سوق الجواسيس
سوق الجواسيس
جاسم الرصيف
[email protected]
من المعروف أن لسوق الجاسوسية ذات مواصفات السوق التجارية من جهة العرض والطلب ،
الحاجة والأسعار ، ومن المعروف أيضا أن الدول ، الكبرى عادة ، تسوّق جواسيسها
وتصدّرهم الى الدول الأصغر سرّا عادة ، وعلنا كما فعلت أميركا عندما إحتلت العراق
بدبابات ( زينتها !! ) وجوه ( عراقية ) نجحت في تأسيس بؤر للتجسس ، وفقا لمقاييس
هذا السوق ، ولصالح أية دولة ترغب في التجسس على الشعب العراقي .
مشهد سوق الجواسيس ( العراقيين ) اليوم :
ركّاب الدبابات الأمريكية يرشحون أنفسهم لأعلى المناصب في الحكومة التي يستعيرون
لها صفة ( عراقية ) مغتصبة لمزيد من نهب ثروات العراق ، وأوّلها النفطية ،
وإستبقائه محتلا حتى آخر قطرة نفط من قبل أولياء نعمة التجسس ، حتى ليكاد المرء
يشعر بأن هؤلاء يذكرونه بالقراد مصّاص الدماء ،، ولو سهل عليهم الأمر لأمتصّوا كل
النفط العراقي بشفطة واحدة يعودون بعدها الى الدول المشتركة في إحتلال البلد، التي
حمتهم بجنسياتها وجيوشها، ومازالت تقاتل لإستبقائهم قرادا على الجسد العراقي .
صحيفة النيويورك تايمز أشارت في عددها الصادر يوم 2009.2.4 ( مبشرة ) بعودة أياد
علاّوي الى الساحة العراقية كمنافس قوي لنوري المالكي ، ومايضحك في هذه المنافسة
وهذه القوة أن الرجلين من ركّاب ذات الدبابات التي غزت العراق على سرفات أكاذيب
وقصص مزوّرة ، وأنهما تباهيا بعلاقاتهما بمخابرات دول أجنبية لإحتلال ما يفترض أنه
( بلدهما ) ، وتلك المضحكة وحدها في قياسات كل الدول والشعوب جريمة خيانة عظمى
يستحقان عنها مالايقل عن السجن مدى الحياة في أفضل ظروف ( الديمقراطية ) الأمريكية
أو الأوربية التي سمحت لنفسها بتوظيفهما جاسوسين مع جوقة الطالباني والبرزاني
والهاشمي والحكيم والجلبي وغيرهم كثرة مازالت على إتصال بمخابرات أجنبية .
وهي ليست صدفة أن تختار النيويورك تايمز موضوعة أن الجاسوس الرسمي ، اياد علاوي ،
قد نال ( غالبية أصوات الناخبين في محافظة صلاح الدين ) ، لأنها أرفقت الملاحظة بأن
تلك المحافظة ، مسقط رأس الرئيس الراحل صدام حسين : ذات أغلبية ( سنيّة ) ، على
غاية سحب السنة الى تأييد ضمني لجاسوس خان وغزا بلدهم مع أجانب ، إسوة بنظرائه في
رابطة الجواسيس العراقين التي تأسست في 2003 ، وإلباس سنّة العراق ثوبا ( ديمقراطيا
) يقبل السنة في ( دفئه ) أن يقادوا من قبل جواسيس ،،و لو حصل مافعلوا في العراق
في الدول التي أرسلتهم لأعدمتهم على الفور كما أعدمت الأبقار المصابة بجنون البقر.
ولو أننا حذفنا إفتراضا ركّاب الدبابات الأمريكية من المشهد الإنتخابي الذي جرى
لوجدنا في أسفل الكأس ، أو ( طاسة الحمام ) ، كما يفضل العرب التشبيه ، قلّة ركضت (
على حسّ الطبل خفّن يرجليّا ) ــ على صوت الطبل خفّي يارجلاي ــ أيا كان الطبل وأيا
كان الطبال ، مادامت ثمة قصعة ومتعة في منصب خاضع لقوات إحتلالات مركبة من كل صوب
وحدب تعيش على أشلاء العراق والعراقيين في حانة النهيبة المنظمة وغير المنظمة لنمط
الأعاجيب ( الديمقراطية ) التي صدّرتها الإحتلالات للعراق وحدة لأنه غني بالنفط ،،
ولو كان غنيا بالبصل او الفجل لما تذكرته وحوش الحروب غير الأخلاقية ولامرّ به
جاسوس .
مشهد الجواسيس الرسميين ، وظلالهم غير الرسمية ، وهم يصولون ويجولون في سيارات
مصفحة ، تحت حماية قوات الإحتلالات وفرق موتها ، حول الصناديق الإنتخابية هو تماما
: فعل تسويق جواسيس علني ، مبنى ومعنى ،، وهو الذي يوجز حالة الإستلاب الثقافي
الوطني حيث لايجد المواطن في البلد المحتل غير خيار الإنتخاب من بين جواسيس ،
لايجرؤ غيرهم على الظهور على خشبة المسرح ، وغير خيار الرضا بوجوهم ( منقذين !! )
له ممّا فعلوه أصلا من مصائب وويلات له ،، وما تجوال القنصل الأيراني على صناديق
الإنتخابات في البصرة غير جولة زهو حمقاء بالجواسيس الذين ضخّتهم أيران في جسد
العراق ، وكان رجال بقية الدول الأجنبية التي تحتل العراق أذكى من هذا فلم يظهروا
حفاظا على النتائج الإنتخابية لجواسيسهم .
حسنا !! .
لكل الأسواق ، تجارية وسياسية وجاسوسية ، عمر محكوم بحالات العرض والطلب ، ولها
بداية ونهاية ، واذا كان سوق الجواسيس ( العراقيين ) قد إبتدأ في نيسان 2003 ،
فلابد أن له نهاية حتمية وفقا لحقيقة : ( لودامت لغيرك ماوصلت إليك ) ، ولابد أن
يوما سيؤاتي يواجه فيه جاسوس ، بدون سيارة مصفحة وبدون ( بودي كارد) ، مواطنا
عراقيا لم تخف ّ رجلاه على طبول الإحتلال ، وعندها ستحسم ( العصا ) أمر ( من عصى )
المواطنة الحقّة .