من الذاكرة

من الذاكرة

( قصة تفجيرات الحرم المكي أيام الحج )

بمناسبة ذكرى الثورة الإيرانية

موسى بن سليمان السويداء / السعودية

[email protected]

لازلت أذكر تلك الأيام التي أعلن فيها التلفزيون السعودي أيام الحج عام 1409هـ أن هناك تفجير بمشعر منى بالأراضي المقدسة في مكة المكرمة بلاد الله الحرام يستهدف الآمنين وحجاج بيت الله الحرام .

وبعد عدة أيام من إعلان الخبر وقبل نهاية موسم الحج أعلنت الحكومة السعودية – وبحمد الله وفضله - القبض على هؤلاء المجرمين وإذا هم من الرافضة الكويتيين المنتسبين إلى حزب الله الكويتي ! .

شاع بين الناس أن الحكومة السعودية اهتدت إلى هؤلاء المجرمين الأنذال – قرامطة القرن العشرين – عن طريق قطعة نقدية حديدية كويتية في موقع الجريمة بينما لا يوجد من الضحايا أي كويتي ! وبعض الناس قال غير هذا والله أعلم بحقيقة الأمر في كيفية صفة القبض عليهم وكيف اهتدت إليهم الحكومة السعودية .

المهم في الموضوع والمؤكد هو ضلوع قائد الثورة الإيرانية الخميني - فضح الله سره - في هذه الجريمة النكراء بحيث أصدر فتوى لهم بجواز هذا العمل الإجرامي الذي لا يُقدم عليه إلا من أُشرب قلبه الحقد والحسد والغل على جماعة المسلمين ( أهل السنة ) فقد كان من مخططاته بعد استيلائه على السلطة في إيران أن يُبيد الناس في السعودية ويهدم الكعبة ويستولي على الحجر الأسود وينقله إلى كربلاء حتى تكون هي القبلة للناس !! وهذا ما قاله حسين الموسوي في كتابه  " لله ثم للتاريخ "  عن فكر هذا الشخص : ( وفي جلسة خاصة مع الإمام قال لي : سيد حسين آن الأوان لتنفيذ وصايا الأئمة صلوات الله عليهم سنسفك دماء النواصب ونقتل أبناءهم ونستحيي نساءهم ولن نترك أحداً منهم يفلت من العقاب وستكون أموالهم خالصة لشيعة أهل البيت وسنمحو مكة والمدينة من وجه الأرض لأن هاتين المدينتين صارتا معقل الوهابيين ولا بد أن تكون كربلاء أرض الله المباركة المقدسة قبلة للناس في الصلاة وسنحقق بذلك حلم الأئمة عليهم السلام لقد قامت دولتنا التي جاهدنا سنوات طويلة من أجل إقامتها وما بقي إلا التنفيذ !! )[ص104] .

ولكن الله غالب على أمره وناصر لجنده ومخزي لعدوه فقد ابتلاه الله بصدام حسين الذي قهره ومنعه من الوصول إلى مزاراتهم الشيعية الشركية بالعراق فضلاً أن يصل إلى السعودية فمات مقهوراً مدحوراً ذليلاً أخزه الله .

وفي مساء تلك الأيام أيام الأشهر الحُرم كُنت في مدينة الطائف وإذا بالتلفزيون السعودي يعرض أربعة أشخاص من الجنسية الكويتية متهمين بتفجيرات الحرم يرتدون الزي الكويتي الثوب والغتره .

الأول : وهو الرئيس كان كبير السن يبلغ من العمر تقريباً ( 45 ) سنة له لحية ضخمة وسوداء دائري الوجه ابيض كأنه من أصول إيرانية .

الثاني : لا زلت أحفظ اسمه وهو ( عبد العزيز شمس ) شاب صغير في العشرينيات من عمره قد أخضرّ شاربه وليس له لحية .

الثالث والرابع : لا اذكر جيداً تفاصيل شكليهما إلا أنهما أكبر من عبد العزيز شمس واصغر من الرئيس وكان لهم لحى وأعمارهم في الثلاثين .

وعندما تكلم كبيرهم الرئيس واعترف بالجريمة القذرة وعرف انه بينه وبين أن تضرب عنقه بالسيف أيام قلائل بكى ودمعت عيناه وقال : " أنا تائب " وكرر هذا الكلام عدة مرات بعد الاعتراف ! أما البقية فلم يبكوا عند الاعتراف ولعلهم لا يعرفون ما ينتظرهم من عقاب رادع وصارم  ففي مثل هذه الأحوال سوف يساقون إلى سحت القصاص بعد أن تُربط أعيونهم وتكتف أيديهم من الخلف وتنزع غُترهم ويجلسون على الأرض متفرقين بين كل شخصين ما يقارب عشرة أمتار تقريباً ثم يبدأ السياف بضرب أعناقهم بالتسلسل قد يكونون في تلك اللحظات الأخيرة من حياتهم - وهم يسمعون صوت ضرب السيف في أعناقهم وتكبير الناس الحاضرين للقتل عند سقوط كل رأس – قد يكونون يتمنون أنهم لم يعرفوا شيء عن دين الرافضة بل ولعلهم يسبون ويشتمون الخميني وجميع من ينتحل دين الرافضة ولم يقدموا على هذا العمل الذي أجلسهم هذا المجلس وكشف لهم أنهم على ضلال بعيد .

نعم هذه ليست قصة قصيرة حائزة على درجة عالية في الأدب العالمي بل قصة حقيقة أبطالها سفكت دمائهم بعد صلاة الجمعة بمحضر آلاف الناس جزاء فهمهم السيئ للقرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة وكذبهم على آل البيت وبدعتهم المضلة التي غذتها هذه الثورة الخمينية الغير مبارك .

فنسأل الله السلامة والعافية ونعوذ بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن .