وفي الكلام سنابل وقنابل !

عبد الله القحطاني

عبد الله القحطاني

·        أهمّ مايَميز سنابل الكلام وقنابله ، من السنابل والقنابل المعروفة :

-       أن سنابل الكلام وقنابله مَجازية ، بينما الأخرى حقيقية !

-       أن القدرة على التمييز بين النوعين ؛ الحقيقي والمجازي ، تختلف ! فالحقيقي : يَسهل على البشر العقلاء العاديين ، ذوي الخبرة البسيطة .. تمييزه ، ومعرفة مزاياه وخصائصه ، ونفعه وضرّه ، وجودته ورداءته .. بينما الثاني ، المجازي ، يحتاج إلى عقول متمرّسة ، وخبرات خاصّة ؛ لأنه غير مدرَك بالحواسّ العادية ، من نظر ولمس ، ونحوها ! فإدراكه ، بعمق وتفصيل ، لمعرفة جدواه ، وتأثيره السلبي أوالإيجابي .. عملية عقلية بحتة ، وهي ليست متوافرة لسائر الناس !

·        مِن أهمّ عناصر التشابه ، بين السنابل والقنابل الحقيقية ، والأخرى المجازية.. مايلي :

1) السنابل :

 - سنابل الكلام قد تكون ملأى أو فارغة .. كالسنابل الحقيقية !

 - كما أنها قد تكون من أنواع مختلفة ، كسنابل القمح والشعير!

 - وكذلك يمكن أن تكون قائمة على سوقها ، أو محصودة ، مركوماً بعضها فوق بعض ، أو مبعثرة في أماكن عدّة !

- كما أنها قد تكون محصّنة من الحشرات ، ومن عوامل الطبيعة .. وقد تكون معرّضة لهذه العناصر المؤذية ، التي تتلفها !

- وكما أن السنابل العادية الجيّدة ، قد تَسرّ أصحابها ، وقد تصيبهم بالغرور، والتكبّر على العباد ؛ بسبب ما تجلبه من غنى وجاه .. فكذلك السنابل الكلامية الملأى ، قد تفعل الشيء نفسه ، في بعض النفوس.. بما تجلبه لأصحابها من سمعة ، أو مكانة ، أو مال أحياناً !

- وكما أن السنابل الفارغة ، قد تخدع أصحابها ، في البداية ، قبل اكتشاف حقيقتها ، وتوهمهم ، بأنهم صاروا أثرياء .. فكذلك السنابل الكلامية ؛ قد توهم أصحابها ، بأنهم صاروا شيئاً مذكوراً ؛ إذ صار لديهم مايعتدّون به ، ويحلمون ، من خلاله ، بالثروة والجاه ، والمكانة المرموقة .. حتى إذا اكتشفوا حقيقتها ، أصيبوا بخيبة الأمل والإحباط ، أو المكابرة والتمرّد !

2) القنابل :

قنابل الكلام المجازية ، قد تحمل بعض المَشابه والسمات من القنابل الحقيقية ! ومن ذلك ، على سبيل المثال :

_ كما تتنوّع القنابل العادية إلى أنواع : كالقنابل الهجومية ، والدفاعية ، والصوتية ، والدخانية.. فكذلك القنابل الكلامية المجازية ! بَيدَ أن الفارق بين الحقيقي والمجازي ، هو أن الأول أذاه بدني : ( قتل .. جرح .. خنق .. !) أمّا الآخر، فأذاه معنوي ، ينصبّ على القوى العقلية والنفسية للإنسان ! بَيد أن هذا الأذى ، قد يصيب أناساً كثيرين ، بعيدين عن مكان انفجار القنبلة .. أفراداً وتجمّعات ، ودولاً ، أحياناً ! بينما ينحصر أذى النوع الحقيقي ، على أناس بأعيانهم ، هم القريبون من مكان انفجار القنبلة .. وهم لايتعدّون مجموعة من الأفراد ، في العادة !

-       كما أن القنابل الحقيقية ، قد تؤذي أصحابها ، أحياناً ، فإن القنابل الكلامية المجازية ، قد تصيب أصحابها بالأذى المعنوي ؛ من قتل ، أو جرح ، أو خنق ، أو نحو ذلك ! بل ، ربّما انصبّ أذى القنابل المجازية ، على أصحابها ، وحدهم ، دون أن يصل إلى أعدائهم..  إذا استعملت بطريقة غير صحيحة ! وهو ماقد يحصل ، أحياناً , كذلك ، عند استعمال القنابل الحقيقية بأسلوب غير صحيح !

- وكما أن القنابل الحقيقية ، قد تصلح للتجارة ، والاستعمال ، والتهديد بها ؛ للإخضاع ، أو الابتزاز.. فكذلك القنابل المجازية ؛ تصلح للتجارة والاستعمال والتهديد ! ولكل فريق من الناس ، في الصراعات المختلفة ، لاسيّما في المجالات السياسية والإعلامية .. قنابله الخاصّة به ، من حيث النوع ، وطريقة الاستعمال ، وأسلوب التهديد أو الابتزاز! وتتفاوت نِسب النجاح والإخفاق ، في استعمال القنابل ، والتجارة بها ، والتهديد أو الابتزاز بها .. تتفاوت بين فريق وآخر ! وتؤثّر في هذا التفاوت ، جملة من المعطيات ، منها : الإمكانات الذاتية ، ومنها الظروف الموضوعية ، المحيطة بكل حالة !