ثقافة الكراهية والحزن .. ليستا من أدبيادنا

سورية الشامي

[email protected]

نحن المسلمين .. نكره الكافر لكفره لا لشخصه .. فإذا ما تنازل عنه صار لنا أخاً وصرنا له إخواناً وعوناً، حتى لو أجرم بحقنا وفعل ما فعل.

وفي مواقف الرسول صلى الله عليه وسلم مع الكافرين يوم الفتح ومع كل من أتى هذا الدين طائعاً، وكذلك في رسائله إلى الملوك قبل بدايات الحروب، وما موقفه من إسلام خالد بن الوليد ووحشي قاتل حمزة إلا علامات ومنارات على الطريق.

ونحن المسلمين نعمل لدنيانا كأنا نعيش أبداً، يحدونا الأمل والعزم والتوكل الحق على الله .. وفي غمار الحياة نتعرض للمحن والابتلاءات، نقف عندها موقف المعتبر، نعطيها حقها من التألم والحزن، ثم ننطلق مرة أخرى في طريق أداء رسالة الاستخلاف التي أوكلنا الله بها.

وفي مواقف الرسول صلى الله عليه وسلم، يوم قتلى بدر، ويوم وفاة ابنه بل أولاده جميعاً، وحين استشهاد الصحابة .. خير الأمثلة للمسلم المقتدي برسوله .. يتألم ويحزن .. ثم يستسلم لقدر الله النافذ .. ويعاود الانطلاق.

قلوبنا لا تعرف الكراهية .. كراهية تتحكم بالمشاعر والعقول، وتحيل العلاقات بين الناس إلى أحقاد تتوارثها الأجيال، فيكره الناس بعضهم لا يدرون لماذا ..

ونفوسنا لا تعرف الحزن .. حزناً يقتل النفوس ويغطي الكون بغمامة سوداء تلقي بالعتمة والكآبة على الناس.

ولا يوجد في التاريخ قوم هم أكثر تألقاً وتفتحاً وإشراقاً وتمسكاً بالأمل واعتماداً على حسن الظن بالخالق عز وجل من المسلمين.

ولا يوجد في التاريخ قوم هم أكثر كآبة وتعلقاً بالأحزان من الشيعة.

عقيدتهم مبنية على السب والشتم واللعن والقذف ورمي أشرف الناس بأعراضهم.

فكرهم مبني على الكراهية والحقد واجترار آلام عمرها ألف وثلاثمائة عام.

مناسباتهم مصبوغة بلون الدم والأحزان.

همهم شتم الأموات، ونبش التاريخ، وادعاء الأكاذيب، وطمس الأدلة، والافتراء بلا بينة.

ذكرياتهم سوداء اللون، جلها أيام فتن وحروب المسلمين.

قلوبهم تنبض كرهاً على كل مسلم لا يشاركهم عقائدهم ولا يقبلون بأقل من رؤية دمه يسيل على نصال سيوفهم.

فكرهم وفقههم وكل علمهم مبني على فلسفة مخالفة المسلمين .. كل المسلمين .. في كل شيء.

سعادتهم الوحيدة أن يروا الدماء تسيل .. والأمة متفرقة .. والحزن يدخل كل بيت.

قوم لانفع معهم إلا جبل من نار، يكف شرهم، ويعزلهم مع أحقادهم على صعيد واحد.

أمنية تمناها الفاروق الملهم .. استشرافاً للمستقبل، وعلماً دقيقاً بنفوس هؤلاء الناس .. فكرهوه .. وقتلوه .. ولعنوه .. وهم لن يقبلوا بأقل من نبش قبره .. لو استطاعوا.

قوم لا ينفع معهم التقارب ولا الحوار .. وسيكتشف كل من يحاول ذلك أنه كان يسعى وراء سراب ..

قوم لا تنفع معهم إلا كلمات أربع .. من وحي القرآن الكريم ..

"لكم دينكم ,, ولي دين"