ليبرمان والوقعة السوداء على الإنسانية
ليبرمان والوقعة السوداء على الإنسانية
رشاد فياض
من هو ليبرمان ؟
* هاجر أفيغدور ليبرمان إلى إسرائيل عام 1978 وهو في العشرين من عمره حيث ولد في مولدا فيا.
* ظهر ليبرمان في الساحة السياسية الإسرائيلية إبان حكومة الليكود عام 1996 حين شغل منصب المدير العام لمكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وقد عُرف ليبرمان في تلك الفترة بأنه رجل المهمات القذرة والشخصية المثيرة للجدل والأزمات.
* واضطر ليبرمان إلى الاستقالة بعد سنة واحدة فقط، بسبب ملف جنائي يتعلق بالتهجم على طفل.
* أشار نتنياهو على ليبرمان بتشكيل حزب سياسي يمثل الروس في إسرائيل يكون موالي لليكود فأسس ليبرمان حزب حزب " (إسرائيل بيتنا) عام 1999 ، نسبة إلى حزب روسي كان بزعامة الرئيس الروسي السابق يلتسين يدعى (روسيا بيتنا).
* يعرف بسلاطة اللسان فلم تسلم أي مؤسسة إسرائيلية أو أي حزب من لسانه حتى الشرطة والمحكمة العليا والنيابة العامة.
* ليبرمان هو علماني ويدعو إلى فصل الدين عن الدولة واعتماد الزواج المدني، وإلى تغيير نظام الحكم في إسرائيل إلى نظام حكم رئاسي.
* يرى ليبرمان أن المشكلة المركزية لدولة إسرائيل ليست الفلسطينيين في الأراضي المحتلة، إنما الأقلية الفلسطينية التي تعيش في الدولة, لذا يرى ضرورة تهجيرهم وطردهم خارج حدود إسرائيل.
* هاجم الرئيس المصري حسني مبارك قائلاً: 'إذا لم يكن يريد المجيء إلى هنا ( يقصد إسرائيل)، فليذهب إلى الجحيم', وكان قبلها قد دعا لقصف السد العالي في مصر لإغراقها.
* طالب الحكومة الإسرائيلية بضرب قطاع غزة بقنبلة نووية لإنهاء المعركة.
أفيغدور ليبرمان الأكثر عنصرية بالكيان الصهيوني وصاحب الخطاب الأشد أثناء المحرقة الصهيونية على قطاع غزة الذي طالب الجيش بإلقاء قنبلة نووية لإبادة شعب القطاع وصاحب قائمة (إسرائيل بيتنا ) والتي تعد القائمة الثالثة المرشحة الأكبر بالانتخابات الصهيونية والذي يعد المستفيد الأول من عملية الرصاص المصبوب على غزة، والعنصري ضد العرب والفلسطيني والإسلاميين وعرب 48 ، والذي قام بإهانة الرئيس المصري لعدم قبوله زيارة الدولة الإسرائيلية على حسب زعمه .
ليبرمان صاحب المهمات القذرة ضد الإنسانية يأتي اليوم ليطل علينا بتصريحه للعرب والفلسطينيين بأن ينتظرونه بمنصب وزير الجيش والدفاع بالحكومة القادمة ،صاحب القضايا الجنائية التي جاءت ضد العرب وكرهه لهم وهذا الذي زاد من شعبيته في الوسط الصهيوني بسبب ازدياد كرههم أيضا للوسط العربي ووقوفهم مع القضية الفلسطينية وخاصة بعد الحرب على غزة لذلك كان المستفيد الأول من هذه الحرب بحملته الانتخابية والذي أطلق بها " لامواطنة بلا ولاء " والذي يقصد بها عرب ال 48 و 67 والذي دعا إلى تهجيرهم لعدم توافق تفكيرهم مع تفكير قيام الكيان واللوب الصهيوني ويجب أن يعلنوا ولائهم لليهود ليتمتعوا بصلاحية العيش على الأرض اليهودية المحتلة ب 48 .
ليبرمان والذي لايختلف عنه نتنياهو المرشح الأقوى بالانتخابات الصهيونية وتسيبي ليفني وباراك إلا أنه عنصري مكشوف ، ويتمتع بالمصداقية والقوة والمثابرة لتحقيق أهدافه وفكرة العنصرية .
لكن السؤال الذي يطرح نفسه هل سيؤدي ترشيح ليبرمان لمنصب وزير الجيش والدفاع الصهيوني سيغير مالم يقدر على تغييره باراك أثناء فترة توليه لهذا المنصب ؟ وما مدى اختلاف العقلية العسكرية بين باراك وليبرمان ؟
منذ وعد بلفور وهجرة اليهود من جميع الدول العربية والغربية إلى فلسطين واحتلال الأراضي الفلسطينية لم تختلف عقلية أي قائد صهيوني ابتداء من رئيس الكيان ومروا برئيس الوزراء ووزير الخارجية والداخلية ، فقد اعتادوا على طريقة القتل وعدم الوفاء بالمواثيق والعهود والاتفاقيات التي عقدتها مع الدول الخارجية لضبط الأوضاع على المستوى الفلسطيني والعربي ،
فالسياسة الصهيونية سياسة مرسومة سلفاً لأي رئيس وزراء لايستطيع الخروج عن إطارها والذي يحاول أن يخرج عنها فيتم إلصاق التهم إليه ومطالبته بتقديم استقالته ومحاسبته قانونيا بطريقة غير مباشرة وهذا الذي حصل لرئيس الوزراء اولمرت عندما بدأ الخروج عن المألوف فقد ألصقت المحكمة قضايا فساد تم تبرئته من اثنتان منهم بعد فشل تسيبي ليفني من تشكيل حكومة توافق بزعامتها فقرر أن يلتزم بمبادئ اللوب الصهيوني وأعد حربه على قطاع غزة في أمل بإنهاء باقي القضايا الموجهة إليه ، وكما حصل لرابيين عندما فتح يده للسلام مع الفلسطينيين وتم تصفيته من قبل لشاباك الصهيوني ، وغيره .
والآن يحاول ليبرمان الصعود إلى القمة خلال السنوات الماضية عبر تولية منصب وزارة الجيش والدفاع الذي سيسعى من خلالها إبراز مدى كراهيته واستطاعته من قيادة الكيان الصهيوني إلى النصر في أمل فوز قادم برئاسة الوزراء .
وحش جديد قادم بأسلوب جديد للنيل من المقاومة الفلسطينية التي خلال العشرات من السنوات لم تعرف الهزيمة بأي معركة رغم الدمار الذي يعم بها إلى أنها تعلمت الصبر ومقدرتها على تولي زمام الأمور براً وبحراً وجوياً لكن يداً واحده لاتصفق ، فالكيان الصهيوني يطور نفسه بسرعة ويحل خلافة أسرع لأن هدفه ومبدأه واحد .
بالأمس 8/2/2008 قام ليبرمان بزيارة إلى حيفا ضمن جوالة يقوم بها والذي لم يكن يتوقع بردة فعل من عرب 48 ومعارضي العنصرية الذين طالبهم بإبداء الولاء له وللفكر اليهودي فتلق الشتائم والحذف بالقمامات من معارضيه والقوائم العربية والتي أسفرت عن إلقاء القبض على قيادات بعض القوائم المشاركة بالمسيرات الرافضة له ولدخوله حيفا ولخطاباته العنصرية .
وبآخر حديثي عن ليبرمان أريد أن أتحدث عن الحزب الذي أعده :
* حزب سياسي صهيوني غير متدين أنشأه أفيغدور ليبرمان في مطلع العام 1999م.
* جاء تأسيس الحزب بعدما أشار نتنياهو على ليبرمان بتشكيل حزب سياسي يمثل الروس في إسرائيل يكون موالي لليكود فأسس ليبرمان حزب " (إسرائيل بيتنا) عام 1999 ، نسبة إلى حزب روسي كان بزعامة الرئيس الروسي الأسبق يلتسين يدعى (روسيا بيتنا).
* مؤسس هذا الحزب فهو يميني متطرف جداً ويحمل آراءً معادية للعرب الفلسطينيين داخل إسرائيل ومن أبرزها دعوته المستمرة إلى تنفيذ ترحيل (ترانسفير) للعرب
* ينصب اهتمام هذا الحزب بقضايا المهاجرين من جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق، لهذا فإن جمهوره محصور في هؤلاء الذين يُغذون الحزب أثناء الانتخابات والاجتماعات المختلفة.
* حصل في الانتخابات الأخيرة للكنيست عام 2006 على 11 مقعد .
القادم أصعب وأن مهما اختلفت الأسماء والأحزاب والمرشحين هدفهم واحد والكارثة الإنسانية الكبرى قادمة على يد نتنياهو وحليفه ليبرمان ، وأن فترة الهدنة مهما كانت طويلة المدى أو قصيرة فإن تاريخ الاحتلال الأسود لايعطي الأمل بأي هدنه وإنما بمجازر وشلالات دم .