اليهود والأيدلوجية الماركسية
أبو دجلة الأحوازي
(مركز ابن السكيت الثقافي)
شكلت مشكلة اليهود مرحلة حرجة وحساسة للغاية في تاريخ اروبا المعاصر والحديث (الغربية والشرقية) حيث في عهد الاصلاح او التسامح الديني بقيادة (مارتن لوثر) مؤسس الليبرالية وبعد ذلك في عهد عالم السوسيولوجيا كارل ماركس (اليهودي) والذي شغلت الكثير من علماء العصر لحلحلة الحركة اليهودية والتي بدات تتفاقم يوما بعد يوم في اروبا وخاصة روسيا وقد انفعل ماركس بها ودافع عن اليهود وهاجم النظام الارثوذكسي انذاك وقدم مؤلفه الشهير (المشكلة اليهودية) ليدافع عن اليهود والعرق اليهودي ويهاجم النظام المسيحي الارثوذوكسي في شرق اروبا ويطالب بالثورة عليه وازالته،حيث كانت حصيلة هذا الدفاع المستميت عن العرق اليهودي تحديدا هو طرده من البلاد الى فرنسا وبلجيكا وبعدها الى لندن ليرافق زميله الراسمالي صاحب شركات النسيج العالمية (انجلز) وكان سبب هروبه هو الحملة التي شنها على النظام السياسي انذاك المتمثل بالكنيسة وليس في سبيل (يا عمال العالم اتحدوا) كما يعتقد البعض .
من الانكى ان بمجرد صدور الماركسية اعتناقها كل المفكرين اليهود كان شعارهم لا فرق "بين يهوديا ليبراليا ويهوديا اشتراكيا" ثم لو اردنا ان ننظر الايدلوجية الماركسية كعقيدة على انهم لا يؤمنون بوجود الخالق (الله) والدين، ومن جهة اخرى ممارساتهم تجاه اليهود (حيث كل علماء الماركسين اغلبهم كانوا من يهود عصرهم) فكيف بداية من كارل ماركس الى فرويد وهرتزل وبن جوريون الى لينين.. وباقي السادة الملاحدة و لكنهم في نفس الوقت يؤكدون ان الدين اليهودي وحده هو الدين المميز والصحيح عند الله و(موسى) وحده الانسان الكامل وانه الذي قدم اصول الحضارة الغربية .
ولو كانت الشيوعية اي ماركسية الصبغة تقوم على انكار وجود الخالق والدين؟ فكيف قادة الماركسية في روسيا وشرق اروبا وفي كل مواقفهم تجاه اليهود من زاوية عقائدية ثابتة تقوم على ان اليهود على مستوى العالم و في كل زمان ومكان شعبا واحدا وانه يرتبط ازليا بفلسطين باعتبارها ارض (الميعاد) وتمكين المؤسسة الصهيونية باقامة دولة يهودية في فلسطين باعتبارها ارض الميعاد .طالما هؤلاء ينكرون وجود الخالق (الله) فاي اله هو الذي وعد اليهود بهذه الارض !
فكيف يتفق ويتحالف كل هؤلاء الزنادقة على تحقيق العقيدة اليهودية بتمكين اليهود من فلسطين باعتبارها ارض الميعاد والتي يرتبطون بها ازليا بموجب الميثاق الالهي الذي اقسم فيها الله بذاته ان يمنحهم فلسطين ليقوموا فيها مملكتهم المقدسة! الا يثبت هذا ان كل هؤلاء كانوا ينطلقون من زاوية عقائدية يهودية تلمودية.
طبعا لا نريد ان يخرج علينا واحد من الفلاسفة الشيوعيين الاحوازيين ! ان الصهيونية كانت في تأسيسها ونشؤها منظمة سياسية وليست دينية او شعارها كان يسند الى حقوق تاريخية وليست عقائدية …
لمحة تاريخية مختصرة عن اليهود
الكل يعرف وعلى راسهم المؤرخين، ان اليهود كانوا في اروبا وعلى امتداد التاريخ طائفتان الاولى – يهود سفرديم : في غرب اروبا،ان مشكلة اليهود سفرديم (اهل السفر او الذين اسماهم القران اهل الكتاب او الساميين بحكم ان جذورهم ترجع الى سام بن نوح) وقد انتهت تماما في غرب اروبا منذ حركة الاصلاح سنة 1517
اما الثانية- فهي اليهود الاشكانيزم : وموطنهم روسيا وشرق اروبا وجذورهم التاريخية تترية ترجع الى دولة (خزر) التي ظهرت في القرن السابع وان نسبة هؤلاء 88% من يهود العالم حيث هم من اسسوا الحركة الصهيونية ولم ينحدروا من اصول سامية .
اذن كل الدراسات اثبتت ان اصل اليهود الاشكانيزم في روسيا وشرق اروبا وهذا ليس محل خلاف حتى في المراجع الغربية وان اصول هؤلاء ترجع الى دولة خزر في القوقاز التي وجدت في القرن السابع في منطقة القوقاز وكانت عاصمتها (ميناء ايل) حتى تذكر بعض الكتب التاريخية انه لم تستطيع الدولة العربية الاسلامية الاموية والعباسية التغلب عليها … (1)
فلذلك على اليهود ان يحلموا بموطنهم التارخي والمعروف …وليس في فلسطين .
وللحديث بقية…
(1) الدراسة في اصول الثقافت الغربية بالمقارنة بالثقافات الاسلامية ( موسى عبدالعظيم الأسيوطي ) ص (64-65)