نحو تعزيز الثقافة المدنية

ياسر زهير خليل

yas_zoh73@hotmail.com

 الإنسان أعز ما نملك باعتباره رأس المال الأساس في المجتمع وخصوصآ مع شح ومحدودية الإمكانيات والموارد، والثقافة المدنية تلعب دوراً في التأثير على السلوك الإنساني و هى مجموعة قيم من نوع خاص قيم تقوم على العقلانية والتسامح والاخلاص وطاعة القانون واحترام الاخر فى العلاقة بين افراد المجتمع وغيرها من القيم وتعتمد الثقافة المدنية  على توافر هذه  القيم وتعتبر  الاساس الروحى ان صح التعبير لاى مجتمع فاعل  ولايمكن ان ينشاء مجتمع فاعل بدون هذه القيم ونشير هنا أن تعاليم ديننا الأسلامي تمثل مرجعية لهذه القيم وغيرها من القيم الانسانية التى تسعى الى سعادة الانسان واحترام حقوقه وكيفية تعامله مع الغير0

 تكمن احد معوقات الاصلاح في أي مجتمع كان في عدم تعزيز الثقافة المدنية في المجتمع لأن الثقافة المدنية هى اساس الفكر والسلوك فى اى مجتمع مدنى يفترض ان يكون صاحب مبادرة وبدونها  لايمكن ان تكون للمجتمع المدنى قيمة وجودية مؤثرة 0

الثقافة المدنية تحترم القانون وتقدسه ولا تقول أن القانون وجد ليخترق و الثقافة المدنية  تحترم الآخر المختلف ولا تنكر الآخر ولا تعترف بوجوده والثقافة المدنية ثقافة عقلانية قوامها المنطق والحوار والتسامح لا ثقافة عاطفية انفعالية لا تعرف المنطق أو الحوار أو التسامح  والثقافة المدنية تنبع  من العقل الفردي وتنتهي بالعقل الجماعي أي بمعنى آخر، تبدأ بالانسان الفرد وتنتهي بالمجتمع الكبير والثقافة المدنية تحترم وتقدس قيمة الوقت والتنظيم والتخطيط والثقافة المدنية تغرس قيم المواطنة وغيرها من العناصر الأيجابية التي يجب علينا العمل على تعزيزها في مجتمعنا0

حقيقة إن غياب الثقافة المدنية عن أي مجتمع يجعل الحديث عن مواجهة المشكلات التي يعاني منها المجتمع هو حديث غير عقلاني يعالج قشور المشكلة وظاهرها بدلاً من مواجهة جذورها0

صحيح أن الهموم الأقتصادية والأجتماعية والسياسية تعتبر معوق أساس في تعزيز الثقافة المدنية ولكن رغمآ عن ذلك يجب علينا العمل على تعزيزها رغم الظروف السائدة ومواجهة الواقع الصعب ونعمل على إيجاد البيئة الخصبة لزرع  بذور ثقافة مدنية تسهم في نقل المجتمع نقلة نوعية والعمل على رفعة المجتمع وإزدهاره من أجل مستقبل واعد وهذا يتم من خلال عدة مجالات  أولها الأسرة والتي تشكل المدرسة أو الحاضنة الأولى التي تنقل قيم وأخلاق وثقافة المجتمع إلى الفرد  ومن خلال مناهج التعليم سواء في المدرسة أو الجامعة وهنا يجب أن  تمارس مؤسسات المجتمع المدني (أحزاب ونقابات وجمعيات) دورها في تعزيز هذه الثقافة0

ليس خطأ في أي مجتمع كان أن يكون هناك ثورة ثقافية هادئة في العقل والتفكير ويترتب عليها ثورة في أنماط السلوك والقيم ويكون أبرز عناوينها تعزيز ثقافة احترام القانون وثقافة الأمان وثقافة الحفاظ على النفس والمال العام والممتلكات الخاصة وثقافة الأنتماء وثقافة إحترام الآخر وثقافة التسامح وغيرها من الثقافات وأن تكون هذه الثورة عملآ ضديآ لكل الثقافات المدمرة والضارة و التي تهلك المجتمع.