إن السياسة أم الحقّ
إن السياسة أم الحقّ ..
تُرضِعه عِزاً، وليست بزيف اللغو تُبطله !
عبد الله القحطاني
السياسة أنماط مختلفة ، في كل نمط مدارس متنوّعة ، وفي كل مدرسة نماذج متباينة :
· النمط الشمولي : مدارسه مختلفة ، برغم مافي بعضها من تشابه . وكذلك النمط الديموقراطي .
· والنمط الليبرالي : مدارسه مختلفة ، وكذلك النمط الاستبدادي !
· لكل نمط ليلياته ، التي يغنّي عليها ، ولكل مدرسة ليلياتها، ولكل سياسي نموذج ليلاه ، وكل ليلى تختلف عن نظيراتها ، وأخواتها ، وصاحباتها !
· فليلى عند زيد ، الأيديولوجي ، هي أيديولوجيته (عقيدته) أو مصلحة حزبه ، أو مصلحة أسرته أو قبيلته .. أو مصلحته الخاصّة !
· ليلى الأخرى ، عند عمرو القومي ، أو الليبرالي ، أو العلماني ، أو اليساري ، أو الوسطي ، أو اليميني ، أو النفعي المحض .. قد تكون مصلحة وطنية ، أو حزبية ، أو قبلية ، أو طائفية ، أو أسَرية ، أو شخصية !
· ليس ثمّة من يستطيع نزع المشروعية ، عن أيّة ليلى ، من الليليات التي يغنّي عليها أصحابها ! فكل ليلى ، في نظر صاحبها ، هي بدر التمام .. وهي الحقيقة ، التي لا مِرية فيها !
· مادام الصراع حول الليليات ، يدور في الأطر المشروعة ، وطنياً وخلقياً ، فهو لابأس فيه ، ولا تثريب على أصحابه !
· البأس والتثريب ، واللوم والعتب ، وغيرها ممّا هو في إطارها .. إنّما تنصبّ على المساعي الخارجة عن الأطر المشروعة ، وطنياً وخلقياً !
· المقاييس الأساسية للمشروعبة الوطنية ، واضحة في كل دولة ، لدى الساسة العقلاء فيها ! فليس ثمّة سياسي حقيقي ، يرى في الخيانة الوطنية ، أوفي سرقة المال العامّ ، أو في تخريب الثروة الوطنية ، أو في إفساد أخلاق مواطنيه .. عملاً مشروعاً !
· الحقّ والباطل ، في العمل العامّ ، لايختلف فيهما الناس ، وفق المقاييس المعروفة في كل مجتمع .. بصرف النظر عن مرجعيات المواطنين فيه ، سواء أكانت دينية ، أم وطنية ، أم إنسانية عامّة ! حتى لو اختلف الناس ، في تقدير الخطأ والصواب ، في الاجتهادات الموصلة إلى الحقّ !
· أمّا اعتساف الأمور، وتحكيم القوّة الغاشمة العمياء ، في رسم مقاييس جديدة ، للحقّ والباطل .. وفي فرض المصلحة الخاصّة ، على الناس ، بصفتها حقاً عاماً ، على المستوى الوطني .. فهذا نوع من البلاء ، الذي يطرأ على الدول والمجتمعات ، في ظروف شاذّة ، لا يلبث أن ينحسر ، بانحسار الظروف التي فرض فيها ! حتى لو فرِض بصناعة قوانين خاصّة ، عرفية أو غيرها ! وحتى لو دوِّنت موادّ معيّنة ، في الدساتير، تفرض هذا النوع من البلاء ، وتلزم الناس به ، بقوّة ما ، لتجعل منه أمراً مشروعاً ! لأن الأوطان التي تغيم فيها الفواصل ، بين الحقّ الواضح ، والباطل الواضح .. تعيش حالة من الفوضى والاضطراب ، في كل شيء ! فإذا تمّ تزوير الباطل ، ليكون حقاً ، وتزوير الحقّ ليكون باطلاً .. فهذا بلاء أشدّ وأقسى ، يصعب على الشعوب تحمل ويلاته طويلاً ، مهما تجبّرت القوّة التي تفرضه على الناس ، وتفنّنت في تزويره ، وتسويقه !