رسالة عاجلة إلى (باراك أوباما)!

أسد الله القوصي

ذهب عالِم النفس الروسي الشهير (إيفين بافلوفIvan Pavlov ) إلى أنَّ (البيئة) هي التي تتحكم في معاش الانسان ومآله، وليست (الوراثة) كما يظن المغفلون من الأعراب!

وانطلاقاً من مذهب "بافلوف" نأخذ حالة الرئيس باراك أوباما مثالاً على ذلك ... فقد سافر الحاج/ حسين أوباما إلى أميركا، وهناك تعرف على ممرضة فقيرة، يقال إنه تعرف عليها على مقهى شعبي ب"ولاية شيكاغو". وفي رواية أخرى صححها الألباني (ولاية إلينو)! وهناك تجاذبا أطراف الحديث، وزعم أنَّ بلده "كينيا" مصدر الموز، والكفتار، والذهب، والعاج، والمطاط .. إلخ! فتهلَّل وجه الشابة البيضاء بالسرور .... وتزوجا في الحال، وأنجبا الولد المعجزة (باراك)!

 بعد فترة قصيرة؛ انفصلا الزوجان، وعاد الحاج/ حسين- إلى مهبط رأسه بأدغال إفريقيا، ولحسن الحظ؛ بقي ابنه "باراك" مع أمه، وتربى في حنانها!

 شقَّ الطفل "باراك" طريقه؛ حتى صار رئيساً لقسم العلوم السياسية بجامعة هارفارد –وهذا المقعد يعادل منصب وزير خارجية أميركا-وفي عام 2004 أصبح "Senator" عن ولاية شيكاغو، وألَّف كتابه الشهير (جرأة الأمل the audacity of hope) إلى أنْ قاده طموحه الغلاَّب إلى أن يرأس أكبر دولة في العالم!

 * * *

السؤال الذي يطرح نفسه الآن: ماذا لوْ أنَّ الحاج (حسين أوباما) لم يسافر إلى أميركا، وساقته الأقدار –مثلاً- إلى السعودية؟!

 فلوْ تربى (باراك) في (جدة) لرأيته الآن يغسل السيارات في شارع الستين!

أوْ التحق بمعسكر الحداثيين والتغريبيين واللادينيين، أمثال السريحي، والجحدلي، وحسين بافقيه، وغيرهم من أوحال أدونيس، ويوسف الخال، ولويس عوض!

أوْ ربما ذهب إلى (نجد) مسقط رأس مسيلمة الكذاب، وتماهى مع الأعراب الوهابيين، وحشا عقله وقلبه بالفتاوى التكفيرية، والأفكار المسمومة التي تقود إلى الجحيم وبئس المصير!

ولن يتوانى –سماحته- في تأليف الكتب التي تلعن الغزالي، وابن رشد، وابن عربي، والرازي!

وربما ترك (نجد) والتحق بالقاعدة، وما أدراك ما القاعدة .. وهناك تزوج بنت الظواهري، على كتاب الله وسنَّة رسوله!

وربما انضم ل"طالبان" وعاش بين المغارات والكهوف المظلمة؛ يتربص بقوافل الإغاثة!

وربما رحل إلى بلاد الشام، وانضم إلى "داعش" وأهلك الحرث والنسل!

وربما التحق ب"أنصار الشريعة" في اليمن، واشتبك في حرب ضروس مع الجيش اليمني!

وربما هاجر إلى الصومال، وشارك "شباب المجاهدين" في حرق خيام اللاجئين!

وربما هاجر إلى نيجريا وشارك "بوكو حرام" في القتل والنهب وإراقة الدماء!

وربما هاجر إلى مالي ليؤازر إخوانه السلفيين في حرق المخطوطات، وهدم المساجد!

وربما هاجر إلى سيناء، وانضم لكتائب بيت المقدس، وفلول التكفيريين!

وقد تقوده خطاه إلى القاهرة؛ ليكون من المؤسسين لحزب البناء والتنمية، أو حزب الفضيلة، أو حزب النور، أوْ الدعوة السلفية، أوْ ضمن تلامذة الألباني! وشارك في "غزوة الصناديق"! وأشعل حروباً حول الحجاب والنقاب والختان! وكفَّر من يصلِّي بالمساجد التي بها أضرحة! وكلما جاء شهر ربيع الأول؛ ملأ الدنيا ضجيجاً، قائلاً: الاحتفال بمولد النبيّ بدعة وضلالة! وإذا جاء شهر رجب؛ صرخ قائلاً: لم يرد أنَّ الاسراء والمعراج في رجب! وإذا جاء شهر رمضان؛ طالب بإخراج زكاة الفطر تبناً أوْ شعيراً، ولعن من يخرجها نقوداً.

* * *

أخيراً؛ من واجب مسئوليتي الأخلاقية؛ أسأل الرئيس الكاثوليكي/ باراك أوباما- وأقول له: بحق ما أنعم الله به عليك من عطاء الدنيا- أجبني: لماذا يدفع الفلسطينيون ثمن (الهولوكوست)؟ ولماذا يتحمّلون -وحدهم- إثم المحرقة؟ أليس في هذا مخالفة صارخة لما ورد في سِفْر حزقيال (الإصحاح 18: 20-22): "الابن لا يحمل من إثم الأب والأب لا يحمل من إثم الابن"؟!

ولماذا لم تؤلمك الحواجز والألغام التي زرعها الصهاينة في الضفة الغربية؟ ولماذا لم تأخذك الشفقة على الفلسطينيين الذين يعيشون في سجن كبير؟! وكيف تتناسى ملايين المشردين والمبعدين من ديارهم منذ ما يزيد عن نصف قرن؟! وهل نسيتَ أنك أول المسئولين يوم الدينونة عن محرقة غزة؟!

هل هذا مكافأة للمسلمين الذين أنقذوا اليهود من إبادة الفرنجة لهم في الأندلس؟!

هل هذا جزاء "الوثيقة العمرية" يا ابن الأفعى، ويا نسل فاعلي الشر؟!

هل هذه وصايا الإنجيل التي تقول: "لا تكافئوا أحداً بسيئة، ومن لطم خدكَ الأيمن، فانصب إليه الأيسر. ومن أراد مغالبتك وانتزاع قميصك؛ فاخلع له الرداء كله".

إنَّ الإنجيل الذي أقسمتَ عليه؛ يشهد بأنكَ لستَ على هديه، بلْ رددتَ حكمه ورفضته!

معذور يا (ابن الأفعى) لأنك لا تملك من أمر السلطة شيئاً؛ فخيوط اللعبة كلها بيد اللوبي الصهيوني، الذي أتى بك إلى "المكتب البيضاوي" كما أتى بغيرك .... وإلى أن نلتقي قريباً (أنا وأنتَ والسلفيين) تحت ظلِ عدالةٍ قدسية الأحكام والميزان!