قصتي مع تراث باكثير (3)

د.محمد أبو بكر حميد

قصتي مع تراث باكثير (3)

علي أحمد باكثير

الدكتور محمد أبو بكر حميد

جهوده في جدة

  ولعل أول بادرة لجهود عملية لإنقاذ تراث باكثير وحفظه من الضياع بدأت في جدة حيث تشكلت لجنة من أهل الأدب والفكر والإحسان ومن محبي أدب باكثير ومن أصدقائه الذين عرفوه عندما كان في الحجاز من غضون 1352هـ مثل الشاعر الشيخ عبد الله عمر بلخير أول وزير إعلام في المملكة والشيخ محمد حسن كتبي وزير الحج والأوقاف السابق وقد شارك البعض بجهده ومكانته والبعض بماله وكان محور هذه اللجنة الشيخ عمر أحمد بادحدح بقدرته على الاتصال بالناس وبحبه للخير في كافة وجوهه وانضم إليه في هذه الجهود مجموعة من الأسماء الفاضلة على سبيل المثال لا الحصر الشيخ سعيد محمد العمودي والدكتور أحمد عبد الله السومحي والأستاذ أحمد محمد صالح بابقي وغيرهم من أدباء المملكة، وقد بدأت هذه الجهود في غضون سنة 1400هـ  واتصلت بجهود الشيخ سالم عبيد باحبيش بالقاهرة الذي وفقه الله لتوظيف ثمرة هذه الجهود بعد عام تقريباً في افتتاح مكتبة عامة تحمل اسم علي أحمد باكثير من الدور السابع بمبنى مستشفى المركز الإسلامي بشارع العزيز بالله بالزيتون وقد نقل إلى هذه المكتبة كتب باكثير الشخصية مما اقتناه أو أهدي إليه من المؤلفين ومؤلفاته والشهادات الأصلية التي حصل عليها من الدولة والأوسمة والجوائز وتم افتتاح المكتبة في احتفال دعي إليه لفيف من الأدباء وأصدقاء باكثير وتلاميذه.

  الاتجاه الوطني والإسلامي في شعر علي أحمد باكثير كان قد نال به درجة الماجستير من جامعة الأزهر بالقاهرة.

· في بلاد عربية أخرى:

  وفي سوريا تحركت الأقلام السينمائية تكتب عن باكثير ويأتي في مقدمتها الأستاذ عبد الله الطنطاوي الذي أصدر كتاباً بعنوان " دراسة في أدب باكثير " سنة 1977م (1397هـ) والأستاذ محمد حسناوي ولعل أفضل ما كتبه هو مقاله: دراسة " علي أحمد باكثير بين العقوق والإنصاف " المنشور بمجلة الآداب أغسطس 1970م.

  وفي الأردن أصدر الأستاذ أحمد عبد اللطيف الجدع كتاباً بعنوان علي احمد باكثير شاعر من حضرموت، ووضع باكثير الأول بالمجلد التاسع من سلسلة شعراء الدعوة الإسلامية في الشعر الحديث، الصادر عن مؤسسة الرسالة، بيروت 1985م.

  وفي القاهرة أصدر الأستاذ أحمد السعدي الجزء الأول من أدب باكثير المسرحي.. المسرح السياسي عن مكتبة الطليعة بأسيوط سنة 1980م.

  وفي الرياض طبع كتاب الاتجاه الإسلامي في آثار باكثير القصصية والمسرحية للدكتور عبد الرحمن العشماوي 1409هـ.

  وفي لندن صدر كتاب " الإسلام والالتزام " دراسة في فكر باكثير الإسلامي للدكتور محمد أمين توفيق 1408هـ.

  ومنذ أوائل الثمانينيات بدأ الانتشار في الكتابة عن باكثير وبدأت الكتابة في صنعاء يتصدرها الدكتور عبد العزيز المقالح الذي كتب العديد من المقالات في الصحف والمجلات وبعض كتبه وكتب الصديق الأستاذ أبو بكر البابكري دراسات ومقالات كثيرة في صحيفة " الصحوة " يبلور الجانب الإسلامي في أدب باكثير، وقد توجت هذه الجهود بأن أقامت جامعة صنعاء مؤتمراً أدبياً سنة 1985م تحت عنوان " أسبوع باكثير الثقافي " ألقي فيه محاضرات وأبحاث في أدب باكثير.

· في رحاب الحجاز:

  وفي الفترة 1401هـ ـ 1402هـ اتصلت في جدة بالأستاذين الشيخ عبد الله بلخير والشيخ حسن كتبي وسجلت منهما كل ذكرياتهما مع هذا الأديب الإسلامي الفذ عندما استضافاه في الحجاز وتحدثا عنه بكل حب وتقدير وثارت في نفسيهما شجون وذكريات حتى رأيت الدموع تنحدر على خدي الشيخ حسن كتبي من خلف زجاج نظارته السميكة من فرط التأثر أما الشيخ عبد الله بلخير فكان يتقد بحماس الشباب ويستلقي على مقعده وهو يتحدث عن إعجاب الملك عبد العزيز رحمة الله عليه ـ بباكثير الشاعر الشاب الوافد من حضرموت الذي أعجب بالملك موحد جزيرة العرب ومدحه بعدة قصائد سنقوم بنشرها إن شاء الله ضمن ديوان الحجازيات وهو مجموعة ما نظمه باكثير من شعر أثناء إقامته بالحجاز. 

  وفي هذه الفترة نشطت الكتابة عن باكثير وارتفعت الدعوات تنادي بإنصاف هذا الأديب القدير وخاصة في القاهرة فكتبت عنه مجموعة من الأبحاث الأكاديمية ورسائل ماجستير ودكتوراه لم ينشر معظمها إلى الآن، ومن جانبي بدأت الكتابة في هذه الفترة مثيراً قضية تراث باكثير في بعض الصحف العربية أهمها صحف المملكة العربية السعودية والكويت ثم كان أن أصدر الأستاذ الدكتور عبيد بدوي كتاباً بعنوان " علي أحمد باكثير شاعراً غنائياً " ضمن سلسلة حوليات جامعة الكويت سنة 1981م، وفي جدة أصدر الدكتور أحمد السومحي عن نادي جدة الأدبي.. كتاباً بعنوان " باكثير شعره الوطني والإسلامي "