المقامة الفجريّة

صالح أحمد

[email protected]

عُمرُ المَدى iiصَمْتٌ
لونٌ وبَعضُ صدى


مـا  عُمرُ iiأمنِيَتي
أثَري،  فأين iiغَدي

يوقظني الفجر، أو أوقظه، لأمضي إلى ما يستحق أن أجعله بداية يومي، أو ربّما أجلي، فمن يدري؟! وكل ما يشغلني، بل يغمرني تفاؤلا؛ شعوري بأن عظمة البدايات، لا بدّ ستكتُبُ عظمة الخواتم... إذ لطالما آمنت بأن الأمور جواذِبٌ.. وكلٌّ يجذب إليه ما يناسبه أو يماثله، أو يُضارعه.. والسر أحوال...

العشق يجذب العشقَ، والعظمة تجذب العظمة، والفكرة تجب الفكرة، والصّحوة تجذب الصحوة، والخير يجذب الخير... والكل بالسِّرِّ جواذب.

والسِّرُّ في iiروحي
مِـن  فِتنَةِ iiالفاني
السِّرُّ  في iiروحي
جَـذبي فمعراجي




بالرّوحِ iiمُعْتَصَمي
مِن مورِثي عَدَمي
سَبحي  iiوتمجيدي
عِـتقي  iiفَتَخليدي

وأمضي... وللفجرُ روحٌ، يصحو فيَّ، ينثرني على طهرِ النّدى ألَقًا.. والكونُ ساكِنٌ. وللفجر سرّ.. والسّرّ روح.. وبالسّر يصحو أقوام، يعيشون سرّ النور؛ صفوًا يتدفّق، يسكن فوح النّدى، وتَنفّس الفجر، ومباهج النور ترسم جواذب البدايات وأسرارها في الفجر...

في السّر يعمى قوم، يدورون، يجرون لمستقر لهم... يسكن غياهب ذواتهم، تحكمه جواذب الشّهوة، وسواجن اللّذة، لا يدركون من الفجر إلا هجعة النّفس اطمأنت إلى هيكلها الفاني، في جذبة التراب ..

ما يُنبِتُ التُّراب
حقيقة  iiوسراب


لا سِـرّ iiيَسكُنُهُ
والموتُ  iiمعدَنُهُ

وأمضي... وللفجر انبعاثٌ، ينتشي بي... أحياهُ ويحياني في تمازج وجدانيٍّ أشعره أليفا أنيسا فيَّ، وأستشعر معه سريان الروح بسر باعثها المحيي المميت سبحانه، يبعث الحياة في الوجود الراكد، فيتنفّس... وأحس لتنفسه رعشة يهتز لها كيان كل شيء.. فتنطلق روح الجذبة تأخذ حقها المقدور، فتُزاوج الأشباه... وتُنافِرُ الأضداد.. فيبصر أهل الروح سرُّ الأنوار يستيقظ بسرّ المبدئ المعيد... ويستثقل أهل الجسد جثوم الظلام على أنفاسهم، فتعمى بصائرهم عن سر المُقدّم المُؤخّر...

والـفجر  عيد صفا
يصحو، ويصحو بهِ
والـكُـلُّ  مَـقدورٌ



والـسِّـرُّ iiمَـكنونُ
فِـعـلٌ  iiومضمونُ
بـالـسِّرِّ  iiمرهونُ

وأمضي... وقد تنفّس الفجر، وسَرَت انفاسه بسر المبدئ المعيد إلى كل شيء، فاختلطت الأنفاس بسر جذبتها... لطف وسحر وحسن وصفا... تنالني جذبتي بنصيب، فأشهق وأزفر بقوة، آخذ من أنفاس الأرواح المتجاذبة، وأعطيها.. والفجر يتسلل إلى نفسي، يتخللني، روحه تمازج روحي في سعي الأرواح إلى اعتناق البدايات؛ شوقًا إلى رفعة المقدور في سر النّهايات...

وأصفو... وما أنا إلا نَفَسٌ قُدِّرَ له أن يمازج الأنفاس في سر اللطيف الخبير، مالك الملك سبحانه.

وأسري... وما أنا إلا خطوة قُدِّر لها أن تشق مسارها وسط زحام الأنفاس الفجرية بسر الواجد الباعث، تعيش تجاذب الحيوات حتى تصير إلى مستقر لها ..

روحٌ iiورَيـحانُ
الـسِّـرُ بُرهانُ
والدّهرُ  iiرَحمانُ
والـشَّرُّ iiشُطئانُ
والـفِكرُ  إنسانُ
والعُذرُ  iiشيطانُ
الـكونُ  iiرُكبانُ
والـقبرُ  iiقيعانُ
والصّبرُ iiعُنوانُ
والنّصرُ  iiأركانُ
روحٌ iiورَيـحانُ











ما  بالخُطى iiسِرُّ
عـنوانه iiالدّهرُ
لا  يـدنُهُ iiالشّرُّ
والمَركِبُ  الفِكرُ
مـيزانُهُ  iiالعُذرُ
قـريـنُهُ  iiالغَرُّ
والـموعِدَ iiالقبرُ
أفياؤها  iiالصّبرُ
والعبرَةُ  iiالنّصرُ
في عَقدِها البِشرُ
ما  بالخطى iiسِرُّ