عن الخطر الفارسي

المغلّف بحب آل البيت وكيفية مواجهته

إبراهيم درويش حمد الكردي

 لقد أصبح الخطر الفارسي الصفوي ظاهراً لكل ذي عينين، في عموم بلاد المسلمين، التي تصنّف تقليدياً بأنها سنّيّة. الأمر الذي نبّه عليه العلاّمة الدكتور الشيخ يوسف القرضاوي، وهو العالم المعتدل الذي عمل منذ أكثر من عقد من السنين على محور التقريب بين المذاهب الإسلامية.

 تحذير القرضاوي وتبعاته:

 وقد كان تنبيه الشيخِ الفاضلِ اللطيفُ المؤدبُ، بما جُبِل عليه من خلق كريم وأدب إسلامي راقٍ مع حرص على الإسلام وأهله، إلى هذا الخطر بمنزلة الصاعق الذي فجّر برميل الحقد الطائفي على الشيخ والدعاة المخلصين ورموز أهل السنّة والجماعة، الأمر الذي يعني أن كلام الشيخ جاء منهم في مقتل، فراحوا ينعتون الشيخ بتهم رخيصة دنيئة، من قبيل أنه عميل للصهيونية والصليبية، وأن مواقفه تخدم إسرائيل وأمريكا...، وهي تهم ألصق بهم، وأقرب إلى طبيعتهم ودورهم في المجتمعات السنّيّة، على مذهب قائلهم:

(رموني بعيوبهم وعابوا)، وهم الذين مهّدوا وساعدوا للاحتلال الغربي لأفغانستان والعراق باعتراف نائب رئيسهم، وكأن العمالة وخيانة الله وأمة الإسلام وسام شرف يرفعونه على صدورهم التي تنضح حقداً وقذارة وفجوراً،" قد بدت البغضاء من أفواههم"، "وما تخفي صدورهم أكبر"، نعم أكبر، أليست التقية دينهم ودين آبائهم"!!وينسبون هذا الكلام إلى أئمتهم!!؟

 لقد جاءت مواقف هؤلاء القوم من الشيخ الجليل القرضاوي ومبدئيته والعاملين للإسلام الحق منسجمة مع حقيقة ما هم عليه" آية المنافق ثلاث...وإذا خاصم فجرَ". وإلا بم تفسَّر هجوماتهم المنحطّة عليه، المفتقرة إلى الحدّ الأدنى من الأدب الإسلامي؟ أيمكن أن يصدر مثل هذا الكلام عن عاملين مخلصين للإسلام، يريدون له ولأهله الخير والسؤدد؟

 بعد هذه المقدمة نسأل:

 ما وجه الخطر في الدعوة الفارسية الصفوية؟

 1. يكمن هذا الخطر في تشكيك المسلمين السنّة في أصول عقيدتهم ورموز تاريخهم الإسلامي المجيد؛ والطعن في صريح القرآن الكريم وفي الجيل القرآني الفريد الذي ربّاه رسول الله صلى الله عليه وسلم على عينه بتسديد الله تعالى وتوفيقه. فهم لا يفتأون يرددون العبارات الاستفزازية على مسامع الناس في المجتمعات السنية، عبارات قبيحة تصل إلى درجة الشذوذ في العقيدة وفي السلوك، مثل زعمهم أن خليفتي رسول الله أبو بكر وعمر رضي الله عنهما هما الجبتُ والطاغوت، وأنهما صنما قريش، وأن عائشة رضي الله عنها متهمة في عرضها(حاشاها)، وأن أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام ارتدّوا عن الإسلام بعد وفاته عليه الصلاة والسلام...إلخ من الترّهات والضلالات، مغلّفين ضلالاتهم تلك بدعوى حبهم لآل البيت ونشر الإسلام والدعوة الإسلامية...إلخ.(ومن كان عنده شك فيما نذهب إليه فليعُدْ إلى بروتوكولاتهم المنشورة في هذا الموقع ضمن الخطة الخمسينية لتضليل العالم الإسلامي).

 لو كانوا صادقين في زعمهم أنهم يريدون للإسلام وأهله خيراً، وأنهم دعاة وحدة إسلامية لما عاملوا المسلمين من أهل السنّة والجماعة في إيران معاملة لا تقلّ خسّة وإجراماً عن معاملة اليهود للفلسطينيين في أراضي فلسطين المحتلة عام 1948م، من حيث اغتيال رموزهم وسجنهم وتكميم أفواههم وحرمانهم من كل نشاط من شأنه الحفاظ على دينهم في بلد يسمى "الجمهورية الإسلامية". ليوضّحوا لنا عن مصير الزعماء الدينيين الكرد أمثال الشيخ أحمد مفتي زاده والشيخ أحمد الحسيني وغيرهم أين هم الآن؟ وليوضّحوا لنا عن مصير أعلام البلوش وقادتهم، وعن مدارس أهل السنّة في إيران ما مصيرها؟ وأين هي الآن؟ إنهم لم يكتفوا بغلغائها أو إغلاقها، بل أمروا بهدمها بالجرافات، تماماً كما تفعل قوات الاحتلال في فلسطين مع بيوت الناشطين الفلسطينيين. وهي المدارس التي مضى على بناء بعضها وعملها عقود بل قرون!؟ هل يحق لأهل السنّة الإيرانيين أن يبنوا مسجداً لهم في طهران العاصمة الإيرانية، ليقيموا فيه شعائر صلاة الجمعة، بالرغم من أن عددهم يفوق مليوني إنسان في طهران وحدها؟

 إن على أنصار التقارب والتقريب والوحدة الإسلامية أن يذكّروا القادة الإيرانيين الفرس بضرورة أن يكون في طهران مسجد لأهل السنّة، وأن تكون لهم مدارس دينية على غرار الحوزات العلمية التي ترعاها الحكومة الإيرانية في بلاد أهل السنّة لجاليات أو متشيّعين لا يزيد عددهم على عدد أصابع اليدين.

 وإن على دعاة التقارب والتقريب والوحدة الإسلامية التي لا تتم إلا بالانضواء تحت الراية الإيرانية السوداء أن يطالبوا الزعماء الفرس بمعاملة أهل السنّة من الإيرانيين، كالأكراد والعرب والبلوش والتركمان وغيرهم المعاملة التي يفرضها الإسلام دينُ الله تعالى، قبل أن يسوّقوا البضاعة الفارسية الكاسدة، وقبل أن يلوكوا كلاماً يوحي به الفرسُ وليس له على أرض الواقع في إيران والعراق رصيد!!!

 إن عليهم أن يذكّروا الفرس أن الوحدة الإسلامية لا تكون بسحق أهل السنّة واغتيال قادتهم ورموزهم في إيران، وسبّ الصحابة وتكذيب صريح القرآن في تبرئة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، والتشكيك بالقرآن ونشر الرذيلة والإباحية باسم زواج المتعة.

 2. ويكمن الخطر الفارسي المغلّف بغلاف برّاق(حب آل البيت) أنهم حيثما حلّوا وأنى وُجِدوا يثيرون الأحقاد الطائفية التي عفا عليها الزمن، كإثارة الخلاف الذي نشب قبل ألف وأربعمئة سنة بين الصحابيين الجليلين علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما،"سبحان الذي يحيي العظامَ وهي رميم"!!

 3. ويكمن الخطر الفارسي في أن أتباع هذا المذهب المسمّى بالمذهب الشيعي لا يؤمنون بالأخوة الإسلامية ولا بالاختلاف المذهبي بين فئات وجماعات الأمة الواحدة، بل يؤمنون بالتصفية الجسدية للفئات الأخرى والإلغاء والإمحاد لكل ما هو غير شيعي فارسي مذهباً أو ولاء، ولنا فيما يجري في أرض الرافدين ولبنان أكبر شاهد. كما أن ما يجري في سورية ليس بعيداً عما قلناه، حيث التحالف الوثيق بين نظام حكم علمانيّ في الظاهر، ذي خلفية طائفية تتصل بالفرس بوشائج المذهب، وبين نظام يدّعي الإسلامية.

 4. إحياء الإمبراطورية الفارسية القديمة التي قضى عليها الإسلام، ولكن تحت يافطة "شيعة آل البيت وحب آل البيت" وضرب الإسلام من جذوره حتى لا تقوم له قائمة، على أمل التعجيل بمجيء إمامهم الغائب في السرداب في مدينة سامراء العراقية منذ أكثر من ألف ومئتي عام(المهدي المنتظر)، طبعاً المهدي المفصّل على مقاس الفرس، الذي سيقتل من العرب تسعة أعشارهم حسب عقيدتهم!!! ومن واجب المؤمنين بمجيئه أن يملأوا الأرض ظلماً وجوراً وفساداً للتعجيل بمجيئه، وتأتي الأعمال الوحشية والمجازر الرهيبة في العراق التي يقيمونها لأهل السنّة ضمن هذا السياق. تماماً كما تُوهِمُ الصهيونيةُ والقادةُ الإسرائيليون العالمَ الغربيَّ المسيحيَّ بضرورة دعم إسرائيل وتمكينها وتقويتها للتعجيل بنزول المسيح المخلّص. وبهذا تلتقي الصفويةُ الفارسيةُ مع الصهيونية العالمية في الغاية والوسيلة.

خرافة التقريب بين السنّة والشيعة:

 رحم الله العلاّمة محب الدين الخطيب، فقد عمل في التقريب بين السنّة والشيعة أكثر من سبعة عشر عاماً، ثم اكتشف أنه كان يعبث، لأنهم كانوا يلجأون معه إلى التقية والمواربة واللفّ والدوران. وكانت حصيلة جهوده وتجاربه وخبراته في هذا الحقل كتابه" الأسس التي بني عليها دين الشيعة الاثني عشرية"، وحكم عليهم بأنهم أصحاب دين آخر وإن زعموا أنهم مسلمون! والعودة إلى كتاب" مؤتمر النجف" مفيد في هذا الصدد.

 والدكتور القرضاوي بفضله وعلمه وجلالة قدره وعمله الدؤوب في سبيل التقريب بين المذاهب الإسلامية منذ سنوات عندما حذّر من الخطر الشيعي على المجتمعات السنّية كان الجزاء الذي كوفيء به من قبل هؤلاء هو الحرب الشعواء ووصفه بما هو منه براء.

 ولكن عزاؤنا أن هؤلاء القوم لم يكونوا كما كانوا مع القرضاوي ومحب الدين الخطيب وابن تيمية فقط، بل حتى مع أئمتهم الذين يبكون عليهم في عاشوراء وغيره. فقد استدعوا الحسين بن علي رضي الله عنهما إلى كربلاء بهدف نصرته ثم تخلوا عنه وأسلموه للقتل. ولمّا تنازل الحسن بن علي رضي الله عنهما عن الخلافة لمعاوية رضي الله عنه حقناً لدماء المسلمين عابوا عليه أيضاً وانتقصوا من قدره وصاروا يلقّبونه بـ " عار الخلافة"، بالرغم من زعمهم أن الأئمة معصومون لا يفعلون شيئاً عبثاً وأنهم مؤيّدون بالوحي!!! فمن الخطيب والقرضاوي بجانب الحسن والحسين؟؟

 نعود إلى قولنا" إن التقريب مع هؤلاء في المفاهيم والأفكار والرؤى خرافة لا يتعلق بها إلا واهم أو ساذج أو مخدوع؛ لماذا؟ لأن المحاولات التي جرت وتجري بهذا الصدد لم تؤت أيّاً من الثمار والنتائج المرجُوّة مهما كانت ضئيلة؛ وقد قالت العرب" المجرّبُ لا يُجرَّب". أو "مَن جرّب المجرََّبَ فاتّهمْه في عقله".

 ولنا أن نسأل هذا السؤال: عن أيّ شيء يتنازل السنّي في حواره مع الشيعي؟ هل يتنازل عن حبه لآل البيت وتبرئة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وحب الصحابة ـ رضي الله عنهم أجمعين ـ ونفي التحريف عن القرآن الكريم؟ أم يتنازل عن المطالبة بإنصاف إخوانه المسلمين من أهل السنّة في إيران ومساواتهم مع الفرس الشيعة في الحقوق والواجبات؟ أم يتنازل عن اعتقاده أن الصحابة كلهم عدول لايصحّ لنا أن نقوم بتقويمهم والحكم عليهم فيما جرى بينهم من خلاف، وربُّنا سبحانه يعلّمنا " تلك أمّة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم، ولا تُسألون عمّا كانوا يعملون". سورة البقرة/ الآية 134،141. أم يتنازل عن اعتقاده أن الحكم بين المسلمين شورى، وأن ما سوى ذلك مما يذهب إليه القومُ لم يثبت عندنا ولن يثبت؟!! وهل الفرسُ الصفويون من آل البيت حتى نخضع لهم ونقرّ لهم بالولاية؟ ومَن فوّض الخمينيّ ومَن جاء بعده للتحدث والتصرف باسم الإمام الغائب؟ هل مبدأ" ولاية الفقيه" من الدين؟ أم بدعة أخرى من بدعهم يريدون التحكم به في دين المسلمين وأعراضهم وأموالهم؟

 وقفة مع كلام الجنرال الإماراتي:

 يوم 24 أيلول 2008م نقلت صحيفة الشرق الأوسط اللندنية قول الفريق ضاحي خلفان قائد عام شرطة دبي "إن دول الخليج قادرة عن زرع خلايا نائمة في إيران، بما تمتلكه من قدرات مالية".

 وقد جاء كلام المسؤول الأمني الخليجي في أعقاب تصريحات نيابية كويتية، حذرت من خلايا إيرانية في الكويت، اعقبتها تصريحات نائب برلماني بحريني حذر أيضا من خلايا ايرانية في دول الخليج، مطالبا وزارة الداخلية في بلاده، بفتح باب التحقيق في هذه القضية.

 وأكد قائد عام شرطة دبي خلال الندوة التي نظمتها جريدة «الاقتصادية» مساء أمس الأول، ردّاً على سؤال حول التقارير التي تتحدث عن وجود خلايا إيرانية في دول الخليج، أن من مصلحة ايران ألا تلعب هذه اللعبة، خصوصا أن دول الخليج تقدر جوارها. مضيفا،"قد يكون لإيران خلايا نائمة في الخليج، لكن على إيران ان تدرك أن دول الخليج قادرة على خلق خلايا مماثلة داخلها، بما لديها من إمكانيات".

 وأضاف أن "في إيران 15 مليونا من جذور عربية، وبمقدور دول الخليج تحريكهم، واذا استطاعت فتح ثغرة فإننا نستطيع فتح ألف ثغرة، وهناك "عربستان" تعني أرض العرب، وتضم عربا من أصول عربية، وهم تحت وطأة من سوء المعاملة، ومحرومون من أشياء كثيرة". ولا توجد إحصائيات رسمية عن أعداد الجالية الايرانية في الدول الخليجية، لكن السفير الايراني في أبوظبي، كان قد قال لـ«الشرق الأوسط» في تصريحات سابقة "إن الجالية الايرانية في الإمارات، تتراوح من 450 الى 500 الف مقيم".

 وأكد الفريق خلفان أن «دول الخليج لا تريد تأجيج هؤلاء، وعلى إيران الا تلجأ لهذه اللعبة، لأنها ليست من مصلحتها، كما هي ليست من مصلحتنا أيضا، ولا ينبغي أن يأتي ذلك من دولة جارة ومسلمة، ولذلك نحن ندعو العقلاء الى تحكيم العقل، لكن في حال حركت خلايا ساكنة أو نائمة سنحرك ألف خلية".

 نستنتج من كلام المسؤول الخليجي أنه يرى في الأوضاع السيئة التي يعيشها بنو جلدته من أهل عربستان تحت الحكم الفارسي مادة للابتزاز والمقايضة والمفاوضة مع الفرس، أو ورقة ضغط ليس أكثر ولا أقلّ!!!

 إن انتقال العرب والمسلمين من موقع المدافع إلى موقع المهاجم تجاه إيران والخطر الذي تشكله عليهم هو الذي يوقف هذا الخطر؛ وذلك بأن يبادروا إلى مطالبة حكام طهران بتحسين أحوال أهل السنّة في إيران(ليس فقط العرب، وإنما الكرد والبلوش والتركمان والأذريين أيضاً)، ومساواتهم بالفرس الشيعة في الحقوق والواجبات، وتمكينهم من التمتّع بحقوقهم، ومن حكم أنفسهم بأنفسهم. ويجب أن لا يُنظَر إلى الأمر على أنه تدخل في شؤون إيران الداخلية، فإيران عندما تنشر مذهبها وتدعم الأقليات الشيعية في البلاد السنّيّة لا تعير هذا الأمر أي أهمّية، فلماذا ينبغي أن يأخذه أهل السنة باعتبار؟ إن المعاملة بالمثل وردّ الصاع صاعين هو الذي يجب أن يسود، وليس سياسة الاسترضاء والمداراة والاستجداء والاسترحام، ليس مع إيران فقط وإنما مع كل الدول في أن لا تتدخّل في شؤوننا.

 إن هذا الأمر يجب أن لا يكون عاملاً للمساومة والابتزاز، بل يجب أن يُطرَح بصدق وقوة، لأن أهل السنّة في إيران هم إخوان لنا في العقيدة، ولهم علينا حق النصرة، ولأنهم سيصبحون عامل توازن واستقرار في إيران، وهم وحدهم القادرون على كبح جماح الفرس وتقليم أظفارها. وطبعاً هذا لن يتأتى إلا بعد أن تنسّق الحكومات العربية والإسلامية مواقفها وتصدر هذه المطالبات تجاه إيران بصوت واحد، لا سيّما عندما تربط هذه الحكومات ظروف تحسين العلاقات العربية والإسلامية مع إيران بتحسين أوضاع أهل السنّة فيها. فهل هذا مستحيل أم خيال أم غريب؟

كيف السبيل إلى تفادي هذا الخطر؟

 السبيل يسيرٌ على مَن يسّر الله عليه، وتتجلّى ملامحه فيما ياتي:

1.    إجراء مصالحة حقيقية ونهائية بين السلطات الحاكمة وأصحاب التيار الإسلامي في الدول الإسلامية، وتمكين الإسلاميين من الوقوف في وجه هذا الخطر المحدق بالجميع، حكاماً وشعوباً وتيارات طالما كانت غير صفوية المذهب فارسية الولاء. عبر الوصول إلى وسائل الإعلام المختلفة وبثّ رسالتهم الدعوية والإعلامية الإسلايمة الصافية من كل شائبة.

2.    تنسيق السياسات الرسمية أمنياً وإعلامياً ودينياً بين السلطات الحاكمة في الدول الإسلامية المستهدفة من قبل التبشير الصفوي.

3.          نشر الكتب والرسائل التوعوية التي تبصّر الناس بحقيقة دين هؤلاء وخطورتهم على أهل الإسلام.

4.    إقامة ندوات وحوارات ومناظرات مسموعة ومرئية وفي الصحف وغيرها من وسائل الإعلام بين ممثلين سنّة وشيعة وإقامة الحجة عليهم ودحض افتراءاتهم.

5.    مطالبة السلطات الإيرانية بالسماح لدعاة أهل السنّة بالعمل الدعوي والتبشير في إيران على قاعدة المعاملة بالمثل، ومطالبتها بمنح الحرية الدينية والسياسية لأهل السنّة فيها.

 بقي أن نشير إلى أن التشيع الذي تطرقنا إليه في هذا المقال هو التشيّع الفارسي. أما الشيعة العرب في عمومهم فإنهم يرتبطون بإخوانهم المسلمين السنّة من العرب وغيرهم بوشائج قوية من الصلات الدينية والقومية والعشائرية، وقلّما شكّلوا خطراً على المجتمعات السنية، وعاشوا مع إخوانهم السنّة قروناً طوالاً دون أن يعكّر صفوهم أحد، أو يعكروا صفو أحد بتاتاً. وقد كانت لهم طروحات من قبيل أن التشيع العربي غير التشيع الفارسي، وطالبوا السلطات الإيرانية بتخصيص حسينيات لهم دون الحسينيات التي يؤدي فيها الفرس طقوسهم الدينية، عندما كانوا يقيمون في إيران خلال عهد صدام حسين. أما أولئك النفر الذين ارتضوا لأنفسهم أن يكونوا أداة لتنفيذ المخطط الصفوي الفارسي في بلاد الإسلام فلا فرق بينهم وبين الفرس الصفويين، وهم بالتأكيد قلة قليلة بين العرب.