لا نريد معركة مع العدو
لا نريد معركة مع العدو
هو يحدد زمانها ومكانها!!
فيصل الشيخ محمد
أي هوان هذا الذي وصل إليه العرب في ظل أنظمة الممانعة والاعتدال.. ففي ظلهم لم يعد لقوانين السماء والأرض أي مفعول.. ولم يعد لما يكدّسوه من أسلحة أي مفعول لا في سلم ولا في حرب.
الفعل هو فقط في منطقتنا هو بيد الغاصب الصهيوني الذي لم يعد في عينه لعواصم الممانعة والاعتدال أي هيبة تحرجه أو قوة تمنعه أو تردعه أو توقفه عند حده.
سفينة لبنانية محملة بمساعدات إنسانية إلى قطاع غزة المحاصرين براً وجواً وبحراً، لم تجد من يحميها ويسهل لها طريق الوصول إلى الجرحى والمرضى والجياع في غزة، لا من عرب الممانعة ولا من عرب الاعتدال.
السفن الحربية الصهيونية هي وحدها صاحبة القرار في المياه الإقليمية لدول الممانعة ولدول الاعتدال وحتى المياه الدولية، بينما سفن هذه الدول تغط في ثبات عميق في أحواضها لا تنهض من ثباتها إلا في الاستعراضات والمهرجانات والمناسبات القومية لأنظمة هذه الدول وتمخر عباب البحر في مسرحيات أراجوزية.
مجموعة من الجياع الصوماليين لم يجدوا أمامهم ما يسد جوعتهم ويستر جلدتهم إلا السطو على بعض السفن للحصول على فدية تؤمن لشهور بعض احتياجاتهم وأسرهم – وأنا أرفض رفضاً قاطعاً مثل طرق هذه الأبواب – فقامت الدنيا ولم تقعد.. وتحرك مجلس الأمن ليتخذ القرارات الرادعة ضد هؤلاء القراصنة الجياع.. فجاءت المدمرات والبارجات والفرقاطات من أقصى الأرض.. من الصين وروسيا وأوروبا وأمريكا تلاحق هؤلاء الجياع دون أن تفكر للحظة واحدة بالأسباب التي دفعتهم لمثل هذا العمل المشين، وتكفيهم مؤونة فعلهم غير المشروع!!
القراصنة الصهاينة تحركوا في المياه الدولية والإقليمية وكأنهم سادتها بلا منازع، واستولوا على سفينة الأخوة اللبنانية في المياه لإقليمية لإحدى دول الاعتدال واقتادوها، بعد إمطارها بوابل من الرصاص، إلى ميناء (أشدود) الصهيوني في الساحل الفلسطيني المغتصب، واعتقلت الموجودين على متنها لاستجوابهم.. وهم ثمانية أشخاص منهم أربعة صحفيين، والآخرين من نشطاء السلام وحقوق الإنسان والمجتمع المدني، إضافة إلى طاقم السفينة.
الجيش الصهيوني الذي لا يقهر في مواجهة المدنيين – كما شاهدنا ذلك في عدوانه على غزة – استعمل أثناء تحقيقه مع الموجودين على ظهر السفينة اللبنانية الذين أسرهم كل أشكال الخسة والنذالة والهمجية والبربرية معهم، شتماً وضرباً وترهيباً وتخويفاً، ولم يشفع لأي منهم إنسانيته التي دفعته لإنقاذ الجرحى والمرضى والجوعى في غزة المحاصرة بفعل القوة الصهيونية براً وبحراً وجواً؟! ولم يتحرك العالم ليوقف هذا القرصان الباغي عند حده، وقد أفلست دول المنطقة عن فعل أي شيء تجاه غروره وصلفه وطغيانه!!
وأطنبت وكالات الأنباء ووسائل الإعلام المختلفة في اليوم التالي للجريمة النكراء التي ارتكبها الصهاينة، مبشرين العرب بأن: من كانوا على متن سفينة الأخوة اللبنانية وصلوا سالمين إلى بلدانهم.
وكأن هذا القرصان المجرم سيظل سيد الجو والبر والبحر في المنطقة، دون أن يجد من يقف في وجهه ويمنعه ويفرض بحقه القصاص العادل والعقاب الذي يستحق، لأننا نحن العرب لا نعرف كيف ندافع عن مياهنا الإقليمية، أو قد نكون لا نريد فعل ذلك، لأننا لا نجيد مواجهة العدو سواء اخترق مجالنا الجوي، أو توغل في أراضينا، أو انتهك مياهنا الإقليمية!! لأن كلاً من أنظمة دول الممانعة ودول الاعتدال – وهم المختلفون في كل شيء – متفقون فقط على عدم التصدي لكل تجاوزات العدو الصهيوني سواء في الجو أو البر أو البحر.. حتى لا يثيروا عنده ردة الفعل، ويفرض عليهم معركة لم تحدد هذه الدول مكانها وزمانها؟!