يا قلعة الصمود يا غزة
عبد الرحمن عبد الله
أبو العلاء
يشهد العالم باسره الحرب الهمجية التي تشنها اسرائيل على غزة والقطاع مستخدمة كل انواع الاسلحة المحرمة دوليا مثل القنابل العنقودية والسفور الابيض واسلحة جديدة تستعمل لاول مرة , تستهدف المدنيين الامنين في بيوتهم وفي المشتشفيات ودور العبادة ومدارس الانوروا , حتى لم يسلم من اجرامهم الطواقم الطبية ولا طواقم الاسعاف ولا حتى القوى الحقوقية العاملة من احل تقديم يد العون والمساعدة والاغاثة لاهل غزة والقطاع الابي الباسل وهو يقف سدا منيعا في وجه جحافل الاحتلال والدمار التي تعجز عن تحقيق اهدافها في المواجهات مع المقاتلين الفلسطنيين في ارض المعركة لذلك فانها تحاول ان تبث الرعب وتنشر الدمار في كل مكان في غزة حتى تستكمل مسلسل الاكاذيب التي تقدم في وسائل الاعلام الاسرائيلية والحرب النفسية المستخدمة دائما في مثل هذه الحروب من اجل زعزعة ثقة وهمة الطرف الاخر وتثبيط عزائم المقاتلين وتاليب الجبهة الداخلية عنده وليس الامر قاصرا على ذلك فحسب عند قادة الحرب الاسرائليين فان الامر يرجع الى اسباب عقدية تقوم على اساس الايمان والمعتقد الديني بما يخص علاقتهم مع الاخرين من غير اليهود او ما يسمونه هم جوييم (اوالاميين كما جاء في القران).
ان الذي يشاهد وسائل الاعلام وما يرتكبه قادة المؤسسة الصهيونية وجيشهم المدجج بالسلاح من مجازر وهولوكست فلسطيني وحرب ابادة وتطهير عرقي عبر السنوات الطوال بحق الشعب الفلسطيني يستطيع ان يدرك حقيقة ما اذهب اليه في هذا المقام .
لقد لخص بن جوريون النظرية اليهودية الدينية حين قال :( إن دولة (إسرائيل) تضم الشعب الكنز، ولهذا فإن بوسعها أن تصبح منارة لكل الأمم).
اذ انه يرمي لافضلية الشعب اليهودي على الامم الاخرى التي لا تتساوى معهم في الانسانية ولا في الدماء والاغيار ( الجوييم حسب تعبيرهم ) ادنى واحط بالانسانية وقد خلقوا لخدمتهم وراحتهم فهم ( حسب معتقدهم ) شعب الله المختار والشعب الازلي والشعب المقدس وليس عليهم من ذنب في قتل غير اليهود جاء في سفر ميخا 124 :( قومي ودوسي يا بنت صهيون، لأني أجعل قرنك حديداً، وأظلافك أجعلها نحاساً، فتسحقين شعوباً كثيرين ).
وفي سفر التثينة 20/ 24،26 :( أنا الرب إلهكم الذي ميزكم من الشعوب )
وكما جاء في نفس السفر 14/2 :( وقد اختارك الرب لكي تكون شعباً خاصاً فوق جميع الشعوب الذين على وجه الأرض ).
وفي نفس السفر ورد ايضا :( حين تقترب من مدينة لكي تحاربها فلا تستبقي منهم نسمة واحدة).
واذا ما امعنا النظر حقا نجد ان غزة واريحا اولا كانت الارض الاولى التي طرحت على طاولة النقاش والتسليم للفلسطنين و لم يهتم الاسرائيون بها لانها لا تعني لهم شيئا او رمزا توراتيا كالخليل او القدس اذ ان قادة اسرائيل يمارسون حياتهم السياسية من خلال مفاهيم التوارة والتلمود وستكشف الايام حقيقة ما جرى ويجري للشعب الفلسطيني وما يجري الان في غزة والقطاع من مجازر ومذابح وتنكيل وبطش ودمار وكل انواع الجرائم والوحشية التي تعجز عن وصفها الكلمات او حتى الصور الملتقطة , الا انه سيظل صوتنا في الدنا يتجددوا ورايتنا عالية خفاقة رغم البطش رغم الارهاب رغم التشريد والمحن سيولد من رحم المعاناة والمهجر والغربة ورغم الاحتلال من يملك مفاتيح البيوت ليفتح للعائدين الابواب .