أليسَ الإرهَابُ صِناعةً مُسلِمةً ..؟

د. حامد بن أحمد الرفاعي

د. حامد بن أحمد الرفاعي

في عام 1997م عُقِدَ في حاضرة الفاتيكان - روما مؤتمرٌ دوليٌّ حولَ(الدينُ والسلامُ)وفي الختامِ عُقِدَ مؤتمرٌ صحفيٌّ شارك به ما يَقربُ منْ خمسٍ وعشرين وكالةِ أنباءٍ عالميةٍ..وطُلِبَ منيِّ أنْ أكونَ ممثلاً للمسلمين في الإجابةِ عن تساؤلاتِ الإعلاميين..فسَألَني مُمثلُ وكالةِ رويتر قائلاً:"أليسَ الإرهابُ صِناعةً مسلمةً..؟"قلت:أليسَ الأصحُ أن تسألَ:من المسؤولُ عن صِناعةِ الإرهابِ في العالمِ اليومَ ..؟قال:اعتمدت اقتراحَك فأجبني عن السؤالين من فضلِك..قلت"لا ..لا أعتقدُ أنَّ الإسلامَ والمسلمين مسؤولون عن الإرهابِ في العالمِ..بِكُلِّ تأكيدٍ المسلمون جُزءٌ من المجتمعِ البشريِّ يتأثرونَ ويُؤثرونَ به مثل غيرهِم سِلباً أو إيجاباً..أمّا بشأن من المسؤولُ عن ظاهرةِ الإرهابِ في العالمِ..؟فدعني أولاً أؤكد لمن لديه أدنى صلة بالعلوم المعرفية والاجتماعية:أنَّ سُلوكَ الإنسانِ محكومٌ بتربيته وثقافتهِ..وأذكرُكَ وأذكرُ الحضورَ أنَّ الإسْلامَ أُقصيَّ عن مواقع تربيةِ الأجيالِ البشريِّةِ منذُ مَطالعَ القرنِ السادسَ عشرَ..وتولّت مَهمةَ تربية وتكوينِ ثقافةِ الأجيالِ خمس ثقافاتٍ:(العلمانيةُ،والنازيةُ،والفاشيةُ،والماركسيةُ،والصهيونيةُ).فإنْ شئتَ أنْ تَعرفَ يَقيناً منْ المسؤولُ عن الإرهابِ في العالمِ ..؟فسأل هذه الثقافاتِ وأهلها..ولا تَسأل الإسْلامَ والمسلمين..ألم تعلم أن هذه الثقافات مجتمعة صنعت سلسلة من الحروب المدمرة ..؟ألم تُشعل بين أهلها ومجتمعاتها حربين عالميتين مدمرتين ..؟ألم تُشعل حرباً عالمية خرساءَ رقطاءَ ثالثةً سمّوها الحربَ الباردةَ ..؟قتلوا ودمروا بها آمالَ الشعوبِ وطموحاتهم..عبر سباق محموم أحمق في صناعة أدوات الموت والهلاك..على حساب لقمة الغذاء وحبة الدواء وقطعة الكساء لشعوبهم المحرومة المقهورة..؟ألا يزالون يقتلون ويدمرون ويشجعون ذلك بدمٍ باردٍ ..؟وهاهم يتفننون ويتنافسون في تطوير صناعة الموت والرعب والإرهاب..ويغذونها بأعلى وأذكى تقنيات الدمار الشامل من أسلحة كيماوية ونووية وبيولوجية وجرثومية وفيروسية..؟!والأدهى والأمر والمضحك المبكي أنهم في أجواء كثافة أدخنة حروب الموت والدمار التي يفجرونها في أنحاء العالم..يطالبون الناس بالتحلي بالصبر والتزام أخلاقيات حقوق الناس وسلامة البيئة والأمن والسلام..؟؟؟!!!حقاً إنِّ البشرية اليوم تعاني من ضلالات تناقض الأفعال مع الأقوال..وصدق رب الناس جلَّ جلاله وهو يقول سبحانه:"كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ"