هل عام 2009 عام حاسم حقا؟
محمد زهير الخطيب/ كندا
لا شك ان عام 2009 عام مهم وحاسم وفيه الكثير من المحطات التي يمكن ان ينتج عنها منعطفات تؤثر في مسارات الاحداث الاقليمية والدولية ومنها:
تسلم الرئيس اوباما للحكم في اميركا في يناير وتوقع اغلاقه لملفات الحروب وفتح ملفات الحوار، وقد حصل اوباما على لقب شخصية عام 2008م حسب استفتاء «التايمز» بفارق بسيط عن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي. غير ان ساركوزي لم يياس فهو يخطط لفرنسا ومن ورائها الاتحاد الاوروبي لاستكمال عودتهم الى الشرق الاوسط ولعب الدور الابرز فيه على حساب النفوذ الاميركي، ولان فاته ان يكون شخصية عام 2008 فمن المؤكد انه يحلم بان يحوز عليها في العام القادم وخاصة ان أمام اوباما مشاكل اقتصادية داخلية ستقلل من قدرته على الاهتمام بالشؤون الدولية.
انتهاء فترة حكم عباس في يناير واصرار حماس على عدم التمديد له وتعهد لفني بانهاء سلطة حماس في غزة ومن اول تطبيقات هذا التعهد ضرب غزة واغتيال واعتقال قيادات حماس في جو من الشلل والغياب العربي.
الانتخابات الاسرائيلية التي تتصارع فيها كتلتان ضعيفتان كتلة باراك وكتلة ناتنياهو وحرص كل منهما على القيام بعمل عسكري ضد حماس يرفع اسهمهم في الانتخابات وفي اسرع وقت قبل ان يدخل الرئيس الاسود البيت الابيض.
الانتخابات التشريعية اللبنانية وتحفز كل من فريقي الموالاة والمعارضة للفوز بها باي ثمن مما يفتح باب عودة اعمال العنف والاغتيالات البغيضة.
بدا محاكمة قتلة الفقيد الراحل رفيق الحريري في مارس القادم وتوقع توجيه اتهامات لرؤوس سورية ولبنانية كبيرة ووجود صلاحيات لتوقيف هذه الرؤوس الى ان يتم الحكم عليها وتمتع المحكمة بصلاحيات الفصل السابع للامم المتحدة الذي يخولها احضار المتهمين بالقوة في حال عدم الاستجابة الطوعية.
تردي الاوضاع الاقتصادية وانتشار الفساد بشكل غير مسبوق في كثير من البلاد العربية وخاصة في سورية ومصر والذي يتوقع ان يؤدي الى انفجار بشكل او بآخر.
انتخابات ايرانية قريبة واقتراب ايران من القدرة على انتاج السلاح النووي الذي تعهد الغرب بمنعها من الحصول عليه ولاشك ان طبول الحرب ستقرع الا اذا حصلت معجزة وتوصل الطرفان الى صفقة غير متوقعة.
والسؤال: ما ذا يستطيع العرب فعله للخروج من هذه الحلقة المغلقة من الضعف والعجز.
اننا نحتاج لوقفة تحليلية صادقة مع النفس لتلمس العلة الرئيسية ومعرفة العلاج الصحيح.
العلة هي الاستبداد والعلاج هو الحرية.
معظم الدول العربية تشكو من الاستبداد، والاستبداد يؤدي الى انتشار الفساد، والفساد يؤدي الى غياب العدل وغياب العدل يؤدي الى ضياع الحقوق وانتشار البطالة والفقر وهذا يؤدي الى الجهل والجريمة والتخلف، وفي هذا المناخ المزري تتدخل القوى الكبرى لتقديم المساعدات الموجهة على مبدأ (طعمي الفم تستحي العين)، فهذه المساعدات توجهها الدول الداعمة بحيث تقوي اخطبوط الاستبداد والفساد ولا يصل منها الى الفقراء الا الفتات.
فالخطوات اذن يجب ان تبدأ من انهاء الاستبداد ونشر الحرية والديمقراطية التي ينتج عنها تفعيل آلية المحاسبة وتحجيم الفساد وتجفيف ينابيعه، مما يؤدي الى انتشار العدل والمساواة وحفظ الحقوق وعودة الثقة بالقضاء والقانون، فتقل البطالة ويزيد الانتاج وتحدث التنمية وتعود الايدي العاملة الصغيرة الفقيرة الى مقاعد الدراسة لتتابع تحصيلها العلمي والقضاء على التخلف والجهل ويزداد الدخل القومي وتنتهي الحاجة الى المساعدات الخارجية الملغومة وتقوى الدولة وتزداد هيبتها بجيشها وبرلمانها الذي يعبر عن ارادة الشعب وضمير الامة، وحينها يأتي دور التضامن والتعاون العربي ليتوج مسيرة النجاح بمواقف ناجحة وسياسات رادعة. فهيا معا الى الخطوة الاولى (الحرية) ولا تنسوا ان الحرية تؤخذ ولا تعطى.
ان وعي المواطن العربي بلغ حدا متقدما بسبب ثورة الاتصالات والتقدم العلمي ويمكن ان تأتي ظروف مواتية ليساهم المواطنون بانهاء حالة التوازن القلق الذي ترتكز عليه انظمة الفساد والاستبداد في العالم العربي، ولا شك اننا لو رضينا لانفسنا ان نقبى في حالة الشلل والعجز وفي غيبوبة اهل الكهف، فقد نبقى على حالنا ثلاثمائة سنين اخرى ونزداد تسعا.
وكل عام وانتم بخير.