمل على نشر الثقافة الغربية الاستهلاكية بهدف الثراء، وترسيخ الاستهلاكية لدى المجتمعات العربية.
5- محاولة إذابة بعض الموضوعات في نفوس المسلمين بمساعدة بعض المتغربين من المسلمين، والدعوة إلى التعددية الدينية التي سيطرت على العالم الغربي منذ منتصف القرن التاسع عشر، وتبعها بعض من الدول الإسلامية، في جميع صورها؛ علما بأن صورة واحدة للتعددية الدينية هي التي يمكن

قبولها لأن شرعنا دعا لها وهي التعددية الدينية في شكل التسامح مع أهل الديانات الأخرى والتعامل معها مع فعل ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم.
5- محاولة نشطة للقضاء على استعلاء المسلم بعقيدته ، وتحقيق العلو الإيماني للمسلمين بدينهم الحق على الآخرين في ظل هذا النظام الجديد؛ والعمل على إذابة العزة في نفوسهم واستبدالها بتأكيد الانهزامية والتبعية للغرب.
6- ومن أهدافها السعي لتمكين اليهود من الإمساك بمقدرات العالم وبخاصة الثقافية منها والاقتصادية ، عبر التدخل في حركة البورصة (سوق الأوراق المالية)وامتلاك أضخم الشركات والتي تسمى (الشركات عابرات القارات).
7- تحطيم القيم والصورة والمضمون، وتفريغ المجتمعات من رصيدها الثقافي وتراثها الفكري لكي تصبح بلا جذور فيسهل مستقبلا اقتلاعها.
8- إن العولمة الثقافية تسعى لربط المجتمع بارتباط ثقافي خطير يسلخ الإنسان عن تراثه وتاريخه وصوره التقليدية والشعبية عبر كل الوسائل الإعلامية والترفيهية وأشكال الحياة الاجتماعية بل حتى التدخل في خصوصيات المجتمع كتغيير المناهج التعليمية له، مما يؤدي إلى ارتباط الفرد بالفضائيات أكثر من ارتباطه بأرض الواقع فيصبح كالمعلق لا قرار له ولا شخصية ومحكم به.
9- تطويق الإبداع الأدبي والفني لدى الشعوب ذات الهويات الثقافية بإغراقه في تسويق صناعتها وإنتاجها خشية المنافسة وعودة النهضة الإسلامية.
10- وختاما تسعى للتطبيع ، بأن يتطبع المجتمع في كل تفاصيل حياته بالحضارة الغربية، وينقاد لها ويرضى ما ترضاه ويرفض ما ترفضه.

ثانيا: الأهداف المعلنة للعولمة الثقافية: إن هدفها المعلن هو خدمة البشرية، وتوحيد مصيرها بإزالة الحواجز بينها، وإشاعة القيم الإنسانية في عالمنا، وحماية هذه القيم من إهدارها حتى ولو كان من قبل الدولة، وتصدير الديمقراطية واعتمادها كفلسفة حتمية لكل المجتمعات، ومقاومة الرقابة من قبل الحكومات والتي تحد من حرية الإنسان في حركته الاجتماعية أو الاقتصادية.
من خلال قراءة متأنية لأهداف العولمة الثقافية المعلنة ومقارنتها بالهدف المعلن يمكن التوصل إلى نتيجة مفادها : أن العولمة الثقافية ماهي إلا شكل من أشكال الهيمنة الغربية لتسخير الآخر وفق مصالحهم والقضاء على خصوصية الآخر حتى تستمر تبعيته له، وبالتالي الاستمرار في استنزاف خيراته وموارده.

العولمة الاجتماعية

يقصد بالعولمة الاجتماعية: تقارب الشعوب مع بعضها البعض اجتماعيا بهدف تعزيز التقارب وانفتاح الشعوب على بعضها البعض من أجل نقل الأفكار والمفاهيم الاجتماعية إلى مجتمعات أخرى. (المرزوقي، 2008).

العولمة بالمفاهيم التي سبقت والمجالات التي ذكرت، اتضح لنا أنها تخطط وتخطط لتعود إلى المجتمع وإفساده، مروراً بسياستها واقتصادها وثقافتها التي تنخر في المجتمعات المسلمة وتزعزع ثوابتها التي رسمها الدين الإسلامي.

فهم يقولون بأن العولمة تهدف إلى إزالة الحواجز الزمنية والمكانية بين الأمم والشعوب، ليصبح العالم كله عبارة عن أمة واحدة عبارة عن شعب واحد لكل فرد حقه في العيش في أمن وسلام، وهذا المفهوم بظاهرة جميل وبراق، ولكن هي عادتهم لبس الشعارات ليخفون نواياهم الخبيثة والكائدة، بل يقصد بالعولمة على المجتمع ( فرض قيم معينة وحضارة معينة وهي حضارة الأقوياء). (حوات، 2002)

فأباحت قوانينهم في ظل الحرية المطلقة التي لا حدود لها الزنا والفجور والغوا القوانين التي تحرم ممارس النشاط الجنسي أليست بذالك العولمة تكون قريبة من مبادئ الشيوعية التي هدمت الأخلاق ونادت بشيوعية النساء وإباحة الزنا والفجور وجعل ذالك حق من حقوق المجتمع، فكأن الفكر الشيوعي ينبت من جديد يلبس زي العولمة، حيث أصبح محرم الأمس من مباحات اليوم مما أدى إلى انتشار الكتب والمجالات ذات الصور الخليعة والأفلام الجنسية الهادمة للأخلاق والمجتمع. (البندراني، 2004).

أما موقف الإسلام من هذه التحررات الهدامة، فالإسلام هو الدين الذي حارب الفحش والفجور، فالإسلام هو الذي رفع قدر المرأة وجعل قدرها وكرامتها بحفظ عرضها وجسدها من عبث العابثين، فالمفاهيم المنفتحة البراقة هي التي هدمت حقرت وأهانت المرأة، حينما جعلت المرأة أداة لترويج السلع، والإسلام وهو الذي حفظ الشعوب من الهلاك بعد أن حرم كل خبيث ومخالف للفطرة البشرية، وضبط لنا أمور حياتنا خطوة بخطوة، مما يهذب النفس البشرية، ويجعلها تسمو إلى مراتب السمو والرفعة في التفكير والاهتمامات، ولم يهمل الدين الإسلامي الحنيف النفس وشهواتها فقال رسول الرحمة عليه الصلاة والسلام (ولنفسك عليك حق) وقال الرحمة المهداة كذلك: ( ساعة وساعة) أي ساعة تعبد الله فيها وساعة ترفه فيها عن نفسك (بما أحل الله)، فهذا هو المنهج الرباني الذي ما سلكه سالك إلا وجد الخير والسمو والرفعة وما ابتعدنا عنه إلا ذلينا وخسئنا، اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام.

المرأة بين الإسلام والعولمة كما في (البندراني، 2004):

الدعاة إلى العولمة الاجتماعية أكثر العناصر التي يركزون عليها لينطلقوا لتحقيق أهدافهم هو عنصر (المرأة).لذا يجدر بنا الحديث هنا أن نبين الدعوات التي تبنتها العولمة في الدعوة إلى مساواة المرأة في شتى مجالات الحياة مع الرجل والهدف من ذلك هو التغيير الهيكلي للمجتمع والعمل على هدم قواعد الأديان التي تحد من عمل المرأة وتعطل دورها في المجتمع لذلك كانت دعوة العولمة إن تعزيز المساواة بين الرجل والمرأة كما دعت إلى الإباحة الإجهاض والتوسع فيه من وسائل التنمية كما دعت إلى إباحة الزنا والدعوة إلى إلغاء القوانين التي تحد من ممارسة النشاط الجنسي.

الموقف الإسلامي من هذه الدعوة:

ولبيان موقف الإسلام من هذه الدعوات نقول إن مساومة المرأة بالرجل في الشريعة الإسلامية وليست شعارات براقة حيث أن الإسلام حافظ على المرأة وسواها في الرجل بمجالات عدة نذكر منها:

مجال الخلق: حيث أنها رحم واحدة ونفس واحدة وماء واحد يخرج من بين الصلب والترائب، قال تعالى: " يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منها رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا ". وقال الرسول : " النساء شقائق الرجال أي مخلوق بشري قبل أن تكون أنثى وإذا كانت حكمة الله قد اقتضت بعض الفوارق الجسمانية العضوية والعاطفية والنفسية فقد جاء هذا نتيجة اختلاف المسئولية التي هيأ الله لها كل من الذكر والأنثى .

كما أن الإسلام أطلق على كليهما أنهما والدين فكما يطلق على الرجل أب وكذلك يطلق على المرأة أم. فقال تعالى:( ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا ) وقوله أيضا( والذي قال لوالديه أف لكما) بناءا على ذلك يكون الإسلام سوى بين الرجل والمرأة في عنصر البشرية وقد أكد ذلك النبي في خطبة الوداع حينما قال (أيها الناس أن أباكم واحد كلكم لأدم وادم من تراب وليس لعربي على عجمي ولا لأحمر على ابيض ولا ابيض على احمر فضل إلا بالتقوى)

كذلك أيضا ساوى الإسلام على بين الرجل والمرأة في حرية التفكير والرأي لتصل إلى الرأي القويم ولقد شاركت النساء في الأخذ عن رسول الله حتى قلن له (يا رسول لقد غلبنا عليك الرجال فاجعل لنا يوما من نفسك كما جعلت لهم فجعل لهن يوما وعظهن فيه )

وفي قصة " خوله بنت ثعلبه" مع زوجها " أوس بن الصامت " رضي الله عنهما أعلى درجات الفكر الإنساني وحرية القول واحترام الرأي للمرأة حتى أن الإسلام جعل شكوى هذه تشريعا عاما في حكم الظهار قال تعالى ( قد الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكى إلى الله والله يسمع تحاوركما أن الله سميع بصير )

وكذلك أباح لها الإسلام حق التملك والحماية والتدين والمساواة في مجال العطية وفي مجال المسؤولية والجزاء .

 المساواة في العمل إذ أنه هناك العديد من الأدلة التي تدل على أن عمل المرأة من الأمور الجائزة في شريعة الإسلام غير أن الإسلام جعل جلوسها في البيت أولى حفاظا عليها من نظرات العابثين وذلك بنص قوله تعالى ( وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى ).

وهذا النص يأمر المرأة أذا خافت الفتنة أن تجلس في بيتها ولا تخرج منه أما إذا لم تخف الفتنه ووجد هناك عمل من الأعمال يحفظ للمرأة كرامتها ويصون عرضها فلا حرج عليها  عندئذ والدليل على ذلك أن بعض الصحابيات عملن بأعمال مختلفة دون نكير من الرسول فقد اشتغلت المرأة بالطب كمداواة الجرحى ومنهن على سبيل المثال لا الحصر أم عماره نسيبة بنت كعب المازنية والسيدة فاطمة بنت رسول الله كما اشتغلت شفة بنت عبدالله بإمساك إدارة الأسواق إلى آخر تلك الصور التي تبين مشاركة المرأة في المجتمع بصورة واضحة ولا ينكر عليها ما دامت قد التزمت بالضوابط والأحكام الشرعية مثلها في ذلك مثل الرجال كأفراد مجتمع يراد له الاستقرار والقوة.

كذلك يمكن للمرأة المشاركة في المجتمع في شتى الأعمال سواء كانت هذه الأعمال في البيت كالحياكة أو الغزل أو طهي الطعام أو معالجة المرضى.

أما خارج البيت فقد وضع الإسلام لها ضوابط يجب أن لا تتعداها منها:

1.   أن يكون ذلك بإذن زوجها وأولياءها إذا لم تكن متزوجة.

2. أن لا تخرج من بيتها متعطرة لأنه ورد في الأحاديث النبوية ما يفيد حرمة خروج المرأة من بيتها متعطرة أمام الرجال الأجانب.

3.   أن لا تكون بصورة مثيرة للرجال في ملابسها أو تصرفاتها.

4.   أن تستر ما يجب ستره من جسمها ما عدا الوجه والكفين على خلاف.

خطر العولمة على العقيدة الإسلامية:

رأينا فيما مضى أهداف العولمة وأغراضها التي قامت من أجلها وهي الهيمنة على العالم عسكريا وسياسيا واقتصاديا واجتماعيا ومن خلال هيمنتها هذه تستطيع هدم كل بناء يقف في طريقها أو قطع لسان كل خارج تسوله نفسه في الخروج على نظامها ولما كان الإسلام تتمثل قوته في قوة العقيدة التي تملأ قلوب معتنقيه وجهت العولمة سهامها لهدم العقيدة الإسلامية متبعة في ذلك وسائل عدة من أهمها:

      (تفريغ القلوب من العقائد الدينية). العولمة بجميع جوانبها تحاول تفريغ القلوب من العقائد الدينية والربانية، وتريد حياة بلا دين، وهم بذلك يحاولن التدرج في محاولاتهم في تميع العقائد واسترخاصها، وذلك من خلال القدح في الدين الإسلامي وأنه لا يمكنه مواكبة العصر والثقافة العالمية الحالية، فهم بذلك ساعين لتشويه صورة الإسلام  في صورة المسلمين كي يشككوهم في عقيدتهم، وأيضاً تشويه صورة الإسلام في نظر غير المسلمين كي يقل الإقبال على الإسلام والدخول فيه. (الحوالي، 2000).

      كذلك سعى دعاة العولمة ولا يزالون يسعون جادين في العمل سرا وجهرا ومراوغة لهدم القيم الإسلامية لأنهم يزعمون أنها هي التي تجعل الكثير من شعوب العالم يتركون أديانهم ويدخلون في دين الإسلام لذا فهم يحاولون القضاء على العقيدة وطمسها وتفريغ قلوب معتنقيه من خلال الوسائل التالية:

1.   تزيين الشهوات الجنسية وكل ما يؤدي إليها.

2.   نشر الإباحية بكل وسيلة ممكنة.

3.   خداع الناس بالتنظيمات التي ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب.

4.   تسخير الصحافة ووسائل الإعلام في الترويج لكل ما يخالف الدين وما  يساعد على الفساد.

5.   ممارسة الأخلاق الفاضلة.

6. الطعن في الإسلام وتشويه محاسنه وتحريف حقائقه لصد الناس عن الدخول فيه والدعوة بطريقة غير مباشرة لمحاربته لأنه لا يستحق الانتشار وأن المسلمين قوم همج لصوص سفاكو دماء مدعيين أن دينهم يحثهم على الملذات الحسية ويبعدهم عن كل سمو روحي وخلقي فهم بلك يحاولون تفريغ القلوب من العقيدة الإسلامية وإدخال الوهن فيها .

7.  العمل على فصل المسلمين بعضهم عن بعض والقضاء على وحدتهم من خلال إضعاف روح الإخاء الإسلامي بين المسلمين في مختلف أقطارهم عن طريق إحياء القوميات التي كانت قبل الإسلام وإثارة الخلافات بين شعوبهم من خلال إثارة الفتن بين دولة وأخرى. (البندراني، 2004).

الخاتمة

من خلال هذه الورقات التي كتبتها وبحثت فيها خرجت بما يلي:

1. إن الجذور التاريخية للعولمة قديمة جدا فهي أقدم من وقت ظهورها حيث أن المبادئ التي تنادي بها العولمة ليست جديدة وإنما عرفت من قديم الزمان في الحضارات الإنسانية القديمة.

2. كما أظهرت الدراسة أن لفظ العولمة لفظ غربي الهدف منه دعوة شعوب العالم للدخول في الكوكب الغربي من اجل أن يصبح العالم قرية كونية صغيرة تديرها سياسة واحدة وتحكمها إدارة واحدة ويكون اقتصادها اقتصادا واحدا وثقافتها ثقافة واحدة.

3. تبنت العولمة الكثير من الآراء ونادت بكثير من الشعارات منها الديمقراطية والتحرر والحرية الثقافية والتملكية التي تبرزها كمفاهيم رنانة، ولكن عرفنا من خلال هذه الورقات أنها مفاهيم لا تعدو أن تكون أكاذيب تطلق للوصول إلى أهداف تزعزع الأمة العربية والإسلامية.

4. كشف الإسلام مخطط العولمة وأظهر أن الاقتصاد الي تدعو إليه العولمة قاصر على فئة معينة من البشر ويخدم فئة معينة وله أهداف أبعد من النهضة الاقتصادية.

5.     فشلت عولمة الثقافة بكل صورها في جعل ثقافة العولمة ثقافة حتمية وذلك      بعد فشل التقنيات والوسائل الحديثة التي استخدمت لدمج ثقافات  العالم وطيها  لتحل محلها ثقافة العولمة.

6. فشل ثورة الاتصالات والمعلومات في القيام بمهامها وذلك للسلبيات التي نتجت عنها، وللنوايا السيئة التي تخالط الثورة الإتصالاتية.

7. الإسلام دين حافظ على المجتمع بكل صوره وحافظ على إنسانية الإنسان ووضع نظام للتكافل بين العنصر البشري ليتساوى جميعا في المأكل والمشرب والمسكن كما حافظ على المرأة وأعطاها حقوقها كاملة وسوى بينها وبين الرجل في الكثير من المهام أما العولمة فإنها تدعو إلى تفريق المجتمعات وقطع صلات الأرحام بين الابن وأبيه والأخ وأخيه والزوجة وزوجها. وإن كان ذلك لا يظهر كشعار، ولكن مبدأهم هذه هي نهايته.

8. نستنتج من العولمة في ميزان الإسلام لأن العولمة وضعت خطط هامة خطيرة للقضاء على العقيدة الإسلامية وإزالتها من قلوب معتنقيها لأنها هي الرابط الذي يجمع أكثر من مليار مسلم على قلب رجل واحد.

9. نستنتج أيضا أن إعلان العولمة الحرب على الإسلام دليل على فشلها وضعف وسائلها في اختراق العقيدة الإسلامية فلما فشلت في القضاء على العقيدة الإسلامية زهاء أحد عشر عاما وهدم الأخلاق الإسلامية سعت لحرب الإسلام عسكريا ووصفه بأنه دين لا يدعو إلى العدل ولا يحافظ على إنسانية الإنسان هذه دعاوي زائفة بشاهدة علمائهم ومفكريهم.

ختاماً... أسأل الله أن أكون قد وفقت في هذه الورقات البسيطة التي أردت بها رفع الجهل عن نفسي في مفهوم لم أبحث فيه من قبل، كنت أسمع به كمفهوم ولكن لا أعرفه كمضمون، والحمد لله أنني خرجت بما خرجت به، ونسأل الله لنا ولجميع المسلمين العمل بما نعلم، فإن أصبنا فمن الله وحده وإن أخطأنا في أنفسنا والشيطان والله ورسوله منه بريئان.

والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات

              

المصادر والمراجع

. كتاب الله (القرآن الكريم).

. ابن تيمية، أحمد. (1995). السياسة الشرعية في إصلاح الراعي والرعية. دار

المعرفة للنشر والتوزيع.

. البندراني، سعد. (2004). العولمة في ميزان الإسلام. دار مكتبة الإسراء      

للطباعة والنشر.

. الأنصاري، ابن منظور. (1995). طبعة دار المعارف.

. مصطفى، هالة. (1997). مقال في جريدة الأهرام الموجود في (البندراني،

    2004). المؤرخ 28/4/1997م.

. الزين، سميح. (2002). عالمية الإسلام ومادية العولمة. الشركة العالمية

     للكتاب، ط1.

. المصري، عفت. (2004). ما لا نعرفه عن محمد صلى الله عليه وسلم. دار

     الأرقم، ط1.

. مبروك، محمد. (2002). الإسلام والعولمة. الدار القومية العربية، دار جهاد

     للطباعة والنشر، ط2.

. الحوالي، سفر. (2000). العلمانية نشأتها وتطورها. دار الكتاب المغربي.

. المعجم الوجيز، مجمع اللغة العربية.

. حوات، محمد. (2002). العرب والعولمة شجون الحاضر وغموض المستقبل.

    مكتبة مدبلولي للنشر والتوزيع.

. المرزوقي، محمد. (2008). العولمة والإسلام. دار العرب للطباعة والنشر،

     ط1.

. . تومبسون، بول. (1999). مساءلة العولمة الاقتصاد الدولي وإمكانية التحكم.

     ترجمة إبراهيم فتحي، دار المجلس الأعلى للثقافة، ط1.

. علوان، سعيد. (1983). الاقتصاد بين الإسلام والعولمة. دار البراءة للنشر

     والتوزيع، ط1.

. النبهان، معتصم. (2005). مقال العولمة الاقتصادية والتحديات الحاضرة.

. الفضيل، محمود. (1999). العولمة وتناقضاتها. مجلة النيل عدد 72.

. عباس، أحمد. (1999). ظاهرة العولمة جذورها التاريخية وتداعياتها

      المعاصرة. مجلة النيل عدد72.

. يونس، حسن. (2003). حقوق الإنسان في الإسلام. إصدار وزارة الشؤون

     الإسلامية والأوقاف في مصر.

. ابتسام، الرويلي. (2007). العولمة الثقافية. مجلة الثقافة التابعة لوزارة الثقافة

      الكويتية.