شبكة معا نقلة نوعية في الإعلام الفلسطيني
رشاد فياض
يعتبر الإعلام الركيزة الأساسية لبناء أي دولة وإنجاحها على مستوى العالم ،وذلك مالجأ إليه الشعب الفلسطيني منذ دخول منظمة التحرير أرضه حيث كانت أول إذاعة فلسطينية تنطلق من ارض الوطن في 1 تموز 1994 وهي إذاعة صوت فلسطين وقبل ذلك في الشتات أنشأت محاولات لإنشاء بعض الصحف الفلسطينية والإذاعات في الداخل والشتات وبدأ تطور الإعلام الفلسطيني ودعمه نحو الأفضل ، الأحزاب الفلسطينية على الساحة قامت بإنشاء وسائل إعلامية تنطق باسمها وتعتبرها ناطقه باسم الشعب الفلسطيني والتي للأسف لم تتسم بالموضوعية والدقة بنشر الخبر ولا بمعايير العمل الإعلامي المهني بعيداً عن العواطف .
اليوم الدولة الفلسطينية تحتاج لصرح إعلامي مهني قبل أن يكون فلسطيني يتكون من المصداقية والحيادية والاستقلالية والمهنية واحترام المتلقي الذي يتوجه إليه... الخ من المعايير الأخرى
فأصبحت الوسائل الإعلامية الحزبية والخاصة مجرد عبئ يضاف على عاتق المواطن يتبلور بنشر الأخبار الصفراء والأكاذيب وفبركات مضللة حول الأحداث في المنطقة يصل بعضها إلى حد التحريض الطائفي والمذهبي والتلاقي مع حملات الأعداء والطامعين وفي الكثير من الأحيان
الترويج لأفكارهم ومشاريعهم, مما يظهر خطورة الوضع ومدى الانحدار الشديد في تعاطي هذه الوسائل الإعلامية مع المعايير التي تحكم العمل الإعلامي .
ذلك ما جعل المواطن يبحث عن وسائل إعلامية خارجية أكثر مصداقية وحيادية بنشر الخبر وتوضيح الصورة بأبعادها البعيدة والقريبة ومن هنا وبعد بحث طويل عن هذه الوسيلة والمعايير المهنية المتوفرة وجد المواطنين بأن شبكة معاً والتي تأسست منذ 2002 م هيا الأقرب لهم والأنجح مهنياً وذلك عبر برامجها التلفزيونية والإذاعية والتي نجحت بتوطين العلاقة مع تسعة قنوات تلفزيونية وتسعة محطات إذاعية محلية وشبكتها الإخبارية عبر الإنترنت " وكالة معاً " كما نالت العديد من الجوائز بمشاركاتها الإعلامية بما يجعلها الشبكة الفلسطينية الأنجح بما لها دور في تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية والاهتمام بشئونها وبالشئون الإسرائيلية وتغطيتها البناءة للأحداث على المستوى العربي والعالمي عامة والفلسطيني خاصة .
فقد أنارت شبكة معاً الطريق أمام العديد من الشباب الطموحين في بناء المنبر الإعلامي الناجح وهذا الأمل الذي بناه الأخ ناصر اللحام عبر دعاباته أثناء الترجمة الإخبارية والمقالي وبعض التقارير عن وسائل الإعلام الإسرائيلية وتغطية ما يجري بقطاع غزة من أحداث وانتهاكات إسرائيلية بواسطة مراسلين الشبكة ومن أبرزهم مدير مكتب معاً بالقطاع عماد عيد الذي عود الجميع دائماً وأبداً أن يعيش معه الواقع والحقيقة دون أن يلصق عواطفه ومشاعره كفلسطيني معها وهوا ما أكسبه شعبيه فلسطينية وعربية واحترام مما جعله أمام منحنى خطير صنعته أحزابنا لعدم إعجابها بطريقة نقل الحدث دون أن يكون منحازاً للمقاومة فهو صحفي المهنة فلسطيني الجنسية .
شبكة معاً والتي وصل عدد متصفحيها ثلاثة ملايين شهرياً والعدد بازدياد من داخل فلسطين وخارجها ترسم الصورة الصحيحة للعديد من وسائل الإعلام والتي بدأت بتقليدها بالشكل والإستراتيجيات إلا أنها مازال ينقصها الحيادية في نشر الأخبار ، حتى أن إسرائيل بدأت تقلق من تحليل تقاريرها وتصريحاتها بالطريقة العقلانية والتي لم تخب يوماً مع ناصر اللحام خاصة أثناء الحرب على قطاع غزة فشبكة معاً مراسلين مستقلين وحيادية ودقة وموضوعية .
عندما نحتاج أن نكرم وسيلة إعلامية في فلسطين نسرع لتكريم وكالات وشبكات أنباء غربية بحته بدل أن نكرم شبكات فلسطينية ساهمت في تطوير أساليب الفنون الصحفية ونشر الأخبار ، فكم مرة بحثت مؤسساتنا الفلسطينية الحكومية والخاصة والمهتمين بتكريم شبكات إخبارية ووكالات فلسطينية ودعمها من الجيد للأفضل ؟ كم مرة سألنا أنفسنا من الذي يستحق التكريم منا ؟ وكم مرة أجرينا مقارنات بين وسائلنا الإعلامية ؟ وكم وسيلة إعلامية فلسطينية نشأت لتحقيق أهداف ومعايير ورؤيا إعلامية بحته بكل مهنية ؟ ومن الذي يعطي شرف الحصول على جائزة فلسطينية ودولية لوكالات وشبكات أجنبية في فلسطين غير الصحفي الفلسطينية ؟
أعتقد بأنه حان الأوان بأن نصنع نصرنا بأنفسنا من صحفي فلسطيني لوسيلة إعلامية فلسطينية ،، آن الأوان من أن نشارك بدورنا الوطني ونضع اللمسات الأخيرة على وسائلنا الإعلامية ونصبح كشبكة معاً الإخبارية التي أراها نقلت الإعلام الفلسطيني نقلة نوعية فرسخت الوحدة الوطنية الفلسطينية والعربية وابتعدت عن نقل صور المأساة بين الأشقاء في الداخل ووضعتنا في قلب الحدث ، فآن الأوان أن أكرمك بنفسي شبكة معاً ، فكل الشكر والتقدير لكي ولما قدمته لنا ، كل الشكر للصحفيين الفلسطينيين في معاً وخارجها مماً التزم بما تحدثت به من معايير العمل الإعلامي .